أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - (ست-حكايات لحبيبي الذي يحب القهوة والأحلام تريحني، وحكاية لا تُريح) نص أدبي














المزيد.....

(ست-حكايات لحبيبي الذي يحب القهوة والأحلام تريحني، وحكاية لا تُريح) نص أدبي


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 3980 - 2013 / 1 / 22 - 11:17
المحور: الادب والفن
    


-1-

من هنا مرَّمعى، تتقافز سعادتنا التى اقتلعناها رغمًا عن حزن العالم، لو انحرفنا قليلا لربما أرى أثار أقدامنا لازالت تأنس باختفائها المجنون بين غابة الأسمنت التى اكتست بصفرة وجوه أصحابها، فى انعكاس مرير لحال سكانها، هنا بدأت قبلتى الأولى تستقبل تضرعى وصلاتى، من هنا بانت الخطا بأنها فى طريق مسدود، ورغم ذلك عبرنا كل سدّ، راقب الآن كل هذه الأمكنة وخبرنى بكل ذكرى لنا فيها، سلها جميعها، هل خجلت "الفازات" التى رصدت قُبلتى الأولى ؟

- " أحبك وفقط . " . قلها واسترح يا رجل.

-2-

أما زالت تلك المقاعد الوثيرة تحمل من دفء مشاعرنا الجميلة؟، وهذا النادل العجيب تراه يعتذر كالمعتاد حين يقطع خلوتنا التى خبأتنا عن عيون الراصدين؟، أجميلة نكهة قهواك يا حبيبى كما اعتدتُها على يديك الرقيقتين؟، وموسيقى هذا المقهى التى تأتى من السماء أتستمر فى المجىء نحو منضدتنا المحددة؟، كلها تراودنى الآن، كلها تطاردنى الآن، فتبعث بى مجنونة نحو الشوارد والشوارع، فأجفل حين يخطفنى من شرودى بوق سيارة أو تصايح راكبها علىّ بالانتباه .

- "أتحبين القهوة مثلي؟" ليتني قلتها واسترحت

-3-

هنا الآن أخطو وحدى مرَّ تجربة البُعاد، أرقب الصور والحالات والإشعارات، ورنات الهاتف المحمول، ورسائله الجميلة، هنا وحدى أعبر كل أزقة المحدود، فأنطلق نحو واقعى المرير الذى خلا منك يا حبيبى، وأعجب إصرارك على أن تظل محصورًا في دنيا الافتراض الساحر. هنا وحدى فى السوق، تدفعنى النساء غير مباليات بأنك محمول على صدرى، غير عابئات باجتهادى فى الحفاظ عليك قرب قلبى، خوفًا أن تقع، هنا وحدى يسرق الباعة اكتنازى الذى تحبه، هنا وحدى تفترسنى كل رغباتى التى حرمتُها على نفسى، هنا وحدى تسوقنى خطاى بالمعتاد من مللى وراديكاليتى السخيفة التى طبعت حياتى، هنا وحدى أنا فى السوق يذبل عودىّ الأخضر، وسط نداءات الجميع بأن بضاعتهم "طازجة"، وحدى أتمدد فى حيرتى وقلقى، وأنت لا تبينُ.

- "لن أقوى على العيش بدونك". لو قالها حبيبي لأراح

-4-

يا شارعنا الضيق والمُفرّغ من كل الأمنيات، ناصيتك التى تعرفت عليه، أتراها تخبر عنك متى سآلتها أين رائحة قهوته؟، يا وجع المسافات بيننا أما استحييت من وجع النساء؟!، فانتهيت كما أنتهى هنا وحدى! ويا شُرفتىّ السعيدة التى تطبع بصمات نظراته نحوها ألا يستجديك كل حزنى وصمتى وصبرى، فتخبرينى كيف حاله المسافر دوما؟!. ويا زحمة الناس بلا لون أما تشتاقين للونه المميز بين فنتازيا ألوانك العجيبة؟، ويا صخب الأصوات بالسوق خلفى هلَّا تميزين نبرته بالهمس قريبًا من أذنى حين يعبر إلى جوارى؟، يا كل البيوتات التى احتمى بزحامها، هلا تفسحين قليلا لعله يأتى من جديد، ويطالع وجهى؟

- "تزيد الشوارع جمالاً حين تعبرينها". قلتها أملاً أن تريحني يا حبيبي.

-5-

أنت وحدك يا درج السلم تعلم كم هى ملتاعة رغبتى وروحى، أنت يا من تعودت اللعب مع دقات كعبى عليك، واستمالاتى نحو الدرج حين أنظر المراقبين قِبلى، فأهمس له على الطرف الآخر من عمرى، أنت الحبيب ولا تبالِ، الآن أصعد وحدى منزوعة الفرح، مشروخة الروح، فلا يدركنى درجك كما اعتاد حين يختل ثقلى إثر سماعه كلمته التى لا يملها، وتشجينى، فاليوم لن يقول قبل أن يغلق الخط " كلمة حلوة"، أنا والحزن صاعدان بأثقالنا الجديدة، فاحتملنا أيها الدرج.

-"أحتاجك إلى جواري.. أُحبك". قلتَها فاسترحتُ.

-6-

حاسوبى الشخصى الجديد، كيف طاوعك قلبك المقدود من الحديد ألّا تُظهر الصور والحالات والإشعارات التى تريح الروح؟! ألا تحب يا هذا الجهاز العجيب؟! ألا يسترقُّك حالىَّ الممدد بين لهفتى وقلقى؟! ألا تسترحمك كل توسلاتى نحو الصور ونحو الحروف بأن تبين، وأنت حالك "مغلق" ولا مجيب؟!! حقًا كم أنت من حاسوب لعين! قاتلك الله يا سرى

-"تبًا لشبكات التواصل الإلكترونية والشات". لا يريحني الحاسب يا حبيبي.

-7-

الآن لا شىء معى سوى ذكرياتى الموزعة بين الرسائل والصور الممنوع علي الاحتفاظ بها، وبين إلحاحي عليكَ، وإرهاصة من قُبلتنا الافتراضية العجيبة، وملمحًا من شذى خدك يصبغ تفاصيل كفي، وظاهر يدى التى قبَّلتَ، الآن أسكن وحدى فى غابتى الأسمنتيه، غابتي المحاطة بأسوار عملي وعائلتي العالية، وأغلق بابى، ولا أسمع سوى صوتك المجنون مثلى، وصوت صراعي المرير بين الـ"يجوز" واللا"يجوز"، وأحلم بالنوم، فلربما تجىء كما عودتنى فيسعد من جديد قلبى .

-"بالأمس حلمت بك ". أرتاح في الأحلام يا حبيبي

مختار سعد شحاته
"bo mima"
روائي.
الإسكندرية -مصر.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (خريطة سكندرية خاصة)
- دماء على أسفلت التدين.
- من حالات ربٌّ يُحبُ النساءَ.
- رسالة إلي الشيخ -العريفي-.. أرونا فعلكم قبل خُطبكم الرنانة.
- الحمد لله أنها خلقت من ضلع أعوج.
- الجنة بين الحلم والخيال والواقع.
- .من تاريخ العُري الوطني.
- اقرأ .. وحاجة إلى إعادة فهمها القرآني.


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - (ست-حكايات لحبيبي الذي يحب القهوة والأحلام تريحني، وحكاية لا تُريح) نص أدبي