أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - إنتفاضة شعبية..أم فتنة بعثية طائفية؟















المزيد.....

إنتفاضة شعبية..أم فتنة بعثية طائفية؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 14:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في البدء، أود التوكيد على حق الجماهير في التظاهرات السلمية كحق كفله لها الدستور، ووسيلة من وسائل الضغط لتحقيق مطالبها المشروعة. ونؤكد هنا على كلمتي "السلمية" و"المشروعة"، أي المطالب التي لا تتعارض مع الدستور. فهل توافرت هذه الشروط في التظاهرات الأخيرة التي جرت في مناطق معينة توصف بأنها مناطق عربية سنية؟

أعتقد أن هذه التظاهرات فقدت صفة السلمية لأنها قامت بسد الطرق الدولية التي تربط العراق بسوريا والأردن، كما واستخدمت فيها الأسلحة النارية في محاولة لاغتيال أحد قادتهم (صالح المطلك) مما يكشف عن الصراعات الحادة بين قادة تلك "الانتفاضة". وهنا من حق الدولة استخدام القوة لحماية السلم الاجتماعي ومصلحة الشعب. ولكن مع ذلك نصح السيد رئيس الوزراء، نوري المالكي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، نصح الجيش والأجهزة الأمنية بضبط النفس والتحلي بالصبر. كما وفقدت التظاهرات مشروعية مطالبها لأن معظمها تهدف إلى إشعال فتنة طائفية يحاسب عليها الدستور الذي صوت عليه الشعب، بغض النظر عن معارضتنا لبعض مواده، إذ يجب العمل بهكذا دستور إلى أن يتم تغييره باستفتاء شعبي.

يحاول البعض من المدافعين عن هذه التظاهرات إضفاء صفة "الانتفاضة الشعبية" عليها، وتبرئتها من دور البعثيين فيها، والإدعاء "ان فلول البعث، وتنظيمات عزت الدوري حاولت، وتحاول ركوب الموجة، وحرف المطالب الشعبية باتجاه عنصري، وطائفي بحديثه، وحديثهم عن الصفوية."

في الحقيقة إن فلول البعث لم يحاولوا ركوب الموجة، لأن هذه التظاهرات هي من الأساس بعثية المنشأ والتنظيم والأهداف والأغراض، ومن إنتاج فلول البعث ومن يدعمهم في الداخل والخارج، إذ كما قال الإعلامي السيد سالم المشكور: ((أن اسئلتنا تتناول من يوجهون التظاهرات ويحددون شعاراتها ومطاليبها. بيان عزة الدوري المتلفز اعلنها صراحة: هم أيتام النظام البائد الداخلون في العملية السياسية لتخريبها من الداخل، تنفيذا لما تعاهدوا عليه في اجتماعهم في عمان نهاية العام 2009. ذلك الاجتماع الذي عقد في منزل واجهة التمويل العراقية، ساعي البريد المالي بين الخليج وبقايا حزب البعث. الاجتماع الذي كشف تفاصيله وزير الثقافة الحالي ونشرته احدى الصحف حينها: "فقدنا الامل في إنقلاب عسكري وليس أمامنا سوى التوغل في العملية السياسية والعمل ككتلة واحدة على تخريبها من الداخل". الراعي القطري - التركي كان صاحب هذه الفكرة التي نشهد فصول تطبيقها منذ الانتخابات النيابية ومخاض تشكيل الحكومة مرورا بإعاقة عملها رغم مشاركة "الانقلابيين" فيها بكثافة.))(1) انتهى

فهل ما زلتم تعتقدون أن هذه التظاهرات هي انتفاضة شعبية لتلبية مطاليب الجماهير المشروعة؟
وإليكم بعضاً من هذه المطاليب لنرى فيما إذا كانت حقاً "مشروعة":
"إلغاء قانون مكافحة الارهاب وخاصة المادة 4 إرهاب، اطلاق سراح كل المعتقلين دون استثناء، إلغاء قانون المساءلة والعدالة، إعادة كافة منتسبي جيش صدام دون استثناء، اقرار قانون العفو العام"، أما الشعارات: فهي "إسقاط النظام - إسقاط الدستور". إضافة إلى شتائم ذات طابع طائفي مثل: زاحفون إلى بغداد لسحق الخنازير، أولاد الزنا، بغداد إلنا وماننطيها، عبدالزهرة لا يدخل الرمادي، إضافة إلى رفع علم صدام وصوره وصور أردوغان...الخ (2)
بإختصار: إعادة حزب البعث للحكم بثوبه القاعدي الوهابي.

وأخيراً جاء خطاب عزة الدوري الذي تضمن كل مطاليب "الإنتفاضة" مما قدم دليلاً ساطعاً على أن هذه التظاهرات هي من صنع فلول البعث، وهي تنفيذ لمخطط ذي أبعاد خطيرة تمهد لعودة البعث وإدخال العراق من جديد في نفق بعثي مظلم من كوارث بعثية معروفة.

يعترف أحد الكتاب المدافعين عن التظاهرات بقوله "أن رفع علم صدام نذير شؤم بالتحضير لحرب اهلية ثانية لا تبقي ولا تذر". ولكنه في نفس الوقت يدافع عن هذا الشؤم بإيجاد تبريرات له فيقول أنه "دليل على عفوية التظاهرات، وعدم قدرة الداعين اليها على السيطرة عليها".

كما ويعترف الكاتب نفسه بدور تنظيمات القاعدة، ومحاولة نقل التجربة السورية، ورفع شعاراتها، وأعلامها الطائفية... ورفع علم اقليم "كردستان"، والتهديد بالاقليم السني...الخ، وأن ".. كل المطالب حتى الآن لها طابع طائفي، ومحلي، بل شخصي. مثل اطلاق سراح حماية العيساوي، والعفو عن الهاشمي، واطلاق سراح "السجينات" والغاء قانون المسائلة والعدالة...".
ونحن إذ نسأل الأخ الكاتب: وبعد كل هذه القائمة الطويلة من الأهداف الطائفية الخطيرة، فماذا أبقيتَ من مشروعية هذه التظاهرات حتى تسميها بـ"الانتفاضة الشعبية؟". وهل حقاً حصل كل ذلك نتيجة "لعفوية التظاهرات، وعدم قدرة الداعين اليها على السيطرة عليها"؟

وعن موقف الإقليم الكردستاني يقول صاحبنا بحق: "ان صمت المدن الكردية دليل واضح على المكر، والخديعة، ومحاولة ضرب الاطراف ببعضها للاستفادة الانانية والمساومات". ولكن حتى هذا الموقف الانتهازي لقيادة الإقليم يحاول الكاتب إلقاء اللوم فيه على المالكي لأنه: "كسب قيادات المنطقة الغربية قبل فترة عن طريق التحريض على الاكراد، وقياداتهم، واستخدام ضباط جيش النظام السابق، وهم بمجملهم من المنطقة الغربية لكسب المنطقة، وإرهاب الزعامات الكردية، التي استفادت هي بدورها من بعض الضباط الذين كانوا في سوريا."
إذاً، فالمالكي هو السبب في جميع الأحوال، حتى عندما يتخذ إجراءات لمحاربة الإرهاب مثل عمليات دجلة، اعتبر تحريضاً على الأكراد، بل ونقرأ إلقاء اللوم على المالكي حتى عند حصول كوارث طبيعية مثل غرق بغداد بسقوط أمطار غزيرة غير مسبوقة، وبل وحتى خسارة فريق رياضي في سباق دولي.

في الوقت الذي نؤيد فيه الكاتب على: "ان المطالب الشعبية الآنية هي توفير الخدمات، وتحسينها. ابقاء البطاقة التموينية مع تحسينها. القضاء على الفساد، محاربة البطالة، والشروع بالبناء، والعمران، وتوفير الامن والامان، ...الخ" إلا إننا نتساءل: كيف يمكن تحقيق كل هذه المطاليب مع المطالبة بإطلاق سراح جميع السجناء المتهمين بالإرهاب، وإلغاء قانون الإرهاب... وغيرها من المطاليب التي يطالب بها منظمو "الانتفاضة الشعبية"؟

قلنا مراراً، أن ليس هناك شعب في العالم متجانس أثنياً ودينياً ومذهبياً مائة بالمائة. وهذه الانقسامات أشبه بألغام تبقى خامدة إلى أن يوقظها مشعلو الفتن. ولذلك قيل "الفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها". وليس هناك أشطر من البعثيين وأكثرهم خبرة وخبثاً في إيقاظ الفتن بتفعيل هذه الألغام وتفجيرها في المجتمع في الوقت الذي يناسبهم. لذلك فخطابات أحمد العلواني والشعارات الطائفية التي رفعوها ليست عفوية، بل هي بعثية وهابية بامتياز، يراد منها إشعال حرب أهلية طاحنة على غرار ما يجري في سوريا الآن.

خلاصة القول، إن ما يسمونه بـ"انتفاضة شعبية" هي ليست انتفاضة ولا شعبية، بل فتنة طائفية وراءها البعث والقاعدة، شاركت فيها جهات أجنبية (السعودية وقطر وتركيا) والإعلام العربي، وهي نفس الجهات التي تذبح الشعب السوري الآن، والتي اغتالت ثورة 14 تموز المجيدة عام 1963، تعود اليوم لتغتال العراق الديمقراطي الجديد. ولكن فاتهم أن العراق اليوم هو ليس سوريا، ولا عراق الستينات. فالانقلابات العسكرية انتهى دورها، وتفجير الوضع من الداخل بشعارات طائفية بات مفضوحاً، وها هي التظاهرات المضادة انطلقت في البصرة ومطالبها على الضد تماما من مطالب المحافظات الغربية، وهي مجرد البداية، والبقية تأتي في محافظات الوسط والجنوب الأخرى. وهذا بالضبط ما يريده البعث الإرهابي.
يقول أينشتاين: "الغباء هو أن تفعل نفس الشئ مرتين بنفس الأسلوب، ونفس الخطوات، وانتظار نتائج مختلفة".
[email protected]
ــــــــــــــــ
مقال ذو علاقة بالموضوع
1) سالم المشكور: شكراً عزّت الدوري !
http://www.newsabah.com/ar/2467/8/87676/%D8%B4%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D8%B2%D9%91%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%8A-!.htm?tpl=13

2) فيديو: النائب ياسين مجيد يطالب رئاسة مجلس النواب لمناقشة الشعارات التي رفعها المتظاهرون
http://www.youtube.com/watch?v=SuRFEOocWDo&list=UUgbMOpF5nb5RFWXE9qd0LDg&index=6

3) علاء الخطيب :اقتلوا المالكي فقد كفر
http://nasiriyah.org/ara/post/26516



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الديمقراطيون، هل اتضحت لكم الصورة الآن بما فيه الكفاية؟
- الديمقراطية فضحت المجتمع العراقي
- من المستفيد من إفشال العملية السياسية في العراق؟
- غفلة الغرب عن مخاطر الإسلام السياسي
- قول الصدق في زمن الخديعة عمل ثوري
- هل سيحقق البارزاني نبوءة صدام؟
- خطط مُبيَّتة لنهب ثروات العراق
- حول إلغاء البطاقة التموينية
- في مواجهة الحرب الإعلامية التسقيطية
- من يحاكم المتَّهّم...القضاء أَم الإعلام؟
- وعن جرائم البعث لا تتكلموا..!
- الشريعة الإسلامية كتبت لحل مشاكل القرون المنصرمة وغير صالحة ...
- لست تابعاً للمالكي، والعلمانية أفضل نظام لحكم العراق
- من وراء رفع صور خامنئي في العراق؟
- عراقيو الداخل... عراقيو الخارج
- مخاطر تمرير قانون العفو العام عن مرتكبي الإرهاب والفساد
- بهنام أبو الصوف في ذمة الخلود
- الفيلم المسيء والرد الأسوأ
- حول إغلاق النوادي الاجتماعية في بغداد
- في مواجهة حرب الإشاعات


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - إنتفاضة شعبية..أم فتنة بعثية طائفية؟