أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايده بدر - قراءة في قصيدة - نداء الجرح - للمبدعة هيام مصطفى قبلان / عايده بدر















المزيد.....

قراءة في قصيدة - نداء الجرح - للمبدعة هيام مصطفى قبلان / عايده بدر


عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 3980 - 2013 / 1 / 22 - 18:10
المحور: الادب والفن
    


نداء الجرح
شعر: هيام مصطفى قبلان


أعيدي يا قوى البغـي الحسابـا
فـان لكـل طاغـيـة حسـابـا
وهبّي يا جنود الخيـر غضبـى
ودقّـي النصـر بابـا ثـم بابـا
****
****
تمـادت عتمـة وطغـت سمـوم
و أغرقت الصحاري و الهضابـا
وغـادرت المواسـم ذابــلات
وحلم الروض والصـور العذابـا
كـأنّ المجـد لـم يخلـق ليـوم
صلى العاتـي فأفقـده الصوابـا
ورشّ على دروب الحب عطـرا
صفا في كـل منعطـف وطابـا
****
****
دمشق ! تحـدّث التاريـخ دومـا
فكـان اليـوم أبلغهـا خطـابـا
ومن بردى ... تعالى أي صـوت
ترقـرق دفقـة وحـلا انسكابـا
وعزّ ... فيا روابي الشرق موجي
سفوحـا حـرة وذرى غضابـا
ومـن أمجـاد تشريـن أضيفـي
إلى الشهب التي لمعـت شهابـا
****
****
نداء الجـرح أسمـع كـل قلـب
بحب الشـرق رق هـوى وذابـا
وهل خفقت قلـوب فـي حمـاه
لغير النصر تغصبـه اغتصابـا
تخضبـه وترسـمـه طريـقـا
تألـق نضـرة وزكـا خضابـا
بأغلى مـا لدينـا مـن شبـاب
أعـاد لمطلـع الشمـس الشبابـا
****
****
عذارى الشام ! يا بسمات صبـح
بعذب شروقهـا تمحـو العذابـا
عذارى الشام ! أعددن الأغانـي
سعيـدات وهيـئـن الشـرابـا
وهيئـن الأزاهـر عـاطـرات
وزيّـنَّ المفـارق و الرحـابـا
لمن شرعوا النضال لغوث أرض
ومـن بدمائهـم غسلـوا الترابـا
ومن حملوا هوى الفيحاء عزمـا
ودقوا النصر بابا ثـم بابـا .. !!




هيام الحبيبة
أسعد الله كل أوقاتك بالخير
من " نداء الجرح " الذي حاصر أوطاننا و من قلب الجرح الذي إمتلأت به نفوسنا أحييك ... ربما قرأتك أكثر شاعرة تلضم الحرف مع الحرف و تغرس بينهما زنبقة من فيض روحها في قصائدك النثرية الرائعة .. و لكن هنا أقرؤك شاعرة تزنين الحرف بميزان ذهب ... تقفين الكلمة بعطر الروح و تدفعين من خلالها ذلك الغضب الممتزج بالرفض لقوى البغي و العدوان التي رسمت لوحة حياتك و حياة الملايين معك بألوان ما كانت يوما لهم و قسمت و حددت و قطعت و أوصلت فيما لا تملك
لا أعلم لمَ أجدني و أنا أعيد قراءة القصيدة هنا ترتسم لي ملامح والدك المكرم رغم عدم معرفتي بملامحه الشخصية لكنها ترتسم أمامي فرحة ، سعيدة و قد ملأت السعادة عينيه حين تسلم الرسالة التي تخبره بموعد طالما اشتاقت له نفسه و انتظره على مضض ..
تمضي به الأيام و هو يدعو ربه ليلبي يوما تلك الدعوات بلقيا للأحبة و الأهل و إن كانت زيارة عابرة من بعيد ،، و إن كانت حدود فاصلة تفصل و أسلاك شائكة تنغرس في القلب ليس اليد فقط و ربوة تعلو و أخرى تهبط لتفصل بين ملامح الأهل فلا تكاد تبين و رغم هذا فهذا هو الشوق المتأجج في قلبه قد نشر غيمته على البيت كله فاستعد الجميع لتلك اللحظات التي سيتوقف فيها التاريخ لوهلة طالت أو قصرت لتشبع العين من ملامح ضبابية و لكنها أفضل بلا شك من صورة العدم
كيف تمر اللحظات على كل من في البيت و كيف تمر على شاعرتنا ؟ كيف تستقبل هي هدير الشوق الذي تسمعه يهدر في قلب الأب و كيف انتقل إليها الحلم بهذا اللقاء و هذا اليوم ... يزحف الوقت بطيئا حين نريده أن يمضي سريعا فليس كل يوم سيكون اللقاء و حلم كادت أن تلمسه الأصابع و تشرق له العيون سيتحقق الآن بعد زمن من قحط الرؤية ألم بالجميع
يأتي الموعد و قد استعدت الأرض فتزينت لاستقبال المئات من الأسر التي خرجت تحملها قلوبها لتقطع المسافات الطوال و ها هو الوقت أخيرا بدأ يمضي و لكن من دون أن يتجلى الأمل ... أين ذهبوا ؟ هل حضروا ؟ أين هم ؟ أسئلة كثيرة تتوالى و لكن دون مجيب غير الصمت و حريق شمس يتأجج في الرأس و القلب ...
كيف مر هذا الألم على قلب شاعرتنا و كيف خرج منها لنا هذا هو ما نلمحه في تميز الحرف هنا في قوة الرفض التي تستقبلنا بها الأبيات و كأن الشاعرة تمسك بحجر من حرف قاسيا لترميه في وجه الزمن الذي حكم بهذا الإبتعاد عن الأهل و العشيرة .. ألا يكفي خنجر الحصار ينخر في بقايا الروح ليصبح الألم هو الصديق الأقرب للحياة
أعيدي يا قوى البغي الحسابا=فان لكل طاغية حسابا
وهبّي يا جنود الخير غضبى=ودقّي النصر بابا ثم بابا
****=****
تمادت عتمة وطغت سموم=و أغرقت الصحاري و الهضابا
وغادرت المواسم ذابلات=وحلم الروض والصور العذابا
كأنّ المجد لم يخلق ليوم=صلى العاتي فأفقده الصوابا
ورشّ على دروب الحب عطرا=صفا في كل منعطف وطابا

و لكن تلك النبرة الغاضبة الهادرة في ألم و رفض تتنحى قليلا هنا ليبرز كبرياء المرأة العربية و هي تعرف كيف تستنهض الهمم و هي تعرف كيف تقرأ التاريخ و تعيد قرأته على من لا يملكون من السمع غير هيئته فقط ... فها هي دعوة للشام ،، لروابي الشرق ،، للقريب ،، للبعيد هبوا و لا تكلوا دافعوا و لا تملوا ،، فمن لم يصغ لنا اليوم سيتعلم كيف لنا يصغي حين تهبوا
أيتها السفوح الحرة و الذرى الغضبى هلموا جميعا فالوقت لم يمض كما يتصور الجهلاء منهم ... يا جراح الشرق ضمدي الجرح و هبي فقد حان وقت النصر .. تألقي و إن كان ثمن تألقك هو دم شبابنا فماعادت لنا بهم حاجة إن هنت يا أرضنا يوما علينا

دمشق ! تحدّث التاريخ دوما=فكان اليوم أبلغها خطابا
ومن بردى ... تعالى أي صوت=ترقرق دفقة وحلا انسكابا
وعزّ ... فيا روابي الشرق موجي=سفوحا حرة وذرى غضابا
ومن أمجاد تشرين أضيفي=إلى الشهب التي لمعت شهابا
****=****
نداء الجرح أسمع كل قلب=بحب الشرق رق هوى وذابا
وهل خفقت قلوب في حماه=لغير النصر تغصبه اغتصابا
تخضبه وترسمه طريقا=تألق نضرة وزكا خضابا
بأغلى ما لدينا من شباب=أعاد لمطلع الشمس الشبابا


ثم يعود لشاعرتنا صوت الهديل الذي يميز روحها حين توجه النداء لعذارى الشام ... فأنتن يا فاتنات السماء و الأرض لكن دور لا يقل عن شبابها أبدا
فما بسمة الصباح التي تهدينها إلى وجه الشمس لتعاود الإشراق على جبين كل مجاهد سوى ثغركن الباسم ووجهكن الهادىء الطلعات
فهذا الألق الذي تزدن به في وجوه أبطالنا هو ما يمنحهم تلك القدرة الرائعة على المواصلة لصد كف الغدر عن زهور الأرض :


عذارى الشام ! يا بسمات صبح=بعذب شروقها تمحو العذابا
عذارى الشام ! أعددن الأغاني=سعيدات وهيئن الشرابا
وهيئن الأزاهر عاطرات=وزيّنَّ المفارق و الرحابا
لمن شرعوا النضال لغوث أرض=ومن بدمائهم غسلوا الترابا
ومن حملوا هوى الفيحاء عزما=ودقوا النصر بابا ثم بابا ..


إذن نحن هنا أمام امرأة لا تتخذ من ضجيج اللغة و ضوضاء الحروف سبيلا إلا لترسم دور المرأة بكل شموخ و عز فما كانت المرأة يوما تتخلى عن دورها الذي منحه لها الرب في تهيئة حياة الرجل و المجتمع من حولها و هي بذلك ترسم لمدعي التحرر الأخرق رؤية واضحة لدور المرأة في بيتها و في حياة وطنها و شعبها ...فما بين البيت و العمل هناك حب الوطن الذي ينهض من أجله الجميع رجالا كانوا و نساءً

العزيزة هيام رفيقة الروح
قصيدتك و قصتها جعلاني أبحر ربما بعيدا عن الشاطىء لا أعلم
لكنني سعدت بإبحاري أيما سعادة فمن خلاله ظهر لي من لؤلؤ حرفك الكثير
محبتي لك تعرفينها و تقديري لحرفك أكيد
و لكن هنا محبة و تقدير من نوع خاص لهذا الذي يعتمل دائما بداخل روحك
رائحة الكرمل التي تنبعث من بين سطورك و شوق ألامسه للأرض
خالص تقديري
عايده



#عايده_بدر (هاشتاغ)       Ayda_Badr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة على قارعة الطريق
- وجوه مكشوفة
- قراءة في نص - أنثى القلق - للمبدع جوتيار تمر / عايده بدر
- قراءة في نص أوراق الصفصاف / أملي القضماني / عايده بدر
- قراءة في نص - غرف بلا رائحة - للمبدعة ماجدة حسن / عايده بدر
- في حقيبة الغريب
- رمااااد ،،، / عايده بدر
- - قهر - فروغ فرخزاد / ترجمة عايده بدر
- هكذا أنا أحبك
- تحت مظلة السؤال ،،، / عايده بدر
- أرتديك لأبدو أكثر جمالا
- سيأتي ،،، ، عايده بدر
- قراءة في نص بيادر الانتظار للمبدع شينوار ابراهيم
- فوق وجه الماء
- و ماذا بعد ؟؟؟ قطرات من دم مسفوك غدرا
- حديث عابر ،،، / عايده بدر
- يا أنتَ ،،، / عايده بدر
- قراءة في قصيدة - إليها - للمبدع جوتيار تمر / عايده بدر
- قراءة في نص ذاكرة العسل المر للمبدعة القديرة هيام مصطفى قبلا ...
- في ذاكرة العشب ،،،


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايده بدر - قراءة في قصيدة - نداء الجرح - للمبدعة هيام مصطفى قبلان / عايده بدر