أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحسن - وان نزلوا ... ماذا بعد ؟؟














المزيد.....

وان نزلوا ... ماذا بعد ؟؟


محمد الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 3968 - 2013 / 1 / 10 - 09:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تتطور المشكلة او تؤجل وتتركم معها اخرى تقود الى ازمة ومع تفاقم الازمة تتوقف الحياة لحين الحل , وحتى بعد الحل تبقى الاوضاع تمر بتبعات تلك الازمة , اما ان تعذر الحل فتكون بمثابة الشرارة التي ستشتعل عاجلا ام اجلا , ومع وجود النافخين بالنار والذين يرمون بوقودهم ستتسارع الامور نحو الخسارة الكبرى والتي سيدفع ثمنها الجميع ... سلسلة مترابطة ان تكاملت حلقاتها كانت النتيجة كارثية وان فقدت احدى هذه الحلقات تكون العواقب ارحم ولعلها تؤدي الى فقدان كامل السلسلة وتنتهي الازمة بخسائر اقل خصوصا مع وجود العقلاء الذين افرزتهم الازمات . لايوجد اكثر كارثية وخطرا على الشعوب من اقتتالها فيما بينها , ويؤسفنا ان نتحدث عن هكذا امر في بلدنا ونحن نقرأ ونسمع ان العالم يتقدم وصار مفهوم حوار الحضارات عنوانا بارزا للمستقبل , خصوصا في البلدان الديمقراطية حيث تفتخر في الاختلافات وتنوع الاراء بينما نحن نتصارع تحت يافطة الاسماء التي توحي بتبني مذهب او منطقة وبدعم مباشر من رأس اهم سلطتين في البلد (البرلمان والحكومة ) .
عندما يكثر الضجيج ويعم الصراخ تقل قدرة الناس على سماع اصوات الحكماء التي ان اتبع خطواتها صرنا على شواطئ الامان وتحققت لنا السعادة المنشودة , رغم بقاء تلك الاصوات الصدحة بالحق لكن الناس احيانا تفضل صوت العاطفة الذي يشحن الاجواء .
ان اهم سمات المجتمع الواعي هي حالات الاختلاف الفكري حيث يتيح هذا الاختلاف فرصة كبيرة لحركة العقل التي تخلق حالة من النشاط الفكري الجماعي لكن احيانا وعندما يمزج الخلاف بالاختلاف ويجير لأغراض ومنافع شخصية تنشأ الممارسات الشاذة وتعتبر امرا طبيعيا , هنا تتوقف حركة العقل او احيانا تتجه سلبا مولدة حالات من التخلف القاتل , الامر الذي يجعل الذين حكموا عقولهم يصمتون مجبرين ليس لعدم رغبتهم بالكلام بل لأنهم لا يجدوا ما يقولوه وسط الشذوذ , انها عملية كميم افواه غير مباشرة , ومن ينطق اليوم بالعقل يعتبر خارجا عن المألوف في نظر الكثيرين , انه الوباء الذي اصاب ممثلي الشعب , واي بلد تصدّرت به كلمة (ازمة ) الشهد منذ حين , تتقدم هذه الكلمة وتتأخر حسب الظروف الموجبة لها , بالامس كان الهم الجامع (ازمة وقود ) (ازمة بطالة ) (زمة في كل شيء ) واليوم صارت (حكومة ازمة ) (برلمان ازمة ) (رجال ازمة ) هما مشتركا قد يقود الى كارثة مشترك .
ان الدعوات التي يضج بها العراق اليوم والتي تتضمن النزول الى الشارع واستخدامه في عملية الاختلاف السياسي هي دعوات متهورة تؤشر على وجود خلل كبير في العقل السياسي المتبني لهذا الموضوع , العراق بلد دستوري تحكمه ضوابط لا يمكن ركنها او ضربها عرض الجدار مستغلين بذلك عاطفة الجمهور التي يفترض ان يأخذ القادة وجيهها بالاتجاه الايجابي لا العكس , ومن اهم تلك الضوابط الدستور وتحكيم صناديق الاقتراع في تحديد الرؤية السياسية او المشروع الذي يؤيده الشعب , رغم كوننا حديثوا عهد بالتجربة الديمقراطية ولكن يفترض ان تتعاضد الجهود لتنميتها وجعلها الخيار المستقبلي الوحيد لهذا الشعب . اما اسخدام الشارع في الانقلاب على الدستور تارة ولمواجهة الشارع الاخر تارة اخرى فهذا يعتبر انقلاب على العملية السياسية التي لم تأتي عن فراغ بل هي نتاج لجهود ودماء بذلت عبر عقود طويلة .
لا نختلف ان بعض او اغلب طلبات المتظاهرين في المناطق الغربية هي مطالب ير دستورية كما انها تحتوي على اهداف مبطنة كشفتها عمليات الشحن الطائفي البغيض من اطراف مدعومة من الخارج لأستهداف البلد بأسره , لكن يبقى عنوان هؤلاء هو اناس يطالبون حكومتهم , ولعلنا نتفق ان عملية التجريد هذه غير مجدية فالاهداف اخطر , لكن يجب ان تعامل الحكومة معهم بهذه الطريقة بأعتبارها مسؤولة عن كل عراقي داخل العراق في كل شيء , اما ان تتعامل معهم بطريقة الند وتسير بأتجاه تحشيد الشارع للخروج بظاهرات مناهضة فهو امر مستغرب وخطير في نفس الوقت , وهذا يعبر عن حالة ضعف الحكومة من جهة ومن جهة اخرى عن تخليها عنهم كشعب تابع لها ويقع تحت مسؤوليتها ومن جه ثالثة تعمدها في الاخلال بحالة السلام والامن من خلال دق اسفين الفرقة بين الشعب الامر الذي قد يولد حالة صراع لن يخرج من البلد سالما .
ولا يمكن للمجلس النيابي البقاء في حالة الركود والجمود مكتفيا بالصراعات الاشتباكات الكلامية واليدوية بينما رفوفه ممتلئة بكم هائل من القوانين المعطلة عمدا , فالاولى به الذهاب الى اقرار ميزانية العام الجديد والذي انقضى منه ما يربو على الشهر ,وقانون المحكمة الاتحادية الذي لا يقل اهمية عن الميزانية , اضافة الى جملة اخرى من القوانين والمشاريع التي وجدت مقبرتها في المجلس الموقر !!
ان الموقف الذي اتخذته القوى الحريصة على استقرار البلد والداعي الى مغادرة حالة اشراك الجمهور في الازمات والاعتماد على تهييج مشاعر الناس هو الموقف الذي يخرجنا من دائرة الصراع التي طوقت هذا البلد المنهك , .



#محمد_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا أخلاق حماس في رمضان..!
- في نظام حماس الرباني المحاسبة للسياسيين والعفو عن الجنائيين. ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحسن - وان نزلوا ... ماذا بعد ؟؟