أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبدربه العنزى - مناقشة في مستقبل حركة فتح - الحلقة الاولى














المزيد.....

مناقشة في مستقبل حركة فتح - الحلقة الاولى


عبدربه العنزى

الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 13:10
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


مناقشة في مستقبل حركة فتح
الحلقة الأولى
عبدربه العنزي
علمتنا تجربة فتح التنظيمية ان اكثر ما استنزف جهدها، وأهدر طاقتها، وافسد تجانسها، هو الاختلاف الذي تراكم فأصبح نوعا من الخلاف الذي شق وحدة صفها، وسددت فتح الحركة والقيمة والتاريخ فواتير باهظة، ودفعت ثمن خلافاتها من قوتها وجماهيريتها وفعالية برامجها.
ان فتح ليس بخير، مقدمة كان يجب ان ندركها بعد انتخابات المجلس التشريعي عام2006، وتعاظمت أزمتها بعد الانقلاب الذي شهدته غزة عام2007، وكان آخر هذه الانتكاسات الانتخابات المحلية التي أجريت في الضفة الغربية عام2012. وبين هذه المحطات الثقيلة هذه كانت مئات المشاهد التي تستوجب الصحوة، والمراجعة، وإعادة التقدير، والتقييم الموضوعي، والهيكلة المحكمة.
فترة طويلة من الإخفاقات المتتالية التي لم تجد منقذا، صحيح تعددت المبادرات الارتجالية والعشوائية، لكنها في العموم كانت دوما تصطدم بعقول وقيادة غير قابلة للتطور، انهمكت كل الطاقات في فتح تقدم مبادرات وحلول واقتراحات،ضاعت الجهود في البحث عن تسويات هشة، وتموضعات جهوية وشخصية وانتهازية، انشغل الجميع في السؤال عن الحل، وأفرغت الحركة عمليا من الفعل والبرنامج والتخطيط والانجاز.
المؤتمر السادس لم يكن الحل بقدر ما عزز تناقضات فتح وتشرذمها وتبايناتها، فاتسعت هوة الاختلاف، وظهرت الفئوية ، وتم التأكيد على خطيئة فتحاوية قديمة جديدة ،التأكيد على انغلاق مستويات التدوير في نخبة القيادة، كان المؤتمر قد ظهر وكأنه شكل من أشكال التكليف والتعيين. وضربة محبطة لإجهاض فرصة جيل الشباب، خاصة ان العمر الزمني للشباب يبدأ في فتح بعد الخمسين، كان المؤتمر للأسف تجسيدا للازمة وليس حلا لها.
لا ارغب في عقد مقارنات تاريخية أو معاصرة بين فتح ومثيلاتها من الأحزاب في موضوع أجيال وأعمار قياداتها، لكن المؤكد والذي يجب ان نقتنع به ان الحركة تمر بمرحلة شيخوخة عقلية وعضلية ، شيخوخة على حساب أجيال متتالية من شباب فتح وشبيبتها، شيخوخة تجبر حركة تاريخية كبيرة ان تستخدم في خطواتها على عكازات ، في حين ان قوتها وشبابها يمكنهم ان يحملون الوطن وقضيته وتحدياته بقوة الأسود واندفاعاتها.
فتح تواجه مشكلة في قيادتها، عقلها التنظيمي، مبررها النضالي، وحدتها، جيل كبير في فتح يتكدس منذ عشرين سنة وأكثر دون ان يكون قابلا للصعود إلى السلم التنظيمي، ودون ان يكون خارج الحركة رسميا، جيل بالآلاف خاض تجارب تنظيمية نقابية أو عسكرية أو طلابية ، يجد نفسه مجرد عضوا مجمدا، وعلى العكس نكتشف نفس الوجوه "العواجيز" القديمة على رأس الهرم التنظيمي منهم من له نصف قرن عضوا في اللجنة المركزية.
قراءة التاريخ النضالي لفتح يستدعي ان ندرس أسباب قوتها سابقا. يمكنني الاجتهاد في هذا الشأن لأشير إلى ثلاثة عوامل جعلت فتح هي الحركة الطليعية والأكبر والأكثر جماهيرية:
أولا: الكفاح المسلح ضد الاحتلال الذي جند قطاعات واسعة لمواجهة الاحتلال. خاصة فئات الشباب، والسلاح كان الرد الشجاع في تلك المراحل التاريخية الذي منحها مصداقية وجماهيرا واحتراما. فأين هو الآن؟
ثانيا:المال، حيث كانت فتح تتلقى المساعدات والتبرعات المالية، بل وان تحتفظ بميزانيات هائلة كفيلة بتحقيق جزء من بناء مؤسساتها العسكرية أو السياسية أو الإعلامية أو النقابية. فأين مالها الآن؟
ثالث: ياسر عرفات، الشخصية الكاريزمية المركزية التي أجادت التصرف والجذب والالتفاف حول شخصها والذي كان قرينا عضويا لفتح الحركة والتنظيم. وقد اغتيل مع سبق الإصرار والترصد.
ان أي محاولة لبناء فتح أو إصلاح هيكليتها أو استعادة مكانتها لا تطرح كيفية التعويض عن بدائل موضوعية لهذه الأسئلة ستظل محاولات عشوائية تفتقر إلى التخطيط البنيوي الاستراتيجي. المطلوب عملية تحديث تشمل الإجابة عن إطار هيكلي محكم وفاعل، وإعمال لبرنامج يوضح حقيقة الدور النضالي المطلوب من فتح في المرحلة الراهنة، والاعتماد على عمل مؤسسي جماعي قيادي كبديل لغياب كاريزمية الرئيس.
المطلوب عملية تتجاوز محاولات الإصلاح إلى آليات تغيير جذرية تتناسب مع كم التحولات التاريخية التي مرت وتمر بها فتح. تغيير يراعي مبادئ التحديث في العمل الحزبي والياته وبرامجه وخططه. تغيير يعالج أزمة القائد الواحد الذي يمكنه ان يأخذ الحركة في مغامرات اجتهاده وتفسيراته، تغيير يحترم الجيل الثمانيني بمنحه دور استشاري ومعنوي لا دور تنفيذي وميداني، لان في ذلك مخالفة لسنة الحياة وحركتها.
وللحديث بقية



#عبدربه_العنزى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزائر تبارك ميلاد الثورة الفلسطينية
- -كيف غزة اليوم..؟-
- من الآخر..التسوية السياسية الصهيونية مشروع جريمة
- الكيان الجريمة


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبدربه العنزى - مناقشة في مستقبل حركة فتح - الحلقة الاولى