أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السودي - نهاية الذرائع بداية الحقائق !















المزيد.....

نهاية الذرائع بداية الحقائق !


محمد السودي

الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 20:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




أنهى البيت الأبيض المراسم البروتوكولية الإحتفالية البرّاقة ألقى خلالها الرئيس أوباما خطاب التنصيب لا تنقصه قدرة البلاغة الكلامية أمام حشد غفير من الجمهور الأمريكي لكنّه خلى من الإلتزامات الدولية المعهودة كما فعل في عهده السابق ، إيذاناّ بساعة البدء لعمل الإدارة الأمريكية الجديدة في دورتها الرئاسية الثانية خلال الأربع سنوات القادمة وسط أجواءٍ مليئة بالتحديات السياسية والإقتصادية والإجتماعية ليس على المستوى الداخلي حسب ، بل تجاه ملفات الصراع الساخنة في مقدمتها القضية الفلسطينية التي لم تجد طريقا للحّل نتيجة اختلال موازين العدل والإنحياز الفاضح لطغيان القوة الغاشمة المبني على سياسة الكيل بمكيالين عند تعلق الأمر بقضايا الشعوب المقهورة التي تكافح لنيل حريتها ضد أخر استعمارعرفه التاريخ المعاصر ، حيث يتمّ تجاهل قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالشأن الفلسطيني لما لها من أهميةٍ وتأثير بالغٍ يمكن أن يقوّض أسس السلم والأمن الدوليين، بعد تراجع الرئيس أوباما عن رؤيته النرجسية للعالم الجديد الذي يسوده روح التعاون والشراكة ونزع فتيل بؤر التوتر أبان الفترة الرئاسية الأولى ثم هوى إلى منزلق خطير عبّر عنه بالقول أنه يفتخر بأن يكون الريس الأكثر التزاماً بأمن اسرائيل وضمان مستقبلها ، على حساب حقوق الأخرين ولا زالت مواقفه ثابتة على الجانب الخطأ من التاريخ ، كما أسدل الستار على بازار الإنتخابات العامة للكنيست الإسرائيلي حيث جرت رياحها بما لاتشتهي سفن نتنياهو، إذ أظهرت الخارطة الحزبية النهائية حالة استثنائية غير مسبوقة تؤشر على تعادل المعسكرين من الناحية النظرية المجازية ، بين إئتلاف الليكود بيتنا وبقية الأحزاب اليمينية المتطرفة المتحالفة معه الذين عزفوا على أوتار العنصرية والفاشـية ضد العرب من جهه ، وبين قوى اليسار ويسار الوسط بما في ذلك القوائم العربية الثلاث داخل مناطق فلسطين المحتلة عام 48 الفائزة بحوالي أثنى عشر مقعداً من جهةٍ أخرى ، مما يدّل على الفشل الذريع الذي مني به اليمين المتطرف بقيادة "نتنياهو ليبرمان" اللذان سعيا بكل الطرق والحماقات لأجل تحويل الأنظار عن الأزمة الإقتصادية الإجتماعية الخانقة حيث تقدر الأوساط الإقتصادية المختصّة العجز المالي الحكومي السنوي زهاء أحد عشر ملياردولارأمريكي نتيجة الإنفاق الجنوني على المستوطنات والجيش والإذعان لمطالب الجماعات الدينية المتزمتّه مما يعني توقّع ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل وازدياد حالة الفقر وفرض المزيد من الضرائب تكون ضحيتها الطبقة المتوسطة وبالتالي لم يجد نتنياهو من يدّ سوى الهروب نحو فزّاعة الخطر الأمني الخارجي وافتعال الحروب العدوانية لعلها تنقـذه من المأزق الراهن ، غيرأن القراءة الموضوعية للنتائج وتأثيراتها السياسية لاتظهر على الإطلاق تغييراً جوهريا يذكر تجاه القضية الفلسطينية إذ تتفق معظم الأحزاب الصهيونية على ثقافـة شبه موحدة خلاصتها التنكر للحقوق التاريخية الوطنية والسياسية الفلسطينية بالرغم من محاولات تضليل المجتمع الدولي حول رغبتها بالسلام وفق شروطها التعجيزية التي تقضي على أي إمكانية حقيقية لاستئناف عملية التسوية وبالتالي أضحت نواياها مكشوفةً للجميع ، الأمر الذي يدلل على استمرار الوضع الراهن كما هو عليه أي المماطلة والتسويف وفرض سياسة الأمر الواقع في حين تتسارع الهجمة الإستيطانية المسعورة في محيط مدينة القدس ومنطقة الأغوار وقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية قطعةً تلو قطعة ثم يتم هضمها في دوامةٍ ليس لها حدود خاصةً أن "نتنياهو" لازال المرشح يكاد يكون الوحيد لإعادة تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة خلال ستة أسابيع في ظل غياب منافس حقيقي ، وإن كانت ستبدو الحكومة ضعيفة خاضعة للإبتزازمن قبل الأحزاب المختلفة مما يبقي احتمال حّل الكنيست والذهاب إلى انتخابات مبكرة أمراً وارداً على الدوام ،إن صعود حزب "هناك مستقبل" الوليد منذ اشهر قليلة بقيادة الصحفي "يائيرليبيد" قد فجّر مفاجأة مدوية لحصوله على المركز الثاني بتسعة عشر مقعداً متجاوزاً حزب العمل وأحزاب كبيرة تعتبر عريقة بالمقياس العام الداخلي نتيجة خوضه الإنتخابات تحت شعار العدالة الإجتماعية والمساواة مع أنه لايملك رؤيا سياسية واضحة، يؤكد بما لايدع مجالا للشك مدى عمق الأزمة المجتمعية وفقدان الثقة بهذه الأحزاب ، لقد بات المشهدالسياسي واضحاً وضوح الشمس أمام أصحاب الرأي الناصح بشدةٍ ضرورة تأجيل الخطوات الفلسطينية المترتبة على استحقاقات المصالحة الوطنية وكذلك التروي بالإنضمام الى الوكالات الدولية المنبثقة عن الأمم المتحدة بما فيها محكمة الجنايات الدولية إلى مابعد انتهاء الإدارة الأمريكية تشكيل اركانها الجديدة وكذلك الإنتخابات العامة للكنيست، حيث تؤكد الوقائع الملموسة أن السياسات الأمريكية لن تخرج عن سياقاتها التقليدية المنحازة كلياً للمخططات الإحتلالية بغضّ النظر عن التوتر الذي يشوب علاقة الرئيس الأمريكي مع رئيس حكومة الإحتلال على خلفية دعم الأخير للمرشح الجمهوري الخاسر في الإنتخابات الأمريكية حيث اعتبره البعض مجرد سحابة صيف عابرة لا تؤثر على علاقات الشراكة الإستراتيجية بين البلدين ، تجلى ذلك بالسلوك الإستفزازي للمندوبة الأمريكية لدى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة حيث لم تتحمل رؤية وجود وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني لحضور أحد جلسات المجلس بصفته يمثل دولة فلسطين حسب قرار الجمعية العامة تحت ذريعة أن الولايات المتحدة لا تعترف بدولة فلسطين ، وكأن مجلس الأمن أضحى ملكاً لأسياد "سوزان رايس" الذين نبذوها على الملأ لقطع الطريق عليها منعاً لوصولها إلى منصب وزيرة الخارجية ، إذن هي ساعة نهاية الذرائع وبداية الحقائق ، التي تحتم على جميع الفصائل والقوى المجتمعية الوقوف أمام مسؤولياتهم التاريخية لمواجهة التحديات الصعبة في ظل إدارة الظهر العربي للقضية الفلسطينية إما لا نشغالها بمفاعيل التحولات الداخلية الجارية في المنطقه أو لضلوعها المباشربالمخططات المريبة التي تعزّزالإنقسام من خلال تحركات الأيدلوجيات العابره للحدود فرض ازدواجية التمثيل الفلسطيني الغرض الظاهر منها التضامن مع الشعب الفلسطيني بينما تتعدى حقائق الأمور هذه الغاية نظرا للطريقة الملتوية التي تتم بها.
ان الردالحقيقي المطلوب على غطرسة الإحتلال والتطاول على الحقوق الفلسطينية يتطلب في المقام الأول الخروج من دائرة الأقوال المتفائلة إلى دائرة الأفعال الفورية لتنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية دون مواربة أو مماطلة ليس لإدارة أزمة بل للخروج باستراتيجية مواجهة وطنية تعيد المشروع الوطني إلى ألقمه الذي يستحق ان تتناسب مع حجم التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الفلسطيني على طريق الحرية والعودة ............
عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية



#محمد_السودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدمير المخيمات جزء من مخطط مريب ...!
- كرنفال المخيم ليلة رأس السنة
- حصاد البيدر الفلسطيني ...
- رسالة قوية بحجم العزلة
- الابحار الفلسطيني المنتظر !
- نساء فلسطين في عين القمع !
- من يصنع هؤلاء


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السودي - نهاية الذرائع بداية الحقائق !