أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - صرخة من الاعماق..!














المزيد.....

صرخة من الاعماق..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 18:37
المحور: الادب والفن
    



العراق بلد النخيل والرافدين، ومهد الثقافات والحضارات السومرية والكلدانية والبابلية والاكدية والاشورية والعباسية ، وبلد العلم والتراث والف ليلة وليلة ، التي الهمت الشعراء وعشاق الحرف والكلمة والجمال ، الذين ابدعوا في كتابة قصائد العشق والحب والغزل الرقيقة .
والبلد المتعدد الاقانيم ، الذي تتصارعه الهموم الثقافية والتجاذبات السياسية والصراعات الفكرية والعقائدية والطائفية ، ويعاني شعبه من اثار القدم الهمجية والاحتلال الامبريالي الامريكي والاستعمار الاجنبي الجديد. هذا البلد كان له على الدوام دور حضاري وثقافي وريادي فاعل ومؤثر ومتميز في الحضارات الاخرى، ولديه تراث غني جداً .انه يشتهر بفن العمارة ، ويزخر بالعديد من المبدعين والمفكرين والمثقفين والفنانين التشكيليين والسينمائيين ، وبالاسماء العظيمة والمضيئة في مجالات الفن والادب والفكر والثقافة والابداع الشعري والروائي والقصصي والمسرحي. ويكفيه فخراً واعتزازاً انه انجب الشاعر احمد بن الحسين ابو الطيب المتنبي في العصر العباسي ، والزهاوي والرصافي والبياتي والسياب ونازك الملائكة وعلي الوردي وبلند الحيدري وسواهم في العصر الحديث. بالاضافة الى اعلام ادبية وفكرية لا تقل قيمة واهمية وشهرة واضاءة وابداعاً وصدقاً ، يضيق المجال لتعداد اسماءهم .
وقد فقد العراق في الآونة الاخيرة عدداً من المبدعين والمنتجين ، الذين اثروا الثقافة الوطنية والديمقراطية العراقية الحرة والمشهد الادبي الانساني العراقي المعاصر ، واسهموا في رفد الفعل الثقافي والابداعي العراقي والعربي ، من خلال العمل والابداع الشعري والعطاء الادبي والثقافي، امثال الشاعرالكبير محمد علي خفاجي ، والقاص فهد الاسدي ، حامل راية الجياع وآلام المسحوقين وعذابات المضطهدين ، وكاره الظالمين والطغاة والمستغلين ، واحد المؤسسن للفن الجمالي العراقي ، وهادي الربيعي ، البلبل الغريد في سماء الشعر الطبقي الانساني المتوهج ، الذي شدا لفقراء الارض وشهداء الوطن واحرار العراق ، والباحث الموسوعي زهير احمد القيسي ، الرمز الثقافي واحد رواد الحركة الفكرية والثقافية والاعلامية العراقية ، والشاعر سليمان الجبوري ، الذي ترأس تحرير مجلة "الاقلام" العراقية . بالاضافة الى العلامة والقامة الشعرية الباسقة الاستاذ محمد جواد الغبان ، الذي قضى اكثر من خمسين عاماً متقلباً بين الشعر والادب ، وكرمته العديد من الاندية والملتقيات الادبية والثقافية .
وهنالك الكثير من الادباء والشعراء والكتاب العراقيين ، الذين يعانون الآلام والاوجاع المبرحة ويلازمون الفراش بسبب الامراض المزمنة والاوبئة المختلفة ، كمظفر النواب وآمال الزهاوي وجبار السوداني وحسين عبد اللطيف وجاسم المطير وغيرهم ممن لا تحضرني اسماءهم الآن ، والذين عانوا الاهمال والتهميش من قبل الدكتاتوريات الحاكمة والآفلة.
وفي حقيقة الامر ، ان مأساة المثقفين والادباء والكتاب العراقيين كمأساة ومعاناة سائر المثقفين والمبدعين في البلدان العربية ، انهم يتضورون جوعاً وبؤساً، ويموتون بسبب عدم تمكنهم من دفع تكاليف العلاج ، وجرّاء الاهمال الحكومي وعدم الاهتمام بهم من قبل المؤسسات والدوائر الثقافية والوزارات المختلفة . وعليه ، نطلقها صرخة مدوية في وجه هذه المؤسسات الثقافية والوزارات المسؤولة في العراق وسائر الاوطان العربية ان انقذوا حياة المرضى من الادباء والمثقفين ، واهتموا اكثر بهم ، وتكفلوا بنفقات العلاج لكي يواصلوا الحياة والابداع . فالمثقفون والادباء كانوا وسيظلون ضمير الامة النقي ، والقادة الحقيقيون للمجتمع ، ولهم الدور المؤثر في عملية التحدي الحضاري والتغيير العصري والبناء الثقافي. لكن وللاسف الشديد انهم في مجتمعاتنا العربية لا كرامة ولا احترام ولا تقدير لهم ، ولا اهتمام بهم في زمن الضيق والشدة وهم على فراش المرض .
فهل تلقى هذه الصرخة آذاناً صاغية ام ستظل صرخة في واد؟!!
(كاتب وناقد فلسطيني)



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات فدوى طوقان - سيرة حياة وصورة روح مرهفة
- في رحيل استاذ الفلسفة وشاعرها الدكتور عبد الغفار مكاوي
- محمد علي خفاجي .. وداعاً يا شاعر الكلمة الشفافة!
- مع ديوان -فاكهة الندم- للشاعر الفلسطيني عبد الناصر صالح
- نايف سليم شاعر الفقراء ونصير المظلومين
- بمناسبة ذكرى رحيلها التاسعة:قراءة في شعر فدوى طوقان
- مع ديوان -ضحك على ذقون القتلة- للشاعر الراحل طه محمد علي
- مع قصيدة -ايوب المعلولي- للشاعر مفلح طبعوني
- وليد الفاهوم في -وطن الثدي-
- الحرية لابن الذيب القطري ..!
- الى روح الشاعر الفلسطيني فيصل قرقطي
- مع قصيدة شفيق حبيب (العاهرون)
- ذكرى اعلام الأدب والثقافة
- سعود الاسدي و-التيه الأخير-
- مدخل لدراسة الرواية الفلسطينية في اسرائيل
- نجيب سرور ... الشاعر -المجنون- تمرداً
- اصدار العدد السابع من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- صدور عدد ايلول من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- الاصلاح في عددها الجديد الخاص بالتعليم العربي
- في ذكرى رحيل الاديب الفلسطيني نواف عبد حسن


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - صرخة من الاعماق..!