أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فيصل الشعيبي - تساؤلات فلسطينية أمام سقراط















المزيد.....

تساؤلات فلسطينية أمام سقراط


محمد فيصل الشعيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3977 - 2013 / 1 / 19 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



افكر عادة في احوالنا وأحاول ان احصيها لأعدها عدا، فأتشاءم بمقدرتي على الاحصاء وليس على حل جزء بسيط منها، وربما لو كان "دافينشي" مكاني لفشل أيضا في فك شيفرة الشعب الفلسطيني كما فشل ويفشل الكثيرون مرارا وتكرارا ولكنهم ينالون شرف المحاولة، وانا مثلهم أضع يدي تحت ذقني مرتكزا على ساقي وأبحلق في الصحيفة لإبداء بعض التساؤلات المعتادة، ربما تتجاوز حدود الفلسفة على الواقع أو الفسلفة على الذات، فأتطرق لكثير من الاخبار وأقراءها بتمعن، وأتساءل كما هي العادة: من يتحمل مسؤولية هذا ومن يتحمل مسؤولية ذاك؟ وما بالهم أو ليست تلك أرواح بشر وأين مسؤولياتهم تجاه الوطن والعباد؟ فهل ينامون كما ننام ؟ وكيف تنام ضمائرهم ؟ هل تلك الضمائر نفسها التي نملك أم عندهم ضمائر أخرى مجمدة في الثلاجات؟ وأي تفاؤل يحذوهم بين هذا الركام؟ هل هم فقط من يتحملون كل هذه الأزمات ؟ هل هم المسؤولون عن كم الملفات المعلق بين السماء والأرض ؟ وماذا عن الحاضر والمستقبل وطمع الذات ؟ فهل يحق لي التفكير بيني وبين نفسي أم لا ؟ فهل يبدأ التفكير في فلسطين أم بذلك بالاحتلال البغيض أم بتلك الهموم التي كف عنها الذكر والنقاش؟ يا ترى أين القدس والأسرى واللاجئين والجدار؟ وأين المياه والحدود والمفاوضات ؟ وهل يجوز لي أن أفكر في معاناة أهلنا القاطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 أم بالأراضي التي تتأكلها المستوطنات أم أفكر في أهالي غزة ؟ وماذا فعل بهم الاحتلال والدمار أم أفكر في العائدات الضريبية أم في امكانية قطع الكهرباء عن الضفة والقطاع ومنزل عباس؟ وهل يجوز لي أن أفكر بأزمتنا الداخلية والانقسام ؟ وأين المصالحة ومستقبل منظمة التحرير وأزمة النظام السياسي وتعطل المجلس التشريعي وعدم القدرة على عقد الانتخابات ؟ ولا حتى أستطيع التفكير في شكل حكومة الوحدة الوطنية يتردد ذكرها صباح مساء؟ وهل يحق لي أن افكر في أزمة لجنة الانتخابات ؟ وهل أتحدث بلا حرج عن الاعتقال والأعذار من هنا وهناك؟ أوليس لكل حديث باب ؟ وهل يجوز لي أن افكر في عبارات التخوين التي بلمح البصر تنقلب إلى عبارات دافئة مليئة بالوفاء والاحترام للتاريخ والوطن ولكنها هل ستنفع الآن؟ ماذا ستقدم لأولئك الذين يبتون في الخيام وللأسرى المضربين عن الطعام؟ هل سيهز ذلك عرش الهزيمة ليتحول الى انتصار عاطفي تجاوز حدود البلاغة والكلمات؟
وهل يحق لي ان أفكر بالعناوين الكبيرة لأزمات ما هو آت؟ ماذا بعد الحصول على الدولة وتبعات غزة والعدوان ؟ ومن استشهد ؟ ومن فقد أسرته ؟ ومن فقد أمه أو أباه أو ابنه أو ابنته؟ ألا تسمعون مثلي الاطفال والنساء والشيوخ وتلك الآهات والأحزان المترامية على شواطئ غزة وفي المخيمات؟ ألا تسمعون أصوات الذين يهيمون على وجهوهم في البلاد ؟ وهل أفكر في الأزمة الاقتصادية التي يعاني الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة أم بالحكايات الفردية وتزايد معدلات الفقر والبطالة وتزايد أعداد الخريجين والخريجات أم في ضعف القدرات الشرائية لدى المواطنين والفجوة بين أسعار السلع والدخل اليومي للمواطنين والمواطنات أم أفكر في البذخ الذي وصل عنان السماء وفي النرجيلة التي تصل البيوت بمجرد اتصال أم أفكر في أولئك الذين يتسولون من على الطرقات؟ هل أفكر بأسعار العقارات والبيوت وأسعار المحروقات والمأكولات والملبوسات والمشروبات والسارقين والسارقات والمفسدين والمفسدات أم أفكر في متوسط الدخل اليومي للمواطن الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ويعاني من الكسل والكساد أم أفكر في أقل مقومات الحياة الانسانية وهل بقي للإنسانية أي عنوان؟
آه وقد نسيت، هل أفكر في تدني مستويات الخدمات الصحية والتعليمية وذاك الانسان أم في أولئك الذين يموتون في المستشفيات ؟ لماذا الصحة والتعليم في أقل المستويات؟ لماذا يموت الناس بالانفلوزيات؟ هل الترفيه والراحة النفسية مكتوبة صحيحا في هذا المقال، ولكن ليس لها مكان مناسب بين هذه الكلمات؟ فهل بقي منها شيء أم غابت شمسها كما يحاولون تغيب قرية "باب الشمس" من القدس التي هتك عرضها الاحتلال أو ليست القدس الأرض التي لا تغيب عنها الشمس؟ أولم يعد هناك حديث عن الحقوق والحريات؟ أوليس حق العبادة واحترام الاديان مبدأ يسود أروقة الأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الانسان؟ أوليست القدس مدينة السماء؟ لماذا أخبار الحفريات تغيب تغطيتها في وسائل الاعلام؟ ولماذا يتناسون أهالي سلوان؟
وهل علي أن أفكر في المقدرة على موائمة السياسات لزيادة في أعداد الساكنين والساكنات أو ما يسمونها "ديمغرافية" أم أفكر في هجرة الشباب؟ هل علي أن أفكر في الحاجة السنوية إلى غرفة جديدة في مستشفى أو مدرسة أو الحاجة الى فتح شارع أو بناء إسكان أم هل علي أن أفكر بحقوق الشباب والشابات أم بحقوق النساء أم بأجور المنكوبين والمنكوبات وتفريغات عام 2005 ومن قاطعوا منتجات المستوطنات أم أولئك الذين جابوا الصخر بالواد أم على التفكير بالشيوخ والتقاعد والرواتب وأطفال الازقة والحارات انها عمالة الأطفال ؟ أولئك الذين يجرون العربات في شوارع الحسبة لا قانون يحميهم أو لم نسمع "أن الحرية طريق يعبد على جثث الأبرياء" أم عمالة العاملين عليها وفي الرقاب أم أعاود الكرة وأفكر خارجيا بالثورات العربية وما يلف في مستقبل سوريا والعراق ؟
وبعد تعداد المشكلات والآراء أتساءل مجددا من المسؤول عن كل هذا وذاك؟ هل أولئك الذين خربوا وعاثوا في البلاد نتنياهو وشريكه أوباما والمؤدب بان كي مون والبريطاني والفرنسي..الخ؟ وكل من حمل وزره وهب وشاب؟ أم أولئك العرب الذين تمسكوا بما بقي من عروشهم المهترئة على أبواب الانزلاق؟ أم أفكر فيمن قتل عرفات أم بتلك بالأم الثكلى التي تلد في المعتقلات ؟ وما بال العرب في ثورات تموز وحزيران؟ أولم يسمعوا ماذا جرى في فلسطين وما بال أولئك الأحرار ؟ ومن جلب 100 مليون دولار نادى بها فياض؟ ماذا لو طالبت بها روتانا؟ هل ستقبضها على الفور أم ستنتظر فرجا من السماء أو ربما تصرف كنثريات في سهرة لإحدى المغنيات على شرف أمير يتحرك ومعه بعض الجواري والحوريات ؟ وماذا بقي من وراء هؤلاء ؟ هل يمكن الاصلاح من بعدهم والاستغناء ؟ وهل ما زال هناك تغيير وإصلاح ؟ هل سيصلح كل هذا من يحملون كل شيء على عاتقهم وشابت ذقونهم محلقين في السماء بين الأمم المتحدة والمنفصلة والمنضوية على ذاتها؟ وما بال أولئك الذين يحفرون الأنفاق ؟ هل بقي اللوم على عباس و فياض ومشعل وهنية ومصطفى ومروان أم المجدلاني ودحلان وكمال وسعدات والزهار أم انه صراع صلاحيات أم أن الرهان الوحيد على وحدة الصف بحضور فتح وحماس والجهاد والشعبية والمبادرة وما تببقى من اليسار أم تنظيم الإخوان؟ هل حقيقة أن هناك مصالحة أم ادارة لها أم محاولة للقفز و"الشقلبة" في الهواء؟ هل سيصفق لها الناس؟
وماذا عن دور المؤسسات المجتمعية والمدنية في البلاد؟ وماذا عن دور الباحثين والسياسيين والخبراء والمراكز والمؤسسات؟ هل فقدوا ما حفظوه عن ظهر قلب أم أنهم يقولون ما لا يفعلون ولا يسمعون وجيب قلوبهم في الأزمات؟ وهل لم يبق منهم سوى الكلام والعويل على الواجبات والمسؤوليات؟ أم أنهم في ما اشتهت أنفسهم لا يطبقون شيئا إلا ما يخدم الذات؟ أحيانا يعتقدون بان الوطن بحاجة لـ "بروبوزلات" مليئا بالخطوات ؟ أولسنا الأكثر براعة في محاكاة الواقع ووضع الخطط والاستراتيجيات ؟ لماذا لا نتشارك في التصدي للازمات ؟ لماذا لا نسمع منهم مبادرات؟ هل غاب العقل؟ أولسنا الشعب الأكثر تعلما كما يقولون؟ أولسنا الأكثر تثقفا واطلاعا على السياسة ونجيد لعبة الاوراق في القهاوي والحارات وصرنا بفضل من الله نتجرع ببراعة ما تجوب به الحانات ؟ أولسنا الأكثر تصريحا وإعلانا وتوضيحا وتفويها وتشريحا وذما ومدحا وقدحا ونعيش على الأرض التي تستحق الحياة ؟ أولسنا الأكثر تضحية ونضالا ونفضل الموت وقوفا كالأشجار؟ أولسنا من يجيد الاستنكار والتنديد والهزيمة والانتصار رافعين رايات متعددة وكل منها له حكاية نضال وربما سنخلق ألوانا أخرى لم نعهدها وشاء من شاء؟ لماذا الكل يتمعن في السماء وينتظر الغيم ليتبسم وحين يأتي المطر تغيب الكلمات وتحط الخرافات وتتنزل الأمطار في بلاد غير بلاد؟
لماذا تسود كلمات الاحباط والممل أجواء فلسطين؟ لماذا الكل يفكر في السفر والهجرة الى أوروبا كندا وأمريكا ؟ هل بلغ بنا ان ترتهن قراراتنا لعلماء العجم تحت مسمى التطمينات ؟ إلى متى سنظل نشتري من الباعة الأكثر "جعجعة" في أسواق الخضروات لماذا لا نفكر في النوعية والكفاءة بعيدا عن التسميات؟ أولسنا من يدافع عن الأقصى باعتباره مهد عروبتنا التي تمتد من أقصى إلى أقصى فلا حرية.. لا لأسير ولا أسرى.. ولا عودة للاجئين ولا لحق العودة ؟ لماذا تركنا ذلك وأضحت مبادئنا ترتجع الى مصالح أخرى ؟ لقد تحيرنا أهي زبائنية أم شخصية أم قذرة؟ هل غاب الوطن صباحا واستيقظ المال مساء وحل بظلمته وطغى على كل حاضر وكفى ؟ أو ليس الصبح بقريب؟ فمن ذا الذي يجود علينا بكأس التحرر من الذات ذاك من يمنحنا التحرر رغما عنا اسألوا تلك الفوضى ؟ فهل سيجيب عنها سقراط أم ستبقى ثرثرة وأدنى؟



#محمد_فيصل_الشعيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فيصل الشعيبي - تساؤلات فلسطينية أمام سقراط