أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - لا تستوحشوا طريق التغيير لقلة سالكيه














المزيد.....

لا تستوحشوا طريق التغيير لقلة سالكيه


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 3966 - 2013 / 1 / 8 - 06:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما يبدو ان غباراً سياسياً قد جلبته رياح تهب على البلاد من اطراف الجوار الاقليمي، اخذ يضاعف من عتمة الرؤية لدى المسؤولين القابضين على صولجان الحكم في العراق. مما افقدهم القدرة على تلمس سبيل الخروج من شراك الازمات التي انتجوها ولفوا بحبالها على رقاب ابناء شعبنا. وليس املاً في هؤلاء من تنابلة السياسة ان يخرجوا البلد من شبكة الازمات ونتاجاتها الفاسدة المهلكة.
ربما سيتساءل البعض عن اي تغيير يرمي هذا العنوان اعلاه. فيلقي علينا الزام الافصاح عن معناه، لكي لا تكون التفسيرات مطلقة لكلمة التغيير، نعم هو في حالات معينة يتحول الى كارثة. اجل هذا اذا ما جاء بالبديل الرديئ، او ياتي كثمرة لحسابات عشوائية مبتلية بقصر النظر، وميكافلية المنهج. وبما اننا بصدد تناول الوضع السياسي العراقي الذي وصل الى قاع التردي وتفكك الطبقة الحاكمة التي تحولت الى مراكز قوى طائفية وعرقية متصارعة متناحرة الى حد غدت فيه تضمر العداء لبعضها الاخر. لذا يصبح التغيير بمعناه الواسع، عملية انقاذ لابد منها. وتبعاً لهذا الواجب الوطني تنتهي الخشية من ولوج طريقه رغم قلة سالكيه من الكتل الحاكمة، كما تبرر الدعوة له، وترفع اية كلفة معنوية او سياسية تعيق تبنيه.
بقدر اهمية ذلك لا يصلح ان يلاذ بظل الاصلاح، الذي لا يجدي نفعاً في حالة التردي المطلق كالوضع في العراق، اذ لا يعدو كونه رقعة صغيرة لشق كبير. وفي الحصيلة لا يزيد في علاج الازمة بقدر حبة خردلة، سرعان ما تنسفه شدة التجاذبات، وتبقى مثل هذه الدعوة يكتنف بواعثها الغموض. فهل هي رؤية تكبحها اعتبارات سياسية .؟، من قبيل الخشية من ان يحسب اي موقف يدعو للتغيير هو معاداة لطرف معين، ام انها منطلقة من حصيلة تحليلات لمعطيات الوضع القائم فكانت نتيجتها قد اشارت الى ان التغيير امر لا تتوفر مقومات تحقيقه..؟ . واذا كانت الرؤية كذلك فيمكن وصفها بانها لم تعتمد على عينات اومعاينات مأخوذة من واقع المشهد العراقي المتجلي بسوئه الصارخ.
ان التغيير لابد ان تحكمه قواعد العملية السياسية الديمقراطية الحقة، بمعنى ان لا يتجاوز عليها بل يزيح عن كاهلها وزر نظام المحاصصة وما افرزه من ازمات مركبة ومتشابكة، كان لها اول وليس لها اخر، ومن اولويات ذلك ووفقاً لاسس اللعبة الديمقراطية ينبغي ابعاد القوى والاشخاص الذين افسدوا وافشلوا و اوصلوا الامور الى هذا الحد من التأزم الخطير بقانون، ومع ان ذلك ليس بالسهل تحقيقه، لكونه مرتهن بمستوى الثقافة المجتمعية السائدة، التي كان زخم التجييش الطائفي والاثني غير البريئ من انتسابه لاجندات اجنبية، قد اخذها في ركابه ووضعها تحت ابطه للاسف الشديد، ومن هنا يمكن البدء في تحريم الطائفية السياسية والتحزب القومي والمذهبي،و ذلك من خلال تعديل الدستور.
التغيير ليس انقلاباً اوالغاءً للنظام الديمقراطي، انما الغاء لقواعد الحكم المختلة التي افرزها الاحتلال، وسطر هيكليتها من استفردوا بالسلطة، وكأنها غنيمة حرب يستأثر بادسم حصصها من بيده القوة. هذه هي الحال في العراق الجديد !!، وهذه هي نتائجها المأزومة. طرف يستحوذ ويقصي الاخر لكونه هو الاقوى، واخر يستغيث لانه يشعر قد استغفل وغدر من شركائه، ولم ينصف في مكاسب الحكم. مما يجعله لا ينظر الا الى فوارق الامتيازات التي يراها يثقل وزنها لدى من كان شريكه، وتبدو له حصته مجرد سقط متاع، الامر الذي لا يترك مجالاً في تفكيره لمصالح الناس، وعساها تغرق او ينقطع عنها النور او تهلك عطشاً او يقتلها الزمهرير او تموت حراً
فهل هذه الحال يمكن ان ينفع فيها الاصلاح.. ام يتوجب لها التغيير.؟ . وهي المتصلة مباشرة بمصير البلد وبحياة الناس، وازاء حالة مأزومة الى حد ضعف كفة الوعي الوطني لدي اطرافها،وعليه يمكن ان يصبح مفهوم الاصلاح رطينة لديهم، فلا احد منهم يفهمها ولا يستوعب مرور أليات هذا الاصلاح وهم يروها ليست ستأخذ من حصصهم شيئاً كما فعل بعضهم للبعض الاخر، وكان ذلك سبب التازم، وانما ستقطع الطريق عليهم فيما كانوا يستحوذن عليه خلال عملية محاصصة ظالمة. فمن الذي يكفل قيام الاصلاح في ايدي من كان سبباً في خلق الازمات والتخريب واستشراء الفساد..؟ سؤال يدعو الى القول : لا تستوحشوا سلوك طريق التغيير لقلة سالكيه.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير ... يؤخذ غلابا
- تجليات مصالح طبقية في الغاء مفردات التمونية
- المؤتمر الوطني ... امسى بغيبوبة ام تُقرأ عليه صلاة الغائب..؟
- هل سيكون الرئيس مام جلال - دليلاً للحائرين..؟ -
- جدلية العلاقة بين المواطنة كحقوق والوطنية كواجبات
- ورقة الاصلاح .. وعود مبهمة وترقب سلبي
- الربيع العربي ... ثمار معطوبة وشعوب مغلوبة
- سطو مسلح بالتصويت لسرقة اصوات الناخبين
- ثلاثية تركيبة الحكم في العراق وثنائية الازمة
- شرارة دكتاتورية تطلق على بيدر الثقافة الديمقراطية !!
- ما اشبه فضيحة اليوم بجريمة البارحة
- رمية حجر في بركة المشهد العراقي الراكدة
- هروب من قاعة المؤتمر الوطني الى غرفة اللقاء..!
- المؤتمر الوطني للحوار... وسيلة ام هدف ؟
- الشعب العراقي يريد حلاً وليس ترقيعاً
- ثمار الربيع العربي وهبوب رياح الخلافة الاسلامية
- تقليعة الاقاليم ... استعرض قوة ام استهلاك محلي ؟؟
- ازمة علم في متن ازمة حكم
- بانوراما المشهد السياسي العراقي ... اخر طبعة
- في حصاد العملية السياسي يطير الغلال ويبقى القش !!


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - لا تستوحشوا طريق التغيير لقلة سالكيه