أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - انفجار الغضب الشعبي و الدستور















المزيد.....

انفجار الغضب الشعبي و الدستور


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 18:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رغم انواع التفسيرات و التقديرات . . تكاد تجمع اوسع الاوساط ان ما يحصل في الانبار و الغربية، هو انفجار غضب شعبي عراقي سلمي، يعبّر عن الاستياء و الألم و الخوف من الآتي، و يضمّ و بدرجات و اشكالٍ متنوعة : تظاهر و اعتصام، فوضى و تأييد او صمت . . اوساطاً شعبية و شبابية واسعة من مختلف الاطياف الدينية و المذهبية و القومية و الاجتماعية العراقية . .
انفجار آلام لاحصر لها و صار لايمكن التقدير و التنبؤ مما سيأتي . . بعد ان ضاعت مقاييس الحكم بلا حدود، و بعد ان انغلقت الطبقة السياسية الحاكمة على منافعها، و نكثت و تنكث بوعودها لشعبها و مكوناتها، بل و حتى باتفاقاتها بين كتلها المتنفذة . . و صارت الاداة الحاكمة الاساسية، السلطة التنفيذية : الحكومة . . تعيش على الازمات و تعمل على اثارتها لتطيل بقائها في دست الحكم بقيادة فرد جمع السلطات الاساسية عسكرية و مدنية بيده، باشكال و طرق متنوعة، و يسعى لحكم مطلق لزمن لايعرف حدود، و بدأ باخراج مسيرات المدارس لتأييده . . كما يتابع مراقبون و خبراء و وكالات انباء متنوعة.
فرغم الميزانية العملاقة، تزداد حياة المواطن صعوبات و مشاق و صار لايمكن حصرها، التي يكتب و ينشر و يذاع عنها الكثير المتواصل . . فيما تعود اعمال الارهاب على ارضيات بطالة و ضياع و مخدرات لاوساط شبابية تتسع، فيما ينشغل رئيس مجلس الوزراء و من معه بغلق و فتح ملفات و تهديد خصوم مرحليين بها . . دون حساب الضوابط الدستورية بل و خروجاً حتى على المحاصصة لمحاولة تجيير الحكم لحزب واحد يدّعي بكونه الممثل الوحيد للمكوّن، و بالتالي بكونه الوحيد القادر على حكم العراق بمكوناته .
وسط اعمال فوضى تسود و تشارك بها اوساط من كتل متنفذة، بعد ان صار لكل كتلة متنفذة اعداد صارت تفوق المئات من المسلحين باحدث تسليح باطار (قانوني) كحمايات . . التي صار المواطنون لايفرّقوها عن الميليشيات العائدة لاشخاص بعينهم، تعيش و تتمول من المال العام و من مصادر لم يُبذل جهد لحصرها و تحديدها و تحريمها او اجازتها قانوناً .
و يتضح للمراقبين ان الانفجار الشعبي بدأ يعتمل، منذ حالة القلق التي انتشرت اثر التوتر الكبير بين حكومة المالكي و تشكيله (عمليات دجلة) و بين حكومة اقليم كردستان، التي اثارت الخوف بين اوساط شعبية كردية و عربية واسعة، من احتمالات تجدد القتال و آفاقه المخيفة . . فضيحة التعامل اللاانساني و اللااخلاقي مع السجينات، ثم الاعتقال المفاجئ لحماية وزير المالية الاتحادي، الذي اجج مشاعر عشائر الانبار بحكم الانتماءات العشائرية المذهبية، في منطقة عاشت الويلات و تسلط الارهاب و الاهمال الحكومي منذ سقوط دكتاتورية صدام سيئة الصيت . . لتصل النقطة الحرجة بفيضان بغداد بسبب غزارة امطار هذا العام التي فضحت الاهمال الحكومي الهائل في اعمال خدمات المواطنين، و التي ادّت الى تلوّث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي و القاذورات . .
و يرى العديد من المتتبعين من ذوي الخبرة، ان ذلك الانفجار السلمي غير المنظم عكسته الشعارات المتناقضة التي رفعها الشباب المتظاهرون في الانبار بداية، و التي عكست الطبيعة الفكرية العاطفية الحماسية، و التخلف و ما انتجته اعمال ارهاب منظمات القاعدة و فلول صدام و غيرها هناك طيلة سنوات، المنظمات التي طردتها عشائر المنطقة بالسلاح بعدئذ، و كرد فعل على الاهمال الحكومي المتواصل لمناطقهم التي تعاني الفقر و البطالة، الامر الذي تسبب بطرد و اهمال ممثلي الحكومة كنائب رئيس مجلس الوزراء، و وزير الدفاع وكالة رغم انهما من عشائر تلك المنطقة، والمعروفة اصولهما السابقة، و بابعادهم لممثلي الحزب الاسلامي الذي يحاول ان يستفيد من ذلك لقائمته الانتخابية، و صرّح عديدون منهم بعدم ثقتهم بـ (السياسيين) .
و يرون ان الشعارات المتناقضة تلك التي رفعها المتظاهرون جاءت في اطار محاولات قدّروا انها يمكن ان تلمّ اوسع الاوساط المتضررة معهم، بدلالة سحبهم لما ذكر منها الدكتاتور المنهار، و استجابتهم لنداءات الشخصيات المعروفة بمواقفها الوطنية و في مقدمتهم العلامة السعدي، حتى تزايد طابعها الوطني الداعي الى التلاحم المذهبي(1) و الديني و المكوّناتي القومي العراقي و الى الاصلاح و الالتزام بالدستور، و حصلت على تأييد التحالف الكوردستاني و تأييد التيار الصدري، و تضامن كتل اصغر و شخصيات برلمانية اخرى .
و فيما يرى عديد من البرلمانيين و من الوجوه الاجتماعية صحة عدد من المطالب التي تتطلب من الحكومة الاسراع في تنفيذها و حضور ممثلين منها لجلسة برلمانية، و صولاً حتى الى الاعتراف بمعارضة برلمانية ان تطلّب الامر . . و الاسراع في ترشيد قانوني (المساءلة و العدالة) و (مادة 4 ارهاب) و انصاف ضحاياهما بسبب التطبيق الانحيازي الثأري لهما كما يؤكدون، بعد ان تكشّفت الكثير من الانتهاكات التي قامت و تقوم بها اجهزة حكومية.
والاّ فأن الاهمال المتعمّد لها من الحكومة القائمة و تلويحها باستخدام العنف و زج الجيش به، في محاولة لتركها نهباً للطائفيين المتطرفين من القاعدة الارهابية، و من جيش النقشبندية الذي يقوده نائب صدام الهارب الدوري الذي يحاول ايجاد موطئ قدم له هناك من خلال كلمته من قطر التي يُحيّي فيها منافقاً الجيش العراقي الذي كان واحداً من غلاة من حطّموا ابنائه في حروبهم المجنونة، ثم اهانوه و اهملوه لعدم استجابته لشحنه بافكارهم العنصرية الشوفينية (2) . .
ان الاهمال المتعمّد لها لمحاولة ايقاعها في فخّ الطائفية في ظروف سوريا الشقيقة المجاورة . . لوصمها بعدئذ بها لضربها عسكرياً، في ظل حكم حزب طائفي يسعى للانفراد بحكم طائفته و للاستحواذ على كل شئ خروجاً عن الدستور، قد لن يزيدها الاّ اشتعالاً و توسعاً بسبب البطالة و الفقر و المطالب الحياتية اليومية، و بسبب التطبيق السئ للقانونين الماريّ الذكر، بعد عشر سنوات من سقوط الدكتاتورية . . الأمر الذي يتطلّب بالحاح الاحتكام الى الدستور، و الاّ فان شبح حرب طائفية اهلية اكثر قساوة من السابق بدأ يحوم، بتقدير مراقبين محايدين.

9 / 1 / 2013 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. و ارتفعت فيها شعارات المشاركة باربعينية و مأثرة الامام الحسين و نداء "من الانبار الى الحسين" .
2. بدليل ان ابناء الجيش العراقي هم الذين اشعلوا انتفاضة آذار 1991 حين اطلق ضابط صف غيور النار على جدارية الدكتاتور في البصرة وسط حشود العسكريين، لتسري نيران الانتفاضة الشعبية في العراق من اقصاه الى اقصاه، و بكلّ اطيافه . .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوة العربية الكوردية اساس التحرر و التقدم (3)
- الاخوة العربية الكوردية اساس التحرر و التقدم (2)
- الاخوة العربية الكوردية اساس التحرر و التقدم (1)
- من اجل عدم الانزلاق الى الدكتاتورية مجدداً !!
- الاستبداد و الانترنت (2)
- الاستبداد و الانترنت (1)
- الاخوة العربية الكوردية و (دجلة القائد العام) (2)
- الاخوة العربية الكوردية و (دجلة القائد العام) (1)
- لماذا تنعدم الثقة ؟
- من اجل السلم و عدم عودة القوات الاجنبية !
- هل انتهى الاساس المذهبي للمحاصصة ؟
- مصادرة حرية المرأة، مصادرة للحريات العامة
- قضيّتنا الوطنية و المصالحة التحاصصية
- عندما يصرفْ الشعب على الحكومة !!
- جديد في صراعات المنطقة ! 2
- جديد في صراعات المنطقة 1
- الحكومة و الدولة المدنية، الى اين ؟
- لمصلحة من الإساءة للإسلام ؟
- حين يُصادَرْ القانون بإسم (القانون)
- فيتو الفقيه و مخاطر (القاعدة)


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - انفجار الغضب الشعبي و الدستور