أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - البرلمان المصري: نواب لكن ظرفاء














المزيد.....

البرلمان المصري: نواب لكن ظرفاء


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1149 - 2005 / 3 / 27 - 13:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


شاهدنا على الفضائيات أنواعا.. من جلسات مجالس النواب والبرلمانات في مختلف البلدان، من البرلمان الصيني الرهيب، إلى نظيره الأمريكي المهيب، ومن الكنيست الإسرائيلي.. إلى مجلس العموم البريطاني ثقيل الظل، إلى برلمانات آسيوية يتلاكم فيها النواب، ومجالس من أمريكا اللاتينية يتقاذف فيها النواب بأوراقهم، إلى برلمانات أخرى يتعارك فيها نواب الشعب أحيانا.. ويشد بعضهم البعض الآخر من ربطة عنقه أو قميصه، ويقفز بعضهم مع شدة النقاش والعراك على طاولاتهم.. وصولا حتى إلى مكتب رئيس المجلس.. وجره بين أقدام النواب المشاغبين! وشاهدنا أيضا جلسات لمجلس النواب المغربي.. وفيها ذات مرة غضب نائب من زميله فعايره على الهواء قائلاً: أسكت يا زوج المرأتين! كذلك شاهدنا المجلس الأردني، الذي لا أدري إن كان يمثل الشعب أم يربيه! والمجلس السوري في جلسته الشهيرة.. التي قام فيها بالتعديل الأشهر للدستور، وفيها ذاع صيت رئيسه عبد القادر قدورة في أرجاء العالم العربي!
لكن(أزهى عصور الديمقراطية)الذي تعيشه مصر!، وتلك العبارة الفلسفية الحكيمة بين القوسين.. مقتبسة من الأقوال المأثورة لوزير الإعلام السابق صفوت الشريف! أتاح لنا مشاهدة جلسات طويلة مطولة لمجلس الشعب/البرلمان المصري.. على القنوات المصرية المحلية والفضائية، يتصدر هذه الجلسات فتحي سرور رئيس المجلس، والذي يتمتع باسم حركي آخر.. يطلق عليه في حكاوي(الشعب).. الشعب الحقيقي، شعب الشارع وليس شعب المجلس! إذ يسميه المصريون(السيد موافقة)! فهو دائما يطلب التصويت على قرارٍ ما، ثم دون أن يرفع عينه عن الأوراق.. لينظر حتى إذا كان النواب رفعوا أيديهم أم لا، يقول:(خلاص.. موافقة)! أما النواب فألقابهم تعددت، من نواب القروض(الذين شفطوا قروضا من البنوك لا يعرف مصيرها!)، إلى نواب المخدرات(وهم في الأصل تجار مخدرات وفروا- قرشين- من هذه التجارة المربحة، صرفوهم على الدعاية الانتخابية، للمرور إلى مجلس الشعب.. ونجحوا!)إلى نواب التزوير(وهم الغالبية الساحقة.. الذين فازوا بالتزوير لانتمائهم لحزب مبارك!)إلى النواب الهاربين من الجيش(وهم النواب الذين فضحتهم الصحف، أو فضحوا بعضهم البعض لهروبهم من التجنيد في شبابهم!)إلى نواب نانسي عجرم(وهم عينة من النواب.. متخصصون في نوع معين من القضايا يعرضونها على البرلمان، قضايا تستعرض خطورة ظهور روبي ونانسي عجرم على شاشة التليفزيون المصري، وأثر ذلك على عفة الأسرة المصرية!)إلى نواب النوم وهو اللقب المشترك بين الجميع! ولا يهم النائمين منهم أن التليفزيون يصورهم وينقل حتى شخيرهم، بينما تُناقش في المجلس قضايا(غير هامة)، مثل مناقشة الرد على إسرائيل مثلا .. لقتلها جنود مصريين على الحدود! وبينما أحدهم يقرأ ما عنده، وهو يلهث، متسابقا مع الوقت.. قبل أن يقاطعه السيد/موافقة قائلا له: لخص يابني.. لخص خلينا نرّوح.. ! أو كما يقول عادة للنواب مقاطعا: انت بتكرر كلامك ليه.. مش قلت الكلام ده قبل كده.. ده يوم مش فايت! ثم يلتفت إلى نائب قام إلى زميل آخر، ومال عليه ليحكي معه- ربما في أسعار البورصة- بينما نائب آخر ما زال يلقي خطبته العصماء.. عن مجاري دمياط المفتوحة على النيل، فيقول السيد/موافقة: يابني أقعد.. إتهدوا بقه ربنا يهدكو.. وانت كمان.. خلص.. انت فاكر نفسك فين هنا.. هه .. ، فيرد النائب.. بس يا سيادة الريس إديني فرصة الله يخليك.. أصل المجاري...، لكن السيد موافقة يعاجله بالطرق على مكتبه العالي.. إنتو إيه.. متعرفوش تقولوا حاجة مختصرة أبدا.. يابني خلصني.. أروح منكم فين.. خلاص.. اللي بعده، لأ.. إنت بالذات يا حسنين.. اتكلمت قبل كده.. أقعد، قول انت يا محمد.. خلصونا.. بقولكم عايزين نروح!!
هذا المجلس بعينه هو المنوط هذه الأيام بتعديل الدستور! كي يسمح بانتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع المباشر بدلا من الاستفتاء، كما طلب منهم(كبيرهم الذي علمهم السحر)! وهو شيء غريب.. فالمفترض أن يطلبوها هم لا أن يؤمرون بها، نواب من هذه الأصناف سوف يهللون للريس، وإكراميته التي منحها للشعب، وسوف يضطر فتحي سرور لسماع مقامات المديح، بينما التليفزيون يصور كل خلجات وجهه الممتنة، دون أن.. يفتح فمه، فالكلام هذه المرة ليس عن مجاري دمياط، ولا عن قضايا مياه النيل، الكلام هذه المرة عن حكمة الريس، ومنحة الريس، وديمقراطية الريس، سيظل يسمع ويسمع، دون أن يقول للنائب: خلصنا.. وأدخل في الموضوع، فالموضوع مدخول مدخول..! تصويت.. موافقة!! لن يحتاج للنظر إلى المجلس الموقر.. كي يعرف كم من الأيادي ارتفعت في هذا الفرح، فأفراحه لا تعقد لمناقشة قضايا الشعب، بل تعقد من أجل التصوير، بعد أن يكون كل شيء قد طبخ سلفا.. وإذا كان بيرم التونسي قد قال: الوزة قبل الفرح... مدبوحة!! فإن وزة مجلس الظرفاء هذا.. وقبل التصويت.. موافقة!!!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة أمريكية تؤم المصلين، ليه يزعل ذكور العرب!
- هل تلقى حركة كفاية التأييد من الشارع والمؤسسات المصرية؟
- تفتيش في أوراق القمم العربية.. من المواجهة والتصدي إلى استجد ...
- إدوارد سعيد والرسالة الأخيرة
- عمرو موسى : شاهد مقالش حاجة!
- الثاني من مايو يوم العصيان المدني في مصر
- الأفلام الوثائقية العربية: عقلية ثنائية ترى العالم شرا مطلقا ...
- بعد الأرز في بيروت، النسر المصري يستعد للإقلاع: استغلال الفض ...
- الذهنية العربية الإسلامية تكره الأنثى المتمردة النشطة عقليا ...
- مبارك: تعدّل.. متعدّلش... برضه كفاية
- الحسين كان رجل سياسة وليس رجل دين، فلماذا القداسة؟
- إصلاح الشرق الأوسط يبدأ بالتغيير حول ضفتي البحر الأحمر
- من لا يربيه شعبه.. كونداليزا تعرف تؤدبه!
- صفوت الشريف: الريس مقبل على-ضبط إيقاع-المعارضة المصرية!
- الرئيس مات قبل التمديد: اللي خلف مماتش، المثل من مصر والريس ...
- مآخذ على التيارات السياسية المصرية في ظل نظام يحتضر
- رحيل ماهر عبد الله الإخواني الحداثي
- عدوى الخوف من الغزو الثقافي تنتقل من العرب إلى الفرنسيين
- المسلسلات التاريخية فن زراعة الوهم في نخاع العرب
- الأعلانات التجارية على الفضائيات من الأسمدة الزراعية إلى الم ...


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - البرلمان المصري: نواب لكن ظرفاء