أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خلدون الشامي - الاختصاص إلى الهامش مع منظمات المجتمع المدني














المزيد.....

الاختصاص إلى الهامش مع منظمات المجتمع المدني


خلدون الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 3984 - 2013 / 1 / 26 - 12:02
المحور: المجتمع المدني
    


ظاهرة تحول مؤسسات "العمل الاجتماعي" والمجتمع المدني، من هيئات تقوم على أجسام تطوعية الى "حراك متشابه"، عموده الرئيس صف وظيفي طويل يدور في حلقة مشروعات وامتيازات فندقية، هذه الظاهرة ليست الإشكال الأعمق في حراك يراوح القاسم الاكبر منه في دائرتي الحوت والجدي، "إدارة الفقر" وإدارة برامج "للتدريب والتاهيل" تستهدف فئتي الشباب واللاجئين خاصة (اشهرها الموجه للاجئين العراقيين ما بعد حرب الخليج الثانية)، والتي تعتبر البرامج الاوفر "تمويلا" في منطقة الشرق الأوسط وبعض دولها على دولها الخصوص (كالأردن ومصر).

إذا كنت حريصا على اختصاصك المهني او العلمي الذي يميز الافراد، فإن عامين إلى ثلاثة أعوام من التفرغ في "مشروعات" المجتمع المدني و"العمل الاجتماعي" كفيلة بإذابة الاختصاص الدقيق بل بتغييبه تماما. والبديل، "سكرتاريا مقنعة" بوجوه ومسميات مختلفة (coordinator, mobilizer, assistant, project manager) حيث يتشابه الجميع في ظل مشروعات متماثلة تهتم بالإعلان عن ذاتها في المقام الاول.

ميدانيا يهولك المشهد، الذين يعملون في هذه المواقع من خلفيات وتخصصات متنوعة، تغيب تماما عن واقعهم اليوم، في تخصصات التغذية والكمبيوتر والتمريض وعلم النفس واللغات الحديثة والمسرح والسياسة وغيرها من التخصصات الانسانية، والكارثي –بما تحمله الكلمة- ان هذه التخصصات استبدلت بمهارات "كتابة المقترحات لاستمالة التمويل"، واعداد التقارير وحجز القاعات وتنظيم الاجتماعات وبالزيارات "التفقدية" للمواقع!! عداك عن إعداد عروض مبالغ فيها غالبا، لتقدم أمام "مجتمعين" على قاعدة "نقل الخبرات"، التي لم تفلح اليوم رغم سنوات طويلة من دوران هذه المشروعات والهيئات في مغادرة مربعها الاول باتجاه التنمية على مستوى الافراد والمجتمع، في مشروعات "إدارة الفقر" ولازالت تراوح في إغاثة التجميع والتوزيع بابسط صورها.

على الجانب الآخر، برامج "التدريب والتأهيل"، والتي تدفع باتجاه ذوبان الاختصاص الدقيق وتسطيحه وإن كان بشكل أكثر قسوة، "فالمدربون والخبراء" هي مسميات حاضرة مؤخرا، في منطقة الشرق الاوسط، بامتياز وضحالة في آن معا، أفرزتها غالب مشروعات العمل الاجتماعي والمجتمع المدني، وعلى مدار السنوات العشرين الأخيرة، حيث ان إعادة تقديم برنامج تدريبي واحد بحذافيره من تلك التي تقدمها معظم المؤسسات والجمعيات (في حقوق الانسان واللاجئين والطفولة والجندر والمهارات القيادية والاتصالية والذاتية) كفيل بتعزيز حضور اختصاص جديد هو "مدرب"!! والعمل في برنامجين كفيل بادخالنا الى اختصاص "خبير"!! وفي معظم الحكاية -التي تكرر مئات المرات من قبل عشرات المدربين والمشروعات- لن تجد شيئا مختلفا أو تخصصا عضويا، فالمقدمات والمؤهلات التي صنعت هذا "الاختصاص" هي فقط مجموعة قفزات في الهواء في أحد مواقع "السكرتاريا المقنعة"!! والاختصاص العضوي الذي هو عجلة بناء الفرد ونهضة مجتمعات دول الشمال.. هذا الاختصاص الى الهامش!!

أصحاب هذه التخصصات سيجدون انفسهم بدون ميزة يحملونها بعد اقل من أربع سنوات من التفرغ في هذه الوظائف، والبديل تكرار وتشابه مقلق، (حيث الاختلاف شكلي) ويحتاج حسما ذاتيا من اصحاب التخصصات الدقيقة -خاصة اولئك الذين يجدون في انفسهم إضافة مختلفة- وذلك بعدم الحرص على التفرغ في هذه المشروعات والمواقع، والاصرار على الاختصاص والاختصاص الدقيق الذي يعرف به الفرد دون غيره ويحضر بحضوره، في مجتمعات أكثر ما تحتاجه اليوم ربما إعادة نظر في قائمة طويلة جدا من قطعياتها و"تقديسها" للتشابه والتكرار، و"حكيم اختصاص" في كل جانب من جوانب الحياة والعلوم ومهما بلغت درجة ادراك قيمته "أو مشروعيته" أو زمن الحاجة اليه.

وليبق "العمل الاجتماعي" في مكانة متقدمة، مصانا بروح التطوع وبجسم غير متفرغ غني بالعملانية، يحفظ الاختصاص الدقيق للأفراد والذي يبدو ضروريا بما يكفي لمغادرة "لحظية الإغاثة" الى حراك تنموي واجتماعي أكثر عضوية.

* أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة اليرموك



#خلدون_الشامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسماء مثاليّة.. نضال، جهاد، ناصر ومنصور!
- -هذه خصوصيتي- ... متضامن مع الحرية الأكاديمية!


المزيد.....




- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...
- صحيفتان بريطانيتان: قانون ترحيل اللاجئين لرواندا سيئ وفظيع
- قبالة جربة.. تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين
- بعد إدانتهم بـ-جرائم إرهابية-.. إعدام 11 شخصا في العراق
- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خلدون الشامي - الاختصاص إلى الهامش مع منظمات المجتمع المدني