أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - خالد الصلعي - ورطة فرنسا ...مالي أو الكنز الدفين















المزيد.....

ورطة فرنسا ...مالي أو الكنز الدفين


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3976 - 2013 / 1 / 18 - 02:49
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ورطة فرنسا ..مالي أو الكنز الدفين
************************
في فاتح أكتوبر 2007 ، تأسس ما يعرف بقوات بقوات افرقيا الأمريكية ، أو UsaAfricom H; AFRICOM ، وهي قوات متعددة الجنسية يشكل الجيش الافريقي من 54 دولة عمودها الفقري ، تحت السلطة المباشرة لوزارة الدفاع الأمريكية .
وقد حاولت أمريكا ان تجعل قاعدتها في دول متقدمة ، كالمغرب والجزائر ، لكنها فشلت جيوستراتيجيا ، من جهة حساسية المنطقة المغاربية وتعقيد تركيباتها الاثنية والايديولوجية ، فضلا عن كون أمريكا تتوفر على قواعد عسكرية خفيفة ، لكنها فعالة في هذين البلدين ، فقد رأى الديبلوماسي الجزائري السابق محمد زيتوت أنه تم الاتفاق المبدئي بين قائد القوات الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم" الجنرال وليام و وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي على تأسيس قواعد أمريكية مؤقتة متنقلة يتم بموجبها استخدام الأراضي الجزائرية والمالية والنيجيرية والموريتانية والتشادية كلما تطلبت الحاجة ذلك . أما المغرب فان به قاعدة القنيطرة الجوية ، وهي تعود الى تاريخ قديم ، يتجاوز نصف قرن ، بالاضافة الى قاعدة طانطان العسكرية التي أنشئت سنة 2008 .
مما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية ، كان من ضمن خططها تطويق كل افريقيا والاستفراد بها ، رغم أنها تعتبر الحديقة الخلفية لأوروبا تاريخيا ومجالها الحيوي ، عبر مجموعة من الارتباطات أهمها مجموعة الفرانكفونية الفرنسية التي تضم الدول الناطقة باللغة الفرنسية جزئيا أو كليا ، و تعتبر دول افريقيا أهم شركائها ، ومجموعة الأنجلوساكسون التابعة لانجلترا .
لكن تطورات التوازنات الدولية واستفراد الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم ، بعد اقتسامه سابقا مع الاتحاد السوفياتي ، وانهيار هذا الأخير ، جعلتها تدفع بدول أوروبا الاستعمارية الى دور الخادم والتابع .
وكانت فكرة تأسيس ما يسمى بأفريكوم ، عنوانا بارزا لانتهاء عصر أوروبا بافريقيا ، وخلافة الولايات المتحدة الأمريكية لها ، خاصة وأن الصين بدأت تشارك القوى التقليدية في الهيمنة على ثروات افريقيا بطريقتها الشفافة والسلسة عبر انشاء مشاريع اقتصادية ضخمة ، فأصبح الصراع ثنائيا ، وبوحي من العقيدة العسكرية للادارة الأمريكية ، تم اعتماد ما يسمى ب أفريكوم ، كواجهة استعمارية تتخذ من شعار محاربة الارهاب منطلقا وةمبررا لها ، وخاصة ما يسمى بالارهاب الاسلامي ممثلا في درع من ادرع القاعدة ، لكن قوى اسلاموية أخرى ستنشأ في المنطقة تؤمن باديولوجية الجهادية السلفية ، ومن ضمنها جماعة التوحيد والجهاد ، وأنصار الدين ، فضلا عما يسمى بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي .
فالمنطقة على العموم أصبحت بؤرة توتر اقليمي بامتياز ، خاصة ومالي تعتبر محورا هاما ترتبط حدوده بسبع دول ، كما أن جغرافيتها واسعة للغاية ، وتنام على مخزونات وثروات طبيعية هائلة لا تزال بكرا .
وقد اعتبر روبرت گيتس أن (أفريكوم) ستجعل القوة العسكرية الأمريكية أكثر فاعلية في ممارسة نشاطاتها عبر القارة الأفريقية. اذ سيمكنها من خلال مجموعة من التقسيمات التكتيكية والاستراتيجية من القدرة على حشد الدعم الأوروبي والافريقي ، خاصة وقد اعتمدت تقسيما للخريطة الافريقية ، يمتد من أقصى القرن الافريقي ، الى شمال افريقيا ، حيث تم تنصيب القيادة المركزية (سنتكوم) وتشمل مصر والسودان وإريتريا وإثيوبيا وجيبوتي والصومال وكينيا وسيشل. ثم القيادة الباسيفيكية وتهم مدغشقر والمحيط الهندي ، وأخيرا القيادة الأوروبية (إيوكوم) وهي مسؤولة عن باقي الدول الأفريقية وعددها 41 دولة .
لكن السؤال الذي يحير الباحث هو هذا التنازل المطلق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لفرنسا في غنيمة تعتبر كنزا لا ينضب بالنسبة لأي دولة استعمارية . ولا يمكن فهم هذا التنازل ، الافي اطار رؤية شمولية للتحولات الكبرى التي تعصف بواشنطن ، و هذا التنازل يعتبر مؤشرا قويا على مدى الانهاك الذي أصاب عنفوان البيت الأبيض والبنتاغون ، خاصة وأن عجز الميزانية الفيدرالية تجاوز السقف المسموح به بقليل ، أكثر من 16 تريليون دولار ، وبذلك تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية في علم الاقتصاد النظري من أفقر بلدان العالم ، وأي مصاريف اضافية قد تنذر بسحب ما تبقى من ثقة في الاقتصاد الأمريكي ، وهو ما يعني انهيارها الفجائعي .
وقد كنا رصدنا قبل شهرين بداية استقلالية القرار البريطاني عن القرارات الأمريكية ، عبر وزير الدفاع البريطاني جيفري هون ، وهو ما يؤشر الى طفو القرار العسكري في انجلترا على السطح ، لتحقيق بعض التوازن الديبلوماسي ، في اطار علاقة تشاركية جديدة تضع حدا لهيمنة القرار الأمريكي السياسي على القرار البريطاني وتمنحه بعض التوازن .
لكن دخول فرنسا على خط المشكلة المالية كان لابد له من ترتيبات معقدة ، خاصة اذا تذكرنا موقف الجزائر الرافض لأي تدخل عسكري في شمال مالي ، وتنبيهها من خطورة هذه الخطوة ، لكن بعد زيارة هيلاري كلينتون والرئيس الفرنسي ووزير الداخلية الفرنسي مؤخرا ، لاحظنا تغبرا جوهريا في موقف الجزائر ، وأصبحت بين عشية وضحاها من الداعمين بقوة لهذا التدخل العسكري .
فرنسا تعود الى مستعمراتها القديمة ، لكنها غير جاهزة ماليا ، كما ان اقتصادها المترنح لا يساعد على القيام بمثل هذه المهمة وانجازها انجازا يخدم مصالحها البعيدة استراتيجيا . فالتكلفة باهضة ، اذ أن ساعة من طيران الطائرة الحربية " لا رافل " تتطلب 10 آلاف دولار ، كما أن عدد الجيش الفرنسي بالاضافة الى جيوش من دول افريقية ، زيادة على العتاد والعدة ، سيضاعف بالضروة من تكاليف العملية .
ولعل هذا ماحدا بالرئيس الفرنسي أن يطلب علانية مساعدة مالية من قبل الامارات العربية المتحدة ، ومن دول الخليج العربي ، بعد المساعدات اللوجيستية من لندن وواشنطن .
ففرنسا هنا تبدو كمن يقطع بحرا بلا قارب . فهي تطلب المال من الدول العربية الخليجية ، وتطلب الدعم من الجزائر والمغرب عبر فتح الأجواء وارسال الجنود ، وتطلب الجيش من دول الساحل الافريقي ، وتطلب الدعم اللوجستي من لندن وواشنطن ، وكأنها حربا كونية ، تدخلها فرنسا بالاسم لا غير .
وعند قراءة أرض المعركة ، فهي أرض تتميز بطبيعة صحراوية قاحلة ، ولعل اختيار هذا الفصل الشتوي تحديدا هو اختيار ليس اعتباطيا ، مما يعني أن الحرب عليها أن لا تتجاوز زمنيا ثلاثة أشهر على أبعد تحديد ، والا فان الفشل الذريع هو نصيب هذه المغامرة غير المحسوبة اطلاقا عواقبها وتداعياتها .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاء التماسيح
- مزامير صامتة
- خايف ومش خايف
- أمطار الجحيم -18- رواية
- الديمقراطية الانسانية -3-
- النوم صحوالروح في روحها
- الديمقراطية الانسانية -2-
- استسلام لا بد منه
- الديمقراطية الانسانية
- خطاب الانهزام ملامحا ولغة
- طين جا.........طين جا
- النظام المغربي وواقع السياسة
- عصر الشعوب مرة أخرى
- السنة الماضية _1_
- البرلماني والمواطن وحقوق الانسان
- نقاش مع وزير الخارجية الروسي
- الشعرية المبكرة -شارل بودلير-2-
- الدولة الانشائية
- أمطار الجحيم -رواية-16-
- الشعرية المبكرة -1-


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - خالد الصلعي - ورطة فرنسا ...مالي أو الكنز الدفين