أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - تجديد ولاية رئيس الوزراء لأكثر من مرتين.. ما الخطر














المزيد.....

تجديد ولاية رئيس الوزراء لأكثر من مرتين.. ما الخطر


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3984 - 2013 / 1 / 26 - 17:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجديد ولاية رئيس الوزراء لأكثر من مرتين.. ما الخطر
جعفر المظفر
أنجز مجلس النواب العراقي هذا اليوم خطوة هامه على صعيد تشريع قانون يحدد فترة رئاسة الوزارة بولايتين فقط. من حقي ان أفتخر بأني كنت من أوائل من دعى إلى ذلك. مصدر الفخر هنا خلقه شعور بأن الكتابة في الشأن السياسي ليس تسطير كلام على الفاضي وإنما هي التفتيش تحت سطح الظاهرة ومتابعة جذورها في عمق التربة.. بعبارة أخرى هي البحث في عمق الحدث لمعرفة أسبابه ومن ثم معالجته بما يضمن أن يأتي العلاج صحيحا ودائما. وقد رأيت, وأنا أتابع ظاهرة العودة إلى الدكتاتورية في العراق تحت غطاء ديمقراطي, إن كثيرا من المعالجات إنما تعتمد على تخفيف الصداع المزمن عن طريق المسكنات وليس محاولة البحث في العمق عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ذلك الصداع.. إن طبيبا على الماشي سيكون مقتدرا لتخفيف الصداع إذا ما أعطى المريض حبة إسبرين, لكن هذا الطبيب نفسه هو من قد يتسبب بموت المريض حين يغفل أن حبة الإسبرين, وإن هي كانت مطلوبة للتخفيف من ألم المريض, إلا أن متابعته الدقيقة لأسباب الصداع في عمق الدماغ ربما سيجعله يكتشف أن وراء ذلك الصداع ورم في الدماغ وإن إهمال هذا الورم أو عدم إكتشافه لإزالته هي الطريقة الأمثل لقتل المريض.
تطرق الدستور العراقي الحالي إلى تحديد فترة بقاء رئيس الجمهورية بولايتين فقط, تستمر الواحدة منها أربعة سنوات, في حين أن هذا الدستور نفسه ترك ولاية رئيس الوزراء مفتوحة, وهذا النظام هو في حقيقته نظاما ديمقراطيا معروفا وتتبناه عدة دول من النوع الذي تتبنى النظام الوزاري وليس الرئاسي.
نظامنا في العراق إذن الذي يقوم على تجديد مفتوح لرئيس الوزراء المرشح من قبل الحزب الفائز في الإنتخابات, هو ليس إختراعا عراقيا. دول متحضرة مثل إنكلترا وكندا وإستراليا تعمل به ودول نامية مثل الهند والباكستان تفعل ذلك أيضا, وتتبع إسرئيل الترتيب نفسه.
من ناحية تقليدية نحن لسنا أفضل من تلك الدول التي تتبع النظام الوزاري والذي لم يخلق لها نظامها هذا أية مشكلة.. مثلا بإمكان رئيس الوزراء البريطاني أن يحجز مقعد الرئاسة لثلاثة أو أربعة دورات متتالية ما دام هو الذي يرشحه حزبه, على فرض ان يواصل الحزب عملية الفوز ( فعلتها تاتشر التي جلست على ذلك الكرسي لثلاثة دورات متتالية). لكن التقليد الحرفي ونقل تجربة, ولو كانت متحضرة, وإسقاطها على واقع آخر دون إدراك لخصوصيات هذا الواقع ربما يؤدي إلى نتائج مدمرة تماما. ما نشهده على الساحة العراقية هو من هذا النوع. دستوريا نوري المالكي له الحق في أن يترشح إلى نهاية عمره الطويل لو أن الحزب الذي يتزعمه هو الذي يفوز كل مرة, بطريقة مباشرة أو عبر تحالفات يساعده عليها الواقع الطائفي في العراق. وما سيفعله نوري المالكي أو غيره, وهو على كرسي الرئاسة, في ظل غياب المادة الدستورية التي تحدد رئاسته بولايتين هو أن يفصل دولة على قياسه, وكذلك سيكون مهتما بإعادة بناء حزبه بما يخدمه شخصيا. ومن الأكيد أن تلك القياسات سوف تشمل حتى توريث الحكم لإبنه من بعده.
حينما كنت أتحدث بذلك كان هناك ثمة من أخبرني بأن علينا الإستفادة من تجارب الدول المتقدمة والمتحضرة في هذا المجال, كإنكلترا وبريطانيا والسويد ونيوزلاند. أتذكر إنني دخلت عليه فورا بقولي: لهذا السبب ربما علينا أن لا نفعل ذلك. هذه الدول كما تقول هي دول متطورة ونحن لسنا كذلك. من الناحية السياسية التي تتعلق ببناء الدول نحن يا أخي دولة تحت التكوين في حين أن تلك الدول قد أنجزت منذ قرون تكونها المؤسساتي. وفي دول كهذه فإن رئيس الوزراء هو غير معني بإعادة تكوين مؤسسات الدولة, بل هو معني فقط بقيادة تلك المؤسسات التي أنجزت تكونها منذ فترة طويلة وإستقرت على أفكار وسياقات وآليات لا يجوز المساس بها إلا لغرض تطويرها بنفس الإتجاه. غير أن الأمر في دولة تحت التكوين يختلف كثيرا ويدعونا إلى تجاوز أخطار التقليد الميكانيكي الرتيب, ذلك الذي يتغاضى عن ظروف الزمان والمكان, وسينشأ الخطر حينما تتم بناء مؤسسات هذه الدول بطريقة فيها الكثير من الشخصنة والجهوية والفئوية والطائفية.. أي أن تتفصل الدولة بالضبط على مقاس الحاكم وحزبه وعشيرته, وهكذا يمكن أن نصل من خلال الديمقراطية إلى ما وصل البعض إليه من خلال الدكتاتورية.
العلاج بحبة الإسبرين هو أن نتمنى على الحاكم, وأن نراهن على حلاوة كلامه وسلامة نيته.
لكن العلاج الحقيقي هو ذلك الذي يتم بمعالجات قانونية ودستورية تردع الحاكم عن أن يبني دولته الخاصة.
هنا سيقولون أن الدستور هو الذي يجيز ذلك.
وهنا سنقول بكل بساطة إذن عدلوه.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( 3 ) حزب الدعوة والدولة العراقية.. خصومة وحكومة.
- حزب الدعوة والعراق ... خصومة وحكومة ... ( 2 )
- حزب الدعوة والعراق ... خصومة وحكومة*
- صفقة موسكو.. عار حكومي بإمتياز
- الفقاعة القاتلة
- محاولة للقراءة في عقل المالكي... من أزمة كركوك إلى أزمة الأن ...
- أعداء سنة وشيعة ... هذا الوطن نبيعة
- النصر ببعضنا, لبعضنا, لا على بعضنا
- قضية العيساوي.. طائفية الفعل ورد الفعل
- كركوك.. الوطن والمدينة
- كركوك.. وطن في مدينة وليست مدينة في وطن
- الإستجواب.. خصلة حميدة أم مؤامرة خبيثة.
- الديمقراطية في العراق.. الفأر الذي ظن نفسه ديناصورا
- مَرسي يا ريس مُرسي
- سوريا ... الدبابة ليست قارب إنقاذ
- التحالف الشيعي الكردي الذي إنتهى.. ضد من كان قائما
- الغزو الإسرائيلي لغزة .. محاولة للقراءة
- الفساد في العراق.. موروث أم مكتسب
- الأغلبية السياسية.. بين أزمة المفهوم وعبثية النوايا
- لا تنتظروا المعجزة ... العلمانية هي الحل


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - تجديد ولاية رئيس الوزراء لأكثر من مرتين.. ما الخطر