ما هي المهمات التي يناضل من أجلها التجمع العربي لنصرة القضية الكردية؟

كاظم حبيب
(Kadhim Habib)

الحوار المتمدن-العدد: 1147 - 2005 / 3 / 25 - 15:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

نشأ التجمع العربي لنصرة القضية الكردية ليحقق ثلاثة أهداف مركزية, وهي:
1. تأكيد أهمية التضامن والتآخي بين الشعبين العربي والكردي في إطار المجتمع العراقي مع إيلاء الاهتمام بالتضامن والتآخي مع بقية القوميات المتعايشة سلمياً في العراق أو على صعيد المنطقة.
2. توضيح مناسب للقضية الكردية على امتداد الفترة المنصرمة والظروف التي مرت بها والمصاعب التي جابهتها والتضحيات التي قدمتها والمهمات التي تناضل من أجلها.
3. تعبئة أكبر عدد ممكن من المثقفين العرب في العراق وفي الدول العربية وفي الخارج ليساهموا في عملية التوعية والتنوير الفكري والسياسي في عدد من المسائل ذات الأهمية الفائقة للعرب ولغيرهم من القوميات, وأعني بها:
أ?. توضيح أهمية الالتزام المبدئي بحق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها ورفض الوصاية عليها من أي شعب أو حكومة كانت. والالتزام لا يعني الموافقة النظرية بل السماح للشعوب بممارسة هذا الحق عملياًُ.
ب?. تحريم الفكر والممارسة العنصرية والشوفينية والطائفية والتمييز الديني والعداء للقوميات والشعوب الأخرى.
ت?. العمل من أجل معالجة المشكلات القومية بالطرق السلمية ووفق آليات ديمقراطية, ورفض العنف والعنف المضاد.
ث?. التعاون مع المنظمات الدولية في حالة العجز عن حلها محلياً لصالح المساعدة في إيجاد الحلول العملية للمشكلات المحتملة.
ج?. تبيان دور الحركة الكردية الديمقراطية في التضامن مع نضال الشعب العربي في العراق في سبيل تحقيق الديمقراطية والتقدم الاجتماعي, إضافة إلى إبراز دور المثقف العربي الديمقراطي والتقدمي في دعم القضية الكردية.
ح?. دعم الشعب الكردي في جهوده من أجل إقامة الفيدرالية الكردستانية الديمقراطية في إطار جمهورية عراقية فيدرالية ديمقراطية, باعتبارها الحل الأمثل في المرحلة الراهنة وتعبير عن ممارسة الشكل المناسب لحق تقرير المصير.
خ?. فضح جرائم النظام السابق التي ارتكبها بحق الشعب الكردي وبقية القوميات في العراق, وبشكل خاص الجرائم التي ارتكبت في عمليات ومجازر الأنفال وحلب?ة, بهدف تأمين الوعي السياسي والاجتماعي ضد الاستبداد والعنصرية والشوفينية ولكي لا تتكرر مثل هذه الجرائم لا في كردستان العراق فحسب, بل في سائر أرجاء العراق. فالمقابر الجماعية في جميع أنحاء العراق دليل قاطع على الجرائم البشعة التي ارتكبها النظام الصدّامي البعثي.
د?. يرفض التجمع الاتجاهات القومية الضيقة والشوفينية أو العداء للعرب الذي يتجلى أيضاً في بعض الكتابات الكردية, إذ أن التطرف والشوفينية لا توجد في قومية واحدة بل يمكن ـبرز في صفوف قوميات أخرى أيضاً.

إن التجمع العربي لنصرة القضية الكردية يدرك تماماً ما تعرض له شعبنا العربي في العراق في ظل النظام الدموي, وخاصة أبناء الوسط والجنوب من أتباع المذهب الشيعي, ولكن النظام لم يكن رحيماً لمخالفيه من أتباع المذهب السني العرب, وكذلك أبناء القوميات الأخرى من غير الكرد. ولهذا وعندما يساند القضية الكردية يريد تجنب العرب وغيرهم أن يكونوا وقوداً من جديد في حروب أي نظام عراقي ضد الشعب الكردي أو القوميات الأخرى أو أي حروب أخرى نحو الخارج.

إن التجمع لا يشكل حزباً سياسياً أو منظمة جماهيرية واسعة, بل هو منظمة غير حكومية مستقلة, ولا خضع التجمع في تصوراته وأفكاره لأحد ولا يستلم نقوداً من أحد, ويقبل في عضويته المواطنات والمواطنون العرب من العراق أو خارجه للأغراض المشار إليها في أعلاه. كما يقبل عضوية مؤازرة من بنات وأبناء الشعب الكردي والقوميات الأخرى في العراق أو خارجه, ممن لا يحق لهم التصويت على قرارات التجمع, ولكن من حقهم الكامل المشاركة في أعماله ونشاطاته المختلفة.

إن التجمع لا يمارس الدعاية لهذا الحزب أو ذاك ولا لهذه الشخصية أو تلك, فهي ليست من واجباته ولا مهماته, بل يساند قضية شعب حرم من حقوقه المشروعة والعادلة طيلة قرون وعقود ويناضل من أجل التمتع بها.

يتعاون التجمع العربي لنصرة القضية الكردية مع جميع المنظمات غير الحكومية والأحزاب السياسية والقوى المختلفة التي تلتقي وإياه على صعيد الأهداف والمهمات المشار إليها في أعلاه التي تستند إلى أسس الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية.

والتجمع يرفض بوضوح كامل أولئك الذين يروجون للفكر العنصري والشوفيني أو الذين يروجون العداء والكراهية ضد الشعب الكردي أو ضد الشعب العربي أو القوميات الأخرى, كما يرفض من يحاول تشويه سمعة ونضال الشعب الكردي وحقوقه المشروعة, إذ أنها تتنافى والأهداف التي تأسس من أجلها التجمع.

إن الذين أسسوا هذا التجمع وأولئك الذين انتموا إليه من العرب يحترمون قوميتهم ويعتزون بنضال العرب, لهذا بالذات يحترمون ويعتزون أيضاً بنضال الشعب الكردي والقوميات الأخرى في سبيل حقوقها المشروعة والعادلة, والعكس صحيح أيضاً. ولهذا لا مكان لمن يحاول الإساءة للشعب الكردي أو الشعب العربي أو أي شعب أخر, أو التقليل من الجرائم البشعة التي ارتكبت بحق الشعب الكردي في عقد الثمانينات بحجة أنهم لم يكونوا وحدهم الذين تعرضوا للإرهاب والقتل والتشريد. إننا عندما نتحدث عن الكرد, نجد أنفسنا ملزمين باحديث عن الجرائم التي ارتكبت بحقهم وأدانتها وتبشيع القوى التي مارستها دون تحفظ, وعندما نتحدث عن العراق عموماً, عندها نتحدث أيضاً عن المعاناة والقتل الذي تعرض له العرب عموماً والعرب الشيعة خصوصاً من تمييز النظام وقهره ومقابره الجماعية. وكذا الحال نتحدث عن القوى السياسية من مختلف الأحزاب التي تعرضت لذلك الإرهاب الشرس أيضاً.

لهذا ليس من الصائب أن نمارس المقارنات غير السليمة في هذا الصدد كما يفعل البعض من الصحفيين أو الكتاب. إن قتل إنسان واحد هي جريمة لا تغتفر, فكيف بنا ونحن أمام مجازر بشعة راح ضحيتها أكثر من 5000 إنسان كردي بالسلاح الكيماوي وحوالي عشرة ألاف جريح ومعوق, أو قتل وتغييب عشرات الآلاف من الكرد وغير الكرد الأبرياء في عمليات جرائم الأنفال, إنها جرائم إبادة بشرية لا يجوز لأحد التخفيف منها أو مطالبة الكرد بعدم الحديث عنها تحت أي واجهة كانت. أن من يمارس ذلك يضع نفسه, شاء أم أبى في صف قوى النظام التي تحاول إنكار حصول الجرائم أو ربطها بالحرب العراقية الإيرانية أو ما شاكل ذلك. ولكننا لا ننسى ويفترض أن لا ننسى ما جرى في أهوار العراق أو في ضرب الانتفاضة الشعبية في عام 1991 في سائر أنحاء العراق أو المجازر التي ارتكبت بحق الشيعة العرب أو الكرد الفيلية.

إن بعض الصحفيين لا يملكون الحس الإنساني الكافي عندما يحاولون التخفيف من جرائم البعث إزاء
الكرد بحجة أن هناك شيعة أيضاً قتلوا, ومن قال أو ادعى بأن قتل الشيعة حلال؟ إنها جرائم ضد الإنسان وهذا هو جوهر القضية, وينبغي أن تدان كلها. إن الحديث عن الضحايا لا يرتبط بابتزاز أو غيره, بل حق مشروع.

إن التجمع العربي لنصرة القضية الكردية يقف اليوم على أعتاب إجراء انتخاب هيئة إدارية تحل مكان جماعة المبادرة لكي تمارس مهماتها في إدارة شؤون التجمع. ومن أجل أن تتم الانتخابات عبر الإنترنيت فسنقوم خلال الأسبوعين القادمين بما يلي:
1. نشر قائمة بأسماء الأعضاء العرب الذين يحق لهم الترشيح والانتخاب.
2. الطلب من الأعضاء ترشيح أنفسهم أو من يرونه مناسباً للمهمة.
3. بعد تسلم أسماء المرشحين تطرح القائمة للتصويت لانتخاب سبعة أعضاء لعضوية الهيئة
على أن يكون المرشحون من الداخل (3) والخارج (4).
4. تنتخب الهيئة السباعية مسؤولاً لها بصورة دورية يتجدد كل عام, يجري انتخاب الهيئة الإدارية الجديدة كل ثلاث سنوات.
5. العضوية والمهمات هي تطوعية شرفية لا ترتبط براتب أو مخصصات أو ما إلى ذلك.
6. بعد انتخاب الهيئة الإدارية الجديدة ستقوم بوضع النظام الداخلي وتحدد بشكل واضح المهمات.

برلين في 24/3/2005 كاظم حبيب

#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات