أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيمن بوعلاقي - السير نحو الكمال















المزيد.....

السير نحو الكمال


أيمن بوعلاقي

الحوار المتمدن-العدد: 3980 - 2013 / 1 / 22 - 23:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا هو الواقع وهذه هي الحياة وهذا هو الانسان وهذه الحقيقة واضحة كل الوضوح لدى كل من يملك بصر وبصيرة.
لا عودة الى الوراء ولا توقف في الحياة فانها تسير الى الامام الى السمو فليس هناك شيء ثابت لهاذا ترى الصراع مستمر بين اولئك الذين يعتقدون ان لهم القدرة بوقف عجلة الحياة بل هناك من يعتقد انه قادر على اعادة عجلة الحياة الى الوراء.
لا شك ان مثل هذا لا يملك بصر ولا بصيرة اضافة لحرصه على مصالحه الشخصية و التي تفرض عليه أن يرفض اي تغيير او اي تطور باي طريقة من الطرق وبأي وسيلة من الوسائل.
فليس عجبا عندما يتهم كل من أيّد التجديد وناصر التطور ورفع منزلة الانسان من حالة الى حالة ارقى و اتهم بالمفسد بالمفرق بالخارج على القيم و على الجماعة.
إن الإنسان كائن متطور ومتغير في فكره وعمله وبشكل مستمر.
الحياة في تطور وتقدم نحو الافضل نحو الارقى وهذا التقدم وهذا التطور لا يتوقف عند حد بل يستمر الى ما لا نهاية لهذا كل ما يتخيله الانسان وما يحلم به سوف يتحقق حتى لو كنا لا نستوعبه ولا ندركه بمقاييس زماننا هذا.
علينا ان نثق بقدرة عقل الانسان فانه قادر على تحقيق كل شيء في هذا الوجود وفي هذه الدنيا فما اكتشفه الإنسان وما اخترعه وما صنعه وما شيّده في كل المجالات وعلى كل المستويات الآن كان قبل الف عام ينظر اليها اشياء مستحيلة.
يا ترى ماذا ماذا سيكتشف وماذا سيخترع وما سيشيد وسيبني بعد الف عام لا شك ستكون مذهلة حتى لا يمكن ان نستوعبها او نتخيلها
فالانسان هو سيد هذا الوجود هو رب هذا الوجود هذه هي مهمة الانسان وهذا واجبه فالانسان خلق من روح الله.
و كما قيل "الإنسان عبد لله وحده و سيد لكل شيء بعده"
و لقد أشار القرآن إلى أن الإنسان هو خليفة الله في هذا الوجود : " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ".
هذه الآية تشير بوضوح إلى الطبيعة الأولية و المبدئية للإنسان في الأيام الأولى لخلقه..إنه كائن مفسد سفاك للدماء غير ناضج لا يختلف كثيرا عن أقرباءه الحيوانات.
الآية التالية توضح أن الله سيتدخل لإعانة هذا الكائن على الرقي و السمو بنفسه ليكون خليفته في الأرض.. و هذا لن يكون إلا بالعلم و المعرفة. قال تعالى "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا"..
لا اعتقد مبالغا او خارجا عما هو معروف ومألوف دينيا إذا قلت ان الانسان سيصنع الجنة التي حلم بها في أرض هذا الكون الفسيح الذي يبلغ قطر الجزء المنظور منه 100 ألف سنة ضوئية. وسيصبح السفر الى اي كوكب من كواكب السماء كأي سفرة عادية وستصبح كل الامراض والحروب والمنازعات من الماضي.
لقد أشار القرآن إلى أن الجنة هي امتداد للأرض
"وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ"
و قال "وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ"
و قال "وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ"
إن آلام و صعوبات البشرية في الماضي من حروب و منازعات و أمراض لم تكن سوى مرحلة من مراحل تاريخ الإنسان. تلك العذابات كانت لازمة لإنضاج عقل الإنسان و بزوغ الوعي و تفجير الطاقات الكامنة
قال تعالى "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
لو لم تكن الصراعات الطائفية في القرون الوسطى في أوروبا بين الكاتوليك و البروتستانت لما نشأت مفاهيم و قيّم عالمنا المعاصر التي أسسها فلاسفة التنوير. لقد خرجت هذه الأفكار الجديدة من رحم المعاناة و المنازعات.
كذلك لو لم تعش البشرية أزمنة مديدة تحت وطأة الأمراض و الأوبئة لما تسنى للإنسان اكتشاف المضادات الحيوية و أنواع الأدوية المعروفة في عصرنا الحديث.
الآن البشرية تعاني من الكوارث الطبيعية و البيئية بسبب الإسراف في استهلاك الوقود الأحفوري. لعل ذلك يكون الدافع و الحافز للإنسانية لمزيد بذل الجهد في البحث عن مصادر الطاقة البديلة.
هذا هو سبيل الإنسانية ..إنه طريق الجهد و البحث الدؤوب و التطور المستمر "يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه"
هناك أدلة أخرى على أن الجنة هنا فوق الأرض :
قال تعالى "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"
و قال "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ"
و قال أيظا : "وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ"
و قال أيظا :"فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿10﴾يرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴿11﴾ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا"
وعد الله للإنسانية لن يتحقق إلا عندما تبلغ الرشاد بتحقيق الإيمان و التقوى. طبعا ليس الإيمان و التقوى بمفهوم أهل السنة و الجماعة أو الشيعة أو أي طائفة من طوائف اليهود أو النصارى أو البوذيون ... إنه الإيمان و التقوى بمفهومه الكوني المتعارف عليه بين جميع الأديان و الشعوب.
قال تعالى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا".
كما أشار الله إلى أن الإختلاف لا يتعارض مع إمكانية التعاون بين جميع البشر حيث قال " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ". و هذا المعنى يتماهى مع المبدأ الأخلاقي الذي يؤمن بمحدودية الإنسان حيث لا يمكن لشخص أو لطائفة حيازة الحق المطلق. بل الحق المطلق هو نتيجة تكامل آراء مختلفة.
المفهوم الكوني للإيمان و التقوى تتشارك في تعريفه جميع الشعوب بمختلف مذاهبها و اتجاهاتها.
يقول الفيلسوف الفرنسي هنري لابوري " إن التقدم لن يأتي من الغرب و لا من الشرق و لا من العالم الثالث و إنما سيأتي من اللحظة التي يصبح فيها للإنسانية طابع عالمي"
لقد بدأت ملامح هذا النظام العالمي تتبدى في السنوات الأخيرة حيث أجريت مئات المؤتمرات و الندوات الإقليمية و العالمية للحوار بين الشعوب و الأمم لتقريب وجهات النظر و للتفاهم حول الأرضية المشتركة التي يمكن لجميع البشر الالتقاء حولها.
طبعا يجب أن لا نستغرب لماذا لم يتسنى للبشرية التقارب في آلاف السنين التي مضت. السبب يرجع بالأساس لتطور تقنيات المواصلات و الاتصالات و النضج الفكري الذي نتج عن تشابك المصالح و تبادل الخبرات و وحدة المصير.
يجب على الإنسانية أن لا تتراجع عما حققته و تواصل سيرها لمزيد تدعيم العدالة الاجتماعية و الحريات الفردية و العمل على القضاء على الفقر و الجوع في كل أرجاء العالم. وقتئذ فقط سوف تنتج جنة النعيم التي حلمت بها الإنسانية.



#أيمن_بوعلاقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيمن بوعلاقي - السير نحو الكمال