أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - السيف والنطع والاغاني المشبوهة















المزيد.....

السيف والنطع والاغاني المشبوهة


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 3977 - 2013 / 1 / 19 - 22:26
المحور: الادب والفن
    


( السيف والنطع والاغاني المشبوهة )

من خلف قرون ،
ومن خلف السدف المسدولة ،
اسمع صوتك يا حجاج ،
وصوتك مثل النار
من بعد دهورٍ تلذعني
فكأنك انت الان هنا
وحضورك مثل النطفة
ما اقبح تلك النطفة في الرحم الدمويّ ،
وانت تغني دما
وتقيء دماً
وتشم دماً
كالذئب الجائع في البيداء
اهٍ من دائي ومن وجع الصحراء
اهٍ من يوم ولدت ويوم رحلت
ويوم رقصت على حبل السرك الدموي
رأيت بك التتريّ
وما قبل التتري
وما بعد التتري
في قصر امارة كوفتنا
كالقصر الصداميّ
يتراى ظلك خارج كل ظلال
في صيغة حاجب او سجان
تدون كل المقبورين ،
واسماء الباقين
واسماء الاتين
وحبرك كان دماً
دونت به القرآن
وقد حرمه الشرع
كأنك مثل النخلة في الازمان
يتسلل مثل النسغ لها طلع
كم ادعو وكل الناس هنا تدعو
ان تسقط فيك الروح ،
ويكسر فيك الشر
يا مثل (رؤوس شياطين)
يتجذر فيها الفرع وفرع وفرع
والصدع هنا
لايشفى الصدع
يا كل اغانيك المشبوهة ،
كل اغانيك الصفراء لها درع
كوبون النفط لها درع
والسيف الضارب في حديه يسيل دماً
ورؤوس الامة تحت السيف لها نطع
فهتفت بسوق الصفارين ،
وسوق الخفافين ،
وسوق القزازين ،
وسق (الخردة) في الميدان
سقط الانسان
من قبل سقوط الجبهة والبلدان
وانا في صحوي وفي نومي
مثل الحطاب حملت الباقة من حطب الاحزان
في عز الصيف ، وفي المشتى
منحدراً اهبط من فوقٍ
واعود فأصعد من تحتٍ
مثل البندول ، ومثل نواعير الانهار
في الصبح ، وما بعد العصر
وحدي في الشارع امشي ، فتسألني الاضواء
اعمدة الشارع تسألني
في الساحة جنب نبات الآس ،
فيأخذني الوسواس
لنخيل الكوفة والطيف الكوفي
انا في الحلم ، وفي الحلم الصوفي
اغرق مثل سفينتنا
يا (نوح) امام المتحف في بغداد
قبل الميلاد وما بعد الميلاد
والارض هنا ـــــــ
ما بين السدر واطراف السعف الهندّي لنخلة جوز الهند ـــــــــ
تتراءا كسجن البصرة والسلمان
دملجها القيد ، وكل حكايات السجناء لها احزان
والدنيا تضيق هنالك بالانسان
وتلوح مذكرة الايام مدبجة
بالاه وبالحسرات
وكأن ذباب السجن وآلاف الحشرات
تستقبل كل ضيوف السجن المتخم بالاهات
في ظل القاعات العشر
وتمر وجوه طافحة
بالخيبة والاحلام ن وبالقهر
ما بين صفير السجانين ، وسور القبر
والريح تهلوس ، تهذي ، تغني
حطمت الكأس ، وجف الخمر بدني
وتراجع فيّ الشعر ، ودفتر سجني
كالمعول يهدم صرحي فأبني
التف كدودة قزٍ
ونسيج لياليّ الحمراء كحد السيف يحز بنحري
وانا في الوحدة وحدي
مثل المنفيّ الجالس فوق الصخر امام البحر
انتظر الفجر اغني
فردوسي الغارق في القعر
مثل الدوامة صرت انا والخمر
اتقدم ، اكبو ، فأنظر
من كوّة غيب اصغر من تفاحة آدم يا حواء
وحدي في البصرة ، في السلمان
اتخيل تسالني الاضواء
عن نبع الماء
وعن شط العرب الظمآن
وقطار البصرة ينحب بعد الفوت
يثقله الخوف ، فيطلق صوت الخوف ،
امام العرش واجنحة الطاووس
فتميد رؤوس
فوق صراط الذل رؤوس
ضاع الفردوس فمن يتقصا
اثر الفردوس ،
رايت الشارع بالاحزان
يتسربل ، رحت اهلوس ، اهذي ، اصيح
سقطت في المحنة كل وثائقنا الشعرية والشعراء
وعلى ابواب المدن الماء
يتهدد ، والصحراء
في حالة عصف ٍ ،
جاء كتاب السحر
ونبؤة كهان الوطن العربي : فكان السجن ،
وكان القفل وكل مفاتيح السجان
تمنع كل عصافير الاحزان
ان تخرج خلف السور
فرحت اهلوس ، اهجر في الصمت الليلي
من كوة سجني
ا صيح ارى الاشجار
من اقصى فيافينا العربية تقترب
فيها الاجناس من الغرباء ،
وفيها الناطق بالعربية ، والعرب
من قبل تقول لنا الكتب
عن عصف يدرج بين الاخضر واليابس
ويلح ، يلح بي الهاجس
وانا استعرض اخيلتي
في الغفلة من سِنة النوم
غنيت فكان صدى
اغنيتي مثل( قوان) العمر تدور
في النور ، وفي الديجور
في كل سنيّ السود ، وكل سني البيض
للوطن العاكف كنت اغني
في القرية ، والقصبات ، وفي المدن
وكنوزك تحت التربة ،
والقارون يراكم فوق كنوز الامس ، كنوز النفط ،
يضارب في الاسواق ،
فتربوعلى الابواب
وتحت رميم ملوكك بابل يربو الذهب
يتدلى مثل عناقيد من كرمة فردوسٍ ،
يتدلى كان هنا العنب
نهبوا ما نهبوا
في الشوط الرابع والعشرين : هنا انقلبوا
من قبل طلوع الشمس تنفست الصحراء ،
وقد هربوا
مثل الثعبان على رمل الصحراء
وانا في الخيمة اندب اهل الخيمة ، انتحب
في الوحدة انتحب
وزهوري تحرق في الفصل الصيفي ،
والليل المبحر في صمتي
والشعر المبحر بين مطاوي الروح ، واحلامي
مثل الشحاذ اسير بلا وطن
يتمترس فيه التتريّ ،
ويشب العثمانيّ ،
ويدرج فيه السكسونيّ ،
اراني في حلمي
في يومي اجوز محيط رؤى ، اتخطا
قفصي الطينيّ ، اقوم من الصحراء
مثل عمود يصلب في الصحراء
اتمحور ، اقلب اوراقي
منذوراً بالعمر الباقي
اتصفح كل قواميسي العربية
بجفافي وبالظمأ العصريّ ،
( لسان العرب )
(ومحيط محيطٍ ) بعد ( كتاب العين ) افتش فيه
عن حرف الميم ، وطيف الالف ، وظل الهمزة
حيث تسجرت الصحراء
فولجت المحنة بعد المحنة حيث رأيت قوافل تأتي من الصحراء
وقوافل تذهب للصحراء
فهتفت لصحبي
في المهمه ألمح واحة
تخضّل بها الصحراء ، ويخضّل بها الانسان
في عين الغيب ارى الافراح ستغسل عن وجهي الاحزان
اتسائل عمن مات ، ومن قد عاش
من بعد النكبة والنكبة
من يوم تكسر جنح الطير ، وكف الطير عن الطيران
من يوم تكلمت الاصنام ، وفرت
حوريات البحر الى الاعماق ،
هتفت لكل امرأة : امة كانت ، ام حرة
في كل ميادين الوطن العربي ، وفي وطني
من بغداد الى عمان ،
ومن مصر العربية والسودان
من يوم تجدد مهدك للمسلوب وللمنفي
وطيور البر غدت في النخل لها اوكار
من بعد الشوك تبسم حقل الزهر،
واشرق ذاك الورد ، أفاق العبد
بزرائب سادتنا الامراء
مثل الحوذيّ ، وحامل قاذورات الفكر من الشعراء
ضحكوا وضحكنا
وبكوا وبكينا
وظننا الكاهن ينطق وحياً
ينبأ ان الطير العابر غيب السحر
يتمتم في لغطٍ محموم ، يقول النصر غداً
اقرب من اقربكم
يتحقق في عين الغيب
مثل غزال الايّل في قرنيه
تنبت في قرنيه قرون اخرى
ونجوم اخرى
تتألق في سقف القصر
كالقبة درن بها
مثل قبائلنا العربية ،
انجمنا الفلكية في الاسحار وتحت الشمس
وطيور السعد تغني على اقواس النصر
وانا في سجن الموقف ، في بغداد ، وفي السلمان
ما بين البصرة والكوفة
ما بين رماح الجند
وهتاف التوابين ،
احدق في الفنجان ، وفي الافق الغربي ،
سمعت صهيل خيول المنفيين ، واغنية الفقراء ،
وقهقة الامراء ،
شددت عرى زمني
في خيط نسيج من وهني
اتخمني الصبر ، وفاكهتي
ما تمنحه الصحراء امر من الابار المرة والحنظل
وانا انساق وراء سراب العمر بلا عرّاب ،
بحثاً عن كلأ ينبت في رمل الصحراء ،
هتفت الصبر جفاني
وجفاني الماء
والصبر تميمة وجدانِي
كقديد العمر ، وايماني
سافرت على امواج البحر الصاخب
فتعجل موج البحر الصاخب
كسر مرايا الحلم ،
واغدق فألي بخيباتي
من لي بالآتي والآتي
قد اعبر عند نقاط للتفتيش ،
عبوراً قبل عبور الماء
روحي اجدبها القهر، وقلبي تصحر كالبيداء
منتصف الليل اداعب قلبي باحلام الشعراء
وبعدّ الانجم بعد الانجم لاستقراء خرائط ما ابدعها الله ،
وعند هبوط الشمس قواقع ما يلفظه الموج وتخفيه الاعماق
اتعبني البحث وما قد ران على الاحداق
من رؤيا الافق ،
ورؤيا البحر ،
ومن رؤيا الصحراء
في ظل سبات النوم ، وعند اليقظة في الاسواق
اجناس تجري هنا
كالموج وكل يحرص
ان يكتب الف مذكرة
عن موج جراد من اعراق ..
ليدمر كل مزارعنا
ويقيء من الحقد المخزون ،
وعند حدود البحر ،
وعند حدود البر
اسمع صوتاً يخرق سمعي
ليل نهار يضج بسمعي
ما يشبه قصفاً جوياً
من يحمل اوراقاً ، تصريحاً
لمدينتي المسبية من بغداد لسامراء ،
ومن اسوار الكوفة حتى البصرة ،
تحت عبائته العربية ،
من عمان ومن سورية
فليصعد للقسم الخلفي
لأن عراق اليوم وقبل اليوم
سوقٌ للغير ... من الاجناس ،
وصالة رقص للمخمور وللحشاش
بل ساحة حرق زلزالي
ومحطة سبي ، ذبحٍ
فعراق اليوم
ما يشبه وضعاً يخرج عن خط القومية
يتجاوز خطاً خطاً
بعد خطوطي الحمر، ويعبر كل موانع فردوسي
والجمر هنا
في السوق تدب عقاربه ..
مشحونة بالبارود ، وماء النار
فرأيت الخيل وبعد الخيل ، الخيل كبت
في الشوط وما للشوط سوى فرسان العار
فرجعت اغني
في السوق ، وفي الساحات ، وفي الصالات
من يطرد كل خفافيش الاحزان
من بيتي ، ومن هذا البستان
ليزيل الدغل العالق
ما بين النخل واشجار الرمان
كاد الانسان
ان يكفر بالقومية والجيران .




بغداد / شعوب محمود علي


2008



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (كلمات ملتهبة)
- (اظل احلم)
- (اللوحة والاصابع الحجرية)
- عيون النسر / شعر
- مقدمة في الادب العربي


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - السيف والنطع والاغاني المشبوهة