أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد حماد - حتى لا تكون مهزلة !














المزيد.....

حتى لا تكون مهزلة !


محمد حماد

الحوار المتمدن-العدد: 1148 - 2005 / 3 / 26 - 08:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم يعد مستساغا أن يظل الرئيس رافعا للواء الديمقراطية بالتدريج الممل، ولم يعد مقبولا أن يتعامل معنا حكامنا على أساس أن مقاس الديمقراطية واسع علينا، لا نصلح له، ولا هو يصلح لنا..
كفانا حكاما ينظرون إلى حق الشعب في انتخاب رئيسه باعتباره تدخلا من الشعب فيما لا يعنيه من شئون حكم نفسه!.
لم يعد الشعب قاصرا حتى يتعامل معه حكامه على أساس عدم أهليته لأن يمارس بنفسه انتخاب رئيسه بدون قيود فى الترشيح تجعل من عملية الانتخابات الرئاسية أكبر مهزلة في التاريخ الديمقراطي!.
لم يعد المواطن يثق في جدية الديمقراطية بالتقسيط المريح، خاصة وهو يرى أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ستجرى تحت سيف الطوارئ المسلط فوق الرقاب طوال حكم الرئيس..
كيف يثق المواطن في انتخابات تجرى في ظل قانون يعطى لأصغر فرد في الشرطة الحق في أن يذهب بالمواطن إلى ما وراء الشمس بلا تهمة وبلا جريرة وبلا حماية، وتحت رحمة أحذية الشرطة الثقيلة؟.
لا يمكن للمواطن أن يثق في جدية التوجه إلى الديمقراطية مادامت القيود المفروضة على حركة النقابات قائمة، ومادامت الأوضاع التي أدخلت معظم النقابات المهنية في ثلاجات التجميد الحكومي!.
كيف يطمئن المواطن إلى صدق النية في التوجه الديمقراطي وقد سبق للرئيس مبارك أن أعطى تعهدا منذ أكثر من عام بالتخلص من عقوبة حبس الصحفيين بسبب آرائهم، وحتى الآن لم يتحرك ساكن للرئيس أو لحزبه ولا لمجلس شعبه قيد أنملة على صعيد إلغاء عقوبة حبس الصحفيين؟.
كيف تطمئن المعارضة ومعها كل المواطنين إذا ظل الرئيس مصرا على إدخال قادة حزبه الذين يأتمرون بأمره فى لجنة الإشراف على الانتخابات؟.
وماذا يضير الرئيس إذا تشكلت اللجنة القومية للإشراف على الانتخابات من قضاة حاليين وسابقين مشهود لهم بالحيدة والنزاهة، ويرأسها رئيس المحكمة الدستورية أو أقدم المستشارين؟.
ولماذا التصميم على إدخال عناصر تحت التأثير المباشر لأوامر الرئيس في لجنة قومية مهمتها الإشراف على الانتخابات الرئاسية إذا كان الهدف حقيقة هو نزاهة هذه الانتخابات؟.
ولماذا يصر رجال الرئيس على إجراء أول انتخابات رئاسية على أساس جداول انتخابية أمواتها أكثر عددا من أحيائها، والمكررة أسماؤهم فيها أكثر تعدادا من الأسماء غير المكررة؟.
ألا يدل ذلك على إضمار التلاعب وطبخ انتخابات رئاسية على مقاس مرشح الحزب الوطني؟.
لماذا لا ينص التعديل الدستوري المقترح على اعتبار جريمة تزوير الانتخابات جناية لا تسقط بالتقادم وتشدد عقوبة المحكوم بإدانته بهذه الجناية مهما كان موقعه، وسواء قام بالتزوير أو أمر به؟.
أسأل المراهنين على جدية التوجه الديمقراطي الجديد لماذا قبل الرئيس تعديل المادة 76 وأصر على عدم المساس بالمادة 77 التي تبقى الحاكم مدى الحياة فوق مقعد الرئاسة.
أي فرصة تكافؤ بين مرشح الحزب الحاكم وبين مرشح معارض؟
مرشح الحزب الوطني سواء كان الرئيس مبارك أو نجله جمال لا يحظى فقط بتبعية الأغلبية الساحقة في المجالس الدستورية المنتخبة، ما يمنع إمكانية ترشيح إلا من يرضى الرئيس أو نجله على منافسته، وهو وضع أسوأ من الاستفتاء المرفوض!
أن يكون من حق مجلس الشعب الحالي بتبعيته للرئيس وضع القيود على مبدأ الترشيح معناه ببساطة وبدون فذلكة أن الرئيس هو الذي يضع قيودا على من يترشح في مواجهته في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟.
شرط الجدية يتطلب أولا أن يشمل التعديل الدستوري مدة بقاء الرئيس في الحكم بما لا يزيد على دورتين متتاليتين، ويتطلب ثانيا أن يخرج التعديل المطلوب من اليد التي يقبض عليها الرئيس.
كفانا ما أهدرناه من فرص حانت وذهبت هباء لأن أحدا لم يقتنصها، والفرصة سانحة، الآن لتعديل دستوري لكل المواد التي لم تعد تلائم المرحلة المقبلة.
الفرصة سانحة الآن، وقد تغيب طويلا إذا لم نهتبلها، لكي نضمن التعديل الدستوري المقترح تحديد مدة الرئيس بفترتين، وأن تجرى انتخابات حقيقية للرئيس ونائبه، وأن يعاد النظر في صلاحيات الرئيس بما لا يجور على المؤسسات الدستورية الأخرى.
وبدلا من حديث رجال الرئيس المتكرر حول القيود التي يجب فرضها على الترشيح لرئاسة الجمهورية، يجب التوجه إلى وضع الضمانات التي تكفل حيوية الترشيح وجدية الانتخابات الرئاسية.
نريد ضمانات ولا نريد قيودا.
هذا بالضبط ما يجب أن تقوم عليه فكرة التعديل الدستوري المطلوب.
نحن شعب شبع قيودا وقوانين استثنائية، شبع من حالة الطوارئ، ومن المحاكم العسكرية، ومحاكم أمن الدولة.
لم نعد نحتمل قيودا جديدة على حركة الناس وعلى معيشتهم وعلى مستقبلهم.
نريد تعديلا دستوريا لا يجعل الرئيس مبارك أو نجله هما المرشحان المحتملان بلا منافس حقيقي في أول انتخابات رئاسية.
الديمقراطية بالتدريج الممل ليست هي الطريق إلى المستقبل الأفضل، والديمقراطية على مقاس الواقع الحالي، بكل ما فيه من فساد، ليست هي الديمقراطية التي تطلع إليها الشعب طويلا.
الديمقراطية الحقة هي الديمقراطية بدون القيود التي يحضر لها الآن رجال الرئيس لكي يئدوا فرصة سنحت لتغيير منشود!.



#محمد_حماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبعنا قيودا وقوانين استثنائية
- مصر ليست هبة الرئيس
- تحديد مدة الرئيس أهم ألف مرة من انتخابه
- لا صوت يعلو فوق صوت المبايعة
- عين رايس الحمراء
- مجلة الغد العربي تحاور
- !!آه ياخوفي من التعميق الديموقراطي
- عن -مسخرة- حكام القاع
- الإخوان المسلمون لا يحتاجون إلى مراجعة واحدة بل إلى مراجعات
- من يحكم مصر الآن؟
- المعارضة المصرية على المحك
- مصر عزبة الحزب الوطني ام عزبة لجنة السياسات؟
- متى يحسم الناصريون موقفهم من تعديل الدستور؟
- الجمهورية البرلمانية هي الحل
- نسأل الرئيس مبارك؟
- كفاية استقرار واستمرار
- قمة اشهار العجز
- استعباط القائد التاريخي
- الأخ قائد ثورة الفاتح سابقًا المغلق حالياً
- سؤال بريء - ديمقراطية بالتدريج الممل


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد حماد - حتى لا تكون مهزلة !