أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رفعت الدومي - اسهار بعد اسهار الدومي .. سيرة تتجاوز الذاتية














المزيد.....

اسهار بعد اسهار الدومي .. سيرة تتجاوز الذاتية


محمد رفعت الدومي

الحوار المتمدن-العدد: 3965 - 2013 / 1 / 7 - 16:26
المحور: الادب والفن
    


يطالعنا الشاعر محمد رفعت الدومي بمنجزه الإبداعي (اسهار بعد اسهار) الذي يبدو أنه ترك توتراً في أفق التلقي ,ولعل ذلك نابع من صعوبة تحديد انتماءاته الجنسية وصعوبة التعالق مع اللغة التي انكتبت به.وهي ثاني تجربة سردية لمحمد رفعت حاول من خلالها تحقيق الخفة والتخلص من ثقل اللاشعور الموجوع .وتتميز الكتابة السردية بنوع من الغموض الذي لا يتبدد إلا بعد الغوص في عوالمها.فكأن السارد يغوص في التفاصيل والمحطات السردية الموجعة داخل بلدته.فاختلط لديه التذكر برحم الشعر.فكانت اللغة السردية في تماس مع ما هو شعري.وكان السرد كثيفا كاد أن يسحب النص السردي الى الرتابة لولا تمرس الكاتب بالشعر والقدرة على توظيف المشاهد والصور التي خلقت فرجة وأجواء احتفالية في أفق التلقي.ولعلنا نستشفها داخل حكايات عمة فتحية والخالة بهجة
ويستمر السرد في إسقاط الأقنعة عن الشخصيات خاصة شخصية الأب المستحوذة على المساحات السردية وكأن السارد يسعى إلي التخلص من عقدة أوديب . إذ يعمل على إحداث تشويش في صورة الأب والتجاسر على قدسيته وذكورته عبر الحكي .وهذا ما نستشفه من خلال العبارات التالية :"كان ابي عنيدا لا يقبل النقد,ولا يرضى باي مقاربة لا ترضيه,وأتذكر أنني ,و إخوتي,كنا دائمي الشجار معه حول مائدة الاعوام الاخيرة من حياته".
"مضت لتستعيد أنينها ,وأدركتُ أن بيتنا يسير بعصبية نحو الأسوأ , أردت أن اؤكد له أن الاتصال الجنسي في مثل حالته من المحظورات,أو يكاد, وردني الخجل, سلة من الكلمات لا أكثر,ولكن,سوف تحطم,لو قلتها ,تابوهين في الوقت نفسه,الحديث عن الجنس في حضرته,والحديث,وإن كان معاداً,عن الوحش الذي يكبر في جسده بإيقاع حاد,وسوف يظل يكبر حتى يتوحدا,ويتلاشى,ويتمدد في مساحات الغياب."
إنها عبارات ترمم طفولة المبدع وتمنحه نوعا من الانتصار والتحدي خاصة وأن الأجواء التي انكتبت فيها السيرة الذاتية,اجواء تحتفل بالثورة وتودع زمن الصمت والقمع.وبالتالي فالمنجز السردي هو انقلاب نفسي تؤسس فيه الذات وعياً جديداً وتعمل على إخراج القهر والمعاناة التي مرت بها في حقول الذرة والاستغلال البدني الذي كان يمارس على النساء العاملات. إن حضور الماضي بحدة عند المبدع لا يعني التقوقع بداخله بقدر ما كان الهدف:
"انني انتبه تماما إلى أنه ليس يوجد أحد يستطيع أن يجترح استبصارات الماضي فضلا عن المستقبل ,خاصة إذا كان ذلك الماضي ينطوي على غابة من التقاطعات الحادة,كذلك ليس هدفي هو تحريك الماضي,وانما هدفي هو انتهاك ما في نيته من خطر على المستقبل"
فالمبدع يسعى الى استشراف أفق جديد بعيداً عن الماضي .إن كتابته هي إحراق للاوراق الرجعية القديمة وإشعال فتيل السؤال والثورة في أفق التلقي.ولعل ما يؤكد ذلك هو توظيفه لشخصية محمد البوعزيزي الذي أشعل فتيل الثورة واليقظة في الوطن العربي.
إنه يتوق الى التماس مع تلك الشخصية عبر الكتابة الابداعية النارية التي تعمل على تذويب الأنا وتحدي السلطة بكل اشكالها
وما يثير الانتباه أن السارد ربط مصيرة بالدومة إذ عمل على احياءها على مستوى التخييل الذي هو في الحقيقة استمرار للكينونة الانسانية والدفاع عن الهامش والسعي إلى رفع الحصار والعزلة عنه,هذا الهامش الذي نلاحظ أن السارد يستشعر بالامن والحميمية والفرح والحركية معه,فيتوق الى الخارج أكثر من الداخل .فالخارج به عبق الخالة بهجة والمقشرين لأوراق الذرة وأخبار العشق والجنس.ولم يخل أيضا من الصراع والركض والفشل أما الداخل فمشحون بالصراعات والمشادات العائلية وسلطة الأب.
ويظل محمد رفعت مشدودا إلى فضاءات الدومة في جميع مستويات سرده لمحطات حياته.فكانت ترمز الى الرحم والهوية والانتماء ,إنها الخيط الرفيع الذي جمع ما يبدو مشتتا .دون أن ننسى أن محمد رفعت لم يتمكن من التجرد من شعريته التي مكنته استبطان عوالم الطفولة والماضي وكشفت عن المفارقات الفظيعة الموجودة بينه وبين الواقع ,ولم يتمكن من التخلص من روحه الثوريه التي مست عالمه الروائي الذي يبدو لك في الاستهلال عبارة عن فوضى عارمة لكنها في حقيقة الأمر تعكس انشغاله بالقضايا الوطنية والعربية وتفضح التوتر والاغتراب الذي يعشش في دواخله, ولعل ما يمتص درجة الالم عنده هي معاناة الاخر والتلذذ بالموروث الثقافي ومكاشفة المخبوء.ويبقى مؤلفه اسهار بعد اسهار عمل ابداعي جديدبكل ما يحمله ذلك الجديد من سمات .

د. كربوب خديجة
المغرب



#محمد_رفعت_الدومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذَبحْتُكِ جومانا أخيراً بشرياني
- روعة


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رفعت الدومي - اسهار بعد اسهار الدومي .. سيرة تتجاوز الذاتية