أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - هل يعود الأمس ؟ عادل علي عبيد














المزيد.....

هل يعود الأمس ؟ عادل علي عبيد


عادل علي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3977 - 2013 / 1 / 19 - 13:56
المحور: الادب والفن
    


هل يعود الأمس ؟ عادل علي عبيد
إلى / عبد الأمير حسين

أبا علياء ..
تلك السنين التي تعيد دورتها
لا تعترف بالأماني
ولا تعبأ بأحلام الفقراء
حقا إنها خؤون .. لا يهمها إلا خيول الأمس
وذلك الصهيل الذي استفاق ، وهو يسبق المسافات
وغضبة الغبار التي خلفها جنون الجماح

أتذكر .. أتذكر يا عبد الأمير ..
أحلام ما قبل السبعينيات الندية التي انفرطت من بين أصابعنا
كم هي جميلة انك تقف قبالة سينما الحمراء
تنظر وجه (تراس بولبا ) وهو يحدق بنا في زوايا أربع
وتسأل عن فلم (Z) .. (كاري كوبر).. (تايرن باور)
تجول بين زحام العربات التي تحمل الكتب
المكتبات التي تغفو على الشوارع
وتغفو اعينها خلف صبوات القراء
(فرجو) ، ( المثنى) ، (فيصل حمود) ، (قدوري)
الشوارع التي تغفو قبلنا
وهي تضج بأخبار (تومان) و(علي التورنجي) و(فايز مشاري)
سوق الهنود الذي يغص بكرنفال القبعات المختلفة
تلك التي تزاحم الفضاء الممتد بالخضرة
و تتمايل على موسيقى مراكب شط العرب
تقليعاتها الذي شكلت لوحة من قوس قزح
الجموع التي استقلت ذلك الزورق الحالم ..
وهو يبعثر تسريحة الموج المتهادية على الزرقة المرتعشة
تلك اللوحة الصاخبة محفورة في ذاكرة الأمس
الهنود الذين تنبعث رائحة البهارات من أجسامهم
سواد رؤوسهم الملتمع جدا وهو يتحدى خيوط الشمس
الروس والصينيون والأرمن ...
المسيحيون الذين عادوا بعد عصر القداس
عجائزهم ذوات العصابات الزرق والحمر
.. مشيتهن المترنحة البطيئة وهن يتأبطن بعضهن
السيارات التي تجهل أبجدية الزعيق والغبار
الناس الذين يوغلون بالابتسامة
وهي تفوق حمرة ما بعد الصباح
موسيقى الجيش المسالم التي تنبعث من معسكر محمد القاسم

أتذكريا عبد الأمير ..
تلك العملة التي تراقصت مرتعشة وهي تهبط قاع نهر العشار
اختلفنا أنها (طرة) أم (كتبة) ..
اتفقنا بعد أن ضحك علينا صفاء النهر أنها (كتبة)
سمبوسة ابي عباس والشطة المعجونة بلوعة الهنود
فكل مطاعم الكون لا أعادلها بلعطة من قيمر (حريشة أم الصمون)
(الطرنبة) الباردة التي تطفئ حرارة قيظنا المؤدب
الطيور التي تعشعش حول قباب الأمير
والتي لا تفزعها دقات ساعة سورين
السنونو الخطاف المراوغ السريع الذي يداعب الوجوه المبتسمة
الخضرة المجنونة التي تخفي وجه كرينلاند والداكير
أي عذل للسنين التي لا تلتفت إلينا .. لا تعبأ بنا
كان الزمن وديعا كالحمل
لم نكن نعرف مفاجآت السرف .. ولم نسمع غضبة المجنزرات
ولا اصداء ما بعد القصف المدفعي
كنا نطرق كل الأبواب بلا تردد او خوف
كانت شوارع الجمهورية التي تؤدي إلى ملعب الإدارة المحلية ترمي إلينا بقايا الحب
والأمهات اللواتي يهدين إلينا الخبز الحار
معجونا بالآس والحناء وماء الورد

(أموري) هل تعبت من عدّ خصال الأمس
كانت سويلفاتنا شاهدة ماثلة في مقهى (منكاش )
كانت مدرجات الملعب تسمعنا همسنا
همسنا البريء قبل أن تتصاعد لفحاته لتلهب زرقة شفاهنا
وقبل أن نتأرجح بين البراءة والإثم
قبل مجيء زمن الجلادين
أي عجب ذلك الذي تغيرت فيه سحناتنا
وهي تتغضن .. تمتزج بين السمرة والزرقة
هل رفعت قبعتك ملوحا بالوداع
لا عجب سيدي فما بقي بعد مرور الخمسين سوى بعض أنين
أيامنا الباقيات وهي تنحسر بين أطلال الذكرى
سيدي .. يا لشهقة الذكرى
يا لغصتنا الجميلة التي نلوك بقايا طعمها
لا تعجب سيدي فلطالما رحت أنسى بعض تلك الذكريات
وهي عزاء روحي .. خميرته التي أعيد بها سالف أيامي
روحي التي تصعد إلى الماضي الجميل
روحي التي تخشى الغد المحمل بالــ ....





#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس الشباب الاقتصادي
- في بيدر الدخن
- سيول من مشاكل وإخفاقات تحول دون طموح شركاتنا النفطية المحلية
- رئيس اتحاد البرلمانيين العراقيين (منتصر الإمارة) في حديث بلا ...
- معاملنا المتوقفة .. مصانعنا المشلولة .. إنتاجنا المحلي المؤج ...
- قصص قصير من 6 كلمات (القسم السادس )
- نجاح اقتصادنا يكمن بثقافة رجال الأعمال
- قصص من 6 كلمات (القسم الخامس )
- قصص من 6 كلمات (القسم الرابع)
- قصص من 6 كلمات (القسم الثالث)
- 100 قصة من 6 كلمات
- اللجنة الاقتصادية في مجلس محافظة البصرة واتحاد رجال الأعمال ...
- المقاولون شريحة مظلومة تحتاج إلى رعاية الدولة
- ماذا تعرف عن شركة مجموعة الفارس المتحدة ؟
- حضارة جديدة
- الادوار
- من داخل المرآة
- ما اقرب الاقصى
- الشاعر عبد الستار العاني : (أنا اكتب إذن أنا موجود)
- البصرة عاصمة العراق الاقتصادية (مؤتمر)


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - هل يعود الأمس ؟ عادل علي عبيد