أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم يوسف - كُرْدُ سوريا وأزمة الهوية














المزيد.....

كُرْدُ سوريا وأزمة الهوية


كرم يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الصعب أن تجد هوية واضحة بين كلّ السوريين، فهناك الدم الذي يسيل يومياً منذ واحد وعشرين شهراً، وهو يحكم هوية السوريين اللحظية لغاية إسقاط النظام، في الانتماء لسوريا كوطن، كهوية أولى، أو سوريا كبلد عربي كهوية ثانية، أو هوية الإمارة الإسلامية لسوريا، وهو ما تسعى إليه بعضُ القوى التي تقاتل على الأرض.

بتخصيص الحديث عن كُرد سوريا، نجد أنّ لأزمة الهوية بالنسبة لكرد سوريا أكثر من عامل، أوّل تلك العوامل؛ الانتماء لماضي الوطن الذي اقتطعته اتفاقية سايكس بيكو، وثانيها مواقف المعارضة السورية التي لم تكن مسوّغة في كلِّ محفل ، بل إنّ القسم الأعظم من الكرد كان يعدّ هذه التصريحات بمثابة طلبات من دول إقليمية، لتهميش قضيتهم كموقف الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون الذي أوضح فيما بعد أن كلماته تلك تحمل معنىً آخر يفهمه هو وحده بشكل صحيح ، وكذلك موقف المرشد السابق للإخوان المسلمين محمد علي البيانوني، حيث أنكر غليون والبيانوني عبرهما أصالة الوجود الكردي في سوريا، وقللا نسبتهم السكانية بأقل من إحصائيات نظام الأسد نفسه، وهو الأمر الذي جعل الكرد في سوريا على خوف من الانتماء للهوية السورية كهوية أولى دون شروط بالإضافة إلى تصريحات شخصيات معارضة كثيرة ومنها أيضاً ردّ الشيخ معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على رسالة رئيس المجلس الوطني الكردي في سوريا فيصل يوسف، وذلك حول طلب تغيير اسم الجمهورية العربية إلى الجمهورية السورية، إلى جانب المطالب الكردية الأكثر إلحاحاً، كالاعتراف بهم كثاني قومية في البلاد، مع الإقرار بخصوصيتهم، والتي أبلغ فيها الخطيب، فيصل يوسف عدم مقدرتهم على تلبيتها إلا بعد استفتاء دستوريّ وبرلمانيّ حرّ، متناسياً أنّ الدستور الذي يتكلم عنه الخطيب، ويحكم به الأسد الذي لا يعتبر كرد سوريا أصلاء في وطنهم، قد وضعه حزب البعث والذي يضم فيما يضمّ المادة 49 التي تحكم بالإعدام على جماعة الإخوان المسلمين، وهنا لا بد للكردي السوري أن يسأل: مسألة الاعتراف الدستوري به من قبل المعارضة لم تقرّ منذ بداية الثورة في سوريا، فكيف ستحقق لهم المعارضة أي مطلب آخر.

ولذلك يحلم كرد سوريا بكيان سياسي خاص بهم، وهذا سرّ الهوية الثانية لكرد سوريا التي تتلخص في الانتماء إلى كيان كردي سوري، دون معالم واضحة، سواء أكانت طبيعة هذا الكيان ضمن إدارة ذاتية، أم لامركزية سياسية، أم فيدرالية كما يرفع الشارع الكردي في سوريا مؤخّراً في مظاهراته.

هذا البعد وهذه الهوية بالنسبة لكرد سوريا جاءا ردّاً على تصريحات شخصيات سورية كبيرة في المعارضة تنفيهم من الخارطة، وتحولهم تارة لجاليات، وتارة أخرى لأقلية ضمن مناطقهم، فبدا كورد سوريا ضائعين بين أكثر من هوية، أوّلها الانتماء السوري الذي يتخوّفون منه، بسبب طابع المعارضة الذي يصرّ على الاقتداء بموروث "حزب البعث" ومن ضمنه الإصرار على صفة "العربية" على اسم "الجمهورية السورية"، وهو مالم يكن كذلك قبل مجيء البعث إلى السلطة، وما لا تتنازل عنه المعارضة السورية، وهو ما حدث خلال مؤتمر الإنقاذ في اسطنبول، إذ استبدلت اليافطة التي دوّن عليها اسم الجمهورية السورية باسم الجمهورية العربية السورية بعد ساعتين من الاجتماع.

الهوية الثالثة لكُرد سوريا، هي الهوية الكردستانية التي لا تبرح ذاكرتهم، كما أي كردي في أي أرض كردية خارج سوريا، و التي تقارن حيناً "بإسرائيل وكيان عدواني" يزعم الكرد إقامته على أرض احتضنتهم، ويقارن حيناً آخر بفلسطين التي تكللت أخيراً بصفة عضو مراقب في الأمم المتحدة، على اعتبارهم يمتلكون مقومات دولة على أرض تاريخية خذلتهم فيها كل الدول، وقسّمت أرضهم التاريخية بين أربع دول، لئلا يجتمعوا يوماً تحت اسم كردستان كدولة، وبعد كل تصريح، ينكمش كرد سوريا أكثر على بعدهم القومي، ممّا لاشك فيه أن إصرار المعارضة السورية على عدم احتواء كرد سوريا، سيزيد من انتمائهم لخصوصيتهم الكردية ككيان سياسي مستقلّ، ومن هويتهم الكردستانية.



#كرم_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقاعات السيد الرئيس بشار الأسد
- لا للمساعدات الإنسانية في سوريا
- خطوط حمراء بلون أخضر
- في الانشقاق المتأخر
- أصوات المدافع في رمضان سوريا هذه السنة ليست للإفطار
- قراءة الإنسان لونياً
- ممنوعون من الصرف في الرياضة السورية
- ننتظر
- هكذا أحيا ..هكذا يموت الرصاص.....!.
- تركيا : الشعب ،و العسكر، وأتاتورك، والخارطة وأمية الضمير
- حين يغني محمد شيخو في أعالي قاسيون
- خشية أنّ تستيقظ صحيفة الوطن ذات يوم على حلم دومريّ
- كرد سوريون -ضاع - مستقبلهم الدراسي بسبب- سلخ -جنسيتهم السوري ...
- الأنفال سورة حزن الكردي الكبرى
- الرياضة كأمثل حوار للحضارات
- العراقيّ يحمل كفنه أينما ذهب!
- هل يحتاج السوري إلى وصاية أكبر ....؟


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم يوسف - كُرْدُ سوريا وأزمة الهوية