أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - الدراما العربية إلى أين ؟؟














المزيد.....

الدراما العربية إلى أين ؟؟


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3970 - 2013 / 1 / 12 - 21:33
المحور: الادب والفن
    


لايخفى اهمية وتاثير الفن الدرامي على عقولنا وتوجهاتنا الفكرية وتغيير مسار آرائنا ؛ وتزداد تلك الخطورة حينما تتكاثر الاعمال الفنية ويزداد هطولها على افكارنا ويتسع نشاطها وتدخل كل بيت بلا استئذان من خلال الكمّ الهائل للقنوات الفضائية امام فسحة الحرية التي بدأنا نعيشها هذه الايام ؛ فالفن الدرامي المصري الذي سلب عقولنا وشدّ انظارنا اليه منذ سنوات طوال ثم تبعته الدراما السورية التي احتلت حيزا لايستهان به من اهتمامنا بعد النموّ الملحوظ لها في السنوات الاخيرة ؛ ويبدو ان النشاط الدرامي المصري والسوري قد اخذ بالانحسار تدريجيا هذه الايام امام سيل المسلسلات الاجنبية الطويلة وبالأخص التركية التي اخذت تسلب ألباب الاسرة العربية ونرى ابطال هذه المسلسلات يسرحون ويمرحون امام انظارنا على الشاشة الصغيرة ويشاهدها حتى الرجال لرؤية الممثلات التركيات الجميلات كما تشاهدها النساء وهن مبهورات بالرجال الاتراك الاكثر وسامةً مع ان تلك المسلسلات ذات مضامين ومواضيع خطيرة وتهدّ كيان الاسرة وتتمثل معظمها في الخيانة الزوجية والعلاقات غير المشروعة والطمع المالي مما يزعزع الكثير من قيمنا وأسسنا الاخلاقية من خلال دسّ المفاهيم الغريبة والشاذة احيانا وتفتيت كياننا الأسري
والغريب ان معظم القائمين على المحطات التلفزيونية التي بدأت تتكاثر كالطحالب أخذت تتزاحم على شراء تلك المسلسلات المدبلجة المستوردة المغلفة بسيلوفان جميل لكنها محشوّة بكل توجهٍ فكري ضار ولاتتناسب ابدا مع تقاليدنا وأخلاقيتنا .
ففي رمضان الفائت وهو الشهر الذي تروج فيه بضاعة الفن الدرامي على شاشات التلفزيون لاحظنا ان الناس بدأوا يحيدون عن الدراما العربية ويميلون الى متابعة الدراما التركية بعشقها الممنوع وحريم سلطانها العثماني ذي الطربوش الجذاب والجلباب الزاهي المزركش الالوان وينظرون بعيون باهرة الى "فاطمة " وفريحة وهما تتقافزان امام انظارنا بجمالهما الساحر وغنجهما
أكاد أجزم ان هناك من يعمل في الخفاء للتضييق على انتاج المسلسلات العربية وإحلال الفن الدرامي المستورد من الخارج بديلا عنها وإلاّ فما معنى ان تحاصَر صروح فنية ضخمة كمدينة الانتاج الاعلامي في مصر من قبل مجموعة من "الاسلاميين " بحيث ادّى ذلك الموقف الى احداث حالة من التخوّف من قبل المنتجين العرب والتردد في انجاز اعمالهم وقلقهم من صعوبة تسويق ونشر نتاجهم للفضائيات العربية وحالة العداء التي يمارسها بعض المتأسلمين ضد المنتجين والممثلين العرب الى حدّ وصل الامر الى طرح قضاياهم امام المحاكم ، وقد ذهلنا قبل ايام حين سمعنا ان الكثير من الفنانين والعاملين في حرفة الفن يهابون من الوصول الى مدينة الإنتاج خوفا على حياتهم كما حصل للمخرج السينمائي خالد يوسف الذي تعرّض لاعتداء كاد يودي بحياته وماتبعه هذا الحادث من تداعيات خطيرة طالت الفنانين والفنانات والإساءة لسمعتهن بحيث شعر غالبيتهم بان هناك حربا شعواء من قبل بعض المتطرفين ضد الفن عموما بدعاوى واهية وهي انهم لايريدون فنّا ساقطا وانتاجا بعيدا عن القيم والاعراف السائدة في بلادنا الاسلامية
اما في سوريا فقد تخوّف الغالبية من العاملين بحقل الدراما من تدنٍ وتدهور في كمية الانتاج ونوعه بسبب الظروف السياسية الساخنة وفقدان الامن والصراع الدامي بين المعارضة والسلطة التي تشهدها سوريا وتبعه اغتيال الممثل الشاب محمد رافع على يد المعارضة السورية بحجةٍ واهية ثم مقتل الممثل طارق سلامة مع ابنه بفعل قذيفة سقطت امامهما في مخيّم اليرموك و سُجِن آخرون لأسباب تتعلق بمواقفهم من الصراع الدائر والمكائد التي تحاك ضد هذا وذاك ناهيك عن هجرة عشرات الفنانين السوريين واضطرارهم للآقامة خارج بلادهم كما حصد الموت العديد من الوجوه الفنية اللامعة مؤخرا امثال طلحت حمدي ومحمد شيخ نجيب وصبحي الرفاعي و...و..
كل هذه الاسباب اضعفت الانتاج الدرامي العربي وفسحت المجال امام النتاجات الاجنبية كي تكتسح عقولنا وتفعل فعلها وبشكل مقصود في الحدّ من النشاط الفني العربي وفسح المجال امام الاعمال الفنية والمسلسلات الاجنبية لتلعب الدور المرسوم لها في الاطاحة بمفاهيمنا التربوية اولا ثم ابتزازنا ماليا لتحقيق ارباح كبيرة على حساب المواطن العربي مادامت فضائياتنا تلهف لشراء مثل تلك المسلسلات كمن يضرب عصفورين بحجرٍ واحد وايّ حجر يشجَّ رؤوسنا ويشتت قناعاتنا الفكرية ؛ فهل ستظلّ ابداعاتنا الفنية الدرامية تهاب مثل هؤلاء الذين يعتبرون الفنّ حراما وينصبون العداء لممثلينا وإزاحتهم خارج ساحة الفن لفسح المجال لبدائل من الدراما التي لاتعكس ابدا اسلوب حياتنا لانها شجرة غريبة نبتت في ارضٍ غير ارضنا ونرغم على اكل ثمارها الفاسدة



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسألُ سيدتي وهي لا تُجيبُ
- لو خَفّتْ أعباءُ الشاعر
- هكذا يواجهون التظاهرات
- التعايش بلا مذاق - الملح -
- قصيدةٌ بعنوان - شهقاتٌ ساخنةٌ من شراسة النار -
- مام - خوسيه - الرئيس الزاهد
- لا عوافي للطائفي
- ثلاثُ قصائد 1) أسمال بضمائر مستترة . 2) هزيمة بنكهة النصر . ...
- أتوَكأُ وأهشُّ أشعاري لأدخلَها بيت الحكمة
- مؤتمر الدفاع عن الأقليات الدينيّة
- فما ليَ إلاّ البيتُ منجىً وواحةٌ
- الإسلام السياسي ومعالجة مخلّفات الدكتاتورية
- مضْغةٌ من حنين
- القصيدةُ الثانية لابن زريق البغدادي
- هكذا يفضحون الفاسدين
- فصلٌ مُتهتِّك في - الهوى -
- يدي في الكتاب ورِجْلي في الرِّكاب
- تجارب صحفية جريئة خلاّقة
- لحْسُ الكوعِ...وأشياءٌ أخرى
- مصيدةُ الوطن وانفلاتُ المنفى ومابينهما


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - الدراما العربية إلى أين ؟؟