أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نايف عبوش - خطل نقد النص القراني بغير منهجيات علومه














المزيد.....

خطل نقد النص القراني بغير منهجيات علومه


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 3972 - 2013 / 1 / 14 - 18:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الحملة المسعورة التي يتعرض لها القران الكريم بشكل خاص،والدين الاسلامي بشكل عام هذه الايام، تندرج في اطار فوبيا مزعومة،مستولدة عن نظرة مستعلية،وسلوك متغطرس،ونهج مادي افرزته الحضارة الغربية المعاصرة،ازاء تعاملها التجريدي مع الحقائق الغيبية،ومنها بالطبع الوحي الالهي للنص القراني.وهذا الاستهجان المنفلت، يأتي استمرارا لمسلسل الاساءات السابقة، بدءا من الجاهلية الاولى، وانتهاءا بنشاط معاصر تمارسه نخب حداثوية في الغرب،يؤازره هوس ملحوظ من بعض الدارسين العرب في الغرب،وانبهارهم بما ابدعته الحضارة الغربية من وسائل،وأدوات بحثية،حيث بدأ هذا المنحنى يأخذ مسلك دراسات نقدية هدامة غير منصفة،في محاولة بائسة لأنسنة النص القراني الكريم،بتوظيف منهجيات حداثوية معاصرة،لا تتفق اصلا مع منهجية البحث في العلوم الاسلامية،وإقحام العلم المعاصر بكل ادواتياته، وبشكل غير محايد في هذه العملية الاستهدافية،وهو امر غير مقبول أخلاقيا،ولاحضاريا بتاتا،ويعتبر تعديا صارخا على اقدس مقدسات المسلمين الدينية،ناهيك عن كونه خروجا مقرفا على مبدأ الحياد الاخلاقي في البحث العلمي المنصف،حيث يفترض ان تتطابق اداة البحث ومنهجيته،مع غرض البحث،وصولا الى الحقيقة المنشودة بسلامة قصد.
على ان من الضروري التصدي لهذا النهج المشبوه،بالتأكيد ابتداء،على ان الناقد هو قاريء نص،وان عليه عندما يريد التنقيب في النص القراني أن يقترب من مراد الله في النص القرآني على حقيقته طلبا للموضوعية، وذلك بأن يتدبر النص القرآني بشيء من التأمل المتطلع،تمشيا مع اخلاقيات البحث القراني، حتى قبل أن يلجأ إلى ما بحوزته من ادوات،لا مندوحة له من الرجوع إليها إن كان لا بد له من ذلك، لاسيما إذا تعسر عليه التدبر،وشق عليه فهم مدلولات النص،بعد ان يكون قد قام بالإطلاع على ما تراكم امامه من معرفة متاحة في هذا الجانب،لتوسيع دائرة الالمام اللازم للتطلع والتدبر، وزيادة القدرة على الترجيح اذا لزم الامر،من دون غرض يعطل طاقاته الذاتية في استكناه مدلولات النص وما يزخر به من معاني،بالانسياق المتهافت إلى ثقافة التفكيك المجردة،التي قد تحول دون الوصول إلى الفهم اللغوي العربي الفصيح للنص القرآني،مما يفسد على الناقد ذائقة التأمل،ويختزل فيه قدرة التمكن من الفهم الصحيح للنص القرآني،واستكشاف الصور،والدلالات الكامنة في ثناياه،التي تنساب رؤى متجددة مع كل قراءة واعية، بتواصل خلاق مع تقاليد نهج التدبر المستمر للنص القرآني،حتى تقوم الساعة،فيحرم نفسه عندئذ،ويحرم الاخرين من فيض العطاء الإلهي اللامحدود،الذي يختزنه النص المجيد،الذي يفترض أن المخاطب به مستخلف في الأرض ابتداء لإدامة تفجير مكنوناته بالتدبر المتطلع،بما هو متراكم لديه من معرفة اسلامية كلية،تضمن تأمين تدفق النص المستمر بتجليات من فيض المعاني الزاخرة،تجسد اقترابا متجسدا من مرادات النص القراني على اكمل وجه.
ولمواجهة حملات كتابات الاساءة المعاصرة الى الاسلام ،سواء بالتعرض المتعمد للنص القراني بالنقد بغير علومه،او بالاساءة الى الرموز الاسلامية مرة أخرى، فان المطلوب من الكتاب المختصين بالعلوم الإسلامية،وكل الناس الخيرين في العالم من النخب المهتمة بالمعرفة الاسلامية،التصدي لهذه الاساءة،وفضح مقاصد القائمين بها بالحجة العلمية المقابلة،ورفض اسلوب تناول النص القراني بأدوات غريبة عن علومه،ومنهجيات دراسته.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوس العقلانية الحداثية وحقيقة قدسية القران
- دعاوى أنسنة النص القراني..بين هوس العقلانية الحداثية وحقيقة ...
- التشكيك في ثوابت الدين مدخل للصراع بين المجتمعات
- الحفاظ على التراث..بين مقتضيات الخصوصية وتحديات العصرنة
- نحو بلورة مشروع عربي للنهوض باللغة العربية
- ايقاع العصرنة.. تحديات الاستلاب وضرورات التحديث
- الاعتقاد المؤمن..بين الكتاب المسطور والكون المنظور
- ظاهرة هوس استخدام الهاتف النقال
- اللغة العربية..ومخاطر المسخ بالعامية
- الدين..حاجة وجدانية للانسان
- الوحي الالهي للقران
- بل رب العالمين.. واله الناس
- القرآن كتاب هداية للتدبر.. لا معلقة شعرية للنقد
- بل محمد هو القدوة


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نايف عبوش - خطل نقد النص القراني بغير منهجيات علومه