أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - فلاديمير لينين - مصائر مذهب كارل ماركس التاريخية















المزيد.....

مصائر مذهب كارل ماركس التاريخية


فلاديمير لينين
(Vladimir Lenin)


الحوار المتمدن-العدد: 7191 - 2022 / 3 / 15 - 22:39
المحور: الارشيف الماركسي
    


كتب لينين مقال »مصائر مذهب كارل ماركس التاريخية« بمناسبة الذكرى الثلاثين لوفاة كارل ماركس.
الاربعاء 23 مارس 2005

إن الرئيسي في مذهب ماركس، هو أنه أوضح دور البروليتاريا التاريخي العالمي، بوصفها بانية المجتمع الاشتراكي. فهل أكد مجرى الأحداث في العالم بأسره صحة هذا المذهب منذ أن عرضه ماركس؟
لقد صاغ ماركس هذا المذهب للمرة الأولى في عام 1944، و«البيان الشيوعي»، الذي كتبه ماركس وانجلس، والذي صدر عام 1848، يعطي عن هذا المذهب عرضا كاملا منهاجيا، هو خير عرض لهذا المذهب حتى اليوم. ومذ ذاك ينقسم التاريخ العالمي بوضوح إلى ثلاث مراحل رئيسية: 1) من ثورة 1848 إلى كومونة باريس (1871)؛ 2) من كومونة باريس إلى الثورة الروسية (1905)؛ 3) ابتداء من الثورة الروسية.
لنر إلى مصائر مذهب ماركس في كل من هذه المراحل.
1) في بداية المرحلة الأولى، كان مذهب ماركس أبعد من أن يكون المذهب السائد. فلم يكن سوى فرع أو تيار من فروع أو تيارات الاشتراكية، الكثيرة جدا. أما الأشكال التي كانت سائدة في الاشتراكية، فقد كانت الأشكال التي تتقارب، من حيث الجوهر، مع «الشعبية» عندنا: عدم فهم الأساس المادي للتطور التاريخي، العجز عن اكتناه دور وأهمية كل من طبقات المجتمع الرأسمالي، تمويه الطبيعة البرجوازية للتحولات الديموقراطية بمختلف التعابير الاشتراكية المزيفة حول «الشعب»، و«العدالة»، و«الحق» الخ..
وقد جاءت ثورة 1848 تسدد ضربة قاتلة لجميع هذه الأشكال الصاخبة، المبرقشة، اللاغطة، لاشتراكية ما قبل ماركس. ففي جميع البلدان، أظهرت الثورة مختلف طبقات المجتمع قيد النشاط والعمل. وجاءت مذبحة العمال من جانب البرجوازية الجمهورية في أيام حزيران (يونيو) 1848، بباريس، تحدد نهائيا الطبيعة الاشتراكية للبروليتاريا وللبروليتاريا وحدها. فإن البرجوازية الليبرالية قد خشيت استقلال هذه الطبقة أكثر مما خشيت الرجعية أيا كانت بمئة مرة. وقد زحفت الليبرالية الجبانة أمام هذه الرجعية. واكتفى الفلاحون بإلغاء بقايا الإقطاعية وانتقلوا إلى جانب النظام؛ ونادرا ما ترجرجوا بين الديموقراطية العمالية وبين الليبرالية البرجوازية. وتكشفت جميع المذاهب التي تقول باشتراكية لاطبقية، وبسياسة لاطبقية، عن ثرثرة باطلة.
وكانت كومونة باريس (1971) خاتمة هذا التطور من التحولات البرجوازية. وفقط لبطولة البروليتاريا، تدين الجمهورية برسوخها، أي هذا الشكل من تنظيم الدولة، التي تتجلى فيه العلاقات بين الطبقات بأقل المظاهر تمويها.
وفي جميع البلدان الأوروبية الأخرى كان التطور أشد غموضا وأقل اكتمالا، إلا أنه أدى إلى نشوء مجتمع برجوازي كامل التطور نفسه. وفي أواخر المرحلة الأولى (1848 - 1871)، مرحلة العواصف والثورات، ماتت اشتراكية ما قبل ماركس؛ وولد حزبان بروليتاريان مستقلان: الأممية الأولى (1864 - 1872) والاشتراكية-الديموقراطية الألمانية.
2) تمتاز المرحلة الثانية (1872 - 1904) عن المرحلة الأولى بطابعها «السلمي»، بانعدام الثورات. فقد انتهى الغرب من الثورات البرجوازية، ولما ينضج الشرق لهذه الثورات.
ودخل الغرب في مرحلة التحضير «السلمي» لعهد التحويلات المقبلة: ففي كل مكان تشكلت أحزاب اشتراكية، أساسها بروليتاري، أخذت تتعلم استخدام البرلمانية البرجوازية، وإصدار صحافتها اليومية، وإنشاء مؤسساتها التثقيفية، ونقاباتها، وتعاونياتها. وأحرز مذهب ماركس انتصارا كاملا وأخذ يمتد ويتسع. وببطء، ولكن برسوخ، تطور انتقاء وحشد قوى البروليتاريا، وإعدادها للمعارك المقبلة.
إن ديالكتيك التاريخ يرتدي شكلا يجبر معه انتصار الماركسية في حقل النظرية أعداء الماركسية على التقنع بقناع الماركسية. وقد حاولت الليبرالية، المهترئة في داخلها، أن تستأنف نشاطها تحت ستار الانتهازية الاشتراكية. وقد فسروا مرحلة إعداد القوى للمعارك الكبيرة بأنها عدول عن هذه المعارك. وكانوا يقولون أن تحسين أوضاع العبيد بغية النضال ضد العبودية المأجورة ينبغي أن يجري بطريقة يتنازل فيها العبيد عن حقوقهم في الحرية لقاء فلس واحد. وكانوا يدعون بجبن إلى «السلام الاجتماعي» (أي إلى السلام مع العبودية)، والى الإقلاع عن النضال الطبقي، الخ.. وكان لهم أنصار عديدون جدا بين البرلمانيين الاشتراكيين وبين مختلف الموظفين في الحركة العمالية وبين المثقفين «المحبذين».
3) وكان الانتهازيون لما ينتهوا من تمجيد «السلام الاجتماعي» وإمكانية اجتناب العواصف في ظل «الديموقراطية» حتى تفجر في آسيا ينبوع جديد من العواصف العالمية الكبيرة. فبعد الثورة الروسية، قامت الثورة التركية، والإيرانية، والصينية. وإننا لنعيش اليوم بالضبط في عصر هذه العواصف و«تأثيرها بالاتجاه المعاكس» في أوروبا. وأيا كان مصير الجمهورية الصينية العظيمة، التي تستثير اليوم لعاب شتى أضراب الضباع «المتمدنة»، فما من قوة في العالم تستطيع أن تعيد الإقطاعية القديمة في آسيا، ولا أن تكنس من على سطح الأرض النزعة الديموقراطية الباسلة لدى الجماهير الشعبية في البلدان الآسيوية وشبه الآسيوية.
إن المماطلات الطويلة لخوض نضال حاسم ضد الرأسمالية في أوروبا قد دفعت إلى أحضان اليأس والفوضوية بعض الناس الذين قليلا ما يهتمون بشروط تحضير النضال الجماهيري وبشروط تطويره. وإننا لنرى الآن إلى أي حد من صغر النفس وقصر النظر يبلغ هذا اليأس وهذه الفوضوية.
إن ما ينبغي أن نستمده من كون آسيا التي تعد ثمانمئة مليون إنسان قد انجذبت إلى غمرة النضال في سبيل نفس المثل العليا الأوروبية، ليس اليأس، بل الشجاعة.
إن الثورات الآسيوية قد بينت لنا نفس ما تتصف به الليبرالية من ميوعة وخساسة، نفس الدور الاستثنائي الذي يضطلع به استقلال الجماهير الديموقراطية، نفس التمايز الدقيق بين البروليتاريا وبين البرجوازية من كل شاكلة وطراز. إن من يتحدث، بعد تجربة أوروبا وآسيا، عن سياسة لاطبقية وعن اشتراكية لاطبقية، إنما لا يستحق غير وضعه في قفص وعرضه إلى جانب كنغر أوسترالي.
وعلى اثر آسيا، أخذت أوروبا تتحرك ولكن على غير الطريقة الآسيوية. لقد ولّت إلى الأبد المرحلة «السلمية»، مرحلة 1872 - 1904؛ فإن الغلاء ووطأة التروستات يؤديان إلى تفاقم النضال الاقتصادي تفاقما لا سابق له، تفاقم هز العمال الإنجليز بالذات، الذين أفسدتهم الليبرالية أكثر من سائر العمال. وأمام أنظارنا، تنضج أزمة سياسية حتى في أكثر بلدان البرجوازية واليونكر ]] اليونكر، طبقة من كبار ملاكي الأراضي النبلاء في روسيا. (الناشر)[[ «عصمة»، أي في ألمانيا. إن جنون التسلح والسياسة الإمبريالية يجعلان من أوروبا الحالية «سلاما اجتماعيا» يشبه بالأحرى برميلا من البارود. ناهيك بأن تفسخ جميع الأحزاب البرجوازية ونضوج البروليتاريا ما ينفكان في اطراد دائم.
منذ ظهور الماركسية، جاءت لها كل من المراحل الكبيرة الثلاث من التاريخ العالمي بتأكيدات وبانتصارات جديدة. ولكن المرحلة التاريخية المقبلة ستحمل للماركسية، بوصفها مذهب البروليتاريا، انتصارا أروع أيضا.
«البرافدا»، العدد 50، 1 آذار (مارس) 1913
التوقيع: ف . ا



#فلاديمير_لينين (هاشتاغ)       Vladimir_Lenin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة في تصنيف الأحزاب السياسية
- الدولة والثورة - تعاليم الماركسية حول الدولة، ومهمات البرولي ...
- حول الإضرابات
- الماركسية والاصلاحية
- لمناسبة الذكرى الرابعة لثورة أكتوبر
- موضوعات نيسان - رسائل حول التكتيك
- موضوعات نيسان - مهمات البروليتاريا في الثورة الحالية
- رسائل من بعيد - الرسالة الخامسة - مهام التنظيم البروليتاري ا ...
- الخلافات في الحركه العماليه الاوروبيه
- الماركسية و الانتفاضة
- في الحب الحر
- كارل ماركس سيرة مختصرة وعرض للماركسية
- مصادر الماركسية الثلاثة واقسامها المكونة الثلاثة


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - فلاديمير لينين - مصائر مذهب كارل ماركس التاريخية