ناصرناك ... انصرنا سيدي الرئيس

ابراهيم الحمدان

الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 04:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ها هي سوريا ..... أخيراً ترتدي حلتها البيضاء ، بياض الثلج غطّى الساحات والشوارع ، كما غطى ركام الهدم وسواد المباني المحترقه ..... سنتين من حرب الموت وحرب الأعصاب والتفنن في قتلنا ، سنتين من عمر الذاكرة السورية التي لم تستطع خيالات هوليوود أن تتكهن بها ، حتى أفلام مصاصي الدماء وآكلي لحوم البشر ، كانت أرحم من ثوار سوريا !!!!!!.

سنتين من السواد لأمهات وزوجات وبنات الشهداء ،لم تبق قرية الا وأطلقت نسائها الزغاريد فوق النعوش ، كي تقتل الفتنة الطائفية ، سنتين وأقلامنا تبكي وهي تنقل حقيقة مانراه ، سنتين ونحن نكبس جرحنا بملح الصمود لنصرة سوريا وجيش سوريا ورئيس سوريا ، سنتين ونحن نُحيك أطول علم من مقالات النصرة لسوريا ، وكي نواجه آفاقين تستروا بحقوق الإنسان ،والحرية والديمقراطية ، سنتين والنساء تُخطف ، والجثث تُسحل ، والأبطال تُعلّق وتشنق بتهمة انتمائهم الى سوريا ، سنتين ونحن نرى كيف تُرمى البشر أحياء من شُرفات الوطن ، وكيف يُقتل جنودنا جماعات ، وكيف تُرتكب المجازر تحت صرخات الله وأكبر !!!!!!.

الثلج غطى منطقة قرب حمص بالبياض ، غطى أزقتها المتعرجة بين البيوت , أزقة كانت منذ سنة تكتظ بالمهللين ،والمكبرين وصرخات النصر ، والتكبيرات ، فقد وقعت بين يديهم غنيمة حرب !! اصطادوا رجلاً وزجته الحامل على طريق سفر ، تهمتهم أنهم سوريون ، قيدّوهم وربطوهم في حبال هبثم المناع والعرعور والغليون ، ذبحوا الزوج بسكين قُرئت عليها البسمله أمام زوجته ، وجردوا الزوجة الحامل من ثيابها ، وساقوها عارية في أزقة تلك القرية تحت شارات النصر وتكبيرات الله أكبر الى أن سقطت قتيلة على تلك الدروب ، شقوا بطنها وسحبوا الجنين من رحم أمه ،ليذبحوه من الوريد الى الوريد... سنتين لذاكرة الوطن هل سيغطيها بياض الثلج وهل هذا بياض ثوب العرس أم بياض الكفن ؟؟!!.
جّهز نفسك يا صديقي ، جهز نفسك يا ابن بلدي ، وأنت يا ابن الشهيد ويا زوجة الشهيد , جهز نفسك يا وطني ، سيصمت
الرصاص ، ويتوفر الخبز والمازوت ويعود الأمان ، فقد رضيت أمريكا عنّا ، وسنكافئ أزلامها ، وسنعفوا عن من اغتصب نساء سوريا وعن من قتل شهداء سوريا ، سننسى كيف عّلقت الرجال في حماه وجسر الشغور ،سننسى كيف رُميت جثث الشهداء في العاصي ،سننسى باب عمر ، سننسى قرقعة الطناجر وشهيق المناع على الجزيرة ، سننسى كل الخطف والقتل والإغتصاب ، لكن بالله عليكم كيف نستطيع أن ننسى جنيناً ذُبح قبل أن يولد ؟؟!!.
إن امتلكنا ذاكرة السمك ونسينا كل ما حصل ، وقبلنا أننا في الوطن سواسية ، وقبلنا أن نقف طوابيراً مع ذوي الشهداء ، أمام باب السيد الوزير الخائن هيثم اامناع , والسيد الوزير الخائن حسن عبد العظيم ,والسيده الوزيره الخائنة سهير أتاسي، ليعطونا وثيقة لا حكم عليه ، ووثيقة أننا وطنيين ، وتغنينا بطرب أصالة نصري عن القائد والوطن ، وطورّنا عقولنا بكاريكاتير علي فرزت، وتمتعّنا بمسلسلات حكم البابا ، وشاهدنا مسلسلات جمال سليمان وكندة علوش عن التضحية والفداء ، إن استطاع أحد منّا أن يفقد ذاكرته ويلغي عقله ،لأجل التسامح ، والمصالحة الوطنية ، فهل يستطيع أن يلغي حاسة التذوق لديه ، وهو يشرب من مياه أنهر الوطن ، ففي كل فم سوري طعمة لجثة شهيد رُمي في أنهر الوطن .
لن أنسى ولن أسامح ، ولا أحد يستطيع منعي من الكتابة ، ولا من الصراخ ، ولا من البكاء ، لم ولن أنسى ، وأنا المنتصر على الأرض ، لن أنسى وجيشنا قدّم البطولات لن أنس والرئيس بشار الأسد كسب المعركة ، لن أنسى وسوريا هزمت أعدائها وأسقطت أسماءً ومحطات اعلامية وهزمت دول .
لِمَ أنسى سيدي الرئيس ؟؟ لمصلحة من أنسى ، لمصلحة من نعيد الخونة الذين هربوا من شبابيك الوطن لنعيدهم من بوابات سوريا ، ونضع لهم الحراسة على مواكبهم ، وعلى مقرات اقامتهم ، ونترك الأطفال المشردين والنساء المهجرين يواجهون البرد والجوع على أرصفة الوطن ، لمصلحة من ؟؟!! هل لمصلحة الوطن أم لمصلحة مَن حارب وقاتل وانتصر ؟؟.
سيدي الرئيس : أخاطبك وجهاً لوجه أمام الوطن .....أنت اخترت الحل الذي يُتوّج فيه المجرمين أسياداً لنا، وأنت تعلم أن الخيارات المتاحة أقصر وأفضل لنا وللوطن ، تعلم أن خيار التسوية الدولية يمر من خلال اسرائيل ، وأن الحكومة القادمة من (العبيد) ستأتي لتوقع اتفاق سلام او هدنة طويلة الأمد معها .....
سيدي الرئيس : أخرج الى شعبك ومن ناصرك وقل لهم حقيقة ما خفي من تفاصيل المبادرة .... قل لهم أنك رفضت اتفاق السلام دون عودة الجولان كاملة .
نحن معك ....في الحرب معك .......في السلم معك ...... تستطيع أن تُعيد الجولان كاملة ، وعودة الجولان بالحرب نصرٌ لنا ، وبانسحاب اسرائيل بالسلم نصر لنا ... أخرج الينا واطرح استفتاءً واترك الشعب يقرر .
عودة الجولان كاملة عبر اتفاق سلام أو هدنة طويلة مع العدو بقيادتك أليس انتصار ؟؟؟
لاتُترك سماسرة السياسة تصل لمآربها ، الحل سيدي الرئيس أن تكاشف شعبك بالحقيقة ، واتركه يختار .
نحن ناصرناك في الحرب وهم خذلوك ( لا تخذلنا سيدي الرئيس )

#ابراهيم_الحمدان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات