أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمنية طلعت - مسلم آه مسيحي لأ













المزيد.....

مسلم آه مسيحي لأ


أمنية طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 15:09
المحور: المجتمع المدني
    


منظومة الأخلاق المصرية لم يشبها شائبة، فهي والحمد لله عال العال وفي أتم صحة وراحة بال. فالمصريون كما نوقن جميعاً شعب متدين وأخلاقي بطبعه ومن الصعب أن ينحل يميناً أو يساراً، أو حتى ينفرط عقد قيمه العتيدة التليدة المجيدة السعيدة ...إلى الأبد آمين، يا رب العالمين. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. لكن آسفة أرجوكم أن تجلسوا قليلاً فلدي من الثرثرة النسائية والمعروفة تراثياً بـ "اللت والعجن" القليل ..أو ربما الكثير فأنا امرأة على أية حال ومسموح لي بالإطالة والإسهاب حيث لدي عذري الجيني الوراثي الرباني.
عندما كانت تحاول جدتي أن تعلمنا مفردات الأخلاق، لم تكن تفرق بين مسلم ومسيحي. فإن كان على الشاب أن لا يتحرش بفتاة في الشارع، فعليه أن لا يتحرش بها مهما كانت مسلمة أو مسيحية، وإن ارتكب شاباً إثماً مشابهاً، لم يكن ليُطرح السؤال الخاص بنوع ديانة الشاب أو ديانة الفتاة، فالإثم الأخلاقي عندما يقع تتساوى العقوبة على الجميع بمساواة كاملة. يبدو أن أخلاق جدتي ذهبت أدراج الرياح، وحل محلها أخلاقاً جديدة، فالمصريون ينتفضون من أجل عاهرة استأجرها مسيحي لمجرد أنها مسلمة، فيحرقون منازل ومحال وزرع وضرع لمسيحيين أبرياء كانوا ينامون في منازلهم آمنين عندما كان هذا المسيحي يستمتع بالعاهرة المسلمة. نلاحظ هنا أن المسلمين لم يثوروا من الأثاث لأن هناك من بين صفوفهم عاهرة فطالما تمتعهم هم فلا مانع من العهر، لكن أن تمتع مسيحي فهنا يقع الإثم المحظور.
نفس المنظومة الأخلاقية الحديثة " الحمد لله نحن نتطور" هي التي جعلت مجموعة من الشباب يرشقون كنيسة أبو فام في محافظة قنا بالحجارة والاعتداء على المسيحيين في قرية المراشدة، لمجرد سماعهم بأن تاجر مسيحي في الخمسين من عمره اعتدى جنسياً على طفلة مسلمة في الخامسة من عمرها، وبغض النظر عن أن تقرير الكشف الطبي أثبت أن الفتاة سليمة تماماً و لم يتم الاعتداء عليها بأي شكل من الأشكال، فدعونا نتعامل مع الواقعة على انها حدثت بالفعل، فما علاقة الكنيسة والمواطنين المسيحيين بشذوذ رجل مسيحي؟ وهل لو كانت الطفلة مسيحية كان الأمر عبر بسلام وضمائر أهل القرية مسلميها ومسيحييها مستريحة؟ وماذا لو عكسنا الأمر وكان التاجر مسلماً والفتاة مسيحية؟ أو كان كليهما مسلماً؟ هل كان ضمير الشعب المصري سينام مغرداً في آفاق الأحلام السعيدة؟
إن الحوادث لتحدث شئنا ام أبينا بين صفوفنا نحن المصريون أصحاب الدين والأخلاق، ولن تتوقف تلك طالما هناك بشر يعيش على هذه الأرض، لكن السؤال هو: هل تتجمد الأخلاق والضمائر على نوعية دين الجاني والمجني عليه؟ أم أنها أخلاقيات عامة نتعامل معها دون تصنيف؟
وهنا أتخيل مشهد لفتاة تتعرض للاغتصاب فتصرخ سائلة مغتصبها: سؤال واحد لو سمحت؟ المغتصب: إيه؟ الفتاة: إنت مسيحي ولا مسلم؟ المغتصب: وهتفرق إيه؟ الفتاة: عشان لو مسلم آه مسيحي لأ سأقاوم حتى الموت.



#أمنية_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قررت أتحجب
- مليونية رقصة المجنونة
- ما لن يحدث في 2013
- متعة العرض: علياء وأبو إسماعيل
- وطن يموت بهدوء
- رحل مبارك وآثاره باقية
- خدعوك فقالوا -إيد واحدة-
- سيادة الرئيس مرسي ... سؤالان لا يمسان ذاتك الإلهية
- يحدث في مصر الشقيقة ...لكن بلا تعاطف
- الإخوان كحيت وأوباما الأليت
- عبده موته والبحث عن دور في الفوضى
- أهم رجل في مصر
- يا مرسي .... مصر لا تركع أبداً (حول زيارة السعودية وتقبيل ال ...
- أيها الرجل العزيز ....عصر الحرملك انتهى!
- بشائر الاستقرار ..بورصة بخير وشعب يبحث عن أنبوبة غاز
- اليسار العربي يقود التغيير حتى وإن لم يتصدر المشهد
- -عضمة- يلقيها لنا العسكر ...قانون العزل السياسي
- -سوفت وير- حكام مصر لازم يتغير -حقيقة ما يحدث في التحرير-
- علياء المهدي... من ثائرة على المجتمع إلى حجر في وجهه
- لأنني امرأة ناقصة عقل ودين!


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمنية طلعت - مسلم آه مسيحي لأ