أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - مقعد الشاعرة














المزيد.....

مقعد الشاعرة


فرات إسبر

الحوار المتمدن-العدد: 1147 - 2005 / 3 / 25 - 15:30
المحور: الادب والفن
    


سأفتح الأبواب ….
الشعر غناء الروح ، سيد الآفاق ..برقها الصاعق ، يرفعها إلى درجات السكر بالمعنى.
من مرايا المعنى تنعكس الصور .
طائر .. يُكتب بجمر الكلمات.
روح .. تحلق ، تحكي، تتألم ، ترى فيها غواية الجذب والانجذاب ، تحمل الأسرار ، ترتدي الثياب الشفافة.
شفافيتها تفتح آلاف المرايا ، لتدخلك في البحر أو الجحيم .
من ثوب أساي .. أتحرر ، لا أريد سترا ولا حجابا .
في البلاد الغريبة … البعيدة ، رمتني الحياة ، والضياء الذي نفذ إلى عقلي ، فتح الأبواب ، كان ا لظلام نسيجا سميكا من الخيبات ، وكان على المرأة التي جاءت من "سفر برلك " أن تعيد ترميم ما تبقى سواء أكان جسداً أم روحاً .
وعلى مقعد الشك كان قلبي ..طيور تحوم ، من ريشها المنتوف جمعت باقة ، كانت أصابعي تغزل على النول ، بكيت… وبكيت .
قلت:
هي نفسي الهاربة .
لا رصيد لها، الا ما تجمعه حيرة الإنسان من وهج الشعر وناره .
مقعد الشاعرة لم يكن من خشب ولا من ورق ، كان معنى يبحث عن ذاته.
في صباح مشرق يلتقيه الندى على شرفات الورد .
أي وجه هي لست أدري؟
هل ما قاله إليوت صحيحا في غابته المقدسة "الشعر ليس تحريرا للعاطفة ، وإّنما وسيلة تخلص من العاطفة ، وهو ليس تعبيرا عن الشخصية ، وإّنما هو فرار منها "…..
إلى أين المفر؟
تهبط ملائكة المعنى ، تمسك بيدي وتقودني أنا العمياء .
ما أضعفني ، وما أقواني ،حتى حسبت إني خيطاً من حرير ربطت به نفسي ، في سماء الله ..صعدت ، لم يمد لي يده ولم أمد يدي إليه ، وما زلت …معلقة أساله من أنا؟ … من أنا؟ ولا… ولا يجيب .
لك أيها العقل ما لا يحصى من الحقائق ، من هذيان الأرض إلى حيرة الكون ، إلى موت الكواكب وما زلت شكاكاً، ولكنك بالشعر تصفو .. وترتفع ، أنت الذي لم تغادر الأرض . .. ولم تصعد الجبال ..ولم تقطع البحار ، ولكن بالشعر تنجو من الزلازل تنجو من السقوط ، تنجو من الغرق .
أنت ..أنت أيها القلب المجبول بالدم ،الخفقات التي تحيا بها إلى أين تقودك ؟
نهر إلى ..نهر تمضي ،الماء ينساب والكلام يتجلى ، إيقاع إلى… إيقاع .. تظهر الصور وتتراءى ، تذهب الروح في تجّليها .
في صفحات البيان تتماها ،أي قابض عليك ، قد يحيك أو يميتك ، لكنك تفلت كما الريح ، ويبقى فيك الصاعق الذي يبحث عنه أهل المعنى .
ليس كل الأهل .. أهل ، لقد اختلفوا فيك أأنت تحمل العاطفة أم العقل؟
كل هذا لا يعنيني ، ما يعنيني .. أنك الماء الذي به أتوضأ ، لأغسل أحزاني وأحقادي .
ما يعنيني منك .. أبوابك التي تفتحها أمام قلبي لأرى وجه ذاتي في حيرتها ، في يقظتها في غيّها وضلالها.
أحج إلى بيتك لطهارة روح أتعبها الإنسان بمكائده وحروبه ، في ضلاله تجاه أخيه الإنسان .
بك تضئ الذات ..وتقرع الأجراس ، لنرى الإنسان بعمقه ومعناه .
غرد .. غرد أيها الطائر .. الرٌهام .. ما من صياد أصطادك وما من شبكة قادرة على رصدك ،
كما الإنسان ، لا بالقبض ولا بالصيد ولا بالفخاخ .
أنت من هذا الإنسان … وإليه .. مراياه وصحوته وسكرته
اجعلني دائما في عتبتك ، خارج كل القيود والأسلاك .
وحررني من الفخاخ التي تترصدك ، لتجعلك في قوالب للبيع والتصدير ، وإنشاء الشركات والصفقات .
ربيع .. يتجدد بخضرة الكلام .. وتفتح أزهار المعنى ، لا يدخل أبدا في قواميس الشراكة ..
قد يقولون : جنٌت امرأة .. ومن جنونها فاض البحر ، وخرجت الأسماك لملاقاتها .. وفي العمق البعيد من الشاطئ ينتظرها قارب الشعر .. لتحكي له عن فيضان النفس .. عن تيهها .. عن الإنسان الساكن بها ولا يعرفها .. ولا تعرفه ..
دمعة الشاعرة فاضت كما البحر ، ها هي الدموع تتدحرج
لؤلؤ ثمين .. في قاموس الشعر ..
في قاموس الحياة ، وتظل الصاعق …



#فرات_إسبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقوبات إلهية….. عقوبات أرضية
- هو الذي دربته على حبي
- سفر مؤجل لبنت في البرية
- الأنوثة الضالة
- أوبرا الليل
- الصعود يبدأ …حيث ننتهي
- رأس لايريد أن ينام
- مراثي بنت آوى
- كل شئ يشبهٌ الليل
- أيها الطلل ....المبارك
- لي من الأرض
- مجلة -كلمات -جسر لتلاقي الثقافات
- لي بلاد نخلها جاور الله
- أيتها المرأة...حريتك في كسرالضلع التي خرجت منها
- الركض بإيقاع منفرد
- .....وعي المرأة إلى أين
- ها أنا أهبط من أعالي الروح إلى...مهب الجسد
- جديد الحركة الشعرية
- حقوق الإنسان بين النظرية والتطبيق
- لا شئ يفرح الحجر


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - مقعد الشاعرة