أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - العلم والنشيد الوطني واغاني نانسي عجرم















المزيد.....

العلم والنشيد الوطني واغاني نانسي عجرم


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1147 - 2005 / 3 / 25 - 15:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن في بال لينين عندما وضع الحجر الاساس لنظرية الحزب الواحد ودكتاتورية احد الاجنحة فيه ان تصل الامور الى ما وصلت اليه حيث ( القادة الضرورة ) الذين تخرجوا من مدرسة لينين في مناطق عديدة من العالم يفعلون المستحيل من اجل تمجيد وتأليه ذواتهم. لا اعتقد ان لينين في حياته صادف ان رأت عيناه تماثيل او جداريات لشخصه . اذكر كيف كان مدرس اللغة الروسية يتباهى وهو يحكي لنا كيف ان لينين دعي ذات يوم الى احتفال اقامه حزبه تكريما له بمناسبة عيد ميلاده ( اي لينين ) بعد انتصار الثورة البلشفية وكان الاحتفال يتضمن فقرتان الاولى خطابية و الثانية فنية موسيقية. سَئل لينين وقتها عن الزمن الذي ستستغرقه الفقرة الاولى أي الخطابية فضبط ساعته ووصل الاحتفال عندما كان قد انهى جميع الخطباء من إلقاء خطبهم لكي ينأى بنسفه عن سماع الكثير من الكلمات التي كان يؤمن انها تخرج على الارجح من افواه متملقة وليس من قلوب صادقة

ذهب لينين واشتغلت ( رحمة الله ) كما يقال في العراق حيث اصبح لزاما على ( الجماهير الكادحة المسحوقة ) ان تشكر قائدها ( وهو في حياته ) بكرة واصيلا بعد ان جعل هذا القائد نفسه ضلا لها في المأكل والملبس والمشرب والمسكن ( يعيش معها اكثر مما يعيش رب الاسرة مع عائلته) . يغفو المواطن على كلمات القائد الذي اصبح ضيفا دائما يطل على التلفاز كل مساء ليزين وجبة العشاء الفقيرة ثم يصحو على اغاني الصباح وهي تمجد القائد الفذ والبطل المغوار, يخرج المواطن المسكين من بيته ليكون ايضا مع القائد في كل خطوة , يعبر جسر القائد ويمر من جدارياته التي تمتلئ بها ساحات سميت بإسمه, يقرأ في الطريق كمًا من اللوحات التي تشير الى مستشفى القائد , ملعب القائد, قناطر القائد وشلالاته, محطاته, مركزه للفنون, ( مقبرته ) , مدنه , يشتري ويبيع بعملة ( ُتنًورها وتُخفٍض قيمتها) صور القائد. اصبح المواطن المسكين غارقا من شعر رأسه حتى اخمص قدميه في بحر مكرمات القائد وفيض جوده اللامتناهي. في العراق كانت نشرات الاخبار تقتات لاسابيع على برقيات ترفع للقائد شكرا وعرفانا لانه امر بان يضاف الى الحصة التموينية الشهرية مئة غرام من الشاي او السمن وكان البعض من المتملقين يعتقد ان الامر يستوجب اكثر من برقية بل الخروج في مظاهرات عارمة تشق هتافاتها عنان السماء لان القائد امر بكيلوغرام اظافي من الطحين لكل فرد فأعطى بذالك طعما خاصا للاحتفال بعيد ميلاده الميمون حيث اصبح بامكان الجميع تجهيز كعكة الميلاد

لم يقتصر الامر على ذالك بل كانت مأساة وطنية كبرى عندما فكًر اؤلئك القادة في مس الرموز الوطنية العليا والتي يمثلها علم الدولة ونشيدها الوطني بإجراء بعض التحويرات عليها او تغييرها جذريا حيث شكًل ذالك سابقة خطيرة فاعطى الذريعة لان يكون تغيير الظروف السياسية في بلد ما سببا لاعادة النظر في هذه الرموز الوطنية فتتعرض قدسية الدولة وهيبتها الى اهانة كبيرة. ان علم الدولة ليس يافطة من يافطات شعارات المرحلة كما ان نشيدهاالوطني ليس ( فيديو كليب) يُنتظر منه ان يحقق اعلى المبيعات بل إن هذا وذاك كمًُ متراكم من التاريخ والاحداث والاشخاص الذين دار الزمن دورته عليهم وهم يرفعون بتلك الراية وينشدون ذالك النشيد . ان القاعدة العامة تتلخص في ان القديم تضفو عليه هالة من القدسية والهيبة يستمدها من قدمه ولانه نتاج اجيال سابقة متعاقبة وتاريخ طويل بينما الجديد بحاجة الى فترة طويلة ليستمد تلك الهيبة وينال تلك القدسية ويبقى السؤال مشروعا لكل مواطن حول ضرورة تحطيم وتغيير كل الشواخص والرموز الوطنية دون استثناء كحاجة ملحة يتطلبها بناء العراق الجديد.

لم يجد الكثيرون اي سبب يدعوهم للاعتراض على الغاء النشيد الوطني للنظام السابق كون هذا النشيد جاء ليعبٍر عن حالة معينة وظرف محدد علما بان شائعات طفت على السطح في احدى المراحل اشارت الى ان النظام السابق نفسه في اواخر ايامه فكًرجديا في تغير ذالك النشيد ليلبي حاجات المرحلة الجديدة ولكن عندما يتعلق الامر بعلم العراق فان النظام السابق نفسه بكل ما مثًل من نرجسية وحب للذات لم يلجأ الى احداث تغيير جوهري على العلم العراقي المتعارف عليه سوى اظافة عبارة ( الله اكبر ) ولاسباب واهداف سياسية معروفة كما لم يسمع احدا ان الاطراف التي فاوضت النظام السابق في مراحل عديدة من اجل الوصول الى تسوية للمشاكل العالقة والتي تدعو لتغيير العلم حاليا قد طرحت هذه المسألة في اي من جولات مفاوضاتها مع ذالك النظام.

ربما كان الكثيرون وهم على حق يتمنون لو ان النظام السابق لجأ الى تغيير العلم العراقي شكلا ومضمونا وليس الى اجراء بعض الاظافات عليه بل يدرك الكثيرون ان اجراء تلك الاضافات مثًل خطوة خبيثة وماكرة لاستخدام الدين والمثل العليا كدرع فعال لتخليد الشخصية كما يشير في الوقت نفسه الى الاثار الخطيرة التي يفرزها استخدام الدين ورموزه ومثله كاوراق في اللعبة السياسية في مجتمعاتنا المحافظة . ان هذا يظهر جليا في مايمكن تسميته ( بمأزق العلم العراقي ) لاقطاب الحكم الجديد حيث تنطلق القيادات الكردية مستندة الى حماس الشارع الكردي في مشاعره القومية الى الدعوة لتغيير العلم العراقي فتعلن صراحة عدم اعترافها به وتمنع اعتماده كعلم وطني في اقليم كردستان بينما تعتقد القيادات العراقية الاخرى التي فرزتها موجة المشاعر الدينية ان مجاراة المياه الكردية واعتماد علم اخر يكون بديلا لعلم يحتوي على لفظ الجلالة يمثل انتحارا سياسيا او مخاطرة غير مأمونة العواقب على اقل تقدير. ان اظهار قدر عال من الحكمة السياسية يمثل مسؤولية وطنية ينبغي على مختلف القيادات العراقية التحلي بها من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه من الرموز الوطنية وعدم اعطاء الفرصة لروح التعصب الاعمى في ان تفعل فعلها وتكون مشكلة العلم هي القشة التي ستقصم بالتمام ظهر البعير الذي اصبح يسير اساسا بالعكازات. ان الاصرار على تغيير هذه الرموز يترك المجال رحبا لكي يهيأ المواطن نفسه لسماع ورؤية اناشيد واعلام مختلفة في بلد كان ولازال يشكو من عدم الاستقرار السياسي والذي يبدو انه سيستمر لمرحلة قادمة بعد ان تأكد الجميع ان نظرية ( جئنا لنبقى ) لم تثبت صحتها

من يدري , ربما يدخل تغيير العلم والنشيد الوطني ايضا كشروط مطلوبة لتقبل رياح ( الديموقراطية الامريكية ) وهي تجتاح المنطقة في مشروع الشرق الاوسط الكبير. إن كان الامر كذالك , انها دعوة صادقة الى كل الزعماء والسياسيين ان يحثوا الخطى قبل فوات الاوان فيدرسوا جديا ألبوم نانسي عجرم فيتسابقوا في اختيار اناشيدهم الوطنية الجديدة التي ستطرب عليها حتما اذان الرئيس بوش
وما ببلادي من المضح كات ولكنه ضحك كالبكاء



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين نار التقسيم وزلزال الاطفاء
- المؤجر والمستأجر والدلال – هدايا بالباكيت
- كلنا حماميز الله
- من سيضحك اخيرا
- الى متى يبقى البعير على التلِ
- الجمعية الوطنية العراقية - شركة النقل العام
- كوريا الشمالية ترتدي المعطف لحماية ملابسها الداخلية
- اغتيال الحريري والشرق الاوسط الكبير
- وقفة مع المرجع الانتخابي اية الله فريد ايار
- سياسة كسر الظهر وصراع تجار المخدرات
- الائتلاف العراقي الموحد في الفخ
- - دعاية بعد الانتخابات - اياد جمال
- الانتخابات --- ميدالية قفز الحواجز
- يا مرشحنا دوس بنزين عل المِيَة وتسعة وتسعين
- المنصب في العراق هذا الهم الذي يتصارعون من اجله
- الاحزاب الخضر النائمة المُنوَََّمة
- كفى دور السمك الماًكول والمذموم
- شيراك - علّمهم اصول الحب
- الابرياء ضحايا المهزلة
- الدكاكين السياسية العراقية اصحاب بسطات ام وكلاء للحصة التموي ...


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - العلم والنشيد الوطني واغاني نانسي عجرم