أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي حسين علاوي الساعدي - مؤتمرات الحزب الشيوعي العراقي ( من المؤتمر الأول الى المؤتمر الخامس)















المزيد.....


مؤتمرات الحزب الشيوعي العراقي ( من المؤتمر الأول الى المؤتمر الخامس)


علي حسين علاوي الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 22:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ـ مؤتمرامؤتمرات الحزب الشيوعي العراقي ـ ( من المؤتمر الأول الى المؤتمر الخامس) ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ الكونفرنس الأول في آذار 1944 ـ
ـ افتتح فهد الكونفرنس بتقرير اعده حول الوضع السياسي بعنوان ( قضيتنا الوطنية ) وتناول فيه الانعكاسات المحتملة لهزيمة قوى المحور الفاشي والتي كانت تلوح بالأفق آنذاك على العالم وعلى العراق بوجه خاص .
ـ عرض في التقرير اساليب النهب التي يمارسها الاستعمار البريطاني والعوامل التي تعرقل التصنيع . وادان الاستغلال الذي ينصب على الفلاح جراء العلاقات شبه الاقطاعية السائدة في الريف .
ـ تطرق التقرير ايضا الى نمو الطبقة العاملة واتساع نضالاتها وشدد على اهمية نضال العمال من اجل حقوقهم الديمقراطية وضرورة ربط نضالهم من اجل التنظيم النقابي بالنضال الشعبي العام من اجل الديمقراطية ، واكد على اهمية النضال ضد الغلاء ومن اجل تحسين الاحوال المعيشية للشعب.
ـ قدم الرفيق زكي بسيم ( حازم ) تقرير حول العمل بين الشباب ، ونبه ان قاعدة الحزب تتألف من الشبيبة العمالية والطلابية وان الطلبة بصفتهم اكثر فئات المجتمع تجمعا وديناميكية وثقافة فأنهم المؤهلون لنقل الافكار الثورية للعمال ومن هنا تأتي اهمية جرهم الى النضال ، وتحدث عن استخدام اللجان الثقافية والاجتماعية في الكليات والمدارس الثانوية من اجل جر الطلاب الى العمل السياسي. واهمية نشر الروح الثقافية والنقد العلمي وحرية الفكر وتعزيز الروح الوطنية بين الطلبة وتطوير علاقاتهم الثقافية مع طلبة البلدان العربية الشقيقة والشبيبة الديمقراطية العالمية.
ـ تناول حسين محمد الشبيبي ( صارم ) في تقرير قدمه في الكونفرنس موضوع التثقيف الحزبي واهمية التسلح بالنظرية الماركسية ـ اللينينية ، ودعا الى اهمية الارتقاء بالتثقيف الحزبي الماركسي في الخلايا الحزبية واهمية توفير المصادر الماركسية ودعا الى ضرورة اعداد دراسات عراقية عن مشاكل البلاد في ضوء النظرية الماركسية ـ اللينينية.
ـ المؤتمر الاول للحزب 1945 ـ
ـ أسباب انعقاد المؤتمر الأول للحزب عام 1945 ـ
1ـ توسيع نشاط الحزب بين الجماهير ( عمال ـ فلاحين ـ طلبة ـ شبيبة ـ مرأة ) .
2ـ انتصار الاتحاد السوفييتي وزحفه نحو الغرب من اجل القضاء على القوى الفاشية.
3ـ اقيمت العلاقات الدبلوماسية بين العراق والاتحاد السوفييتي وبعد شهر من ذلك استطاع عمال السكك ان يحصلوا على حقهم في العمل النقابي ويعقدوا مؤتمرهم في تشرين الثاني 1944 .
4 ـ نمو العمال والطلبة وتقوية العلاقة وصلات اولية مع الفلاحين وركائز في بعض القرى وكذلك بين العسكريين وبالتالي ادت هذه النجاحات الاولية الى تطوير حياة الحزب ذاته .
ـ تركزت اعمال المؤتمر الوطني على التنظيم ، والنقاش لإقرار ( النظام الداخلي ) للحزب ، ولذلك اطلق عليه اسم (( مؤتمر التنظيم )) وقد جرى تحت شعار (( قووا تنظيم حزبكم .... قووا تنظيم الحركة الوطنية )) .
ـ ناقش المؤتمر الوطني مسودة النظام الداخلي ، وأقرها ، وأجرى تعديلات على الميثاق الوطني.
ـ أنهى المؤتمر اعماله بأنتخاب لجنة مركزية ضمت (( يوسف سلمان يوسف ـ حسين محمد الشبيبي ـ سامي نادر ـ احمد عباس ـ يهودا ابراهيم صديق ـ مالك سيف ـ علي محمد الشبيبي ) .
ـ الكونفرنس الثاني 1956 ـ
ـ لاحظ الحزب ان الحركة الوطنية والقومية التحررية التي يؤلف هو احد فصائلها الأساسية هي اكثر تفاعلا بالحركة العالمية ، لهذا السبب بالذات أعار الحزب انتباها خاصا الى المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي ووقائعه والوثائق التي طرحت فيه.
ـ يكتسب المؤتمر العشرين اهمية كبيرة لا في حياة الشعب السوفييتي وحده ، وانما في حياة المناضلين الشيوعيين في كل مكان، وفي العراق خاصة لكونه يشد من تصميمهم على مواجهة اخطائهم وتصحيحها .
ـ وجه الحزب نقدا شديدا للتجاوزات الخطيرة والكبيرة على المبادئ الماركسية التي الحقتها سياسات ستالين وتسلكاته في حياة الحزب والبلاد، ولسيادة روح عبادة الفرد التي ادت الى طمس دور الحزب من حيث هو طليعة للشعب السوفييتي .
ـ تأكيد المؤتمر العشرين بأن ( الشعب هو صانع الطريق، وان دور ومقام القادة والأفراد يتوقفان على مدى وعيهم لقوانين التطور المجتمع ولحاجات تنظيم وتعبئة وقيادة جماهير الشعب من اجل مطامحها له اهمية كبيرة.
ـ طرحت في المؤتمر وثيقة اللجنة المركزية والمتضمنة سياسة الحزب للمرحلة المقبلة وكانت بعنوان ( في سبيل تحررنا الوطني والقومي) وقد عبرت الوثيقة عن الافكار التي تضمنتها المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي والداعية الى تبني مفاهيم التعايش السلمي في العلاقات الدولية.
ـ ايد الحزب حق الاكراد في تقرير المصير .
ـ المكتب السياسي ( حسين احمد الرضي (سلام عادل) سكرتير اول للجنة المركزية ، وعامر عبد الله وجمال الحيدري).
ـ الكونفرنس الثالث 1967 ـ
ـ اكد الكونفرنس على مواصلة النضال ضد الكتلة المنشقة على المستويات الفكرية والسياسية والتنظيمية ومحاربة الافكار والاتجاهات المتعاطفة مع المنشقين.
ـ اقر شعار (( الانتفاضة الشعبية المسلحة )) التي تلعب فيه القوات المسلحة الدور الحاسم.
ـ اوصى الحزب بمواصلة الاحتكاك بالعناصر الطيبة التي انجرفت وراء الكتل الانشقاقية بسبب ضعف الوعي السياسي والفكري.
ـ المؤتمر الوطني الثاني 1970 ( شمال العراق ) ـ
ـ أكد عزيز محمد في تقريره على ضرورة الاستمرار في الحوار ودعا الى عقد مؤتمر وطني عام لجميع الاحزاب العراقية بما فيها الحزب الحاكم للتوصل الى صيغة موحدة للجبهة.
ـ ناقش المؤتمر مسودة منهاج الحزب ومشروع تعديل النظام الداخلي.
ـ وفي ختام اعماله التي استغرقت (8ايام) وضع المؤتمر الوطني الثاني المهام التالية على عاتق الشيوعيين العراقيين بهدف تحقيقها وهي: 1ـ الديمقراطية 2ـ الجبهة الوطنية 3ـ النضال من اجل حل المشاكل المعيشية للجماهير.
ـ المؤتمر الوطني الثالث 1975 ـ
ـ الظروف التي احاطت بالجبهة 1973 ـ
ـ درست قيادة الحزب الشيوعي مشروع ((ميثاق العمل الوطني)) الذي طرحه حزب البعث في عام 1971 ، واصدرت بيانا بأسم المكتب السياسي اعتبرت المشروع اساسا صالحا للحوار مع حزب البعث من اجل اقامة الجبهة ، وكان في اساس تقييم الحزب الايجابي وبأختصار شديد " انه مشروع معاد للامبريالية ويؤكد على التعاون مع الدول الاشتراكية ويؤكد على اهمية العمل المشترك بين فصائل الحركة الثورية لمواجهة الاخطار التي تحدق بالعراق والعالم العربي ـ وايضا يؤكد على الحل السلمي الديمقراطي للمسألة الكردية.
ـ لم يكتف ـ الحزب بذكر ما هو ايجابي في المشروع، وانما اشار الى سلبياته ونواقصه ايضا حيث ورد فيه " ان حزبنا يهمه جدا ان يرى خاتمة نهائية وحاسمة لكل مظاهر الاضطهاد ضد اي قوة وطنية اخرى، ودعا الحزب في بيانه الى اطلاق الحريات الديمقراطية كافة لجماهير الشعب، والنص على حرية الاحزاب،واقامة المؤسسات الدستورية ، ووضع الدستور الديمقراطي الدائم، وانهاء فترة الانتقال في وقت محدد ، والتعامل مع الاحزاب السياسية الوطنية على اساس الاحترام المتبادل بينهما كأحزاب سياسية مستقلة ايديولوجيا وسياسيا وتنظيميا.
ـ ونظرا لسعة الخلافات بين الحزبين الشيوعي العراقي وحزب البعث حول سلسلة من الامور الاساسية مثل السلطة والحكومة الائتلافية ودور الجبهة فيها والديمقراطية وطبيعة المرحلة ...الخ، هذا فضلا عن دوافع البعث الخاصة لاستثمار العلاقة مع الحزب الشيوعي لتحقيق هيمنة وتعزيز مواقعه على مختلف الاصعدة داخليا وعربيا وعالميا،كل هذه الاسباب لعبت دورها في تلكؤ الحوار وعدم انتظامه ، وعلى الرغم من كل ذلك فقد وفرت تلك الاجواء فرصة للمباشرة بأعادة بناء تنظيمات الحزب الشيوعي الذي سبق وان سحقت وهدمت في الحملة الارهابية .
ـ المؤتمر الوطني الثالث ـ
ـ عقد الحزب الشيوعي العراقي مؤتمره الوطني الثالث في الفترة من ( 4 ـ 6 مايس 1975 ) وذلك في مقر اللجنة المركزية في منطقة المسبح في بغداد بحضور 318 مندوبا يمثلون جميع منظمات الحزب.
ـ تمت مناقشة الوثائق ( مشروع برنامج الحزب ـ تعديلات النظام الداخلي).
ـ اكد التقرير ( عزيز محمد ) بشكل خاص على مبدأ التعاون مع الحزب الحاكم وتعهده بتطويره بما يخدم التحالف القائم بينهما.
ـ اعطى انعقاد المؤتمر الوطني الثالث من تحضير جدي وتمثيل واسع ومساهمة قوى ديمقراطية في مناقشة وثائقه، زخما كبيرا لنشاط الحزب ولمكانته ونفوذه بين الجماهير.
ـ اظهر المؤتمر النمو الكبير الذي حصل في عضوية الحزب منذ بدأ الحوار مع الجبهة، وشكل كل ذلك نواقيس خطرة بالنسبة لحزب البعث الذي وضع في حساباته دائرة محددة يسمح للحزب الشيوعي التحرك فيها، ولكنه بات يرى ان الحزب الشيوعي خرج من الدائرة.
ـ هدد حزب البعث بالغاء التحالف لينزل بضربة للمنظمات الديمقراطية والجماهيرية العريقة (( رابطة المرأة العراقية ، اتحاد الطلبة العام ، اتحاد الشبيبة ) .
ـ لم تنحصر ممارسات حزب البعث القمعية ضد الشيوعيين وانصارهم فقط وانما راحت تمتد الى عامة الناس الذين يرفضون الانتماء الى صفوفه والى كل المعارضة الاخرى.
ـ بعد فترة قصيرة من انتهاء اعمال المؤتمر الثالث للحزب ، والذي اضفى زخما قويا على نشاط الحزب ومكانته وعزز نفوذه، تصاعدت المضايقات والانتهاكات ضد الحزب واعضائه، اخذت الخلافات الفكرية والسياسية تثار بوتيرة اشد في سكرتارية الجبهة،وقد تعرض الحزب لضغوط كبيرة من قبل البعث لتبني او تأييد مواقف او سياسات تتعارض مع النهج السياسي للحزب الشيوعي، فعلى سبيل المثال رفض الحزب الشيوعي طلب حزب البعث بوصف النظام السوري بالعميل.
ـ المؤتمر الوطني الرابع 1985 ( كردستان ) ـ
ـ دارت في المؤتمر نقاشات حادة حول تطورات الحرب ما بين العراق وايران ، لقد غير الحزب شعاره الرئيسي ، الذي رفعه في بداية الحرب من " إسقاط الدكتاتورية وانهاء الحرب" الى " انهاء الحرب وإسقاط الدكتاتورية " ، وجعل منه شعارا للمؤتمر وعلى الوجه التالي " من اجل انهاء الحرب فورا واسقاط الدكتاتورية الفاشية وتحقيق البديل الديمقراطي " .
ـ بعد ان ناقش المؤتمر واقر وثيقة " تقييم تجربة حزبنا النضالية في السنوات " 1968 ـ 1979 " وبعد ذلك ناقش المؤتمر برنامج الحزب الذي اتخذ من " اجل انجاز الثورة الوطنية الديمقراطية والانتقال الى الاشتراكية شعارا له " . وبعدها تمت مناقشة النظام الداخلي ، كانتن اللجنة المركزية قد قررت في اجتماعها عام 1982 ، وبالاجماع ، تعديل النظام الداخلي وذلك بالغاء الفقرات السياسية والفكرية الخاطئة التي كان التي كان المؤتمر الثالث قد ادخلها عليه ايام النشاط العلني للحزب، حيث لم يجري فيه التطرق الى مراعاة العمل السري .....الخ.
ـ لقد عكس انعقاد المؤتمر الوطني الرابع على ارض الوطن وسط صعوبات لا يستهان بها ، وبحراسة الانصار الشيوعيين جرأة وبسالة الشيوعيين العراقيين ويعد انجازا هاما للحزب الشيوعي وتحديا للدكتاتورية التي بذلت المستحيل لأفشال المؤتمر بما في ذلك استخدام مدفعيتها الثقيلة التي سقطت بعض قذائفها بالقرب من مكان اجتماع اللجنة المركزية عشية المؤتمر.
ـ اتخذ المؤتمر " من اجل انجاز الثورة الوطنية والديمقراطية والانتقال الى الاشتراكية" شعارا له في برنامج الحزب . وهو شعار نموذجي لحرق المراحل . ودعا في التقرير السياسي للمؤتمر الى " الضبط الحديدي " والى مكافحة كل التيارات الانتهازية اليمينية واليسارية والتوفيقية ، وأكد بأن "طابع عصرنا هو عصر الانتقال من الرأسمالية الى الاشتراكية على النطاق العالمي " ، أما الوثيقة الثالثة التي أقرها المؤتمر ، وهي وثيقة " تقييم تجربة حزبنا النضالية" فقد جاء فيها : " تؤكد تجربتنا في الفترة المعينة ، انه من غير الممكن انجاز الثورة الوطنية الديمقراطية والانتقال الى الاشتراكية بدون قيادة الطبقة العاملة وحزبها الشيوعي للسلطة السياسية بالإستناد
الى حلف العمال والفلاحين وكل فئات الكادحين " ، لقد تخلص او عدل الحزب لاحقا جميع هذه الصيغ بعد التجديد.
ـ المؤتمر الوطني الخامس ( الديمقراطية والتجديد ) في ( شقلاوة ) 1993 ـ
ـ اتيحت للمندوبين الأجواء التي تساعد على المكاشفة وحرية النقد لذلك اطلق على المؤتمر اسم (( مؤتمر الديمقراطية والتجديد)) ، وجدد الحزب ايديولوجته وذلك بتصحيح هويته ومرجعيته الفكرية .
ـ تحول الحزب من حزب شديد المركزية ذي ضبط حديدي الى " حزب ديمقراطي ، من حيث جوهره واهدافه وبنيته التظيمية ونشاطه، من حيث علاقاته بالقوى الاجتماعية والسياسية الاخرى ، فضلا عن تجديد قيادته ، بما فيها الشخصية الاولى في الحزب ومصادقته على تكوين الحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق.
ـ على صعيد تجديد ايديولوجيته ، لم تعد مرجعية الحزب الشيوعي العراقي وهويته الفكرية محصورة بالماركسية ـ اللينينية ، فقد بات يسترشد ( كما تشير وثائق المؤتمر الخامس ) بالماركسية ، مستفيدا من سائر التراث الانساني الاشتراكي ومستلهما كل ما هو تقدمي في حضارة شعوب وادي الرافدين والرصيد النضالي لتاريخ شعبنا العراقي .... الخ. وحذف اللينينية.
ـ كانت نظرية " تطوير الثورة الديمقراطية الى ثورة اشتراكية في صلب ايديولوجية الحزب الشيوعي العراقي ، وعلى اساسها ، وليس على اساس واقع العراق وظروفه الملموسة ، وضعت استراتيجية الحزب تفضي بتطوير الثورة الوطنية الديمقراطية والتحول الى الثورة الاشتراكية وذلك بأقامة " جمهورية ديمقراطية تلعب فيها الطبقة العاملة دورا طليعيا وقياديا ، وأكد المؤتمر الوطني الرابع (1985) ايضا على هذه الاستراتيجية من حيث الجوهر.
ـ على الصعيد الفكري توجه الحزب نحو فحص المقولات والمفاهيم النظرية انطلاقا من نبذ الاستنساخ والنقل الآلي للتجارب ، واستلهم المنهج الماركسي لمعاينة الواقع الموضوعي وتطوراته والواقع الملموس لنضال شعبنا ومشاكله وتقاليده وتراثه الثوري ، والاستفادة من التجارب العالمية.
ـ أكد المؤتمر على خيار الحزب الاشتراكي ، واكتفى بتحديبد المسار العام وتجنب الخوض في المسائل غير الآنية ، والتنبؤات البعيدة ، فمثلها بحاجة ماسة وجدية لتنشيط البحث العلمي لأغنائها عبر الاستفادة من الطاقات العلمية لرفاق الحزب واصدقائه، كما يتطلب ذلك تعميق الدراسات حول ما يواجه الحزب من قضايا ، مع القبول بالتعددية في الاراء واحترام الاجتهاد، وضمان حرية الاستنتاجات النظرية وحرية الرأي التي هي مستلزمات اساسية لأي بحث علمي .
ـ على الصعيد السياسي سعى الحزب لتكون وجهته العامة هي التمسك اكثر من اي وقت مضى ، بالواقعية السياسية وبالمرونة في التعامل مع الاحداث .. والسعي لتجنب الارادوية والجمل الثورية في صياغة الشعارات السياسية ، ورسم المواقف والتكتيكات اليومية ....الخ .
ـ ولتحديد الهوية الطبقية للحزب ، تخلى المؤتمر عن كونه حزب يمثل الطبقة العاملة حصرا ، وأقر انه حزب الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين وجميع شغيلة اليد والفكر ، وتخلى الحزب عن الاشارة الى سلطة الطبقة العاملة ( دكتاتورية البروليتاريا) والتحالف بقيادة الطبقة العاملة وحزبها الشيوعي.
ـ ولتأكيد هوية الحزب الوطنية أشار الى ان الحزب الشيوعي العراقي حزب وطني مستقل ، يضع المصالح العليا للشعب والوطن فوق اي مصلحة اخرى ، واكد في فقرة اضافية أممية الحزب .
ـ اهتم المؤتمر بمبدأ المركزية الديمقراطية من حيث ان كل منظمة في حاجة الى مركز ، الى قيادة تدير نشاط هذه المنظمة وتضبط حركتها وتوجهها بما يتفق والاهداف او الاغراض التي تضعها المنظمة لنفسها.
ـ سعى الحزب ان يتضمن نظامه الداخلي احكاما عديدة سيادة الديمقراطية في كامل نشاطه ، فقد اعتمد مبدأ الانتخابات والترشيح الفردي واعتماد مبدأ التصويت السري والفرز العلني للاصوات . ونص ايضا على قاعدة اجراء المشاورات والاستفتاءات عند المنعطفات . وقلص صلاحية المكتب السياسي لصالح الدور الذي تلعبه اللجنة المركزية ، وتحول السكرتير العام للحزب الى سكرتير اللجنة المركزية ، وزيدت اجتماعات اللجنة المركزية واعطيت المنظمات الحزبية صلاحيات اوسع من ذي قبل ، وقلص من التدرج الهرمي في التنظيم ، وزيد من دور الكونفرسات وقلصت الفترة بين المؤتمرات .
ـ في الوقت الذي اكد النظام الداخلي على وحدة الحزب الفكرية والسياسية والتنظيمية فانه اكد على حق الاقلية في مناقشة سياسة الحزب وشؤونه الداخلية .. والتعبير عن رأيها في القضايا الفكرية والسياسية والاعلان عنه في الصحافة الحزبية على ان لا يعيق ذلك التزامها بتنفيذ هذه القرار ت وبما لا يضر بسلامة الحزب .
ـ أقر المؤتمر في بداية اعماله ولأول مرة نظام ادارة الجلسات ، وانتخب هيئة رئاسة المؤتمر اعضائها من خارج اللجنة المركزية واصبح ذلك تقليدا في جميع المؤتمرات والكونفرنسات الحزبية على صعيد المركز والمنظمات الحزبية على حد سواء ..
ـ عرض لأول مرة في تاريخ الحزب على المؤتمر تقرير مالي يحدد موارد الحزب المالية ومصادرها واوجه صرفها ، لدراسته واقراره، وصادق المؤتمر على تكوين الحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق ، وعلى ترتيب شكل علاقته بالحزب الشيوعي العراقي.
ـ جرى انتخاب اللجنة المركزية وفقا للنظام الداخلي الجديد على اساس الترشيح الفردي ، وقدم كل مرشح وبدون استثناء معلومات عن نفسه، وخضع للمساءلة والتقييم سلبا وايجابا من قبل المندوبين .
ـ كانت نتيجة الانتخابات هي ان شكل الرفاق الجدد ما يقارب نصف قوام اللجنة المركزية الجديدة ، وقد امتنع ما يقارب نصف اعضاء اللجنة المركزية القديمة عن ترشيح انفسهم وغالبيتهم بدافع الرغبة في افساح المجال امام عملية التجديد.
ـ هناك حادث له مغزى معين حصل في المؤتمر وهو ان شعار رفع الحصار الاقتصادي عن العراق ، لم يكن متضمنا في بدء المؤتمر لا في الشعار الرئيسي للمؤتمر ولا كشعار مستقل بأية صيغة من الصيغ في قاعة المؤتمر ( التقرير السياسي ) والمفارقة في الأمر ان يتحسس مندبوا الخارج معاناة الجماهير افضل مما تحسسه رفاق الداخل ، وفي واقع الأمر ان القمع الوحشي للنظام الدكتاتوري واخطاء الحزب في زمن التحالف مع البعث خلف اثرا نفسيا عميقا لدى رفاق الداخل والوسط الذي يتحركون فيه ، جعلهم يخشون من اي موقف او شعار يلتقي مع النظام من قريب او بعيد بصرف النظر عن مدى صوابه.
ـ ان هذا التجديد هو الذي مكن الحزب من مواجهة الاوضاع الجديدة والمعقدة بعد غزو العراق وسقوط الدكتاتورية قي 2003 وذلك بسلوك نهج سياسي واقعي بعيدا عن الجمود العقائدي وترديد مسلمات عفا عليها الزمن .
المصادر : فهد والميثاق الوطني للحزب الشيوعي العراقي
ـ وثائق مؤتمرات الحزب الشيوعي العراقي



#علي_حسين_علاوي_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي حسين علاوي الساعدي - مؤتمرات الحزب الشيوعي العراقي ( من المؤتمر الأول الى المؤتمر الخامس)