أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق المنيظر - عيد الميلاد العشرين















المزيد.....

عيد الميلاد العشرين


طارق المنيظر

الحوار المتمدن-العدد: 3979 - 2013 / 1 / 21 - 09:31
المحور: الادب والفن
    


عيد الميلاد العشرين
هناك إنسانة يفتقدها أكثر مما هي تتوقع، تعلم جيدا أنه يحبها مهما يكن بينهما من حواجز أوموانع، وتعلم أنه لا يجيد فن لبس القناع في المشاعر لأنه كان دائما صادق معها، هي تعلم أنه لن يحل أحد محلها في قلبه، فهو يبحث دائما عن أخبارها ويتمني لها الخير دائما حتى وهي بعيدة عن عينيه ولكنها لم تكن أبدا بعيدة عن قلبه, ليتها تعلم فقط أن المسكين أحبه من كل أعماق أعماق قلبه.
يعترفَ .. أنه .... بفضاضة ،لأن هوسه بها كانَ حارقاً, و مؤذياً , و مخيفاً و مسيلاً للدموع
علم أنها عنيدة لدرجة متعبة .. ولكن هكذا هي وهكذا أرادها وهذا هو طبعها الذي يصعُب عليها أن تتطبع بغيره .. يعلم أنه يستطيع فهمها بالطريقة الصحيحة رغم أنها غامضة بعض الشيء ولكنه يلفيها خليطاً من شخصيات مختلفة:فهي متمردة أحياناً وعفويـة أحيانا أخرى امرأة في أوقات الشدة تسكنها طفلة في أعماقها عنيدة , قوية , جريئة , رومانسية ولكنها في النهاية تبقى أنثى ، أنثى تأبى أن تتاجر بأنوثتها تحت اسم الحب !!!!! فمن أرادها فما عليه إلا أن يجتهد في فهمها ويطرق بابها بأدب الرجولة، يعلم أيضا أنها قد تقرر إما أن تدعه يمر ليطرق باب عائلتها أو تجبره على نسيانها...
و في كل الأحوال، ليس له ذنبٌ إن لم تستطيعوا ترجمة كلماته بالشكل الصحيح!
على إيقاع هذه النبرات المنكسرة، خط كلماته ليهديها لها في ذكرى عيد ميلادها العشرين مصحوبة بمقطع موسيقي رائع للشيخ إمام عيسى الذي يحمل كعنوان أيضا "في ذكرى الميلاد العشرين"
هكذا نبس وهو يتناول فنجان القهوة اللذيذة من نوع الإكسبريس ليقاوم النوم ويؤنس قلمه، يهمس بصوت خافت "تحية ود وإخاء إلى قلب ملأه الحب والصفاء إلى إنسانة جمعتني وإياها محبة في الله وصدق ووفاء نقيين..إنسانة دخلت حياتي وأنارت شمعة للأمل والعطاء، رسمت على محياي بسمة... بل إشراقا يصل عنان السماء، وجعلت قلبي يرقص بهجة...وأنستني الدمع والبكاء...ستقولون نحن كثيرون فلم هذا الاستثناء؟ الجواب بسيط... ولا داعي للاستياء."
يعود بعد هذا الغرور الذي لم يتعمده، ويجيب نفسه كأن الجنون مسه في هذه الساعة المتأخرة من الليل، رن الجرس معلنا عن الثالثة صباحا، تجاهل كل شيء أراد أن يزيح عن مخيلته عاملي الزمان والمكان
"فالأخلاق واللباقة لا يحصل عليهما من يشاء!"
الوقوف على قدميك يمنحك مساحة صغيرة في هذا العالم. لكن الوقوف على مبادئك يمنحك العالم بأكمله.
قد يعشق العصفور سمكة لكن المصيبة أين سيعيشان؟....هههه......هذه هي مأساة من يقع في حب من ليس له. دائما وفي النهاية يطير أحدهما بينما يبقى الآخر...يسبح في بحر من الأحزان أو يحاول الطيران...فيموت موتا كارثيا وغير طبيعي.
سأل رجل أحد الحكماء: لماذا نكون علاقات مع أشخاص ونحن نعلم أن العلاقة ستنتهي حتما؟ فرد عليه الحكيم:...سأجيبك ولكن قل لي أولا، لماذا علينا ممارسة الحياة ونحن نعلم أننا سنموت حتما؟
همس هذه المرة وبصوت مرتفع شيئا ما "على هذا الأساس، بنيت علاقتي معك أيتها ال...، ذات الشعيرات الذهبية."
اعتقد الفتى البريء أن بدايته معها كانت واحدة، والنهاية أيضا إذا كانت ستكون واحدة أو لن تكون أبدا، وما بينهما مجموعة ذكريات قد تتلاشى وقد تعيش...
لكن رغم هذا الغرور الملتبس فهو لا يريد أن يحلم إلا الدرجة التي ينسى فيها الواقع...لأنه وببساطة يخشى أن يحاصرنه الواقع إلى الدرجة التي ينسى فيها أحلامه.
لذا آثر أن يكون كالبحر بلا نهاية... ظاهره هادئ وأنيق وداخله عالم عميق لا يقوى على سبره إلا من يجيد السباحة ويتقنها بشكل راق، إلا من يملك ملكة الصبر والصدق والإخلاص تجاه قلبي ذهبي لا يمسه الصدأ مطلقا.
التقى بها غدا صباحا وهو ذاهب إلى الجامعة ارتجت قدماه عند رؤيته، أحس كأنه انتقل من عالم إلى آخر في مدة زمنية قصيرة جدا.
"ما بك أيتها الذهبية؟ لماذا الغضب؟ كم يزداد جمالك وكم تفيضين بريقا عندما تبتسمين أيتها اللطيفة لا أعرف بالضبط ما سر انجذابي الكيك؟ هل يكون سحر وشعوذة مقترفة عمدا؟ أم لعنة ؟ أم مجرد هلوسة اعترتني منذ أن فتحت أعيني قبالتك؟"
قد يبتسم الحظ في أحيان عديدة، لتفتح الأبواب أمام قلوب ملأتها رجات وانكسارات بسبب خلافات بسيطة، لكن ماذا عليه فعله إذا كان الطرف الآخر مصر على ترك الأبواب مغلقة، ولا يأبه إلى شيء من قبيل الود والتقارب؟
تساءل، وبكل تواضع ممكن، هل عليه عقد معاهدة الصلح la convention de paix دائما من جديد ليعيد المياه إلى مجاريها؟ هل هو مضطر ليعاود تحليل تركيبته النفسية كل لحظة؟ هل هو مجبر على إعطاء مبررات دائما لتصرفاته، حتى ولو كانت اعتباطية وبعيدة عن القصد؟
على إيقاع هذا الانفعال الذي لا مفر منه، أهداها تحياته الخالصة ومتمنياته الصادقة والوفية، ليقول لها "عيد ميلاد سعيد و بألف سنة إن شاء الله... لك مني كل التقدير والاحترام".
قد يبيع الإنسان شيئا قد شراه لكنه لا يبيع قلبا قد هواه، في هذا الحين تذكر الفتى ما قاله أحد الفلاسفة "لكل شيء في مملكة الغايات ثمن أو كرامة، فمن له ثمن، من الممكن أن يستبدل بشيء مكافئ له ومن ليس له ثمن ولا يقبل أن يبادله شيء البتة، له قيمة باطنية، أي كرامة"
المسكين يقدرها بشكل فائق، يحترمها بإفراط وتفريط، يضع فيها الثقة الكامل والعمياء!
لا نلومه إذا لم ينظر إليها حين يكون معها... فهو لا يريد للهيب الشوق في عينه أن يجرح هذبها، لكن من سينير الطريق أمامها إن لم تحترق هي ويحترق هو فمن سيضيء لهما الطريق.
انتظر الشاب المحب أن تبادله الفتاة نفس مشاعر الحب والتقدير، ولو بتصنع وفبركة، لكن البائس خاب أمله، فالفتاة كانت محترسة بشدة، فتعبير الفتى عن الحب ليس نفسه عند الفتاة.
فقد قال الكاتب والشاعر والمبدع الفرنسي الكبير فيكتور هوجو " قد يكتب الرجل كتابا عن الحب...ومع ذلك لا يستطيع أن يعبر عنه، ولكن كلمة عن الحب من المرأة تكفي لذلك كله"
كانت عباراته مفعمة بمشاعر الحب و الهوى الخالص، حتى بدت الفتاة معجبة بما عبر عنه في هذه الأسطر بشكل جميل وفي رونق كلمات قد لا يكون تداولها أحد من العشاق.
فعلا، الحب درب لا مفر منه، احتلال لا تحرير منه, ثورة لا انقلاب عليها, كلمة لا يمكن ردها, حكمة لا يمكن نفيها, زهرة لا يمكن ذبولها, قضية لا يمكن هزيمتها, قدر لا بد منه !، يجعلنا نشعر بألم صامت و جنون متفجر، فما أقسى الحب و ما أتعب ألمه، لكن بين العذاب و الجنون هناك سعادة توهمنا نشعر أننا الكون
هكذا، تركت الفتاة قلب الفتى معلق، يجهل رأسه من رجليه، أحبها لدرجة أراد أن ينسى فيها وجوده، ويتذكرها هي وعيد ميلادها.

طارق المنيظر



#طارق_المنيظر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفوس اللعينة
- وطن بين التبعية الفكرية والاضمحلال الثقافي
- الأمل
- الزمن العاهر
- في الذاكرة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق المنيظر - عيد الميلاد العشرين