أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسام الحداد - -المعرفة كانت هنا - مكتبة الاسكندرية القديمة















المزيد.....

-المعرفة كانت هنا - مكتبة الاسكندرية القديمة


حسام الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3968 - 2013 / 1 / 10 - 09:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تمهيد :
وصف كارل ساجان عالم الفلك الامريكى لمكتبة الاسكندرية القديمة:
" كانت المكتبة الاسطورية عقل ومجد أعظم مدينة على الكوكب وأول مركزللأبحاث العلمية فى تاريخ العالم .
عاش فى هذا المكان مجتمع من العلماء يستكشفون آفاق علوم الفزياء واللغويات والطب والفلك والجغرافيا والفلسفة والرياضيات والبيولوجيا والهندسة . هنا فى مكتبة الاسكندرية تجمعت أول محاولات جادة لمعرفة العالم " ( نشأة العلم فى مكتبة الاسكندرية / سمير حنا صادق – دار العين للنشر 2002)
المكتبة
كانت مكتبة الاسكندرية القديمة حصيلة جهد بطولى سجله تاريخها . قام بانشائها ديمتريوس الفاليرى – سياسى وفيلسوف اثينى زامل الاسكندر الاكبر فى دراسته على يد أرسطو فى مدرسة المشائين الفلسفية – بتكليف من بطليموس الاول " سوتر "
بدأ ديمتريوس الفاليرى باقتناء مجموعات من الكتب عن ادارة الممالك من جميع انحاء العالم كما حرص بطليموس الاول ان يكون المكان مقرا لحوارات الفلاسفة المشائين فى مجالات الرياضيات والطب والفلك والهندسة . وتقول الموسوعة البريطانية " أن أغلب المكتشفات الغربية فى مجالات العلم قد تمت دراستها ووضع أسسها فى مكتبة الاسكندرية على مدى 600 عام " ( المصدر السابق)
كان هناك مكتبتان على الاقل ، احداهما فى القصر الملكى والأخرى فى السرابيوم ( معبد الاله سرابيس )
وكان هناك قاعة ضخمة للأكل وكان يتوسط المتحف مرصد وتحيطه قاعات للدراسة . ويقدر عدد القائمين بالدراسة فى المتحف فى كل وقت بحوالى 20-50 دارس كانت تقوم بأودهم الاسرة المالكة .
كان اول رؤساء المكتبة هو ديميتريوسالفاليرى الذى ترك اثينا عام 300 ق.م وهرب الى الاسكندرية ، ثم هرب منها أيام بطليموس الثانى .
وكانت أول مهام ديميتريوس الفاليرى – كما كلفه بطليموس الاول – هى جمع الكتب وترجمة ما كان منها بلغة اجنبية . وكان من أوائل اعمال الترجمة هى ترجمة التوراة ( العهد القديم ) إلى اللغة اليونانية من اللغة العبرية ، وتم ذلك بعزل 72 راباى يهودى لمقارنة ترجمة بعضهم ببعض ، ولذلك اطلق على هذه الترجمة اسم السبعينية .

سر عظمة وشهرة مكتبة الأسكندرية القديمة

ترجع شهرة مكتبة الإسكندرية القديمة (ببلتيكا دي لي اكسندرينا) لأنها أقدم مكتبة حكومية عامة في العالم القديم وليس لأنها أول مكتبات العالم فمكتبات المعابد الفرعونية كانت معروفة عند قدماء المصريين ولكنها كانت خاصة بالكهنة فقط والبطالمة أنفسهم الذين أسسوها كانوا يعرفون المكتبات جيدا كما ترجع عظمتها أيضا أنها حوت كتب وعلوم الحضارتين الفرعونية والإغريقية وبها حدث المزج العلمي والإلتقاء الثقافي الفكري بعلوم الشرق وعلوم الغرب فهي نموذج للعولمة الثقافية القديمة التي أنتجت الحضارة الهلينستية حيث تزاوجت الفرعونية والهلينية وترجع عظمتها أيضا من عظمة القائمين عليها حيث فرض على كل عالم يدرس بها أن يدع بها نسخة من مؤلفاته ولأنها أيضا كانت في معقل العلم ومعقل البردي وأدوات الكتابة مصر حيث جمع بها ما كان في مكتبات المعابد المصرية وما حوت من علم أون وأخيرا وليس آخر تحرر علمائها من تابو السياسة والدين والجنس والعرق والتفرقة فالعلم فيها كان من أجل البشرية فالعالم الزائر لها أو الدارس بها لا يسأل إلا عن علمه لا عن دينه ولا قوميته
الحكماء

فاق عددهم المائة في أكثر فترات المكتبة تألّقاً فكانوا ينقسمون إلى فريقين حسب التصنيف الذي وضعوه هم بأنفسهم الفيلولوجيون والفلاسفة:

كان الفيلولوجيون يدرسون النصوص والنحو بكل تعمّق فبلغت الفيلولوجيا مرتبة كبرى العلوم فكان لها إتصال بعلم التاريخ والمثيوغرافيا. بينما يدرس الفلاسفة بقية العلوم سواء كانوا مفكرين أو علماء.

و من بين أجيال العلماء الذين تعاقبوا على مكتبة الإسكندرية وعملوا بها الساعات الطوال الدراسة والتمحيص، عباقرة حفظ التاريخ أسماءهم مثل أرخميدس (مواطن سيراقوسة) ، وطوّر بها اقليدس هندسته ، وشرح هيبارخوس للجميع حساب المثلثات وطرح نظريته القائلة بجيومركزية العالم فقال أنّ النجوم أحياء تولد وتتنقّل لمدة قرون ثمّ تموت في نهاية المطاف ، بينما جاء أريستارخوس الساموسي بالأطروحة المعاكسة أي نظرية الهليومكزية (وهي القائلة بحركة الأرض والكواكب الأخرى حول الشمس وذلك قبل كوبرنيكوس بعدّة قرون).

نجد كذلك ومن بين جملة العلماء الذين عملوا في المكتبة إراتوسثينس والذي ألّف جغرافيّةً وأنجز خريطة على قدر كبير من الدقّة ، وهيروفيلوس القلدوني وهو عالم وظائف استنتج أنّ مركز الذكاء هو الدماغ وليس القلب .

كما كان من روّاد المكتبة الفلكيون طيمقريطس و أرسطيلو وأبولونيوس البرغامي وهو رياضي معروف ، وهيرون الإسكندراني مخترع العجلات مسنّنة وآلات بخارية ذاتية الحركة وصاحب كتاب أفتوماتكا وهو أول عمل معروف عن الروبوتات .

و في مرحلة لاحقة وحوالي القرن الثاني في نفس المكان الفلكي كلاوديوس بطليموس وعمل بالمكتبة أيضا غالينوس الذي ألّف أعمالاً كثيرة حول فن الطب والتشريح. ومن أخر أعلام الموسيون نجد امرأة تدعى هيباتيا أو هيباشيا و هي رياضية و فلكية كانت لها نهاية مأساوية و ميتة شنيعة على أيدي بعض الكهنة المسيحيين .

التوسعة والهدم

إنّ المكتبة كانت جزءا من الموسيون ولكنها و في مرحلة لاحقة اكتسبت أهمية وحجما كبيرين وبالتالي أصبح من الضروري إنشاء ملحق على مقربة منها.

يعتقد أن الملحق أو "المكتبة الوليدة" أنشأت بأمر بطليموس الثالث إفيرغيتيس ، حيث أنشئ هذا الملحق على هضبة حي راكوتيس (والمعروف اليوم بحي كرموز)، في مكان من الإسكندرية بعيدا عن شاطئ البحر في معبد قديم شيّده البطالمة الأوائل للإله سيرابيس وسمي السرابيوم.

استطاعت هذه المكتبة الصمود وعبور القرون مكتسبة كسابقتها شهرة وأهمية كبيرتين في شتى أرجاء العالم. و قد حافظ الأباطرة الرومان ، في ما بعد، على المكتبة وطوّروا تجهيزاتها بنظام تدفئة مركزية بمد أنابيب عبر الحوائط وذلك للحفاظ على جفاف الجو داخل المستودعات الأرضية.

أمناء المكتبة

جمع ديمتريوس الفاليرى اليونانى نواة مكتبة الإسكندرية، وهو في بلاد اليونان. كما يمكن أن يطلق عليه مؤسس فكرة المكتبة، ولو أن هذا الشرف أو أكثر منه ينبغى عدلا أن ينسب إلى الملكين الأول والثانى من البطالمة.

إذ كان بطلميوس الأول (سوتير) هو الذى أمر بتأسيس المكتبة وتنظيمها على نفقته، ثم أكمل ذلك خلفه بطلميوس الثانى (فيلادلفوس). ومن ثم ينبغى أن نقول إن مكتبة الإسكندرية، هي بمثابة إنجاز مشترك لسوتر وفيلادلفوس وديمترويوس.

ومما لا ريب فيه أن أمناء مكتبة الإسكندرية، لقوا من أنواع المتاعب المكتبية مثلما يلقى الأمناء في المكتبات الجامعية الحديثة. إذ كان من الصعب التوفيق بين ما يطلبه عامة القراء والمتخصصون، بتوزيع الكتب بين المكتبة الأم والمكتبات المتخصصة.

قد كان زينودوتوس الأفيسى على الأرجح هو أول امين للمكتبة. وكان على رأس الأشخاص الذين خدموا بالمكتبة ديمتريوس الفاليرى (حوالي 284 ق.م)، وزينودوتوس الأفيسى (284- 260 ق.م)، وكاليماخوس البرقاوى (260- 240ق.م)، وأبوللونيوس الرودسى (240- 235 ق.م)، وإراتوستثيس البرقاوى (235- 195 ق.م)، وأريستوفانيس البيزنطى (195-180 ق.م)، وأبوللونيوس إيدوجرافوس (180-160 ق.م)، وأريستارخوس الساموتراقى (160-145 ق.م).

ملحوظة
ما تقدم تمهيد لكتاب اعمل عليه الان بنفس العنوان " مكتبة الاسكندرية القديمة " المعرفة كانت هنا " وهو رسالة لقوى الظلام التى تعشش الان فى كل شبر من ارض الخصب المعرفى وليبقى العلم هو سلاحنا الرئيس فى محاربة هؤلاء.



#حسام_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة المعارضة المصرية
- اليسار المصرى والثورة ..2
- احاديث الرسول تؤسس لدونية المرأة
- لماذا قال المصريون نعم للدستور الاخوانى ؟
- تحفظات على الجمعية التاسيسية ومسودة الدستور
- الحبر الفسفورى
- مفردات للعشق
- حرية
- ماذا بعد تهديد القضاء..,وحصارالدستورية ..؟
- منهم الفلول ..؟
- ليس دفاعا عن الفلول
- ماذا يحدث فى مصر..؟
- ملاحظات اولية على الثورة المصرية
- 10 استراتيجيات للتحكم فى الشعوب
- الدولة المدنية
- التحرش الجنسى و الدستور
- اليسار المصرى و الثورة


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسام الحداد - -المعرفة كانت هنا - مكتبة الاسكندرية القديمة