|
على هامش مهرجان فتح في قطاع غزة
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 00:28
المحور:
القضية الفلسطينية
أن تسمح حكومة حماس ، بإقامة مهرجان لحركة فتح في الذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقتها ، وبمسؤولية أمنية من جانبها ، بعد أن سمحت حركة فتح وقيادة السلطة الفلسطينية ، لحركة حماس بإحياء ذكرى انطلاقتها في مختلف مدن الضفة الغربية ، فهذا يشكل تطورا إيجابياً على أكثر من صعيد. فمن ناحية ، فقد حققت هذه المهرجانات انفراجاً ، هو الأول من نوعه بعد أحداث حزيران 2007 في غزة ، والتي أسفرت عن سيطرة حركة حماس ، على قطاع غزة ، وتشكيل حكومة لها فيه . حيث جاء هذا التطور ، في ظل متغيرين رئيسيين هما : الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة ، في حرب الأيام الثمانية على العدو الصهيوني وإنجاز قبول فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة ، وما رافقهما من تثمين حركة فتح لدور حماس في تحقيق الانتصار ، ودعم حركة حماس لخطوة رئيس السلطة الفلسطينية في ذهابه للأمم المتحدة . ومن ناحية أخرى ، فإنها خلقت أجواء من التفاؤل بشأن إنهاء الانقسام الجيوسياسي وضع المصالحة ، على السكة الصحيحة حيث انبرى المسؤولون في الحركتين ، في التبشير بالمصالحة القريبة وبإعلاء المصلحة الفلسطينية العليا ، على المصالح الفئوية الضيقة . لكن ما يخشى منه المراقبون الفلسطينيون ، أن توظف هذه الحالة في غير ما يراد لها ، على صعيد المصالحة ، وإنهاء الانقسام بمعنى أن تقول حركة فتح ، بأن ميزان القوى الجماهيري ، في قطاع غزة ، بات لصالحها في ضوء أن عدد المشاركين في المهرجان ، كان بمئات الألوف . وأن تقول حركة حماس ، أن ميزان القوى الجماهيري لصالحها بالاستناد إلى الحشد المليوني ، في ذكرى انطلاقتها ، والذي ترافق مع انتصار غزة على العدو الصهيوني ، بعد أن ضربت المقاومة ، ولأول مرة عمق الكيان الصهيوني ، بمختلف أنواع الصواريخ . ومن ثم توظف لعبة الأرقام ، في خدمة التصلب في طرح شروط جديدة للمصالحة ، في الاجتماع المرتقب في القاهرة ، وتجاوز ما جاء في اتفاق القاهرة في الثالث من شهر أيار / مايو 2011 ، أو أن توظف أيضاً في الترويج لبرنامج هذا الفصيل أو ذاك ، علماً أن القاسم المشترك في شعارات الجماهير ، في مهرجانات فتح وحماس : هو التأكيد على المقاومة ضد الاحتلال ، وليس تمجيد هذا القائد السياسي أو ذاك. كما أن مجسمات الصواريخ ، التي ظهرت ، في مهرجان فتح في غزة وأغاني وأناشيد الثورة ، التي انطلقت ، من مكبرات الصوت والهتافات الثورية ، التي انطلقت من الحناجر ، تؤكد أن جمهور فتح يعطي الأولوية لإعلاء راية المقاومة. أسوق التخوف من لعبة الأرقام ، ليس من باب التشاؤم ، ولا لبث روح الإحباط ، في نفوس أبناء شعبنا ، بل من باب التحذير من الاستخدام الخاطئ للأرقام ، ما يستدعي ، توظيف هذا الحضور الجماهيري باتجاه البناء وطنياً عليه ، واعتبار أن المهرجانيين المركزيين ، لكل من فتح وحماس ، ما هما إلا مهرجانين للوحدة الوطنية ، وإنهاء الانقسام . إن المعيار الحقيقي ، للمناخ التصالحي الراهن ، يكمن في نقل بنود المصالحة الواردة في اتفاق القاهرة ، وإعلان مارس - آذار 2005 من دائرة الاتفاق النظري ، إلى دائرة التطبيق الفعلي ، بعيدا عن المحاصصات الحزبية ، التي لا تمت بصلة ، للمشروع الوطني الفلسطيني بكل تفاصيله . وفي تقديري ، أن المعيار الحقيقي ، لقيمة وجدوى ، هذا المناخ الجماهيري الوحدوي ، تكمن في ترجمته على النحو التالي : أولاً : تطبيق كافة ملفات المصالحة رزمةً واحدة ، بالتوازي وليس بالتوالي فحركة حماس ، ترى أن تطبيق ملف الحريات ، والمصالحة المجتمعية يوفر المناخ الملائم للانتخابات ، وأنه لا يمكن إجراء الانتخابات في ظل استمرار حملة الاعتقالات ، في صفوفها في الضفة الغربية . وحركة فتح تريد أن تبدأ بملف الانتخابات (أولاً) ، باعتباره الناظم للحياة السياسية والديمقراطية الفلسطينية ، وتطالب حركة حماس ، أن تسمح للجنة الانتخابات المركزية ، بتحديث السجل الانتخابي ، الخاص بالناخبين في محافظات قطاع غزة . وإذا ما خلصت النوايا ، فإن الحل يكون بوضع سقف زمني لإنجاز كل الملفات ، وأن تكون محصلتها ، توفير مناخ صحي وملائم لإجراء الانتخابات ، الخاصة بالمجلسين التشريعي ، والوطني الفلسطيني . ثانياً: أن يدرك الجميع ، بغض النظر عن نتيجة الانتخابات في حال حصولها ، بأن مرحلة التحرر الوطني لم تنجز بعد ، وأن المشوار لا يزال طويل وطويل جداً ، في ضوء صلف العدو ، وسياسته الاستيطانية وفي ضوء الشوط الكبير ، الذي قطعه في تهويد القدس ، مستندا إلى دعم غير محدود ، من قبل إمبريالية الولايات المتحدة . ما يقتضي عدم القفز ، عن مرحلة التحرر الوطني ، وعدم التبجح بأي نتيجة كانت ، لمصلحة هذا الطرف ، أو ذاك ، في الانتخابات والعمل فوراً على تشكيل حكومة وحدة وطنية ، من مختلف الأطياف الوطنية الفلسطينية يكون هدفها المركزي ، حماية المشروع الوطني الفلسطيني ، من الضياع والتبديد. ثالثاً: أن يأخذ البرنامج السياسي القادم ، لمنظمة التحرير المتغيرين الرئيسيين ( انتصار المقاومة ، وقبول فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة ) ، بعين الاعتبار ، ما يتطلب إعادة الاعتبار للمقاومة بكل أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة ، وتثمير قبول فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة ، باتجاه المغادرة النهائية للمفاوضات مع العدو الصهيوني ونقل ملف القضية ، برمته إلى الأمم المتحدة ، ما يعني التخلص والتحرر نهائيا من تبعات أوسلو .
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجزرة الاستيطان تجهض حلم الدولة الفلسطينية
-
مبادرة عربية جديدة للسلام ... أية مهزلة هذه ؟
-
حول التحديات والمهام الفلسطينية الراهنة
-
فلسطين - دولة غير عضو - إنجاز كبير ..ولكن ؟
-
اتفاق القاهرة لوقف إطلاق النار في الميزان
-
صواريخ المقاومة تصنع ملحمة النصر وتاريخاً جديداً للشعب الفلس
...
-
الجبهة الشعبية تعيد الاعتبار للفعل المقاوم ضد الاحتلال
-
ذكرى بلفور مناسبة لاستخلاص الدروس وليس لممارسة طقوس كربلائية
-
مرسي يصدم مصر والأمة العربية برسالته الحميمية إلى بيريز
-
المحرقة في مدارس الأونروا مجدداً !
-
رسائل طائرة حزب الله للعدو الصهيوني ولكل من يهمه الأمر
-
فوز شافيز : هزيمة للنيوليبرالية وانتصار للشعوب ضد جلاديها
-
قراءة أولية في التصعيد الإسرائيلي ضد إيران واحتمالات الحرب
-
مؤامرة صهيو - أمريكية لشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين
-
أوسلو وأخواتها : خسائر صافية للقضية الفلسطينية
-
أسئلة على هامش الحراك الفلسطيني في مواجهة الغلاء
-
قمة عدم الانحياز ومحاولة استعادة روحية باندونغ
-
حراك سياسي وشعبي مصري مناهض للاقتراض من صندوق النقد الدولي
-
قرار الرئيس مرسي خطوة في الاتجاه الصحيح ... ولكن ؟
-
مقال : تهويد القدس والأقصى في إعلانات ومعطيات الكيان الصهيون
...
المزيد.....
-
لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل
...
-
مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي
...
-
المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42
...
-
سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م
...
-
خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا
...
-
خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر
...
-
كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
-
-بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب
...
-
الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
-
مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا
...
المزيد.....
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
-
غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
/ أحمد جردات
-
حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق
...
/ غازي الصوراني
-
التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية
/ محمود الصباغ
-
أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين
...
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|