أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - قصتي مع ذبابة














المزيد.....

قصتي مع ذبابة


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 3972 - 2013 / 1 / 14 - 12:48
المحور: كتابات ساخرة
    


[email protected]
حسبت أن الذباب مخلوق ضعيف، وأنه يمكن القضاء عليه بسهولة ولكن التجربة أثبتت أنه عنيد ويحسن المراوغة، كنت ذات يوم مرهقا وأردت النوم وكان الوقت حينذاك بين العصر والمغرب، لم يكن لدي بدّ سوى النوم لإراحة عقلي وجسدي، كان الصداع يلفّني فاستلقيت لأخذ قسط من السبات وإذا بي أجد نفسي في معركة طويلة مع ذبابة لا أدري من أين أتت وكيف تربصت بي وتلبست.
حقرتها بداية وازدرأتها لكونها مخلوقا يمكن السيطرة عليه بيسر، وحاولت إبعادها بلطف فعاودتني فنهرتها مرة أخرى، فرجعت بقوة لتوقظني كل مرة بقرصتها، مرة في الوجه وأخرى في اليد وتالية في الرّجل، قلت في نفسي لا تريد السلام فهي عازمة على الحرب حاولت إثناءها بكل السبل السلمية فلم أفلح، تركتها تفعل ما تشاء ربما تتعب فلم تملّ فجاءت على كفي، وبدون حركة مني تأملت حركاتها وسكناتها، ماذا تريد؟ ماذا تفعل هذه الذبابة؟
دار حوار بيني وبينها، قلت ماذا تريدين مني؟ قالت: أريد إيقاظك، قلت: ولِمَ فأنا مرهق أريد قسطا من الراحة، قالت: لا راحة في الدنيا العمل ثم العمل ثم إن النوم في هذا الوقت يورث الأمراض، قلت: اتركيني وشأني قالت: لن أتركك أبدا فأنا ذبابة وسمي الذباب ذبابا لأنه كلما ذُبَّ آب، قلت: وماذا آخر قالت: لدي جناحان بأحدهما داء وبالآخر دواء فإذا سقطت في مطعمك ومشربك غطّسني كاملة حتى يذهب الداء، قلت: إذا غطست في الطعام أو الشراب يستحيل علي أكله أو شربه قالت: حرمت نفسك من نعمة الله أَوَ أنت خير من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: لا ولكن نفسي تشمئز من رؤيتك طافية في الطعام أو الشراب فالنفس تعاف وهناك أخرى لا تعاف، قالت: بلى يمكن لك أن ترميه إذا عفته. قلت: الزمن يمر اتركيني أنام ولو قليلا، أَقسمَت أنها لن تتركني فأعلنتُ الاستسلام، قالت: أتدري ماذا لدي؟ قلت: إلا قليلا، قالت: لدي وسائل هجوم قاسية لمن أتعبني وحاول إبعادي، آتيه من كل جانب، أقرصه في كل مكان وإذا حاول قتلي قد أدمره، فتبسمت لقولها وقلت: ألهذا الحد أنت قوية؟ قالت: بلى إني جندية من جنود الله عز وجل أسبّح بحمده، قلت كيف؟ قالت: ألم تسمع بالنمرود الملك الجبار الذي يستهزئ بالضعفاء، أدّبته ليكون عبرة لمن بعده دخلت رأسه من أنفه أو أذنه وبقيت هناك مستقرة أتعبه لا يستطيع أن يفكّر ولا يستطيع أن ينام نوما هادئا، بل لا تهدأ أحواله أبدا يضربونه على رأسه كل مرة لإسكاتي وتهدئتي وفي كل مرة أنتصر عليه فبقي كالمجنون في حياته إلى أن استطعت تدميره كليا فمات لأنه آذاني بل آذى الإنسان الذي كرمه الله عز وجل على هذه الأرض وسخرنا نحن للدفاع عن البسطاء والفقراء والمحتاجين.
قلت: لا شك، وماذا استطعت أن تفعلي أيضا؟ قالت: استطعت أن أجعل رئيس أقوى دولة في العالم وأمام آلات التصوير العالمية وعلى الهواء مباشرة مرتبكا، فالرئيس باراك أوباما كان في خطاب رسمي وأثناء الخطاب راودته عن نفسه فاستعصم وبما أن هذه الدولة تتصف بالعنجهية والاستبداد اعتدى علي بضربة مفاجئة فأرداني قتيلة، تأسفت لها وقلت ربما أتعبته في مراودتك كما فعلت بي، قالت: وهل تنوي قتلي أنت أيضا؟ قلت: ربما فأنت تعرفين أنك قد غلقت الأبواب وهممت بي وقلت لي هيت لك، فلولا إيماني بالرفق بما خلق الله عز وجل لفعلت مثلما فعل الرئيس الأمريكي بك، قالت: سبحان الله ولله في خلقه شؤون وأيضا لو حاولت أن تفعل ربما آذيتك أكثر مما فعلت ولكني تراجعت عندما بان لي رفقك.
دار هذا الحوار بينما تذكرت قولة لأحد الدكاترة الذين كانوا يدرسوننا قال: سمي الذباب ذبابا لأنه كلما ذُبَّ آب، ولذلك فلا عجب أن نرى منا نحن البشر من يسخر ممن هو أضعف منا، فربما يملك من الأدوات والوسائل ما يستطيع أن يدافع بها عن نفسه، ويريك عجائبه، ويغير نظرتك إليه كما فعلت هذه الذبابة التي ضرب الله بها مثلا.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو تنحى بشار الأسد
- معركة الاستمتاع
- رسالة من السماء
- هل تتم المصالحة الفلسطينية؟
- الكويتيات متبرجات
- ماذا حققت المرأة التونسية بعد الثورة
- أزلام الإعلام يتحدثون
- البحث عن السعادة
- هل المرأة تفكّر؟
- طه حسين صناعة غربية
- هل تصبح سوريا فلسطين ثانية؟
- تبا للأمم المتحدة الفاشلة
- أمريكا جنت على نفسها
- الأنثى ليست عورة
- غشاء البكارة جزء من الشرف
- المرأة في نظري
- نوال السعداوي، امرأة ليس لها تاريخ
- الوهابية خطر على الأمة الإسلامية
- باراك أوباما الرجل الأعتى إلكترونيا
- ما الذي يحدث في بورما؟


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - قصتي مع ذبابة