أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسن محاجنة - من هو اليهودي ؟















المزيد.....

من هو اليهودي ؟


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 3970 - 2013 / 1 / 12 - 15:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


מי הוא יהודי ? او بالعبرية
يدور حوار ساخن من على صفحات الحوار المتمدن وفي كواليسه ، من خلال التعقيبات ، حول اليهود واليهودية ،وانسجاما مع ذلك حول دولة اسرائيل ، وهل هي تحقيق لطموح الشعب اليهودي ،طموح حلم به على مدار الاف السنين ، ام سبب وجودها ،يعود الى رغبة الغرب الاستعماري ، في وضع شوكة في "حلق" الامة العربية ، ليبقى الوطن العربي تحت سطوة وسيطرة ، قوى الرأسمال "العابر للقارات " ؟؟
ويحتدم النقاش والحوار ،ليتخذ منحى تسطيحيا ، هجوميا وفي بعض الاحيان شتائميا ، بين "أركان" الصراع وطرفيه الفاعلين .ويصبح من الواجب، الدفاع عن السياسة الاسرائيلية الراهنة ، بحجة الدفاع عن حق اسرائيل في الوجود ، او على الطرف الأخر ،الغاء صفة الشرعية عنها ، بحجة انها اداة في يد الامبريالية !!!!مما يضع المدافعين عن السياسة الاسرائيلية في صف واحد مع غلاة المستوطنين واليمين الاسرائيلي المتطرف ، ويضع المهاجمين في صف "اللا سامية"!!!
وتعود جذور هذا الخلاف ،الى "الفرضية" القائلة ،بأن الصهيونية هي حركة تحرر قومي ،قادت الشعب اليهودي في مسيرة استعادة وطنه وبناء دولته المستقلة على تراب هذا الوطن ولو بعد الاف السنين ، بينما المعارضون يدعون ، أنه لا وجود لشعب يهودي ، وأنما هناك ديانة يهودية ، والانتماء الديني ،ليس انتماء وطنيا ، فالدين غير مربوط بأوطان!!!!وخاصة لأن هذه البلاد لم تكن فارغة ، وتم تشريد اهاليها ، الأمر الذي لا ينكره اليمين الاسرائيلي ،حينما يرفض اخلاء المستوطنات في الضفة ، او يرفض عودة اللاجئين ، فأنه يستعمل التساؤل : لماذا لا تتم اعادة الفلسطينيين الى" الشيخ مونس "،التي هي اليوم رمات ابيب ، او الى" ملبس" التي هي اليوم بيتح تكفا ؟؟؟؟؟؟؟ يريدون القول ،بأن خلق الوقائع على الارض هو الاهم ،وارض اسرائيل هي لشعب اسرائيل .
اذن ،يبقى السؤال مطروحا ، هل اليهودية قومية أم دين؟؟؟؟؟؟
وللأجابة على هذا السؤال ، والذي ما زال يشغل بال المؤسسة الرسمية الأسرائيلية ،بشقيها الديني والسياسي ، ولكي نجيب على هذا السؤال ، سنستعين بالتعريف الرسمي السائد في اسرائيل والذي يقرر :"اليهودي هو من أمه يهودية" ، فمن ولد لأم يهودية ،هو يهودي بشكل اوتوماتيكي ، يحق له الحصول على كل الأمتيازات التي يحصل عليها اليهودي ، اينما وجد ، وأهمها حقه في العودة الى اسرائيل وحصوله على المواطنة بشكل مباشر ، اضافة الى المعونة المالية والتي يطلق عليها اسم "سلة الاستيعاب " ، والسكن في مراكز الاستيعاب ، اضافة الى تعليمه اللغة العبرية ،في صف خاص ،وهو ما يطلق عليه ،على هذا الصف ،اسم "اولبان" .
طيب هنيئا لكل اولئك الذين ولدتهم امهات يهوديات ، لكن ماذا بشأن الذين ولدوا لأباء يهود وامهات غير يهوديات ؟؟؟او كانوا احفادا، لاجداد يهود لكن الاختلاط والتزاوج خارج اليهودية ، حولهم الى غير يهود؟؟؟
ليس هذا سؤالا افتراضيا ، فالتقديرات تقول ،أنه يعيش داخل اسرائيل اكثر من نصف مليون انسان "بلا دين " في بطاقة الهوية !!!!!وقد يقول قائل ،طيب عال "نيالهم" ،فليس عليهم أن يلتزموا بالطقوس الدينية المرهقة!!
لكن الامر غير ذلك ، فمن "لا دين له " رسميا وعلى الورق، يفقد أدنى حقوق المواطنة ، فقوانين الاحوال الشخصية ،هي من صلاحيات المحاكم الدينية (اليهودية ، الاسلامية ، المسيحية والدرزية )، فالزواج ،الطلاق ،التبني وتسجيل الاولاد على اسماء ابائهم ،هي تحصيل حاصل وثيقة الزواج الصادرة عن المحكمة الدينية . ولكي تحصل على هذه الخدمات يجب أن تكون "ذا دين " على الورق ، ويتبع ذلك الحصول على المخصصات وقروض الاسكان وخدمات اجتماعية كثيرة اخرى.
طبعا تتدخل محكمة العدل العليا في قضايا فردية ، لكن الحل هو في سن قانون ،يحدد حقوق الانسان ، دون اعتبار لدينه ! وهذا الحل ليس بسيطا ، فالاحزاب الدينية ، تقف بالمرصاد ، لمن يفكر بالمساس " بأحتكارها" للدين والخدمات الدينية !!ومؤسسة الربانوت الرئيسية ، اي المؤسسة الدينية اليهودية الرئيسية، لها صلاحيات كبيرة جدا ، وتحديدا في الفرع الذي يدر ارباحا طائلة ، وهو فرع الغذاء الذي يحتاج الى شهادة "كشير" اي حلال ، من هذه المؤسسة ومثيلاتها عند اليهود المتزمتين !!
ولنعد الى السؤال الأولي ، فهذا استطراد لا بد منه ،هل تستطيع ان تكون او تصبح يهوديا دون أن تكون صاحب دين يهودي ؟ الاجابة قطعا لا ، فلنفترض انني تقدمت بطلب الى وزارة الداخلية ، لتغيير قوميتي من عربي الى يهودي ، فأنني لا استطيع ، وانما يجب أن امر بعملية " التهويد " واسمها بالعبرية " جيور"، والتي تقع ضمن صلاحية الهيئة الدينية ، ويجب أن يقتنع الراب الذي يهودني ، بأنني فهمت اركان الدين اليهودي ، وأنني امارس حياتي وفق التعاليم الدينية ، وبعدها أتقدم لأمتحان ،حول معلوماتي الدينية ، وكل هذا وفق القانون المعمول به في اسرائيل !!!
ومع ذلك ففي الديانة اليهودية تيارات متعددة كما في سائر الديانات ، واهمها التياران الدينيان "الامريكيان" تيار الاصلاحيين وتيار المحافظين والي يبلغ عدد المنتمين لهما الى الملايين بل يفوق عددهم عدد سكان اسرائيل ولا يرغبون في الهجرة اليها ، والذي لا تعترف بهما المؤسسة الدينية الارثوذكسية ،الرسمية في اسرائيل ، المدعومة او بالاحرى الشريكة في الحكم ، عبر الاحزاب الدينية .
اذن ما هو الجواب ؟ هل اليهودية دين ام قومية ؟
دولة اسرائيل ومنظومة القوانين لم تعط جوابا على ذلك ، لكن حلم المؤسسسين ،كدافيد بن غوريون مثلا ، كان حلمهم ان تتحول اسرائيل الى بوتقة صهر ، تصهر اليهود الذين قدموا من اماكن وثقافات متعددة ،الى كائن جديد ، اليهودي الجديد ، يختلف جذريا عن يهودي الشتات ، عن يهودي الغيتو ، لكم يجمع الكثير على أن بوتقة الصهر فشلت في اداء مهمتها ، وبقي الجيش هو المكان الذي يصهر الشباب غير المعفيين من الخدمة العسكرية ، ولا اقصد العرب هنا في هذا السياق.
ففي المحصلة ، فقط المولود في اسرائيل لأم يهودية ، له امتياز أن يقرر ،ان اليهودية بالنسبة له قومية وليست دينا ، او أن يقرر أن اليهودية هي دين وليست قومية ، فالعلمانيون اليهود ،لا يعرفون انفسهم من منطلقات دينية ، رغم انهم محكومون بقوانين دينية في قضايا الأحوال الشخصية ،واحقاقا للحق فأن غالبية المولودين في اسرائيل لعائلات غير متدينة يرون يهوديتهم من منظور قومي اكثر منه من منظور ديني ، واليهود المتدينون والمتزمتون يرون أن اليهودية هي دين ، ويريدون بناء دولة الشريعة اذا ما تمكنوا من ذلك !!!
وبعد كل هذا ؟ هل القضية او الصراع الاسرائيلي -الفلسطيني ، سيجد الحل المنشود ، اذا تم حسم هذا الجدل ؟ في رأيي الاجابة هي بلا ، واعتقد أن الانشغال بهذه القضايا ، يقود الى التعتيم على القضية الاساس ، وهي قيام الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من حزيران ، وليس الشعار الضبابي القائل "دولتان لشعبين " الذي يرفعه ليبرمان ونتانياهو ،للتسويق المحلي والخارجي ، يجب أن يكون الطرح واضحا ، لكي يكون امل في مصالحة تاريخية مستقبلا .
فبعد مرور اكثر من ستة عقود ،ان الاوان لتطبيق قرارات الشرعية الدولية ،واقامة الدولة الفلسطينية ، دون الدخول في متاهات القومية او الدين .
وملاحظات اخيرة ، فدولة يهودية ، تعني دولة من يدين بالديانة اليهودية ، وليست دولة القومية اليهودية ، وذلك لأن قانون العودة الاسرائيلي ،يحدد ذلك ، وليس لرغبتي أنا !!ومع ذلك ففي الديموقراطية فسحة ولو كانت ضيقة على امثالنا ! رغم أن التعريف دولة يهودية وديموقراطية ،يحمل في طياته الهاجس الديموغرافي ، والتخوف من ازدياد عدد غير اليهود على عدد اليهود في البلاد .
ولو كان تعريف اليهودي هو من يشعر أنه يهودي ،لقامت الدولة بعملية تهويد سريعة للنصف مليون من مجموعة "بلا دين " ،او مثلهم من مهاجري العمل ،للتغلب على هاجس الديموغرافيا ،لكن هؤلاء اليهود الذين ولدوا لامهات غير يهوديات ويخدمون في الجيش، رغم الدماء اليهودية ،فهم ليسوا بيهود !!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الاديان ...والحوار
- الكاميرا الخفية وصناعة الوهم
- العرب...خارج الاسوار
- التموضع في المركز
- انتخابات محسومة سلفا -نظرة على الاحزاب الاسرائيلية
- صراع الهويات
- وحدة وصراع الهويات
- أمي .. وأنا
- اليسار الاسرائيلي 2
- اليسار الاسرائيلي
- خارج التداول
- مهاجرون من العربية الى العبرية - سيد قشوع
- الحسين بن علي واطفال غزة
- سوناتا الوجد
- صواريخ
- كنت في تل ابيب وركضت مع الراكضين
- مقاطعة الانتخابات ليست كمقاطعة المنتوجات
- اللعب في ملعب الخصم
- السرنامة وثقافة السجون
- PANIC DISORDER


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسن محاجنة - من هو اليهودي ؟