أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الخندقجي - طقوس المرة الأولى .. الكاتب: ساري جرادات














المزيد.....

طقوس المرة الأولى .. الكاتب: ساري جرادات


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 21:04
المحور: الادب والفن
    


طقوس المرة الأولى

الكاتب: ساري جرادات

طقوس المرة الأولى هو كتاب شعري مهدد ومندد ومتمرد على الأرقام المدعاة من قبل قراصنة الحياة ، طقوس المرة الأولى لوحات مرسومة بعناية فائقة من إنسان أكثر من عادي ، طقوس تنتشر في صلصال الطين العجيب كالهواء ، طقوس سيصعب على النقاد وعلماء النفس والاجتماع مجتمعين أن يفكوا رموزها وفلسفاتها وتكوينها الأول دفعة واحدة.

طقوس المرة الأولى كتاب شعري للأسير المناضل باسم الخندقجي ، قصائد وأشعار كتبها ووجها نحو قرص الشمس المستدير على شاكلة ما ، يراقص ياسمين عيبال وجرزيم الأصيل ويلاعب أنامل حبيبته ويفتش عن وطن مقسم بين اخضر واصفر في وجه حبيبته المرفوعة والمنصوبة والمضمومة بفعل تواطؤ البعض ، متناسين أن الأحمر وحده لون الحياة وبوباة الحرية ، غير آبه ومكترث لحفنة المؤبدات التي لن تستطيع كسر إرادته ومبدأيته بفلسطين الجميلة من البحر إلى النهر ، ليبقى هذا التفوه القديم هو تقويمه عبر العصور والسنين .

الأستاذ والمناضل زاهي وهبي قدم كتاب الأسير المناضل باسم الخندقجي وأخرجه إلى حيز الوجود ، كاشفا عن الطاقات الإبداعية العميقة والغزيرة والهائلة لباسمنا وأخوته ورفاق دربه الطويل ، رغم كل أشكال وعوامل الخنق والمحاصرة والمنع للعقل الفلسطيني من قبل إدارة السجون الاحتلالية ، وتعريض الأسير الفلسطيني لكل أشكال الظلم والذل والقتل ، فيضيء الأستاذ المناضل زاهي وهبي بتقديمه للكتاب الأمل الذي يربيه باسم في المعتقل ويكبر يوما تلو آخر ، طاردا كل أشكال الهم والكآبة واليأس التي من الممكن أن تحصل مع الإنسان جراء تعرضه للأسر والاعتقال ، واضعا الثلاث مؤبدات وحفنة العقوبات في العدم .

إن سر كتابتي لهذا المقال هو طباعة الكتاب ونشره في العاصمة اللبنانية بيروت ، الأمر الذي يدعونا للتساؤل عن أطنان الدولارات التي نسمع ونعلم بها فإلى أين تذهب ؟ وعن صرف أموال دولتنا مع حفظ الألقاب ، ولماذا يحجب نهر المال عن إبداعات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال اللعين ؟ الأمر المعيب والمشين للوزارة التي أخذت على عاتقها حمل ورفع راية الأسرى وإعلاء كلمتهم أن تضع مؤلفات الأسرى في أدراج النسيان ، فكما ترون كل شيء بالسجن يموت إلا إرادة أسرانا وأملهم بالحياة الكريمة والحرية الأكيدة لشعبهم ، فينتصرون على الموت يوميا ويواصلون درب العودة متمسكين بمبادئهم التي من اجلها اعتقلوا ، فولادة حريتهم ممكنة أكثر حين تهتم حكومتنا بهم وتتبنى مؤلفاتهم وكتاباتهم دون تفرقة أو تمييز ، فعلى الوزارة الفلانية واجب توفير ثمن محروقات سيارة واحدة لمدة شهر لتصدر مؤلف الأسير ، أو عدم المشاركة في عشاء فاحش أو وقف السياحة السياسية التي باتت احد أهم أولويات حكومتنا الموقرة ، وكثيرة هي الطرق التي من شانها إعادة الاعتبار لمؤلفات الحركة الوطنية الأسيرة وغيرها من مئات القضايا التي تفتك بمجتمعنا وتحرف شبابنا وتؤدي بالأدمغة الفلسطينية بالهجرة إلى عالم المجهول اللامتوقف .

طقوس المرة الأولى هي الممكن والراهن لقدوم المستقبل الفلسطيني المشرق والمليء بالمحبة والحرية ، طقوس تزرع في جنباتها كلمات ترفض الأرقام والتهميش والتقصير ، وتعيد للنضال الفلسطيني هويته العربية المثقفة والغنية بالأدب والوعي والفكر ، طقوس تخرج من الدعوة السرية إلى الدعوة العلنية عبر الكبسولات والتحاميل المهربة في الأحشاء ليحقق باسم نبوئته في دولة مستقلة لها السيادة والحق في زراعة وفلاحة أرضها بالحرية والعدالة والمساواة ، طقوس تمطر الغيوم الحبلى بالخير الإبداعي لأسرانا البواسل ، طقوس متنقلة بين العزل والشبح والإفراد لتقول كلمتها الملتهبة والمتوحشة للحياة .

لا استطيع الكتابة مهما حاولت الوقوف والقراءة والتحليل والقياس والنبض لياسمين باسم أن اكتب عنه ، فهذه النصوص الملونة والمزركشة والمزينة بعناية شامخة ليس هدفها افتتاح جمعية أو شركة للمتاجرة بقضية الأسرى التي باتت سادس أركان فلسطينيتنا ، إنها قصائد تفتح نافذة الزنزانة المبنية في الصحراء القاحلة على مستقبل أكثر إشراقا ، زنزانة يزداد صدأ قضبانها ورطوبة حيطانها يوما تلو آخر ، تودع المكان وتغادره إلى أزقة البلدة القديمة الضاربة بالكنعانية الأولى للأرض وتتجول داخل رفوف المكتبة الشعبية ، فنستظل بظلها ونأكل من لذة ثوم وبصل وعدس وقثاء نصوصها طعام غير المعتاد ، مفتشا باسم في مناكب الأرض وافق السماء عن ابتسامة طفل حارة الياسمينة التي تفتقده وتشتاقه دوما ، وعاهدته أن تبقى على قيد الترقب والانتظار حتى تتكحل حجارتها من رؤياه وملقاه محررا يحتسي بقية من قهوة معتقة لن تجف أو تتبخر أبدا قبل العناق .

الآن ، بعد تلك الهالات النبوية من الكتابة والعمق والإبداع ، يبقى الشوق يلازمني وأنا أفتش عن زيتونة أخرى يكتب لها باسم ، أتهجى الحروف الجنونية اللارومنطيقية التي صاغها ووبناها عبر كتابه ، مفروشة بالورود المقاومة والممانعة للتهميش والإهمال والنسيان ، ليبقى للذاكرة ثنائية مدججة بالعناق الأكيد بك عائدا من جبهات النصر المبين ، طاردا حالة الصمت التي تلم بأطراف الجسد الفلسطيني الملاحق والمعذب في شتى أصقاع المعمورة ، ترسم لوحة العودة بكفين نظيفتين من البيع والمتاجرة بفلسطين ، تصعد بالجدائل نحو السماء محمولا على أكتاف رفاقك الذين لن يتركوك وحيدا قطعا ، ففي تلك السجون الظالم أهلها كل ما يستحق أشكال النضال لأجل إطلاق أسرهم وحريتهم وعودتهم .



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق من المعتقل . الورقة الرابعة عشر .صناعة الدور التاريخي ...
- اوراق من المعتقل .الورقة الثالثة عشر. الفجوة ما بين النظري و ...
- اوراق من المعتقل . أعدُكِ بالأمل
- أوراق من المعتقل . لنا كَنْزَةُ موسى . -الزيارة-
- بَرَدَى يهجرُ مجراه
- خطا في العنوان
- أوراق من المعتقل . الورقة الثانية عشر . المناقشة و الانتقاد
- أوراق من المعتقل . الورقة الحادية عشر . مركزية ديمقراطية أم ...
- أوراق من المعتقل . الورقة العاشرة . الصحوة الإسلامية
- الفلسطيني السلبي
- أوراق من المعتقل . الورقة التاسعة . كيفية التفاهم مع الظروف ...
- أوراق من المعتقل . الورقة الثامنة . إعادة إنتاج النظرية .
- أوراق من المعتقل . الورقة السابعة . عن أية اشترا كية نتحدث ؟ ...
- أوراق من المعتقل . الورقة السادسة . الاشتراكية المنسجمة مع خ ...
- اوراق من المعتقل . الورقة الخامسة : يسارنا .. اليسار الجديد ...
- ثمة شيئ مُحدد
- اوراق من المعتقل . الورقة الرابعة : من الثقافة إلى الممارسة ...
- اوراق من المعتقل .. الورقة الثالثة : الصراع في المجتمع المدن ...
- اوراق من المعتقل .... الورقة الثانية :الهوية الفكرية -ولبرلة ...
- اوراق من المعتقل . الورقة الأولى:الضمانات التنظيمية وبوصلة ا ...


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الخندقجي - طقوس المرة الأولى .. الكاتب: ساري جرادات