أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - التظاهرات السنية وجدل اللامعقول والمعقول !














المزيد.....

التظاهرات السنية وجدل اللامعقول والمعقول !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3971 - 2013 / 1 / 13 - 21:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الكتاب الرائع الذي يحمل عنوان " The Making Habits, Breaking Habits: Why We Do Things, Why We Don t, and How to Make Any Change Stick" للسايكولوجي الشهير جيرمي دين مؤسس موقع PsyBlog الذي يزوره كل شهر حوالي مليون قارئ، يوضح مؤلفه، وهو المختص بسلوك الانسان وعاداته ومايقوم به، ان الانسان غالبا مايقوم بالعديد من الاشياء من غير ادنى تفكير مسبق او عقلانية واضحة وان ظن عكس ذلك.
فالسلوك الانساني، سواء كان فرديا او جماعيا، مزيج من افعال عقلانية ولاعقلانية ولايمكن للانسان الاعتيادي ان يزعم ان كل تصرفاته تأتي على اساس معقول او تستند الى بديهيات جلية بذاتها تخلو من اللامعقولية والشطحات والقرارت المسبقة التي لاتخضع لرؤية متزنة وفكر واضح وملامح موضوعية.
وفي التظاهرات التي انطلقت في محافظة الانبار، وهي مظاهرات سنية بامتياز من حيث الماهية والاهداف والتوجهات، نلاحظ ان السلوك الجماهيري فيها قد اتخذ منحنيات مختلفة ومسارات متناقضة، وهي قد جسّدت في حركتها وانتقالاتها من منحى او مسار الى آخر جدل اللامعقول والمعقول في السلوك الانساني سواء كان هذا السلوك فرديا يصدر من شخص واحد او كان هذا السلوك جماعيا تقوم به مجموعة من الناس.
قراءة تحليلية بسيطة لهذه التظاهرات تكشف عن اللامعقول الذي ظهر في بداياتها، اذ ان اللامعقول الجمعي يظهر دائما في بداية التظاهراتـ اذا انطلقت بصورة عفوية تحت تأثير الغضب والانفعال، وقبل ان يتم السيطرة عليها وتشذيب شعاراتها وتهذيب عباراتها وجعلها اكثر مقبولية وواقعية، وان كانت دون المستوى المطلوب من الشرعية والواقعية.
وبالنسبة لهذا اللامعقول فقد وجدنا انه قد اطل بوجهه، القبيح، بوضوح شديد وبما لايقبل او لايدع مجالا للشك في خمسة أشياء لاحظتها شخصيا:
اولا: رفع صورة رئيس وزراء تركيا رجب طيب اوردوغان المعروف بمواقفه المناهضة للسيد نوري المالكي.
ثانيا: رفع اعلام الجيش السوري الحر الذي هو تشكيل طائفي بامتياز.
ثالثا: رفع اعلام النظام السابق الذي له عند الشيعة انطباع سلبي وكارثي .
رابعا: ترديد شعارات طائفية وشتم غير مقبول للسيد المالكي.
خامسا: المطالبة بجملة أمور تعتبر لامعقولة وغير مبررة اطلاقا كاطلاق سراح جميع المعتقلين، والغاء هيئة المساءلة والعدالة.
كانت هذه السمات الخمس " اللامعقولة" واضحة للعيان ونقلتها وسائل الاعلام بشكل يستحيل معه اي محاولة لنفي وجودها او التشكيك بها، لذلك سارعت الشخصيات التي تدير التظاهرات وتسيطر عليها، ولو على نحو نسبي، ان تمنع تكرار بعضها وترفضها بشدة لاسباب سياسية وبراغماتية حتى يمكن تمرير وشرعنه اهداف التظاهرات او بعض منها وتحقيق مطالب المتظاهرين الذين كشفت اول تظاهراتهم حقيقة توجهاتهم ومايخفون تجاه الحكومة العراقية بالنسبة لبعضهم وتجاه الشيعة بالنسبة لبعضهم الاخر.
الجمهور المتجمع في هذه التظاهرات ننظر له، تحليلا وتفكيكا وتأويلا، طبقا لطروحات المؤرخ والفيلسوف الفرنسي الكبير غوستاف لوبون واستنادا لما قدمه في كتابه الذائع الصيت "سايكولوجيا الجماهير"، من حيث اعتبارها، اي التظاهرات، كيان وجمهور نفسي يجتمع بصورة مؤقتة يختلف في رؤيته ووجهة نظر عن الفرد العادي المستقل من جهة والتجمعات الاعتيادية من جهة اخرى لانها تمتلك وحدة رؤية مبنية على اساس عاطفي انفعالي وتتحرك وفقا لمعطيات لاواعية واسس لاشعورية.
ولان شأن التظاهرة شأن العديد من الظواهر التي لا تخضع لضوابط السيطرة العقلية فأنها يتم السيطرة عليها او التحريض فيها من قبل قيادة تمتاز بخطاب يتوجه نحو العاطفة والغرائز التي يخفي المتظاهرين التصريح بها وهم على شكل افراد معزولين ضعفاء.
لذا تجد ان هؤلاء المتظاهرين يتفاعلون بشكل كبير مع كل خطيب يتحدث امام الجمهور ويُناغم في ذلك كل " التصورات الخيالية" و" الرؤى اللاعقلانية "و" الهوامات النفسية" و" الاطياف التضليلية" و"الافكار اللاشعورية" و كل مايمكن ان يمس تلك المناطق المظلمة والفراغات المسكوت عنها والمساحات المتروكة المكبوتة لدى المتظاهر.
ان تمظهر اللامعقول في بداية التظاهرات وانزوائه بعد ذلك تحت مطرقة النقد الذي تعرض له من قبل بعض المعتدلين أو " البراغماتيين" ممن يحاولون التخفيف من وطأة وحدة التوترات، كل هذا يكشف عن لامعقولية واضحة يمتاز بها السلوك الجماعي للمتظاهرين في المحافظات السنية، والأنكى من ذلك، وما نخشى منه في الحقيقة، ان يقوم بعض الساسة بتجييش الشارع العراقي المضاد في المحافظات الشيعية واطلاق عقال التصريحات والشعارات والنداءات اللاعقلانية التي يمكن ان تفجر الوضع على الصعيد الشعبي كنوع من رد الفعل، الذي يعتبره البعض مشروعا، على المس بالهوية الطائفية لاغلبية الشعب العراقي من الشيعة.
التظاهرات الشيعية التي انطلقت يوم السبت والتي كانت داعمة للحكومة ورئيسها هي بداية الرد على الجانب اللامعقول في التظاهرات السنية في شمال وغرب العراق، وهي تظاهرات مسيطر عليها ومعقولة الى حد ما ويمكن التحكم ببوصلتها، لكن الخوف كل الخوف من تظاهرات كبرى تجتاح العراق للرد على لامعقولية بعض المتظاهرين، الذين يسيئون للطلبات المشروعة والدستورية للانسان العراقي في المحافظات السنية التي لانختلف معه أبدا في مشروعية بعض مطالبه وحقه المطلق في المطالب بها، وذلك عن طريق ما يقومون به، أولئك الذين يتحدثون بلغة اللامعقول، من تصرفات تكشف عن ذلك الجانب المظلم الطائفي في نفسيتهم، وما طلب اطلاق سراح جميع المعتقلين الا نموذج بسيط لهذه اللاعقلانية التي تطالب بشيء مخالف للعقل والمنطق واسس العدل قبل ان تكون ضد الدستور والشرعية القانونية.



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا اطلقتم سراح السجينات ؟
- مقالات بحثية/ الجزء السابع - معنى صورتك في الفيسبوك !
- العراق في غيبوبة بلا طالباني !
- قوة ميليشياوية او سلوك ميليشياوي !
- مقالات بحثية / الجزء السادس – النوموفوبيا !
- مقالات بحثية/ الجزء الخامس/ كم مرة تمارس الجنس ؟
- السلفيون..حرام في الاردن...حلال في سوريا !
- الازهر يسقط في حضيض الطائفية !
- إبادة عائلة عراقية !
- رجل غادر أم إمرأة خائنة !
- الامانة من حصة المجلس الاعلى !
- تناقضات أصحاب عبارة - الا رسول الله- !
- مقالات بحثية / الجزء الرابع- الفرق بين الحب والشهوة !
- وما علاقة السفارة البريطانية بالفلم المسيء ؟
- عالي نصيف..-مهلا - مع الاخوة في الكويت!
- الكذب والغش والسرقة!
- ثقافة ال آي باد(iPad) في العراق !
- ناجي عطا الله ...مغالطات واخطاء بحق العراق !
- مقالات بحثية..الجزء الثاني..علاقة الأفلام الإباحية بالكآبة !
- بريطاينا ...وابو قتادة...صراع التحضر والتطرف !


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - التظاهرات السنية وجدل اللامعقول والمعقول !