|
العنْقاء
محمد الزهراوي أبو نوفله
الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 18:37
المحور:
الادب والفن
العنقاء
بِأهواءِ الْحِبْرِ الجَميلِ أكْتُبُ على البِلّوْرِ مَواويلَها الطّويلَةَ. كيْف تجيء الشّمْس ؟ بِكَفِّها قَدَحي.. مَزْهُوّةً كزَهْرَةٍ في الغابَةِ أُراوِدُها و تَرومُ نِكاحَ نَجْمٍ تُبادِلُهُ القُبَلَ بِالياقوتِ كيْفَ أهْرُبُ مِن حَجَلِ يَدَيْها وأنا ذِئْبٌ ضالٌّ.. أُفَتِّشُ فيها عنْ نَهْدٍ لمْ يُطْرَقِ ؟ سَلوها كَيْفَ أغْوَتْني. ماذا أفْعَلُ .. ها أنا معَها على سَريرٍ آخَرَ في البَرِّيّةِ. اسْمُها أوّلُ الْوَلَه.. تَجْتاحُني مِثل موْجِ البَحْرِ. خُيولُها الشّهْباءُ أراها في مَدارٍ وقد نَتكاشَفُ معاً في برْزَخٍ أوْ خَليج. كلُّ خُطاها حَريقٌ ورُكْبَتاها أقْواسُ مِياهٍ ونصْر. هِيَ الأمْطارُ تَهْمي مُهْتاجَةً ورَمْشاها الْتِقاءُ أبْحُرٍ هذهِ اَلبَرْبَرِيّةُ.. هِيَ العِشْقُ تَجيءُ مِثْلَ خُيولٍ رَبيعِيّةٍ وَبِمَرْمَرِها تعْبُرُالبِحارَ.. لَها خاتَمُ النّبُوّةِ سَتاتي يَوْماً مافي حَشْدِ رُعاةٍ مَعَ الصّهيلِ الْمُرَقّطِ ! مِن ظَلامٍ أكْثَرَ.. يُناديها الْخَوارِجُ وما أصْعَبَ.. أن لا تاتي ! ؟ تقْتَرِبُ في هَوادِجِ أضْواءٍ ؟ أَحِبّاؤُها وَحْشِيّونَ! وتَطولُ الألْسِنَةُ.. لِتَبْلُغَ ساقَيْها اَلأزْهارُ تَمْتَحُ مِن رِقّتِها العَبيرَ وَالْغاوونَ.. عَلَيْها يَقْتَتِلونَ ! تَجيء في القَصِيِّ تَتَجَلّى مِثْل خُيول بَياضُها النّهارِيُّ يَعْكِسُ الأنْجُمَ وتَتَمَرّغُ فيهِ دعوني الأنَ أرْسُمُها بِأصابِعَ أمَـميةٍ .. لِتَكْتَمِلَ الرُّؤْيا أنا لَسْتُ تَعِباً هِيَ الْوَقْتُ.. أُلَوِّنُهُ بِالأخْضَرِ ليْسَتْ إلا حَمائِمَ لا تَبْرَحُني. اَلسّاعَةَ تَحُطُّ.. أوْ بعْدَ حينٍ على أبْراجِ الْمَدائِنِ بِالنّهارِ أُراوِدُها شِفاءً لِلجُرْح وَبِاللّيْلِ أكادُ أسْمَعُ صخَبَ حُلِيِّها تَطَأُ الْمِسْكَ فـي أضْلُعي. أسْأَلُكُمْ.. إنْ كُنْتُمْ رَأيْتُمُ النّجْمَةَ القُطْبِيّة ذاكَ وشْمُها الوَريفُ على طولِ السّواحِلِ اَلأمانِيُّ الْحُبْلى وَجْهُها الذّهبي! لَيْسَتْ إلاّ حَمائِماً وَفاءً لِلْماءِ.. لمْ أزَلْ أهْرُبُ إلى عُرْيِها الْمُغْتَرِبِ في كِتاب تجيء ُ في الْمَدِّ العالي وَالقافِلة. اَلْوَعْلَةُ لا تتَوَقّفُ تَعْبُرُ النّهْرَ حافيَةً ماذا يَحْدُثُ لَوْ تَهُبُّ الرّيحُ وَتعَرّى الرِّداءُ يَكْشُفُ عنْ أهْوائِها الْخَفِيّةِ . تَتَراءى العِبارَةُ .. أراها في الوَهْمِ تَلْمَعُ في عُمْرِيَ الْمُتْعَبِ ها الجَسَدُ الشّمْس اَلّذي لا حَدّ لأِضْوائهِ الكاسِرة أتَشَوّقُ لِزَمانِها الّذي رُبّما لَسْتُ مِنه ! يَداها أنْهارُ شَهْوَة وكَفّاها جِسْرٌ إلى الّنّهار هُناكَ . هاكُمْ أُقْحُوانَةً تَتَعَطّرُ ساعَةَ السّحَرِ عَلى ضَوْءِ إفْريزٍ بِبُطْءٍ تَعْبُرُ الصّورَةُ.. صحْراءَ الْمَعْنى بِدَهْشَةٍ تتَمَرّدُ.. تَمْشي في العالَمِ مِثل أُغْنِيَة . تُسَمّى عَذاباً.. لِعُذوبَةِ طَعْمِها ! تَجيءُ عاشِقَةً مُهْتاجَةً بِصيغَةِ الْجَمْعِ مِـن جَبَلِ قـاف ! تسْكُنها رِياحُ غابَةٍ هَواجِسُها احْتِمالاتٌ شتّى ولَها أهْواؤُها في الْمَعارِجِ. تُمَنّيني بِكُؤوسٍ وَتَصُدُّ الْمُلوكَ ! إذْ تَعْلَمُ أنِّيَ أرْسُمُها مدائِنَ لِلْحُلْمِ على ضِفّةِ النّهْرِ بِشَكْل حورِيَةِ البَحْر أيُّها الغاوونَ.. هذا أنا وهذهِ ناري في خَريطَتي وامْرأتي ! تتَمادى نَوافيرُ مَجْدِها النّاهِضِ في العُرْيِ الْمُطْلَقِ.. أراها بِعَيْنَيْ صَقْر طولَ غِيابِها تُداهِمُني الْهُمومُ وَحْدَها تنامُ بِجانِبي في ظلامِ العُمْرِ كامْرَأة تاتـي مِن آخِر الْبَحْرِ.. مِنَ الأبَدِيّةِ تبْدأُ فُتوحاتِها كَما يَبْدأُ النهْر مَنْ مِنْكُم.. يَرى كيْفَ تجيءُ الْعنْقاءُ بِسِحْرِ أرْدافِ تَكْوينِها ولآلِئِها فـي فُلولِ السّحُبِ ما انْفكّتْ تَتّسِعُ ! بِشَكْلٍ دائِمٍ.. تسْبَحُ في البَحر تاتي كالنّهار .. كالنّبيذِ مِنْ حَدائِقِ الْغَيْب تجيءُ أشْهى بالْعَرَبِيّةِ.. تفْتَحُ أزْرارَها لِلنّوارِسِ مِثل فَجْر فاها زقُّ عَسَلٍ طَواعِيَةً أنْتَظِرُ فَيَضانَها يجيءُ ! هِيَ غيْرُ التي يَراها الطُّغاةُ.. أوِ الـمُلْتَحونَ . طَواعِيَةً يَكْشُفُ رِدْفُها عَن نورٍ وَفـيْء تنْفُثُ الطّيبَ وَالْمِسْك . أنا في حَضْرَتِها وأشْكو التّمَنُّعَ حُزْني وَحُزْنُها واحِدٌ هِيَ كَعْبَتي خَلْفَ ج ب ل قـاف ! هِيَ في لَوْحي وَعَنْها أبْحَثُ . يَتَقَرّاها الغاوون بـِهـَيْأَة طاووسٍ وَهِيَ نَوافِـذُ النّورِ لـيٍ في الشِّدَةِ يارَفيقَ الْحال
#محمد_الزهراوي_أبو_نوفله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجوسِيّةٌ نضَتِ الثِّيابَ
-
حُسين مروّة/إليه دائِماً مع حُبّي
-
الحمامة وأقْرأُها لِلذِّكرى
-
امرأةٌ حبُّها يُنوِّرُ الوَجْه
-
كأس
-
إلى شمْسٍ أُخْرى
-
صوت النّهر
-
مدينتي
-
ركب امرأة الشمس
المزيد.....
-
الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح
...
-
في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
-
وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز
...
-
موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
-
فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
-
بنتُ السراب
-
مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا
...
-
-الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم -
...
-
أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج
...
-
الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|