أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - رسالة مفتوحة الى انصار امريكا الجدد















المزيد.....

رسالة مفتوحة الى انصار امريكا الجدد


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3979 - 2013 / 1 / 21 - 20:45
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


رسالة مفتوحة الى أصدقاء امريكا الجدد
محمود فنون
21/1/2013م
يسوِّغ الاسلاميون المتحالفون مع امريكا حلفهم الجديد بالقول المنسوب للنبي محمد بأن "الظالمين سيوف الله في الأرض...:اي ان أمريكا سيف الله الذي يساعدهم في القضاء على الظالمين ،وأن" الله يسلط الظالمين على الظالمين " وبهذا ادخلوا الإقناع الى قلوب مريديهم وهم أصلا مهيأون للإقتناع ،وساروا بهذا في خطواتهم كما يشائون .
اما امريكا فسوغت تحالفها ضد الانظمة العربية بأنها تدافع عن الشعوب وعن الديموقراطية وضد المستبدين ..
وسوغت حلفها مع التيارات الدينية بأـنها تستهدف نقلهم من الصراخ :خيبرخيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود ""وأن امريكا عدوة الاسلام" الى دعاة للتصالح والتفاهم مع اليهود ويكونوا اداة بيد امريكا لمواجهة التطرف الاسلامي وأن خرطهم في السلطة وعلاقات الدولة وامتيازات المناصب سوف يجعلهم أكثر طواعية
وأنهم من الناحية المبدأية لا يتعارضون مع اقتصاد السوق والملكية الخاصة
وأنهم محافظون ومستعدون للوقوف في وجه الحداثيين والتقدميين
أي انهم المادة الأفضل للثورة المضادة التي يمكن ان تقف في وجه الثورات الشعبية الساعية الى الانعتاق والتحرر وضرورة اصلاح الاقتصاد واعادة هيكلته وتحريره من التبعية وبناء اقتصاد وطني مستقل ولا يخضع لقانون السوق الرأسمالي ولا لوصفات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية .
لقد قدمت امريكا نفسها بوصفها نصير الحريات والديموقراطية
ان الذين صدقوا هذا الطرح الامريكي يعرفون حقيقة امريكا ونوايا امريكا .
لقد قدمت قطر نفسها كمساند للثورات
ان الذين صدقوا هذا الطرح وتعاملوا معه يعرفون قطر وحقيقة قطر .
وكذلك الحال مع تركيا عضو الناتو وغيرها من أطراف الحلف الرجعي المعادي للحريات والمعادي للشعوب وثورات الشعوب .
لنعد الى التاريخ :
ان بريطانيا قد قدمت نفسها للأمة العربية في سنوات الحرب العالمية الاولىى بأنها صديقة للعرب ،وأنها مع تحررهم وانعتاقهم من الحكم العثماني البغيض وأنها مستعدة لمناصرة الثورة العربية قيد التشكل ضد تركيا .
وكانت الحركات العربية القومية قيد التفاعل والارتقاء من أجل ان تقوم بثورة على الأتراك وتحرير البلاد العربية منهم – علما ان شمال أفريقيا كان قد سقط بيد الاستعمار الغربي بريطانيا وفرنسا وايطاليا ،وفرط به العثمانيون من زمن قديم
ملاحظة :انتهى عهد السلاطين العثمانيين عام 1908 اثر ثورة تركيا الفتاة ،اي قبل انطلاقة ما عرف بالثورة العربية الكبرى عام 1916م ثم الغيت الخلافة لاحقا وكانت اسمية .
لقد تمكن الانجليز ومن خلال اعوانهم ومن خلال مخابراتهم الذين اصبحوا مستشارين للعرب ،ومن خلال اموالهم ووعودهم ،تمكنوا من تشكيل القيادة العليا للثورة العربية حيث طربشوا الشريف حسين ومن خلاله ومن خلال اولاده تمكنوا من الاتصال بكل فروع الحركة القومية العربية وتمكنوا من ربطها في سياق حركتهم .
ماذا كانت تستهدف حركتهم :
كانت تستهدف استعمار الولايات العربية الآسيوية ،وكانت قد ربطت أمراء الخليج بالمعاهدات كما كانت قد سيطرت علىى ولايتي البصرة والموصل (أي العراق)،وكانت قيد التفاهم مع فرنسا ودول اوروبية أخرى من أجل تقاسم هذه الولايات مع فرنسا بحيث تكون سوريا ولبنان من نصيب فرنسا والجزيرة العربية وبقية الولايات من نصيب بريطانيا وبصدد منح اليهود اقامة وطن قومي لهم في فلسطين – وهذا ما تم انجازه في معاهدة سايكس بيكوا وبعدها حيث كذلك اتفقت بريطانيا وفرنسا علىى اعطاء الاسكندرونة لتركيا وفصل عربستان عن العراق لصالح ايران.
ان بريطانيا لم تنفذ شيئا من تفاهماتها مع الشريف بل انها خدعت الامة العربية من خلال الشريف الذي من الاساس ربط نفسهة ببريطانيا وصرح لها بأنه لن يفك هذا الارتباط مهما حصل .
بعد ذلك قلبت بريطانيا ظهر المجن للشريف وساعدت السعوديين علىى الاستيلاء علىى الحجاز وطرده ونفيه الى قبرص .
وقامت بريطانيا بتنفيذ كل خططها ومشاريعها الاستعمارية في الوطن البعربي .
امريكا اليوم قد ورثت بريطانيا ،وما أن شعرت بالمرجل العربي يغلي بالثورة في بلاد حبلى بالثورة حتى تقدمت للسيطرة على قيادها واستعملت "عودا منها "حيث وبواسطة قطر والسعودية وتركيا وهي ادوات بيد امريكا ،توصلت امريكا الى الحركات الدينية السياسية والى فريق من المتضررين من النظام العربي من غير الثوريين وغير الجذريين ،وأخذت تنسج معهم العلاقات شيئا فشيئا .
هكذا حصل في تونس من البداية :الجيش التونسي شكل الحماية والضامن للنظام وساعد على طرد زين الدين بن علي وتوقفت الثورة عن حدود تغيير بن على ولم تستمر شعاراتها للتغيير الثوري .اي ان الثورة أوقفت برحيل بن علي كما لو كانت انتصرت وبدأت مرحلة تشكيل الحكم دون احداث تغييرات جوهرية على المبنى الاقتصادي الاجتماعي والسياسي الذي سبب انطلاقة الحراك الجماهيري في تونس .
وانقلب الجيش علىى مبارك في مصر ليضع حدا للثورة وليتم تسليمها مع المفتاح للاسلاميين .
والمثال الاوضح للمراقب هو تشكيل المجلس الوطني الليبي في ليبيا من رجالات النظام وعدد من الشخصيات الرجعية بالاغلبية الساحقة ،الذين بدورهم ومن اليوم الاول طالبوا باتلتدخل الاجنبي .وجاء الناتو زدمر البنية التحتية الليبية والجيش الليبي وتسلمت امريكا ليبيا مقشرة
وفيؤ سوريا :حيث جرى تشكيل المجلس الوطني السوري وأعيد تشكيله بأغلبية اسلامبة ممن اتفقوا مع الامريكان ,ومعهم المتضررين من اصلاحات النظام والمنشقين من الجيش الذين ربطوا انفسهم فورا بالمخابرات الاجنبية ومن فريق من العملاء وجماعات ال إن جي أوز .
لقد صنعت امريكا وحلفائها قيادة للحراك السوري من مركبات الثورة المضادة ومن شخصيات لا علاقة لها بالحراك الجاري في سوريا واستكملت فعلها بتشكيل الائتلاف السوري بلمسات وحضور أمريكبي .
بينما امريكا تعبر كل يوم عن اسفها لسقوط الضحايا في سوريا وهي وأعوانها يقدمون الدعم المالي والعسكري لكافة أشكال المرتزقة وأدوات الثورة المضادة.
ان الحلف الغربي وبالتعاون مع حكومة تركيا وقطر والسعودية وكل الدول العربية الرجعية ،قد سيطر على القيادات التي شكلها بنفسه في تركيا وقطر ودعمها لتقوم بالسيطرة على مجمل مركبات العصابات المنطلقة في سوريا كما على التشكيلات الشعبية والجماهيرية التي تكونت في البدايات ، بحيث يعود مآل الحركة لهذه التراكيب الرجعية وتصب في خانة السياسة الامريكية والاجندة الامريكية .
لقد ورثت أمريكا منهج بريطانيا بعد تحديثه ،وحلت القوى الرجعية محل الشريف حسين وأولاده وأعوانه .
انه الحال يتكرر بعد قرن من الزمان
في 29/11/2011 م كتبت مقالة بعنوان اين تصنع طرابيش الثورات العربية اقتطف منه ما يناسب هذا المقام :
"كانت ارهاصات الثورة العربية على العثمانيين في تنامي وتطور مستمرين ، وكانت الجمعيات الوطنية تتشكل وتعقد اللقاءات والحركة القومية التحررية في طريقها الى التبلور ، وقد انتقل مطلبها السياسي من المطالبة بحكم ذاتي للولايات العربية الى المطالبة بالاستقلال .
اثناء ذالك رمى الانجليز طعما لذيذا للشريف حسين شريف مكة وعضو مجلس المبعوثان ورجل الحكومة العثمانية ، وهو بهذه الصفات ليس رجل الثورة العربية.
ارسلو له عدة رسائل مع اصدقائهم مفادها ان الحكومة البريطانية لا تعارض ان يكون للعرب ملكا منهم وطورت هذه الرسائل بانها لا تعارض وان يكون من السىلالة الهاشمية.
فالتقط جلالته الطعم، وبصفته بدويا ،لا يحب الغدر ، تناول الدواة والقرطاس ورفع رسالة للحكومة التركية تقدم خلالها بعدة مطالب عامة باسم العرب ،وكان جواب الحكومة التركية بالرفض.
هنا توجه الشريف للانجليز وربط علاقته ومستقبله بهم ، وهم من خلاله وخلال اولاده ربطوا حركة الثورة العربية ضد العثمانيين بهم ومن خلال الشريف واولاده اصبحت حركة الثورة تحت سيطرتهم بنسبة عالية وهم الذين تحكموا بدرجة عالية بصيرورتها من خلال الشريف واولاده ورجالاتهم الآخرين ,وقدموا لها المال والسلاح والقيادة ، وقدموا المال للشريف واولاده على شكل رواتب ومنح .
لقد وافقت فصائل الثورة على قيادة الشريف واعتبرت هذا مكسبا :فهو مؤهلالمنصب القيادة: كونه من سلالة النبي ومن عائلة الاشراف ويحمل الالقاب الكبيرة من العثمانيين، وانتقل الى صف الثورة ومساندة الثوار من مكان مناسب شبه محرر وبعيد عن العثمانيين بعد ان انقلب عليهم .
هكذا اصبح الشريف حسين قائدا للثورة العربية الكبرى التي كانت في بداية اشتعالها حقيقة من اجل الانفصال عن العثمانيين ، بعد قرون من حكمهم الظالم والرجعي المتخلف .
أي عندما اثرت مرحلة النهضة العربية وفكرة النهوض القومي العربي في الحالة العربية وبدأت الحركة من اجل الانعتاق في بدايات القرن العشرين, تمكن الانجليز من الامساك بزمام هذه الحركة ليس من اجل مساعدتها لتحقيق اهدافها بل من اجل منعها من تحقيق هذه الاهداف واستغلال جهدها في الوقت المناسب لمصلحتهم ثم خنقها كما حصل فعلا.وذلك بعد تمكنهم من التأثير في مبناها القيادي بواسطة الشريف واولاده وبعد ان امسكوا بزمامهم جيدا ومن خلالهم امسكوا بزمام الحركة كلها"



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا ورثت بريطانيا
- ما هي حقيقة اتفاق التهدئة برعاية مرسي
- هل حقا هناك قوانين اسلامية ؟!!
- حماس الجديدة تتسلح بحماس القديمة
- المصالحة ونهر النيل
- التنسيف الامني المصري الاسرائيلي يعطي ثماره
- في سوريا حرب كونية
- امريكا والكرامات الربانية
- قصص افغانستان تتكرر في سوريا
- التطبيع هو تطبيع العقل
- الانتقال من العبودية الى الاقطاع
- مرسي يبيع مصر
- الانطلاقة المجيدة الى اين؟
- من نحن ومن اعداؤنا
- سوريا: من مع سوريا؟
- الثورات لا تهزم
- الكنانة والمناعة المستحيلة
- كتاب فلسفة المواجهة وراء القضبان لكاتبه محمود فنون
- ثنائية -سن القوانين وتطبيقها-
- علاء الاسواني يستنطق الموقف الاخواني


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - رسالة مفتوحة الى انصار امريكا الجدد