أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - مصمص قلعة الصمود والشموخ..!














المزيد.....

مصمص قلعة الصمود والشموخ..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 00:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مصمص... قلعة الصمود والشموخ..!
شاكر فريد حسن
مصمص ، عروس الوطن ، وبلد العز والكرامة، وقلعة الشموخ والاباء، وقلب الروحة النابض ، ومنارة العلم والوعي والثقافة ، وعاصمة المثلث الثقافية والادبية . تلك القرية العزلاء الصامدة ،التي قال فيها شاعرها الراقد في ضريحه الابدي :
هي قرية صلبت على صدر المثلث دورها
لا يستحي ان ينتمي لحقولها عصفورها
وذوائب الزيتون يرجف في الهواء حبورها
واذا اختفى شلال نور الشمس ينيرها
هذه القرية ، التي خرج من رحمها الراحلين راشد حسين ونواف عبد حسن ، والباقي احمد حسين وسواهم الكثير من المثقفين والمبدعين وحملة الاقلام الشريفة النظيفة الملتزمة . وبين ازقتها وحاراتها تشكلت ونهضت جمعيات العمل التطوعي، والاحزاب والتنظيمات السياسية (الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وابناء البلد والحركة التقدمية والحركة الاسلامية والتجمع الديمقراطي) ،واحتضنت نواديها الحلقات الفكرية والندوات الادبية والفكرية والسياسية ومعارض الكتب ،ولم تغب يوماً عن معترك النضال والمناسبات الوطنية والنشاطات النضالية والاحتجاجية لجماهيرنا العربية الفلسطينية .
هذه القرية سطرت، في الاسبوع الماضي، صفحة مشرقة ومضيئة اخرى في سفر كفاحها الطويل وتاريخها الوطني العريض والعريق، وذلك بتصديها لقطعان وسوائب اليمين الفاشي ، ولم تسمح لهم بتدنيس ترابها والدخول اليها. فانتفضت، وفجرت البركان، وامتطت صهوة الغضب، وهبت موحدة بكل اطيافها السياسية والمذهبية ، منتصبة القامة ، ومشرعة الراية ، باطفالها وصغارها وشبابها ونسائها وكهولها لتصد القطعان الفاشية والكهانية ، وبذلك برت بوعدها ، منذ ان اعلنت هذه العناصر اليمينية المتطرفة اقتحام القرية . فلم تستسلم ، ولم تركع ، ولم تسمح بدخولها وخدش كرامتها ، وقالت كلمتها الاولى والاخيرة بصوت عال، وبكل حدة وشجاعة : لا للزيارات الاستفزازية التحريضية ، واننا هنا باقون في وطننا وعلى تراب ارضنا ، ولن نرحل..!
وفي غمرة هذا اليوم التاريخي المشهود عاودتني من اعماق ثورة العام 1936اهزوجة شعبنا الرائعة :
يا طلت خيلنا من قاع الوادي
عوايد رجالنا تكيد الاعادي
ويا طلت خيلنا من وادي عارة
عوايد رجالنا بتصد الغارة
وها هي "مصمص" تكيد الاعادي وتصد الغارة ، وتقف كالمارد والجبال والفولاذ الصلب، في وجه كل العنصريين والفاشيين .
نعم ، لقد وقفت مصمص لوحدها في الميدان ، ولم يشاركها سوى عدد قليل من الناشطين السياسيين وبعض اعضاء الكنيست العرب والوفود التمثيلية ، التي تعد على اصابع اليد. والعتب كل العتب على العديد من اعضاء الكنيست العرب والقيادات السياسية العربية ورؤساء السلطات المحلية في المنطقة والوسط العربي ، واهالي قرى طلعة عارة ، الذين غابوا او تغيبوا عن هذا الحدث السياسي ، الذي له ابعاده ودلالاته السياسية ، فلم يلبوا نداء الواجب الوطني والانساني والاخلاقي بالوقوف مع اهلها وناسها.
ان كل واحد منا يشعر بالفرح والغبطة الصادقة المجبولة بالمسؤولية العميقة ازاء الوقفة الجبارة الشجاعة والمسؤولة لابناء القرية ،والتنظيم الرائع والانضباط الشديد ، والالتزام بقرار الاضراب العام بشكل واع ومسؤول وعقلاني، في تصديهم وتحديهم لابن ايري ولقطعان اليمين الفاشي وزبانيتهم .وعلى هذا الاساس الواضح والوحيد والصحيح كسبنا الود والحب والاحترام والتقدير. وعليه، فاننا مدعوون جميعاً بكل مسؤولية وطنية مواصلة نهج الوحدة ، الذي اثبتت الايام والحياة صحته من اجل ضمان بقائنا وتطورنا وكرامتنا ومستقبلنا فوق هذه الارض ، ارضنا، وفوق هذا الوطن ، وطننا ، الذي لا وطن لنا سواه .
اننا نحبك يا "مصمص" ونعتز ونفتخر بابنائك ووقفاتهم المشرفة ، ماضياً وحاضراً . وكما قال الشاعر عبد الكريم الكرمي (ابو سلمى) زيتونة فلسطين :
كلما حاربت من اجلك احببتك اكثر
اي ترب غير هذا الترب من مسك وعنبر
اي افق غير هذا الافق في الدنيا معطر
كلما دافعت عن ارضك
عود العمر يخضر
وجناحي على القمة ينشر.
وفي النهاية تحية حب من القلب لكل الذين وقفوا وذادوا عن حياض وشرف وكرامة "مصمص" في وجه العناصر اليمينية المتطرفة، وابدا على هذا الدرب.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن التكفيريين الجدد والفكر الوهابي..!
- مجلة -شعر- ... حاضنة الحداثة الشعرية!
- باب الشمس ..رمز للمقاومة والتحدي الفلسطيني!
- الشاعر سامي ادريس في ميزان النقد..!
- رحم الله ايام زمان ..!
- صرخة من الاعماق..!
- مذكرات فدوى طوقان - سيرة حياة وصورة روح مرهفة
- في رحيل استاذ الفلسفة وشاعرها الدكتور عبد الغفار مكاوي
- محمد علي خفاجي .. وداعاً يا شاعر الكلمة الشفافة!
- مع ديوان -فاكهة الندم- للشاعر الفلسطيني عبد الناصر صالح
- نايف سليم شاعر الفقراء ونصير المظلومين
- بمناسبة ذكرى رحيلها التاسعة:قراءة في شعر فدوى طوقان
- مع ديوان -ضحك على ذقون القتلة- للشاعر الراحل طه محمد علي
- مع قصيدة -ايوب المعلولي- للشاعر مفلح طبعوني
- وليد الفاهوم في -وطن الثدي-
- الحرية لابن الذيب القطري ..!
- الى روح الشاعر الفلسطيني فيصل قرقطي
- مع قصيدة شفيق حبيب (العاهرون)
- ذكرى اعلام الأدب والثقافة
- سعود الاسدي و-التيه الأخير-


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - مصمص قلعة الصمود والشموخ..!