أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - سلاح الصحافي قلمه وعدسته... وحمايته تقع على عاتق الدولة















المزيد.....


سلاح الصحافي قلمه وعدسته... وحمايته تقع على عاتق الدولة


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3965 - 2013 / 1 / 7 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقال ان الخليفة عبدالملك بن مروان سأل شاعرا : أنت لم تعد تقول شعرا الآن ؟!.. فأجاب الشاعر : كيف اقول وأنا لا اشرب ولا أطرب ولا أغضب ؟! لذلك لا اتعجب عندما وصف الشاعر الامير / عبدالله الفيصل نفسه ب(الشاعر المحروم) وهو الامير الثرى جدا !!..ولكنه محروم من ألا يكون أميرا وألا يكون فقيرا معدما معذبا جائعا فاشلا مضطهدا مقهورا يدق ابواب الناشرين ويتلمس ابواب النقاد لانه يبحث عن خرم أبرة يطل منه على الدنيا !!.. من هذا الشعور بالحرمان يتولد الشعر عنده !!.. ويكون الشعر نوعا من التحدى لكل هذه الظروف العاتية التى لاتريده أن يكون شاعرا !!.. والصحافى الذى ينادى بالحرية والانطلاق يكره الابواب والنوافذ والاغلال والقيود ... هذ الصحافى محبوس فى مقالاته وكلماته ولابد ان يقول كلاما له معنى !! فالصحافى لايجلس فى الهواء الطلق او فى المكاتب المكيفة يكتب مقالاته او يقطفها من على الاشجار !! انه يعانى وقد يجلس ساعات امام اوراقه وجهاز الكمبيوتر الخاص به فلا يكتب !! .. ولكنه يكتب فى آخر لحظة !! وهو يختار آخر لحظة لكى يخلق فى داخله رغبة الاستعجال !! .. ومن هذا التحدى ينتصر على نفسه وعلى الظروف والاجواء الغير صحية فيكتب لكى تتمتع انت بالحقيقة وحدك !!.. لذلك ينشد الصحافى الباحث عن الحقيقة العزلة الآمنة والدفء والألم والقلق فى اضيق مكان !!!.. فى هذا السجن الانفرادى الاختيارى تولد اجمل الافكار والمقالات !!..

واستاذنا العظيم هو حيوان اللؤلؤ !! ذلك الحيوان المسكين الضعيف الهزيل الهلامى الذى يعيش فى صومعة صماء بعيدا عن الضوضاء والضياء !!.. وفى هذه العزلة يوارب أبوابه ليعيش على كائنات صغيرة فى الماء !! وتتسرب اليه ذرة من الرمل !!! هذه الذرة من الرمل تقف على لحمه الهلامى الحساس فيتوجع ويغلق ابوابه على هذا الألم ويفرز مادة فضية حول هذه الذرة لكى يعزلها عن بقية جسمه !!.. ومن هذه المادة الفضية تتكون حبة اللؤلؤ !!.. فليست حبة اللؤلؤ الا محاولة مستمرة مرهقة لسنوات لاحتواء الوجع والألم !!.. على الرغم من انه هو الذى ادخل الوجع وهو الذى يعزله !!.. ومن احتواء الألم وعزله واظهاره وابرازه يكون الفن الابداعى الجميل : حبات من اللؤلؤ !! حبات من العرق !! حبات من الدمع !! حبات من العناء ليلا ونهارا !! فنحن لم نكن نعرف مواجعه ولكن هذه اللؤلؤة أكدت لنا ذلك !! فاذا كان الألم قبيحا فان التعبير عنه تحفة فنية رائعة !!! واذا كنا لم نرى الحيوان وهو يتوجع فنحن رأيناه وهو يتسامى بالألم !! حتى رحنا نهتف معه وله : يعيش الألم اذا كانت نتيجته حبات من اللؤلؤ !! وكذلك يعيش الصحافى حياته وسط كم كبير من الاحباطات والألم والمعوقات التى تعوق عمله !! ولكنه يتغلب عليها كلها من أجل حبة اللؤلؤ (الحقيقة ) التى يقدمها للقارىء !!..

ورغم كل المحاولات التي تود تشديد قبضتها على الصحافة الا انها استطاعت ان ترتقي وتتميز في التاثير على الشعوب نحو حرية الكرامة الانسانية ...لقد بدأت الأقلام التي جف حبرها تسيل بفرحة الحرية والعدسات التي لم ترى النور تنتشر يميناً ويساراً بنور جديد وحرية طال انتظارها وألسنة الإعلاميين التي أخمدت لسنوات طويلة عن نشر معاناة الشعوب بدأت تغرد بفرحة الحرية، جاء هذا الانفراج في حرية الرأي والتعبير بعد رحيل بعض النظم الطاغوتية العربية.... مما لاشك فيه انه كانت هناك حرية اعلام ولكن مقيدة !! فكانت هناك اجراءات تتخذها الدولة عند اصدار الصحف المستقلة حيث ينبغي الحصول على موافقة من الاجهزة الأمنية التى كانت تعترض رؤساء الصحف وكذلك القنوات الخاصة وتمنع برامج ضد النظام .... فكان التدخل مباشر في الصحف القومية وغير مباشر للصحف المستقلة... وخلال فترة الثورة كانت" الدولة بكافة أجهزتها تمنع وصول الصحافيين لنقل ما يحدث من انتفاضة شعبية لوسائل الاعلام كان هناك تضيق باغلاق مكاتب قنوات وهذا ما حدث مع قناة الجزيرة ولبعض الصحفيين الاجانب فى مصر .. الى جانب منع اعطاء اى معلومات عما يحدث داخل مصر, وكان التلفزيون المصري يمارس ذلك ويمنع نقل ما يحدث في الشارع المصري بشكل حقيقي ولكن الاعلام لم برضخ لذلك ونشروا هذه المضايقات في اعلامهم وثم الضغط من قبل القوي الفاعلة للنقل الصورة الحقيقية حيث تغيرت الاوضاع قبل نهاية الثورة بالنسبة للاعلام!!!...

ان اساس اندلاع الثورة هو عدم وجود حرية سياسية واعلامية فقد قتل النظام السابق الحريات المصرية ... وعلى صعيد حرية الاعلام لم يسمح هذا النظام الطاغوتى باصدار الصحف او التعبير عن الراي في وسائل الاعلام غير الحكومية ولم يسمح ايضا للصحف والقنوات غير الحكومية بالنقد للنظام.... ان الفساد الامنى في الحكومة المصرية التى كانت تعمل لخدمة النظام الطاغوتى يتمثل فى القيام باعتقال كل من يبدي رأيه سواء كان مفكر او ناشط سياسي او اعلامي او صحافي يقوم بنقد النظام او اظهار الحقيقة في قضايا الفساد والظلم في النظام السابق !!! الى جانب الانتهاكات خلال الثورة التي نفذها نظام مبارك السابق والتى تمثلت بالاعتداء على مصورين سواء كانوا عرب او اجانب بالضرب والمنع من التصوير والاعتقال وتكسير الكاميرات خلال تغطية الثورة ووضع عراقيل امام الصحافيين لعدم الوصول الى مناطق الثوار!!!...حرية الصحافة لم تكن تمارس بشكل حقيقي إلا عن طريق الإنترنت، مما إضطر النظام لإغلاق الإنترنت خلال الثورة لعدة أيام !! كما أن صحف المعارضة كانت تحت رحمة النظام، ولم تكن أي صحيفة تفلت من قبضته....كانت المضايقات من قبل عناصر امنية مشددة ودقيقة وتطال احيانا للاعتقال ومصادر الكاميرات والديسكات والتهديد بمغادرة المكان او التهديد بالاعتقال حال عدم الاستجابة !!خير مثال على صدق كلامى اننى اعتقلت من قبل عناصر امن لمدة 6 ساعات في الاسبوع الاول للثورة قرب مسجد عمر مكرم وصادروا مني كاميرا التي كانت تحوى صورا التقطتها لمحمد البردعي رئيس حركة التغيير المصرية !!..


ولكن بعد انتهاء ثورة 25 يناير بدأت الأقلام التي جف حبرها تسيل بفرحة الحرية والعدسات التي لم ترى النور تنتشر يمبنا ويسارا بنورا جديد وحرية طال انتظارها والألسنة التي اخرست لسنوات طويلة عن نشر معاناة الشعب بدأت تغرد بفرحة الانتصار وحرية الراي والتعبير....وهكذا بدأ فيضان من الأقلام تتسارع وتجتاح الصحف والمواقع و الفضائيات وعدسات الكاميرات ينقلوا الأحدث السياسية بعد حجب للسنوات طويلة في ظل قمع لحريات الرأي والتعبير.... لكنك تصطدم بجدار الرقابة على ماينشر في الصحف المصرية سواء الحكومية او الخاصة بعد الثورة ... ومن وجهة نظرى المسؤول الأول عن تلك الرقابة هم رؤساء تحرير الصحف أنفسهم.!!.. وسبب ذلك كون رئيس التحرير هو المسؤول قانونيا عن ما ينشر في الصحيفة!!..حيث نجد في القانون أحيانا قيودا كثيرة في بنود كثيرة أغلبها نصوص فضفاضة... وأحيانا يدفع هذا رئيس التحرير الى تقييد الصحافى أكثر لأنه مسؤول أمام القانون عن ما ينشر في الصحيفة..." الى جانب ان الرقابة موجودة في الصحف وأحيانا يسمح بنشر مقال في صحيفة ما ويمنع في أخرى!!...لذلك اطالب هنا وفى كل مكان بضرورة وقف الرقابة المسبقة على الصحف وأن يتمكن الكاتب من اللجوء الى القضاء في حالة عدم نشر ما يكتبه!!. وافضل ان تحظر الرقابة المسبقة على الصحف وان يتمكن الكاتب من اللجوء الى القضاء في حال منع صدور ما يكتبه... فالحرية شرط لابداع الكاتب وفي غيابها يتحول الى بوق ينطق بما يريده الاخرون!!.. الى جانب أن الكاتب الذي يكتب في جو من القمع أو الرقابة وهو لا يخشى ان يرفض مقاله فحسب ، بل يخشى أيضا أن يجر عليه مالاتحمد عقباه لا يمكن ان ننتظر منه ان يبدع !! .. يجب ان يعلم الجميع انه لا يوجد تعارض بين الحرية والمسؤولية ولا يجوز أن نفاضل بينهما لأن الحرية شرط للإبداع والمسؤولية ناظم لهذا الابداع وموجه له !!..


وليس هناك شك في ان حرية الصحافة اذا ما اردنا لها ان تتسع مظلتها بما يفيد العمل الصحفي فلابد ان نعيد النظر في تطبيق المواثيق والقوانين الخاصة بها ... بحيث نعطى للصحافة مزيدا من الحريات وتوفير قاعدة للتفكير حول التحديات المفروضة التي يمتلكها الاعلام الحديث واشكال التعبير الجديدة عبر شبكات الفيسس بوك وتويتر والمدونات من اجل ارساء الديمقراطية وضمان سلامة الصحافيين المدونيين وتوفير حماية افضل لحرية التعبير !!..لقد تصدرت كصحافى فى مقالاتى المطالبة بتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها ، مثل حرية الرأي والتعبير والحق في تنظيم التجمعات السلمية وتكوين الجمعيات والمشاركة في الحكومة http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?ArticleID=27590 ...http://www.freecopts.net/forum/showthread.php?t=93077 ... http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=291305 ... حرية التعبير هي مصدر كافة حقوق الإنسان الأخرى وأصلها !! لماذا نعتقد أن حقوق الإنسان ترتكز كلها على حق حرية التعبير ؟ لأن الحق في الحياة والحرية والأمن لا يعني شيئا للأشخاص إذا لم يكن باستطاعتهم التواصل بكل حرية والتعبير عن آرائهم دون خوف.... ولا نعرف في الحقيقة مدى الاحترام الذي يتمتع به الشخص إذا حرم من حرية الحصول على المعلومات، ونفس الأمر ينطبق على كافة حقوق الإنسان الأخرى مثل المساواة أمام القانون، وعدم التمييز ، وعدم التعرض للاعتقال التعسفي والاحتجاز أو الإبعاد او حق حرية التنقل وحق التجنيس ..إلخ... وربما تكون حرية الإعلام وحرية التعبير الأكثر عرضة للانتهاك من بين هذه الحقوق كلها ، وبالكاد توجد دولة على هذا الكوكب لا تنتهك فيها حرية الإعلام بطريقة أو بأخرى.... وهذا ما يجعل مهمتنا مهمة جدا وصعبة أيضا للغاية...الجدير بالذكر ان الدفاع عن حرية التعبير والكفاح ضد الرقابة على المنشورات والرقابة الذاتية يأخذ طابع العالمية ولا يتوقف عند أي حدود، حيث لا يمكننا الدفاع عن حرية التعبير في بلد ما والتزام الصمت حيالها في بلد آخر .. لذلك اشعر بقلق عميق ازاء المحاولات الرامية لتبرير الهجمات ضد الصحافيين في اماكن تواجدهم بالقرب من الاحداث التي يغطونها...مما لاشك فيه إن الهجمات ضد الصحافيين أصبحت "عملاً روتيني"اً تقوم به قوات الامن والشرطة المصرية ... لذلك ينبغي على النظام القائم والحكومة المصرية باعتبارهما قوة منتخبة أن يفيا بالتزاماتهما الدولية وأن يتوقفا فورا عن التسامح مع قواتها الأمنية في مهاجمة الصحافيين !!..


وهنا تطل برأسها قضية العلاقة بين الصحافيين والساسة .... فعندما تتواجه الصحافة ومن تغطى أخبارهم من الساسة وجهاً لوجه فإن خصومتهم تصير بغيضة!!...لدرجة أن أحد قادة الصحافيين في واشنطن في السبعينات ، وهو بيتر ليساجور من صحيفة “شيكاغو ديلي نيوز” كان يقول لزملائه فيما يشبه المزاح: “وهو كذلك يا أولاد.. هيا نقطعهم إرباً”...إلا أن مشهداً آخر يشي بما هو غير ذلك ، فها هو المؤتمر الصحافي ينتهي وتطفأ أنوار كاميرات التلفزيون ، وها هو الصحافي والسياسي يتمازحان ويسأل كل منهما عن حال أطفال الآخر ، بل وقد يخرجان لتناول شراب معاً، فمشاجراتهم أشبه بخناقات المحبين، التي تتسم بالقوة ولكنها لا تؤدي إلى طلاق او فراق بينهما ...لانه من المحتم أن يكتب الصحافيون قصصاً لا تعجب الساسة ، فبعضها مشين وعلى قدر كبير من الخصوصية!!...وفي كل مرة كان جيرالد فورد يتعثر في سيره كان ذلك يذكر في الصحافة ، وكان الرئيس نيكسون يكره الصحافة التي تلاحقه ، لدرجة أن قال للمقربين منه : “في يوم من الأيام سوف نمددهم على الأرض وندوس عليهم ونسحقهم ولن نرحمهم” ، وعندما وضع قائمة بأعدائه كان معظم من ذكرهم فيها من الصحافيين !!...وما يتهم به الصحافيون مبعثه أن يُنظر إليهم على أنهم خصوم ، ووجودهم على قائمة أعداء نيكسون أمر تفاخروا به....وفي وقت لاحق قالت إحدى من نالوا هذا الشرف، وهي ماري ماكجروري: “عندما ظهرت القائمة، دعاني آرت بوكفالد لتناول الغداء في سان سوسي وحظيت باحتفاء لا ينقطع”....ولكن حقيقة الأمر أنه لا الصحافيون ولا مصادرهم السياسية يحبون أن يبعدوا بعضهم عن البعض ، فالساسة يحتاجون الصحافيين لكي ينتخبهم الناخبون ، ويحتاج الصحافيون الساسة لكي يجدوا ما يكتبون عنه ، وربما يختار الساسة صحفياً أو اثنين كي يعاملونهم بازدراء ، بل قد يستبعدونه من المقابلات الصحافية لبعض الوقت ، وقد يتناول كل طرف عشاء فاخراً عقب كل معركة تحدث كل حين ، إلا أن كلاً منهما يعرف كذلك أن المرء يأكل بانتظام إذا كان في حالة انسجام...وكان الرئيس كيندي يشعر بضيق شديد من تغطية مجلة “تايم” حتى أنه أمر الجهات التنفيذية بعدم التحدث مع أي شخص منها ، واستمر الحظر لمدة 8 دقائق ، وقد نقض الحظر شقيق الرئيس ، وكان حينذاك النائب العام روبرت كنيدي ، الذي قال هيو سايدي كاتب العمود في “تايم” فيما بعد أنه “أكَلْ وِدَاني” !!..وهذا الاعتماد المتبادل هو ما يجعل استخدام المصادر المجهولة شائعاً جداً ، كما أنه يوضح السبب في أن دراسة أجريت سنة 1973 أظهرت أن حوالي ثلاثة أرباع القصص في “واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز” على مدى عشرين سنة كانت تنطوي على مصادر رسمية...

ومن الطرائف العجيبة فى الشجار الدائم بين اهل الصحافة واهل السياسة انه في سنة 1890 وفي اليوم الأخير من شهر فبراير ، التقى عضو سابق بالكونجرس كان في زيارة للكابيتول بصحافي لم تكن تعجبه قصصه الخبرية , فشده عضو الكونجرس من أنفه... فما كان من الصحفي إلا أن استل مسدساً وأرداه قتيلاً !!... هذه القصة تفتح امامنا باب عظيم تدخل منه عاصفة من الاسئلة منها : هل يجب أن يحمل الصحافي السلاح؟!!.. حيث أعلنت إدارة صحيفة "نوفايا كازيتا" الروسية أنها طلبت من السلطات الروسية السماح لصحفييها بحمل السلاح، وذلك بعد مقتل مراسلة الصحيفة أناستازيا بابوروفا والتي كانت تعمل لصالح هذه الصحيفة الليبرالية!!...وقد طَلبت السلطات في العراق والمكسيك حيث يتعرض الصحافيون للقتل والتهديد بصورة كبيرة بنفس الطلب!!.. إلاّ أن العديد من الصحافيين والناشطين في مجال حرية الصحافة والعديد من المنظمات المعارضة لحمل الصحافيين السلاح يقولون أن مسؤولية حماية الصحافى من المجرمين تقع على عاتق الدولة وليس الصحافي نفسه .... بالإضافة إلى ذلك، فإنهم يقولون أن وضع السلاح بأيدي المراسلين الصحافيين سوف يزيد من ثقافة العنف!!..لذلك اوجه هذا السؤال لكل الاخوة الزملاء من الصحافيين ماذا تعتقد؟ لو سمح لك، هل ستقوم بحمل السلاح للدفاع عن نفسك؟!.. عن نفسى اقول : حمل السلاح من قبل الصحافي يفقده هيبته ورسالته ، لاسيما ان الصحافي ناقل للمعلومة والخبر وباحث عن الحقيقة بعيدا عن العنف !!..وسلاح الصحافي قلمه وعدسته !!.. وحتى لو اجبرته الظروف على حمل السلاح فانه لايستطيع الدفاع عن نفسه كونه ليس محاربا في ميدان معركة!!.. واذا افترضنا انه دافع عن نفسه وقتل شخصا فماذا تكون القصة الإخبارية ؟ وكيف سيكتبها فهل يستطيع ان يقول بالعنوان : صحفي يقتل دفاعاً عن النفس !!...لذا فمن غير الممكن ان يحمل السلاح الى جانب قلمه وإلا اصبح الصحافي بلا ضمير...

نعم الظروف الاستثنائية في العراق اجبرت الصحافي هناك ان يحمل السلاح في العراق و بالذات في محافظة نينوى بعد هجمة شرسة على الصحافيين و الاعلاميين ذهب ضحيتها اكثر من 42 اعلامي و صحافي ، و الغريب بالامر لم تصل الجهات المختصة الى حد الآن من يقف وراء هذه الاغتيالات الا ما ندر ... خاصة وان اغلب هذه الهجمات بدأت تاخذ طابع القتل الوحشي بان يقتل الصحافي داخل منزله وامام عائلته وفي حالات اخرى تم استهداف عائلته ايضا .... فمن الطبيعي حمل السلاح رغم اننا فقدنا بهذا الاجراء المعنى الحقيقي للصحافي !! لذلك لا أؤيد حمل الصحافيين للسلاح... فهو سيكون أداة عكسية حيث سيتيح لمستهدفيهم مبررا للاستهداف... اخى وزميلى الصحافى وسيلتك التوثيقة... أقوى من أي سلاح... تشجع وتقدم وكن نبيل الهدف واجعل هدفك هو كشف الحقيقة ونقلها لقرائك او لمستمعيك او لمشاهديك.. ولا شيء غير الحقيقة... حينها ستجد سلاحا معنويا يعوض لك أي سلاح !!...نعم لحمل سلاح الكلمة... سلاح الصورة... سلاح القلم... فذاك سلاح الصحافيين الأقوى والأبقى... ولا لسلاح الضعيف سلاح الجنود المهزومين... السلاح الناري...لانه من الجنون أن نتصور صحافي يحمل السلاح !!..الصحفي سلاحه الحقيقة والقلم والكلمة النزيهة .... اياكم زملائي اياكم انه جنون أن يتحول الصحافي الى مسلح يواجه الكلمة أو حتى الاعتداء عليه بالقتل ...الصحافي لن يكون أبدا قاتلا !!!.. سلاحنا الكلمة الصادقة والنزيهة... الموت من أجل الكلمة أفضل من حمل سلاح لقتل انسان ... لأن الأخر ليس عدوك أبدا انما نخالفه الرأي فقط ونشترك معه في كل شيء...من غير الطبيعي او الممكن ان يكون حامل لواء الحقيقة (الصحافي) مدججاً بالسلاح...لانه بذلك لن يختلف كثيراً عن اولئك القتلة والمجرمين الذين يسعون لنشر ثقافة الموت والدمار... بل على العكس تماماً فهو بسلاح الكلمة والصورة يحارب الارهابيين و المفسدين والقتلة والظلاميين ويسمو ويساعد بذلك في ارساء دعائم السلم والامان في مجتمعه وبيئته.....ان حمل الصحافي للسلاح سيكون اداة لنشر ثقافة العنف فالسلاح بحد ذاته آلة عنفية وانا لا استطيع ان اتصور منظر الصحافي وهو يحمل السلاح لان اساس عمل الصحافي هو الحوار والكتابة والمعلومات فيجب التحرر من حوار السلاح الى سلاح الحوار ... الصحافي مهما استخدم من اسلحة مرافقة لاسلحته الامنة فان مهمة حمايته ليست من مسؤوليته انما تقع على عاتق الحكومة ... فالصحافيون ليسوا عناصر امنية في الجيش او الشرطة او في الميليشات المسلحة لكن ما يفترض ان يكون لا يكون في وضع كالعراق والذي دفع بوزارة الداخلية هناك الى اتخاذ قرار يجيز فيه لكل صحافي ان يحمل سلاحا للدفاع عن نفسه في اي تغطية اخبارية.... فضلا عن ان وزارة الثقافة اصدرت كراسا للسلامة الاعلامية الذي كان بالاصل كراسا باللغة الانكليزية صدر للاعلاميين العاملين في مانيلا عام 2006 نصحت فيه الاعلاميين العراقيين باتخاذ بعض الخطوات لدفع الضرر على قدر الامكان !!..

وهذا ما دفع ببعض المراقبين للشان العراقي الى ان يحذروا من مغبة انتشار ثقافة العنف بين الصحافيين والاعلاميين العراقيين واعتقد انه امر مرفوض جملة وتفصيلا !!..فالصحافي العراقي يكون اكثر حذرا من غيره بسبب تجارب الصحافيين السابقة الذين ذهبوا ضحية العنف ..فان تعرض الصحافي لاي ضغط يحاول قدر الامكان ان يكون مرنا ومحاورا مع الاخرين واسلم طريقة لحمايته هو تركه مكان العمل دون نقاش بعد تغطيته لموضوعه.... وهناك من يرى وجوب حمل السلاح في بعض المناطق يحمل الصحافي ثلاث اسلحة هي قلم وورقة وكاميرا لكن في وضع مثل وضع العراق يجب ان يكون هناك سلاح رابع نضعه لندافع عن انفسنا في مجتمع عرف بتطبيق شريعة الغابة ونبذ المخالف ورميه بالرصاص وانهاء حياته اعتقد ان السلاح الشخصي مهم وضروري لدفاع عن انفسنا من اعداء الكلمة ...فالاحزاب هناك التي تمتلك اجنحه مسلحه كلها لا يمكن ارضائها واذا ما حاولنا ارضاء الجميع فهذا يعني خيانة الامانة والصحافة ...وعندها يجب ان نتنحى عن المهنة واعتقد ان الصحافي عليه ان يفكر جيدا بان يكون صحافي في دائرة الخطر يتربص به الموت كل ساعة او ان يعتذر ويبحث عن عمل اخر ... نحن لا نلعب او نلهوا انها مهنة الموت في العراق كونها مهنة ايصال الحقيقة وألة للتعبير عن الوضع ولسان للحرية والديمقراطية التي لا تعجب الكثير ويقاومونها بالحديد والنار!!....

لذلك ارى ولعلى الاول فى هذا الامر من حيث طرحه انه من الضرورة أن يبادر الصحافيون الى صياغة مشروع قانون ينظم عمل الصحافة يكون مرجعا للمسؤولين يعرفون من خلاله ماذا يريد أصحاب المهنة....قانون يمنع الصحافي من الوصول إلى السلطة... يمنعه من الابتزاز ومن الارتهان ويمنع دوائر رأس المال الكبرى، كأصحاب الصحف الخليجيّة، من منافسته حتى الموت... الصحافي أحوج من القاضي إلى الاكتفاء والحصانة... لأن القاضي يحكم في قضايا حصلت والصحافي يؤتمن على الحاصل وما يحصل وما قد يحصل... لا سيّما ان الصحافي هو النقطة الأضعف في كل زمان ومكان... هو من يتعرض للقمع من النظام ولشتى انواع الإغراء من النظام عينه... وهو من يتعرض له الشعب بالضرب والشتم والقتل احياناً... وهو من يعمل ليل نهار من دون ان يقول له المسؤول عنه في المؤسسة الإعلامية كلمة "شكراً"... علماً ان ما يتقاضاه هذا الذي يضع حياته على كف عفريت لا يتعدى الحد الأدنى بكثير...الصحافيون مقصرون بشكل حقيقي تجاه أنفسهم وهم السبب الرئيس في حدوث هذه الانتهاكات لهم ...فهناك انتهاكات مستمرة وبعدة أشكال ضدهم ولكن لا يتحدثون بها ولا يتقدمون للقضاء بشكوى حقيقية، ولم يكون هناك وقوف بجانب من انتهكت حريته من قبل باقي الصحافيين.. فقط هي عبارة عن تضامن بالحديث وليس تحرك فعلي وضاغط ضد المنتهكين ... لذلك ارى ضرورة وقوف الصحافيين بجانب بعضهم البعض لمحاسبة منتهكي حقوق الصحافيين وان يكونوا أكثر جراءة في طرح قضاياهم وقضايا المجتمع حتى تغلب قضية حرية التعبير والرأى وحرية الصحافة علي القضايا الحزبية والسياسية والتي انتشرت بشكل كبيرة في الاونه الأخيرة والتي كانت السبب في زيادة الانتهاكات ....يجب تقديم مشروع قانون بديل للقانون القديم للحفاظ علي حقوق الصحافيين وهذا يجب أن يكون من قبل المجتمع أو الصحافيين أو نقابتهم لان السياسيين والحكوميين غير معنيين بإعطائهم حقوقهم ...كذلك يجب أن يتم تعريف المجتمع بما يحدث للصحافيين والوقوف بجانبهم حتى يتم احترامهم من قبل السلطات الحاكمة والمجتمع وغيرهم...

كما اطالب الصحافيين في حاله حدوث أي انتهاك لهم أن يقاطعوا الأنشطة ذات العمل البرتوكولي من قبل الحكومة إلى حين انتهاء كل الانتهاكات بحقهم أو الواقعة فعليا عليهم!!..لاننا فى ظل قانون غائب عند أهل القانون أنفسهم سواء من رجال الشرطة أو حتى الصحافيين الذين يجهلون نص القانون ...مالجدير بالذكرأنه لا توجد حكومة تعطي للصحافي هامش من الحرية... وسبب حدوث الانتهاكات المستمرة ضد الصحافيين هو الانقسام السياسي واستمراره بالدرجة الأولي ،إضافة إلى عدم احترام القانون أو احترام حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير... أن فقدان الهيبة لدي القضاء واستغلاله و وتسييره وفق سياسة جهة منفذة بالدولة بالإضافة إلى عدم موجود محاسبة المعتدين وخاصة إذا كان من الفئة السياسية الأخرى أو الخصوم زادت وساعدت في زيادة الانتهاكات ضد الصحافيين والتأكيد عليها لأكثر من مرة...لذلك يجب تنظيم ورش وحلقات عمل لكشف الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيين والصحفيات على حد سواء وعن تصاعد وتيرة الانتهاكات بحق حرية الرأي والتعبير في مصر ... ودور الانقسام السياسى في تكريس هذه الانتهاكات...كذلك الحصانة التي يتمتع بها رجل الأمن أو الشرطة في الاعتداء بدون محاسبة من قبل أي جهة ... كما يجب أن يكون هناك جهة تفصل ما بين القانون والتعبير عن الرأي لتحكم هل تم تجاوز الخطوط الحمراء من قبل الصحافى قبل الحكم عليه حتى يتم محاكمته واستدعائه ... الجدير بالذكر انه عند غياب فكرة المؤامرة من قبل عقول العامل في السلطة والحكومة في الوطن والتي تحاك ضدهم يمكن وقتها أن تنضج فيها حقوق الإنسان وحق الرأي والتعبير عنه...



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا تستخدم تفجير مقر جمعية -آميا- اليهودية الأرجنتينية لل ...
- الاخوان والامريكان تاريخ طويل من العمالة !! فلما الانكار؟؟
- جاسوسة عراقية هى السبب الرئيس لاقالة وزير داخلية مصر حسن الا ...
- اعلان ماسونى يهدد مرسى ... كل عميل بالاشارة يفهموا يامرسى
- بانوراما ثورة 25 يناير
- الجنيه ابو شفايف
- حقيقة زويل وكيف تفكر ادارة اوباما
- السرج الذهبي لا يجعل الحمار حصاناً يامرسى
- محارق الهولوكوست الاخوانية القادمة
- نشرة الفراخ الدستورية
- حتى لو ماتت ديانا فسوف يبقى الحب
- امرأة دخلت بالحب حياتى
- اقرؤوا تصحوا
- مرسى ورحلة الصعود من الكهف الى القصر
- قالت لى ... وقلت لها
- هل تصبح مصر فريسة الثيوقراطية
- حلمك ياسى اوردغان بلدكم نهب مصر
- سياسة ساعد عدوِّي، وساقوم بمساعدة عدوَّك
- مرسى العياط غير تاريخ العالم بخيانته لصديقه عالم الصواريخ
- يا مرسى الديمقراطية ليست حيلة فى اعتقال المجتمع وتهديد حريات ...


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - سلاح الصحافي قلمه وعدسته... وحمايته تقع على عاتق الدولة