أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - نعيم عبد مهلهل - التأريخ السومري بين غبار الألواح وغبار اليورانيوم















المزيد.....


التأريخ السومري بين غبار الألواح وغبار اليورانيوم


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1145 - 2005 / 3 / 23 - 12:48
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


يعبر التأريخ أسيجة الزمن بخطوات صانعيه ويؤرشف اللحظات بمزاجية قلم المدون فيما يصبح اللوح والورقة جسدا لهذا التوثيق لدقائق ما يحدث فوق الخليقة منذ لحظة النزول وحتى هذه الساعة .والتأريخ كما يراه ديوارانت صاحب المرآة التي كنا نشاهد فيها ما حدث ونعكسه بتصورنا عما سيحدث . فيما يقول عنه العلامة : أنه روح الزمن وحقيقتة ما كان يحدث فيما مضى صدقا كان أم تخيلا أم افتراضا وفي كل الحالات علينا أن ننظر للمدونة ومادتها بجدية واحترام .
والتأريخ السومري الذي يتحدث برؤى اللوح عن السيرة الذاتية للحضارة التي امتدت لعصور عديدة على الأديم الرسوبي لبلاد وادي الرافدين وتجاوزتها إلى أعالي الفرات والمناطق الشمالية من البلاد الرافدينية متجاوزة حدود أراتجا التي هي كركوك اليوم فيما دفعت حلمها الجنوبي إلى سواحل الخليج العربي لتضع جنتها المفترضة المسماة< دلمون > عند ساحل ما يعرف اليوم بمملكة البحرين .وعلى خط ضوء هذه السيرة الذاتية للسلالات والمدن وتواريخ الملوك والآلهة عاشت سومر مجدا ليلكيا يخبئ في زوايا أجفانه الحالمة عصورا من البحث عن المفقود < السرمدية ، لقاء الآلهة ، صناعة مسلات التمجيد ، تأثيث الحانات ، صانعة سفن النجاة ، تدوين مزامير الصبر الأيوبي ، صناعة روح الخيمياء ومعادن الرياضيات ، الابتهاج بنصر الحروب ومراثي خسارتها ، تأسيس المعابد والنجوم والزقورات > رؤى لا تنتهي إلا مع حدود المخيلة القصوى لنحصل في الآخر على زمن يعتلي الرقي مثلما كان ننار أله مدينة أور السومرية يعتلي قمة زقورتها ليسمع أناشيد الحمد والثناء لأبونشتم الذاهب لتعميد ملك أوروك السومري جلجامش لبدأ رحلته الأسطورية الشهيرة في البحث عن عشية الخلود وليبدأ نشيد الإنشاد :
< هو الذي رأى كل شئ
فغني باسمه يا بلادي> .
كانت سومر تمثل روح الوعي وقدرة الإنسان على التكيف مع قدر السماء والطبيعة لهذا كان التفكير منصبا على صناعة الجديد وكانت حدود وعي الذاكرة السومرية لا تنتهي عند طقس للعبادة أو الانحناء لأمير سلالة أو كاهن معبد .لقد كان المتغير كما نراه ونحسه في التراث السومري يقود إلى كشف روحي ووجداني لهذا ظلت المعاصرة تعيش مع الذات المفكرة لذلك الإنسان حتى هذه اللحظة وملحمة جلجامش دليل على هذا ، إنها مثل الرؤى الهاملتية تصلح لمشاعر كل عصر .
لهذا ظلت هذه الحضارة تعيش بمخيلة تضاريسها ومدنها الممتدة على خارطة الطين وقد صنعت مدنها من طوب أحمر وغرين فراتي وقير أوري ، مدن صنعتها أحلم أهل أور ولارسا وأريدو ولكش وأوما وتلو وأكد ونفر وباقي المدن المتشحة بضوء التنبؤات والأحلام الملوكية التي صنعها شولكي الموسيقار الحالم بروح القيثارة والذي لازالت أسس قصره تصدح بأنغام التلاوات والأغاني السومرية المؤلفة من مقاطع محسوبة بوزن مدهش وإيقاعات أسست لما هو كل حديث في موسيقى اليوم ، وهناك الأمير أور نمو أمير البناء والأعمار باني أول معابد التأريخ الشاهقة زقورة أور ومعه رهط لاينتهي من الأمراء والملوك والشعراء وكهنة النبؤة < جلجامش وأوركاجينا وكوديا ولكال زاكيزي > أولئك صنعوا لسومر مجدها وحقيقتها الأبدية في ظل عالم احتفى بطروحات الأيمان الأول ليرتبط هذا التأريخ بكل عنفوان تراثه الأدبي والعسكري برؤى الأيمان الأول حيث الطوفان وخليقته الأولى وما أرتبط بالرحلة الإيمانية لنبي الله نوح ع وما تلي في التوراة من بعث لأبي الملة البشرية أبراهيم الخليل حيث بعث من أور الكلدان .
مكاشفات ومتقابلات شتى رسمت للبدء طقوس أافتراضات خلق حضاري لزمن يحتكم أليه الأثاريون وعلماء الأنساب والجليوجيا والميثولوجيا ليعرفوا ثقافة التأريخ ومساراته معتمدين على شهادة صاموئيل كريمر في كتابه الشهير < ألواح سومر > والقائلة بحق أور السومرية ومجدها : من هنا بدأ التأريخ .
هذه قراءة عابرة وموثقة بالتخيل واكتساب مهارة الدرس من تلك الأزمنة التي تعاني من ألم الحاضر وما تتعرض له تلك الأشراقات التي يقدر لها أن تكون ما دامت الحياة مصدر ألهام للكثير من رؤى التخيل وصناعة النص الثقافي والعلمي والإنساني ولكنها اليوم مصدرا للعبث والسرقات والتعرض لأثار الحروب ومسبباتها حتى أختلط غبار اليورانيوم بغبار الألواح وبتنا نسمع أنين وصراخ الآلهة جراء تلك القسوة التي تصنعها سرفات الدبابات ومعاول العابثين وأصابع السراق الخشنة .
أن سومر التي قدر لها أن تصنع خطوة التأريخ الأولى ستبقى محتفية بهيبة ما ملكت من تراث ومجد . وستبقى تحتفي بالمجد والمسلات والرقم المجيدة التي تؤرخ للعقل البشري في أول همسات الذاكرة النقية وهي تبحث عن الجديد والمقدس والمبدع .
اومهما كثر غبار اليورانيوم في سماء مدن السلالات تبقى سومر مدار وحي وإيحاء لكل الأجيال ..

.... أور السومرية في 19 مارس 2005




























التأريخ السومري بين غبار الألواح وغبار اليورانيوم

نعيم عبد مهلهل



يعبر التأريخ أسيجة الزمن بخطوات صانعيه ويؤرشف اللحظات بمزاجية قلم المدون فيما يصبح اللوح والورقة جسدا لهذا التوثيق لدقائق ما يحدث فوق الخليقة منذ لحظة النزول وحتى هذه الساعة .والتأريخ كما يراه ديوارانت صاحب < قصة الحضارة > المرآة التي كنا نشاهد فيها ما حدث ونعكسه بتصورنا عما سيحدث . فيما يقول عنه العلامة < صومائيل كريمر >: أنه روح الزمن وحقيقتة ما كان يحدث فيما مضى صدقا كان أم تخيلا أم افتراضا وفي كل الحالات علينا أن ننظر للمدونة ومادتها بجدية واحترام .
والتأريخ السومري الذي يتحدث برؤى اللوح عن السيرة الذاتية للحضارة التي امتدت لعصور عديدة على الأديم الرسوبي لبلاد وادي الرافدين وتجاوزتها إلى أعالي الفرات والمناطق الشمالية من البلاد الرافدينية متجاوزة حدود أراتجا التي هي كركوك اليوم فيما دفعت حلمها الجنوبي إلى سواحل الخليج العربي لتضع جنتها المفترضة المسماة< دلمون > عند ساحل ما يعرف اليوم بمملكة البحرين .وعلى خط ضوء هذه السيرة الذاتية للسلالات والمدن وتواريخ الملوك والآلهة عاشت سومر مجدا ليلكيا يخبئ في زوايا أجفانه الحالمة عصورا من البحث عن المفقود < السرمدية ، لقاء الآلهة ، صناعة مسلات التمجيد ، تأثيث الحانات ، صانعة سفن النجاة ، تدوين مزامير الصبر الأيوبي ، صناعة روح الخيمياء ومعادن الرياضيات ، الابتهاج بنصر الحروب ومراثي خسارتها ، تأسيس المعابد والنجوم والزقورات > رؤى لا تنتهي إلا مع حدود المخيلة القصوى لنحصل في الآخر على زمن يعتلي الرقي مثلما كان ننار أله مدينة أور السومرية يعتلي قمة زقورتها ليسمع أناشيد الحمد والثناء لأبونشتم الذاهب لتعميد ملك أوروك السومري جلجامش لبدأ رحلته الأسطورية الشهيرة في البحث عن عشية الخلود وليبدأ نشيد الإنشاد :
< هو الذي رأى كل شئ
فغني باسمه يا بلادي> .
كانت سومر تمثل روح الوعي وقدرة الإنسان على التكيف مع قدر السماء والطبيعة لهذا كان التفكير منصبا على صناعة الجديد وكانت حدود وعي الذاكرة السومرية لا تنتهي عند طقس للعبادة أو الانحناء لأمير سلالة أو كاهن معبد .لقد كان المتغير كما نراه ونحسه في التراث السومري يقود إلى كشف روحي ووجداني لهذا ظلت المعاصرة تعيش مع الذات المفكرة لذلك الإنسان حتى هذه اللحظة وملحمة جلجامش دليل على هذا ، إنها مثل الرؤى الهاملتية تصلح لمشاعر كل عصر .
لهذا ظلت هذه الحضارة تعيش بمخيلة تضاريسها ومدنها الممتدة على خارطة الطين وقد صنعت مدنها من طوب أحمر وغرين فراتي وقير أوري ، مدن صنعتها أحلم أهل أور ولارسا وأريدو ولكش وأوما وتلو وأكد ونفر وباقي المدن المتشحة بضوء التنبؤات والأحلام الملوكية التي صنعها شولكي الموسيقار الحالم بروح القيثارة والذي لازالت أسس قصره تصدح بأنغام التلاوات والأغاني السومرية المؤلفة من مقاطع محسوبة بوزن مدهش وإيقاعات أسست لما هو كل حديث في موسيقى اليوم ، وهناك الأمير أور نمو أمير البناء والأعمار باني أول معابد التأريخ الشاهقة زقورة أور ومعه رهط لاينتهي من الأمراء والملوك والشعراء وكهنة النبؤة < جلجامش وأوركاجينا وكوديا ولكال زاكيزي > أولئك صنعوا لسومر مجدها وحقيقتها الأبدية في ظل عالم احتفى بطروحات الأيمان الأول ليرتبط هذا التأريخ بكل عنفوان تراثه الأدبي والعسكري برؤى الأيمان الأول حيث الطوفان وخليقته الأولى وما أرتبط بالرحلة الإيمانية لنبي الله نوح ع وما تلي في التوراة من بعث لأبي الملة البشرية أبراهيم الخليل حيث بعث من أور الكلدان .
مكاشفات ومتقابلات شتى رسمت للبدء طقوس أافتراضات خلق حضاري لزمن يحتكم أليه الأثاريون وعلماء الأنساب والجليوجيا والميثولوجيا ليعرفوا ثقافة التأريخ ومساراته معتمدين على شهادة صاموئيل كريمر في كتابه الشهير < ألواح سومر > والقائلة بحق أور السومرية ومجدها : من هنا بدأ التأريخ .
هذه قراءة عابرة وموثقة بالتخيل واكتساب مهارة الدرس من تلك الأزمنة التي تعاني من ألم الحاضر وما تتعرض له تلك الأشراقات التي يقدر لها أن تكون ما دامت الحياة مصدر ألهام للكثير من رؤى التخيل وصناعة النص الثقافي والعلمي والإنساني ولكنها اليوم مصدرا للعبث والسرقات والتعرض لأثار الحروب ومسبباتها حتى أختلط غبار اليورانيوم بغبار الألواح وبتنا نسمع أنين وصراخ الآلهة جراء تلك القسوة التي تصنعها سرفات الدبابات ومعاول العابثين وأصابع السراق الخشنة .
أن سومر التي قدر لها أن تصنع خطوة التأريخ الأولى ستبقى محتفية بهيبة ما ملكت من تراث ومجد . وستبقى تحتفي بالمجد والمسلات والرقم المجيدة التي تؤرخ للعقل البشري في أول همسات الذاكرة النقية وهي تبحث عن الجديد والمقدس والمبدع .
ومهما كثر غبار اليورانيوم في سماء مدن السلالات تبقى سومر مدار وحي وإيحاء لكل الأجيال ..

أور السومرية في 19 مارس 2005






































































التأريخ السومري بين غبار الألواح وغبار اليورانيوم

نعيم عبد مهلهل



يعبر التأريخ أسيجة الزمن بخطوات صانعيه ويؤرشف اللحظات بمزاجية قلم المدون فيما يصبح اللوح والورقة جسدا لهذا التوثيق لدقائق ما يحدث فوق الخليقة منذ لحظة النزول وحتى هذه الساعة .والتأريخ كما يراه ديوارانت صاحب < قصة الحضارة > المرآة التي كنا نشاهد فيها ما حدث ونعكسه بتصورنا عما سيحدث . فيما يقول عنه العلامة < صومائيل كريمر >: أنه روح الزمن وحقيقتة ما كان يحدث فيما مضى صدقا كان أم تخيلا أم افتراضا وفي كل الحالات علينا أن ننظر للمدونة ومادتها بجدية واحترام .
والتأريخ السومري الذي يتحدث برؤى اللوح عن السيرة الذاتية للحضارة التي امتدت لعصور عديدة على الأديم الرسوبي لبلاد وادي الرافدين وتجاوزتها إلى أعالي الفرات والمناطق الشمالية من البلاد الرافدينية متجاوزة حدود أراتجا التي هي كركوك اليوم فيما دفعت حلمها الجنوبي إلى سواحل الخليج العربي لتضع جنتها المفترضة المسماة< دلمون > عند ساحل ما يعرف اليوم بمملكة البحرين .وعلى خط ضوء هذه السيرة الذاتية للسلالات والمدن وتواريخ الملوك والآلهة عاشت سومر مجدا ليلكيا يخبئ في زوايا أجفانه الحالمة عصورا من البحث عن المفقود < السرمدية ، لقاء الآلهة ، صناعة مسلات التمجيد ، تأثيث الحانات ، صانعة سفن النجاة ، تدوين مزامير الصبر الأيوبي ، صناعة روح الخيمياء ومعادن الرياضيات ، الابتهاج بنصر الحروب ومراثي خسارتها ، تأسيس المعابد والنجوم والزقورات > رؤى لا تنتهي إلا مع حدود المخيلة القصوى لنحصل في الآخر على زمن يعتلي الرقي مثلما كان ننار أله مدينة أور السومرية يعتلي قمة زقورتها ليسمع أناشيد الحمد والثناء لأبونشتم الذاهب لتعميد ملك أوروك السومري جلجامش لبدأ رحلته الأسطورية الشهيرة في البحث عن عشية الخلود وليبدأ نشيد الإنشاد :
< هو الذي رأى كل شئ
فغني باسمه يا بلادي> .
كانت سومر تمثل روح الوعي وقدرة الإنسان على التكيف مع قدر السماء والطبيعة لهذا كان التفكير منصبا على صناعة الجديد وكانت حدود وعي الذاكرة السومرية لا تنتهي عند طقس للعبادة أو الانحناء لأمير سلالة أو كاهن معبد .لقد كان المتغير كما نراه ونحسه في التراث السومري يقود إلى كشف روحي ووجداني لهذا ظلت المعاصرة تعيش مع الذات المفكرة لذلك الإنسان حتى هذه اللحظة وملحمة جلجامش دليل على هذا ، إنها مثل الرؤى الهاملتية تصلح لمشاعر كل عصر .
لهذا ظلت هذه الحضارة تعيش بمخيلة تضاريسها ومدنها الممتدة على خارطة الطين وقد صنعت مدنها من طوب أحمر وغرين فراتي وقير أوري ، مدن صنعتها أحلم أهل أور ولارسا وأريدو ولكش وأوما وتلو وأكد ونفر وباقي المدن المتشحة بضوء التنبؤات والأحلام الملوكية التي صنعها شولكي الموسيقار الحالم بروح القيثارة والذي لازالت أسس قصره تصدح بأنغام التلاوات والأغاني السومرية المؤلفة من مقاطع محسوبة بوزن مدهش وإيقاعات أسست لما هو كل حديث في موسيقى اليوم ، وهناك الأمير أور نمو أمير البناء والأعمار باني أول معابد التأريخ الشاهقة زقورة أور ومعه رهط لاينتهي من الأمراء والملوك والشعراء وكهنة النبؤة < جلجامش وأوركاجينا وكوديا ولكال زاكيزي > أولئك صنعوا لسومر مجدها وحقيقتها الأبدية في ظل عالم احتفى بطروحات الأيمان الأول ليرتبط هذا التأريخ بكل عنفوان تراثه الأدبي والعسكري برؤى الأيمان الأول حيث الطوفان وخليقته الأولى وما أرتبط بالرحلة الإيمانية لنبي الله نوح ع وما تلي في التوراة من بعث لأبي الملة البشرية أبراهيم الخليل حيث بعث من أور الكلدان .
مكاشفات ومتقابلات شتى رسمت للبدء طقوس أافتراضات خلق حضاري لزمن يحتكم أليه الأثاريون وعلماء الأنساب والجليوجيا والميثولوجيا ليعرفوا ثقافة التأريخ ومساراته معتمدين على شهادة صاموئيل كريمر في كتابه الشهير < ألواح سومر > والقائلة بحق أور السومرية ومجدها : من هنا بدأ التأريخ .
هذه قراءة عابرة وموثقة بالتخيل واكتساب مهارة الدرس من تلك الأزمنة التي تعاني من ألم الحاضر وما تتعرض له تلك الأشراقات التي يقدر لها أن تكون ما دامت الحياة مصدر ألهام للكثير من رؤى التخيل وصناعة النص الثقافي والعلمي والإنساني ولكنها اليوم مصدرا للعبث والسرقات والتعرض لأثار الحروب ومسبباتها حتى أختلط غبار اليورانيوم بغبار الألواح وبتنا نسمع أنين وصراخ الآلهة جراء تلك القسوة التي تصنعها سرفات الدبابات ومعاول العابثين وأصابع السراق الخشنة .
أن سومر التي قدر لها أن تصنع خطوة التأريخ الأولى ستبقى محتفية بهيبة ما ملكت من تراث ومجد . وستبقى تحتفي بالمجد والمسلات والرقم المجيدة التي تؤرخ للعقل البشري في أول همسات الذاكرة النقية وهي تبحث عن الجديد والمقدس والمبدع .
ومهما كثر غبار اليورانيوم في سماء مدن السلالات تبقى سومر مدار وحي وإيحاء لكل الأجيال ..

أور السومرية في 19 مارس 2005























































التأريخ السومري بين غبار الألواح وغبار اليورانيوم

نعيم عبد مهلهل



يعبر التأريخ أسيجة الزمن بخطوات صانعيه ويؤرشف اللحظات بمزاجية قلم المدون فيما يصبح اللوح والورقة جسدا لهذا التوثيق لدقائق ما يحدث فوق الخليقة منذ لحظة النزول وحتى هذه الساعة .والتأريخ كما يراه ديوارانت صاحب < قصة الحضارة > المرآة التي كنا نشاهد فيها ما حدث ونعكسه بتصورنا عما سيحدث . فيما يقول عنه العلامة < صومائيل كريمر >: أنه روح الزمن وحقيقتة ما كان يحدث فيما مضى صدقا كان أم تخيلا أم افتراضا وفي كل الحالات علينا أن ننظر للمدونة ومادتها بجدية واحترام .
والتأريخ السومري الذي يتحدث برؤى اللوح عن السيرة الذاتية للحضارة التي امتدت لعصور عديدة على الأديم الرسوبي لبلاد وادي الرافدين وتجاوزتها إلى أعالي الفرات والمناطق الشمالية من البلاد الرافدينية متجاوزة حدود أراتجا التي هي كركوك اليوم فيما دفعت حلمها الجنوبي إلى سواحل الخليج العربي لتضع جنتها المفترضة المسماة< دلمون > عند ساحل ما يعرف اليوم بمملكة البحرين .وعلى خط ضوء هذه السيرة الذاتية للسلالات والمدن وتواريخ الملوك والآلهة عاشت سومر مجدا ليلكيا يخبئ في زوايا أجفانه الحالمة عصورا من البحث عن المفقود < السرمدية ، لقاء الآلهة ، صناعة مسلات التمجيد ، تأثيث الحانات ، صانعة سفن النجاة ، تدوين مزامير الصبر الأيوبي ، صناعة روح الخيمياء ومعادن الرياضيات ، الابتهاج بنصر الحروب ومراثي خسارتها ، تأسيس المعابد والنجوم والزقورات > رؤى لا تنتهي إلا مع حدود المخيلة القصوى لنحصل في الآخر على زمن يعتلي الرقي مثلما كان ننار أله مدينة أور السومرية يعتلي قمة زقورتها ليسمع أناشيد الحمد والثناء لأبونشتم الذاهب لتعميد ملك أوروك السومري جلجامش لبدأ رحلته الأسطورية الشهيرة في البحث عن عشية الخلود وليبدأ نشيد الإنشاد :
< هو الذي رأى كل شئ
فغني باسمه يا بلادي> .
كانت سومر تمثل روح الوعي وقدرة الإنسان على التكيف مع قدر السماء والطبيعة لهذا كان التفكير منصبا على صناعة الجديد وكانت حدود وعي الذاكرة السومرية لا تنتهي عند طقس للعبادة أو الانحناء لأمير سلالة أو كاهن معبد .لقد كان المتغير كما نراه ونحسه في التراث السومري يقود إلى كشف روحي ووجداني لهذا ظلت المعاصرة تعيش مع الذات المفكرة لذلك الإنسان حتى هذه اللحظة وملحمة جلجامش دليل على هذا ، إنها مثل الرؤى الهاملتية تصلح لمشاعر كل عصر .
لهذا ظلت هذه الحضارة تعيش بمخيلة تضاريسها ومدنها الممتدة على خارطة الطين وقد صنعت مدنها من طوب أحمر وغرين فراتي وقير أوري ، مدن صنعتها أحلم أهل أور ولارسا وأريدو ولكش وأوما وتلو وأكد ونفر وباقي المدن المتشحة بضوء التنبؤات والأحلام الملوكية التي صنعها شولكي الموسيقار الحالم بروح القيثارة والذي لازالت أسس قصره تصدح بأنغام التلاوات والأغاني السومرية المؤلفة من مقاطع محسوبة بوزن مدهش وإيقاعات أسست لما هو كل حديث في موسيقى اليوم ، وهناك الأمير أور نمو أمير البناء والأعمار باني أول معابد التأريخ الشاهقة زقورة أور ومعه رهط لاينتهي من الأمراء والملوك والشعراء وكهنة النبؤة < جلجامش وأوركاجينا وكوديا ولكال زاكيزي > أولئك صنعوا لسومر مجدها وحقيقتها الأبدية في ظل عالم احتفى بطروحات الأيمان الأول ليرتبط هذا التأريخ بكل عنفوان تراثه الأدبي والعسكري برؤى الأيمان الأول حيث الطوفان وخليقته الأولى وما أرتبط بالرحلة الإيمانية لنبي الله نوح ع وما تلي في التوراة من بعث لأبي الملة البشرية أبراهيم الخليل حيث بعث من أور الكلدان .
مكاشفات ومتقابلات شتى رسمت للبدء طقوس أافتراضات خلق حضاري لزمن يحتكم أليه الأثاريون وعلماء الأنساب والجليوجيا والميثولوجيا ليعرفوا ثقافة التأريخ ومساراته معتمدين على شهادة صاموئيل كريمر في كتابه الشهير < ألواح سومر > والقائلة بحق أور السومرية ومجدها : من هنا بدأ التأريخ .
هذه قراءة عابرة وموثقة بالتخيل واكتساب مهارة الدرس من تلك الأزمنة التي تعاني من ألم الحاضر وما تتعرض له تلك الأشراقات التي يقدر لها أن تكون ما دامت الحياة مصدر ألهام للكثير من رؤى التخيل وصناعة النص الثقافي والعلمي والإنساني ولكنها اليوم مصدرا للعبث والسرقات والتعرض لأثار الحروب ومسبباتها حتى أختلط غبار اليورانيوم بغبار الألواح وبتنا نسمع أنين وصراخ الآلهة جراء تلك القسوة التي تصنعها سرفات الدبابات ومعاول العابثين وأصابع السراق الخشنة .
أن سومر التي قدر لها أن تصنع خطوة التأريخ الأولى ستبقى محتفية بهيبة ما ملكت من تراث ومجد . وستبقى تحتفي بالمجد والمسلات والرقم المجيدة التي تؤرخ للعقل البشري في أول همسات الذاكرة النقية وهي تبحث عن الجديد والمقدس والمبدع .
ومهما كثر غبار اليورانيوم في سماء مدن السلالات تبقى سومر مدار وحي وإيحاء لكل الأجيال ..

أور السومرية في 19 مارس 2005




#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ونفشيوس وأمي والهدهد
- الطريق الى حلبجة
- ثقافة الجنوب العراقي فيدراليا
- زيارة مسائية لعزيز السيد جاسم
- بورشيا محتجزة في معتقل أم قصر
- الجواهري العظيم أستعادة لثلاثة مشاهد
- ليلة تحت سقف النجوم في قرية بعاذرا الكردية
- الفرق بين جرنيكا والأباتشي
- البحث عن الارصدة المالية لنوري السعيد والزعيم عبد الكريم قاس ...
- .. بالسحر تبرق عيناك ياأخمانوتوفا وبالحب تضئ عيون أمي ليل وط ...
- بغداد في انتظار النيون ولقاء ليلى بقيس المجنون
- منهاتن وطن لحلاج القرن الحادي والعشرين
- أنا داخل لوحة العشاء الرباني الأخير
- دمعة الله
- اليابانيون يرتدون اليشماغ والدنماركيون يأكلون الجبنة في حي د ...
- بابل وانياب الارهاب
- غرفةحسين الحسيني
- الوردة الأيرلندية
- الليلة على وسادة واحدة ..المسيح والحلاج وسارتر
- جورج حبش يسأل


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - نعيم عبد مهلهل - التأريخ السومري بين غبار الألواح وغبار اليورانيوم