أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الإنسان مخلوقٌ فوضوي














المزيد.....

الإنسان مخلوقٌ فوضوي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3965 - 2013 / 1 / 7 - 15:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مع العلم بأن الإنسان بدأ يرى بفضل المنظار والمايكرسكوب أكثر من أي وقتٍ مضى إلا أن عين الإنسان هي نفسها بالذات لم تتطور ولم تزدد قوة إبصارها علما أن المجهر والمنظار يتطور في كل يوم وفي أي لحظة وتظهر هنالك تقنيات جديدة للإبصار حتى أن بعض الحيوانات قوة إبصارها تعادل قوة إبصار الإنسان بسبع مرات وأحيانا 100 مرة عند بعض المخلوقات حتى أن الذبابة التي تمتاز بضعف الذاكرة إلا أن قوة إبصارها هي أقوى من قوة إبصار الإنسان وكذلك الصقور....و...إلخ,وفي مجال الركض والهرولة أغلبية المخلوقات أسرع من الإنسان, ومع أن الإنسان بدأ يسمع بفضل السماعة الصناعية أكثر إلا أن أُذن الإنسان نفسها لم تتطور قوة سمعها كما تتطور السماعة نفسها فأغلبية المخلوقات قوة السمع لديها أقوى من الإنسان وكذلك حاسة الشم إذ أن الحيوانات (الشمية) بعضها أو أغلبها قوة الشم لديها أقوى من قوة الشم لدى الإنسان,وإذا كنا نعتز بتميزنا عن باقي المخلوقات بقوة العقل فإن هذا العقل حتى اليوم لم يستطع أن يضع حدا للنزاعات الدولية وللنزاعات الدينية والطائفية والعرقية بل أنه يستغل الأقليات ويحرمهم من حقوقهم المدنية, فكل شيء من حولنا أصبح يتطور بفعل العلم والتقدم العلمي غير أن الإنسان نفسه الذي طور كل هذه القدرات لم يستطع أن يطور نفسه أكثر, فما زالت قوة الإبصار لديه منذ آلاف السنين هي نفسها لم تزد على الإطلاق ولا حتى قدر أُنملة وليس هذا وحسب وإنما هنالك ظاهرة أكثر خطورة وهي أن الإنسان نفسه كلما تقدم عمره يتراجع إلى الوراء صحيا فيضعف بصره بعد سن الأربعين وتظهر بعد هذا السن لديه مشكلة في قوة الإبصار فإما أن يصاب بقصر النظر وإما أن يصاب بطول النظر, ناهيك عن قدراته الجنسية التي تتراجع هي أيضا كلما تقدم عمره شواء أكان ذكرا أم أُنثى.

وهنالك فوضى أخرى في جسم الإنسان البيولوجي ألا وهي أن جسم الإنسان وطبيعة خلقه ليست منظمة تماما وتظهر العبثية في مواقع الإحساس باللذة الجنسية بحيث توجد هذه المراكز الحساسة للاستمتاع بلذة الممارسة الجنسية .. نجدها موجودة بجانب مكبات النفايات والصرف الصحي مما يثير التقزز في بعض الأحيان عدى عن ذلك جسم الإنسان ليس صديقا للبيئة وليس موفرا للطاقة,فالإنسان يأكل كثيرا ويشربُ كثيرا ويستهلك كثيرا من الطاقة التي يحرقها يوميا فهو بطبيعته ليس منظما للطاقة حتى وهو نائم ينفقُ كثيرا من الطاقة ويحرقُ كثيرا من السعرات الحرارية كما يقال(على الفاضي والمليان) وبلغت الانتهازية حدا لا مثيل له إذ أنه قام أخيرا بإعادة تكرير فضلاته ليأكلها مرة أخرى من خلال محطات التنقية وكل هذا لا يكفيه ولا يكفي جشعه وطمعه وعلى وجه الكرة الأرضية ما يكفيه من مواد غذائية غير أن كل هذا لا يكفي طمع وجشع إنسانٌ واحد وبعض الأجسام وهي جالسة في مكانها على مقعد وثير تحرقُ كثيرا من السعرات الحرارية ويظهر من خلال كل هذا أن جسم الإنسان غير موفر للطاقة في الوقت الذي يفكرُ فيه الإنسان ببناء بيوت موفرة للطاقة وفي نفس الوقت الذي يصنع محركات دفع رباعية وثنائية موفرة للطاقة نجد بأن جسم الإنسان نفسه غير موفر للطاقة ويستهلك الإنسان كل المواد الغذائية الموجودة في بيئته من أجل مده بالطاقة ولا أدري لماذا مثلا جسم الإنسان غير موفر للطاقة,فلماذا وهو جالس بدون حركة يحرقُ كثيراً من الطاقة؟,لماذا خلقه الله بهذه العبثية فإن جلس الإنسان يوما أو يومين بدون طعامٍ وشراب تقوم الدنيا وتقعد علما أن الدب يجلس طوال فترة السُبات الشتوي بدون طعامٍ وبدون شراب وهذا يعني أن الدب جسمه موفر للطاقة أكثر من جسم الإنسان, والإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يقضي معظم وقته في المطبخ لإعداد الإفطار والغداء والعشاء وهذا يستهلك أكثر من نصف نهاره وهو يأكل ويشرب أكثر من الجراد نفسه, إن الإنسان يا أحبائي كائن فوضوي جدا يبيح لنفسه ما لا يبيحه لغيره..

وكذلك الإنسان هو المخلوق الوحيد على وجه الكرة الأرضية الذي يتسبب للبيئة في كثيرٍ من الأذى فيلوث البحار ويعكر المياه الصافية ويفسد الغلاف الجوي بما يبعثه من غازات سامة ويقطع الأشجار المثمرة ويصنع منها الأوراق التي يضعها فوق بعضها البعض وبنفس الوقت يؤلف كتابا يدعو فيه إلى حماية البيئة رغم أن كتابه هذا على حساب الأشجار التي يقطعها بيديه, وطور الإنسان الآلات الميكانيكية غير أنه لم يطور يديه وأصابع يديه وقدميه وكل شيء من حوله ينمو ويكبر إلا الإنسان نفسه يتراجع إلى الوراء, ويشن الإنسان الحروب المعادية لبني جنسه ويأكل لحم أخيه حيا وميتا ولا يوجد مخلوق بهذه القسوة,وفعلا الإنسان عبارة عن حيوان ابن حيوان بل وأقل من القردة،والإنسان قاتل محترف مجرم من الدرجة الأولى فهو يسطو على أرواح ودماء المخلوقات الأخرى ليأكلها مدعيا أن الله خلقها من أجله وهو أروع منها وأفضل منها علما أن الإنسان والحيوان لم يخرجا للدنيا من العبير والعنبر بل من مجرى البول مرتين,ومعظم تصرفات الإنسان تدلُ على حيوانيته وليس على إنسانيته التي يدعيها فرغم أن الإنسان يكتب عن نفسه بأنه إنسان إلا أن كل تصرفاته وغرائزه تقول أنه حيوان وإنه مخلوق من الفوضى والعدم،وإن معركة الخير التي يقودها ضد قوى الشر ما هي إلا ستارةً يخفي وراءها حقيقته المفزعة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساعدة الفقراء تؤجل الثورة
- كيف يختار الله الرسل والحكام وكبار رجال الأعمال
- العبور من ديانة إلى ديانةٍ أخرى
- سنه حلوه يا ثقافه
- الخلوة أحيانا ضرورية
- الدين بين فشل المنطق ونجاح الإغراء
- أنا مراقب جدا
- بطاقة معايدة
- إنهاء الصراع بين الدولة والدين
- الإسلام ليس وحده الذي يعرف الحلال والحرام والخير والشر
- الثورة لا تحدث إلا في الدول المتخلفة
- الفرق بين المسلم والملحد
- خمسة مبادئ أمريكية ثورية
- الحمير تعرف أصحابها
- أمي
- الثورة الحقيقية
- الانتحار
- كيف يشاركني الشيطان طعامي!
- ماذا يوجد وراء الحراك الأردني؟
- يا سيد الدمار


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الإنسان مخلوقٌ فوضوي