أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أديب طالب - المعارضة السورية إلى أين؟















المزيد.....

المعارضة السورية إلى أين؟


أديب طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1148 - 2005 / 3 / 26 - 13:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في الأسبوع الأخير من شهر آذار 2005 أصدرت لجان أحياء المجتمع المدني (بلاغاً) و(توجهات و ضوابط و آليات عامة) أكدت استراجية قديمة و هي إعادة الثقافة والسياسة إلى المجتمع السوري عبر إطلاق مبادرات عامة حول قضايا الإصلاح الدمقراطي و مساراته.
في 28/2/2005 أصدر (التجمع [الحزبي] الوطني الديمقراطي) بياناً قال: (ان النظام السوري لا يريد أن يصدق أنه ينتمي إلى زمن مضى و أن عليه أن يُغيّر أو يَتغيّر) و ختم البيان ب (الالتفاف حول شعار التغير الوطني الديمقراطي في حياة البلاد و العمل من أجله)
إذن فالمعارضة السورية مجمَّعة على شعار واحد مع اختلاف في طبقة الصوت و آلاته.
لجان المجتمع المدني [الحكومي] في سوريا 1958-2005
لجان المجتمع المدني [اللاحكومي] في سوريا2000-2005
إن هيئات و منظمات المجتمع المدني [ الحكومي] في سوريا و عبر السيطرة السلطوية الشمولية منذ عام 1958 حتى عام 2005 _باستثناء فترة الانفصال_ تفتقد للطابع الإحيائي فضلاً عن تكريسها زرع السلبية و عدم الجدوى و الانكفاء إلى دائرة الفرد و قد قدّم الاستبداد لتلك الهيئات والمنظمات دعمه الكامل المادي و المعنوي مما جسدها على الأرض.. جمعيات خيرية- جمعيات وعظ دينية- مؤسسات لدراسة الفقه لتعليم الناس شؤون دينهم و صلاح دنياهم- شبكات بين قاع المجتمع و مختلف طبقاته و بين تكتل اقتصادي و تكتل سلطوي لتبادل المنافع و الحفاظ على هيمنة الأمن على المجتمع. لقد ماهت هذه المنظمات السلطة مع المجتمع و قبضت الثمن و ما زالت.
تم تسطيح الثقافة إلى قصص و حكايا عن السلف الصالح و إلى مجموعة من الأدعية لكل المناسبات و إلى أجوبة جاهزة لأي سؤال يطرح في هذا الكون. و اعتبرت هذه الهيئات و المنظمات أن الناظم السياسي الوحيد في المجتمع السوري " أطيعوا الله و رسوله و أولي الأمر منكم" و بذلك أخرج السوريون من السياسة و تم تحويلهم إلى عبيد و متسولين و مساجين رأي.
لقد تأبط أهم علماء تلك الهيئات و المنظمات ذراع السلطة أكثر من ثلاثة و أربعين عاماً متجاوزاً بذلك عمر قانون الطوارئ و قد رحم الله ذلك العالم أما قانون الطوارئ فما زال في عز الشباب.
عندما جاء لسورية رئيس جديد شاب قال بالشفافية و احترام الآخر في بداية الأمر فهم المثقفون السوريون و أغلبهم معارضون أن السلطة الجديدة سمحت بعودة الثقافة و الساسة إلى المجتمع بعد أن سجنتها مديداً مديداً نشط التجمع [الحزبي] و الوطني الديمقراطي. تشكلت لجان إحياء المجتمع المدني, ظهرت المنتديات و جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان.
رفع الجميع تحت ذرائع مختلفةٍ شعار الإصلاح و التغيير الوطني الديمقراطي. اكتشفوا مبكرين أو متأخرين أن السلطة تريد الإصلاح و التغيير و أن الخلاف معها حول الزمن. فهي وضعت مئة سنة حداً أدنى للتنفيذ و ها قد مضت خمس سنوات, خلال هذه السنوات القليلة من رأته السلطة مستعجلاً زجت به في السجن -العشرة الأفاضل- و من اتعظ و أدرك خطر الاستعجال تركته يستمر في التأكيد على شعاره في أضيق الحدود.
ماذا فعلت المعارضة في موازاة تلك الهيئات و المنظمات المدنية [الحكومية] البانية لأرض القحط الساسي السوري و الفقر المجتعي السوري و التزييف البشري؟ لقد فعلت القليل في الزمن القليل في مواجهة ذلك الشيء الكبير المتخشب الطاغي الانتشار الممتد عبر الزمن الماضي و الحاضر و المستقبل طويلاً و ماذا فعلت في مواجهة عقل السلطة التي أعطت الإصلاح و التغيير قرناً من الزمن في الحد الأدنى لقد فعلت أقل من القليل.
ركام البشر و شعب العبيد:
يقول عزيز أباظة: "إن انطفاء السياسة و ضع السلطة فوق المجتمع. وضع المجتمع خارج ذاته بعد أن تحول إلى رعية. المطلوب إيقاظ الاهتمام بالسياسة و حيث المثقفون يستأثرون بلاختصاص السياسي طاردين الناس مرة أخرى خارج السياسة بعد أن طردتهم منها السلطات أيضاً" "أن المجتمع المدني لا ينبثق من ركام من البشر و لا من أموات أجل دفنهم". يقول توكفيل: "لا يجوز لنا قط أن نتوقع انبثاق حكم ليبرالي نشط و حكيم من أصوات شعب من العبيد".
إن تمكين الشعب بنفسه و لنفسه و بشجاعةٍ و تجددٍ نُخبه السياسية في وجه قانون الطوارئ, في وجه الأحكام العرفية, في وجه المحاكم الاستثنائية, في وجه حكم الحزب الواحد, في وجه الرعب, في وجه الخوف. سمى رياض الترك سوريا بمملكة الخوف. و عبر أشكال مبتكرة من الكفاح السلمي المدني و عبر أن الحرية هي المعادل الطبيعي للحياة.. هذا التمكن هو الفعل الرئيس حتى لا يكون الشعب ركاماً أو أجيراً أو يقرة حلوباً أو طالب حسنةٍ حتى لا يكون الناس كتلة من العبيد.
من الحرية تنطلق السياسة المعطلة بالطغيان من الحرية يحاك البساط المدني.. نوادٍ, نقاباتٍ, منظمات, منتديات, جمعيات, شخصيات اعتبارية حقوقية, رموز ثقافية, رموز نضالية. من الحرية ينبع الوفاق الوطني الداخلي و الوحدة الوطنية. من الحرية تنبع الديمقراطية ضمانة التحديث والتنمية. من العمل الجاد تولد أفكار مبتكرة. من العمل الجاد تولد الأساليب الشجاعة.
إن عدداً من المثقفين و هم قلّة كثيراً ما لعبوا دور الحاجب بين السلطة و الناس أو دور الحليف السلطوي في مواجهة المد الديني و فوبيا سيطرته على البلد عن طريق الاتنخاب. عندما اعتقل العشرة الأفاضل وقف ذلك العدد موقف المتفرج أو المناشد أو المبرر أو المتحاذق مما زاد الإحباط الشعبي و مما زاد قطع الجسور مع الناس.
بيان اللجان و المعارضة:
إن بيان (التوجهات و الضوابط و الآليات) للجان المجتمع المدني متوازن لكنه لم يخرج عن الغموض و لم يبتعد إلا قليلاً عن الوعظ و الإرشاد.
لقد ابتعد البيان عن الإملاء و الأستذة و التحيّز و ابتعد عن الغرور, ابتعد عن مفردات الشولية المقيتة و مفردات الإديولوجية الخاسرة مؤكداً توجهاً ليبرالياً و فضاء حراً.
إن الشيء الإيجابي الذي حصدته المعارضة السورية في نضالها من أجل الإصلاح و التغيير الديمقراطي ليس في اقترابها من هدفها و إنما في ابتعادها عن عقلها الشمولي الذي تربّت في حضنه عشرات السنوات و في تجديد تفكيرها حول ثنائية الأنا و الآخر و في تأكيد تيّار واسع فيها على أن الديمقراطية بديهية لا تقل بديهية إقليدس.
إن المتمعن و المحتكّ بتجمعات المجتمع المدني و مركبات التجمع الوطني الديمقراطي و بنيات جمعيات حقوق الإنسان يرى بوضوح بالغ أن عدد الليبراليين في ازدياد و أن خيمة التوجه الليبرلي هي الأكثر توهجاً و أملاً في الفعل رغم أن (مملكة الخوف) ما زالت قائمة ومتمكنة الأركان.
إن المعارضة السورية تواجه عقبات و معوقات بنيوية و مجتمعية يكاد من المستحيل تجاوزها بالدعوة الرزينة للإصلاح أو بالجأر العالي الصوت إلى التغيير.
نقد الذات, نقد الجمعات, نقد الأساليب قد يخفف من بنيوية العقبات و مجتمعية المعوقات.
السؤال منذ الأزل و قبل أن يطرح لينين جوهرته ما العمل؟ ليس صحيحا أن تجيب متأخراً أفضل من أن لا تجيب أبداً, الموتى وحدهم فقط لا يجيبون و المتأخرون و حدهم فقط هم من يفوتهم
القطار.
ابحثوا عن أساليب سلمية جديدة بالوصول إلى التغيير الديمقراطي الحر. تغيرتم أنتم تغيرت آلياتكم في التفكير. اقتربتم من الآليات الليبرالية إن لم نقل إنكم املكتموها, استخدِموها للتواصل مع الناس لإقامة الجسور مع الشعب.
في لحظات ما تاريخية و مفصلية و شديدة الأهمية قد تجدون أنفسكم في الصفوف الخلفية.
معيب إنسانياً أن تضيع سنوات السجن الطويلة في انتظار الإصلاح و التغيير و تبني تلك الجملة الرخيصة -ليس في اإمكان أفضل مما كان- النقد الجريء الصادق الصريح القوي المتمكن هو الخلاق الأكبر للأفكار و الآليا المفيدة في الدولة و المجتمع.
حضرتم و تناقشتم و تحاورتم لكن الغائب الحقيقي كان النقد. لا يمكن أن يكون العمل السياسي هواية المحترفون هم فقط الذين يستحقون أن يكونوا نخباً مفيدة في إعادة الثقافة و السياسة إلى المجتمع معيب إنسانياً أن نضيع ما بقي لنا من أعمار بانتظار أن يرسل الله إلينا ذهب التغيير و فضة الإصلاح و مجتمعاً يطل على الحضارة الحديثة و لنا في أرمينيا و جورجيا و أوكرانيا و لبنانيا و قرغيزيا عبرة يا أولي الألباب.
هل نحن الاستثناء الوحيدبين شعوب الأرض!!!
* كاتب سوري _ دمشق.



#أديب_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة بين مخالب الطغاة وأنياب السلفيين
- لصوصُ الإعمَارِ والأعْمَار:
- علي ناصر غليج
- الفرح في اليوم الثاني والأول
- تسونامي... بين الوهابيين، القوميين، المتوهمين تسونامي... بين ...
- هكذا تستقسم الأمور
- المقتدى الخاسر والكتبة الخاطئون....
- الخلافة المستحيلة
- أوكرانيا والحزب الشيوعي السوري ونابشوا القمامة


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أديب طالب - المعارضة السورية إلى أين؟