أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - جرائد عربية...تحية إلى نزار قباني














المزيد.....

جرائد عربية...تحية إلى نزار قباني


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحية إلى نــزار قـبـانـي

حملت جرائدي العربية.. وجلست لأقرأها على ضفاف بحيرة جـنـيـف... فجأة هربت مئات الطيور مذعورة... كأنها خافت على ثقافة أولادها من عناوين جرائدي... وأخبار بلادي!!!.........
نــزار قــبــانــي
*******
أحييك يا أصدق دمشقي, ويا أجرأ سوري عرفته في الخمسينات من القرن الماضي, عن طريق أعز صديقاتي آنذاك, تربطها به قرابة عائلية.
كلماتك يا نـزار أيها الراحل الحاضر الأبدي, أصدق النبوءات... وأصدق ما في واقعنا من خـزي وألم وعار ورؤوس خجولة مطأطئة.. حية ميتة. ذهبت ولم تر ما نعاني من البرابرة الذين يمشون على رؤوسنا صارخين بحقد مسموم وجهالة بلا حدود : تــكــبــيــر... تـكـبـيـر.. تكبير... كأنهم حرروا القدس وقبر المسيح والمسجد الأقصى!!!...
زمن أيامك تحدثت عن مظلومي النظام وفساد النظام والأنظمة والقوانين ومن يديرها من الزلم والخصيان المعسكرين في كل مدارج الوزارات الصورية ودوائر الإعلام التي تردد صباح مساء : استقبل وودع مثل المؤذن الذي يدعو إلى الصلاة خمسة مرات في اليوم.. وما زالوا يرددون استقبل وودع.. كأنما ــ رغم مئات آلاف القتلى ــ لم يتغير أي شيء في جرائدهم وإعلامهم, سوى ازدياد عدد المرات, مع تكاثر النداء على الصلاة خوفا وردا على نداءات تكبير تكبير المتزايدة مع أعداد البرابرة التي اجتاحت البلد من كل حدب وصوب وصارت عادات القتل, بلا سبب, سوى دوافع قتل الآخر.. لأنه الآخــر!!...
والمــآذن ما زالت تدعو من تبقى من العباد إلى الصلاة.. وإلــهــهــم يرعى عباده.
كم كنت آمل سماع مؤذن شجاع يؤذن كالتالي :
يا عباد الله.. إن قتل الإنسان حرام.. خطيئة بلا غفران عند الله.. لدى جميع الأديان بلا استثناء... سوى من يفسر على هواه وعلى هوى كبير المفسرين وشيخهم يوسف القرضاوي المصري المولد والأزهري الدراسة, والقطري الهوية والخزنة...الذي فسر لهم أن قتل الآخر وتضييق حياته وأنفاسه, جهاد وإيمان وأقصر الطرق إلى جنة الخلد والحوريات والغلمان والأنهر العذبة....
يا نزار... أنت لن تعرف كل هذا... ولكنك حذرتنا ممن حكمونا.. وأنذرتنا أننا إذا تابعنا مبايعتنا لهم... سوف يصيبنا ما أصابنا اليوم... هذه الأبواب والنوافذ والأنفاق والمجارير.. وحتى جميع وسائل الصرف الصحي واللاصحي, لتسلل ودخول جميع برابرة الأرض, لغزونا وقتلنا وسبي أغلى ما نملك من قيم إنسانية واجتماعية... آمالنا بحريات أفضل.. وإنسانيتنا... حتى أطفالنا أصبحوا قتلة... لم ترهم يدربهم هؤلاء البرابرة على قطع رؤوس العسكر بالسيف والبلطة.. أو برشة رصاص من مدفع رشاش يضاهي وزنهم مرتين أو ثلاثة..... يقتلون ويبكون.. ثم يبكون ويقتلون... كالمجانين أو المهلوسين بالدين والأفيون... على صراخات تكبير...تكبير... تكبير...
أي تكبير... وأية آلهة تكبر بالقتل والذبح والدماء البريئة؟؟؟...
ولماذا اسـائـلـك أنت بالذات... وأنت الذي لم تعاشر غالبا منابر الجوامع ودعاتها ومفسريها ومشايخها... بل كنت ـ مثلي ـ أقرب إلى ما في دمشق أغلى وأصدق حقائقها... نساؤها التي كانت آنذاك أصدق حقيقة إنسانية وأجملها... والتي غرست في كتاباتي ومخيلتي وذكرياتي.. منذ غادرتها من نصف قرن... أحلى وأصدق وأجمل صور الحياة.. والحقيقة.
ولكن يا صديقي الراحل.. أيها الشاعر الحقيقي الفريد.. دمشقك اليوم مدينة محاصرة, من على أسوارها.. وفي داخلها... في قراها المحيطة... وفي بعض أحيائها... لا تسمع أغنية.. ولا قصائدك المغناة.. ولا علامة فرح... سكانها يركضون من مأوى إلى مأوى.. ومن عسكر إلى عسكر... وحالة بقية البلدان في هذا الوطن الذي تغنيت بحضارته ومعانيه وآدابه وجماله, قبل أن يحكمنا نظام البعث أو العسكر... وما سببوا لنا من اجتياح جميع البرابرة والإسـلاميين, من بقاع الأرض قاطبة...
لن تعرف شــامـك يا نزار... ولن تعرف سـوريـانا التي طالما تغنينا وافتخرنا بها أنت وأنا, قبل هيمنات البرابرة والتتر... ليس عندي اليوم أية جريدة أهديك إياها, لا يــفــر منها طيور بحيرة جنيف أو نهر السين أو الرون.. أو أي نهر في بلدان العالم التي تنظر إلينا.. وتعتبرنا من أنصاف أنصاف البشر!!!...
نعم...نعم... اصبحنا اليوم من أنصاف أنصاف البشر... لاجئون... مهجرون.. أحياء ــ أموات, ترفضنا دول الأرض كلها... تكدسنا في ملاجئها المزرية المعزولة, كالحيوانات الموبوءة... بعدما وزعنا خلال الخمسين سنة الماضية في أرقى الجامعات أقدر الأطباء والعلماء والمهندسين والاقتصاديين والمخترعين وأمهر الأيادي العاملة... قدرات عظيمة ماهرة موهوبة... لم يحافظ عليها من حكمونا... كما لم يحافظوا على أبواب البلد وحدوده وأبوابه ونوافذه ... ولم يحضروا أسس الحفاظ على حـريـاتـه وأمان مستقبله...
غــدا... وهل هناك غــد أحــدثــك عنه بأية إيجابية منطقية... لا أعرف... لا أعرف يا صديقي... لأن مصيرنا ومستقبلنا أو مواتنا وحياتنا, مرهون بقرارات واجتماعات دول ومصالح وجماعات... تقرر هذا المصير... ونحن كالطابة في هذا المصير الملغوم... كل شــوطـة منه تكلف شعبنا الصامد البائس اليائس... كل يوم آلاف القتلى والمهجرين القسريين....
أحييك يا نــزار... وأعيد قراءة أشعارك كــآخــر بلسم معقول... بأيامنا هذه...........
بـــالانـــتـــظـــار..............
للقارئات والقراء الأحبة.. كل مودتي ومحبتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غوبلز.. مدام كلينتون.. ومساعد وزير الإعلام السوري
- مقال مفيد ضروري
- 2 + 2 = 5
- سياسات عجيبة غريبة
- رد و مشاركة
- تذكر... واقرأ ميخائيل نعيمة.
- سوريا.. يا سوريا.. إلى أين؟؟؟!!!...
- مالي.. مالي مال...حالي.. حالي حال...
- لمن تفيد الجريمة؟؟؟!!!
- جواب بسيط لملامة بعض الأصدقاء
- 24 ساعة بعد خطاب الرئيس بشار الأسد
- صوت وصورة عن طاولة الحوار السورية
- رسالة إلى صديقي الكاهن
- 2012 2013 أمنيات
- فولتير.. فولتير يا معلمي الراحل.
- فولتير.. فولتير.. ونهاية قصة
- حوار مع الحوار (المتمدن)
- تدفيش.. تدفيش في الحوار المتمدن...
- مرمر زماني...يا زماني مرمر
- رسالة إلى الرئيس باراك حسين أوباما


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - جرائد عربية...تحية إلى نزار قباني