أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات الحداد - صمت الخراف















المزيد.....

صمت الخراف


فرات الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 1144 - 2005 / 3 / 22 - 14:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يبدوا التقارب بين التسمية للعنوان أعلاه وأسم فلم صمت الحملان متقارب جدا ويحمل الكثير من التشابه. فالخراف هي الخراف، والحملان هم صغارها.فلم صمت الحملان (silence of the lambs) أخراج جوناثان ديم وبطولة جودي فوستر والممثل الرائع أنتوني هوبكنز.يتحدث الفلم عن جرائم قتل بشعة تتكرر في أحدى المدن الأمريكية يقوم بها مجرم محترف وهناك حلقة مفقودة تتعلق بسادية المجرم الذي يمثل بضحاياه. تحاول الباحثة من قسم البوليس (جودي فوستر) الحصول على نتائج محددة وربط خيوط الجرائم بجرائم مشابهة. من خلال استنطاق بحثي لقاتل محترف معتقل، سادي ووحشي أيضا ويتلذذ بالمثلة بضحاياه. يقوم بدوره الممثل هوبكنز. ولكن التحقيق والبحث والدراسة من قبل الشرطية يتحول الى مخادعة تجبر الباحثة على الاعتراف للمجرم بوقائع عن تأريخها الشخصي أثرت عليها. وتجد الباحثة نفسها تحت سطوة وتأثير أفكار المجرم الذي بدأ يربك البحث. في نهاية الفلم يقبض على المجرم الأخر الذي روع المدينة، ولكن المجرم الوحشي القابع في السجن (هوبكنز ) يجد الخطة للهروب بعد قتل حراسه، وتلك دلالة على أن الجريمة مستمرة وأن المجرمين يجدون المكان والوقت المناسب لتطوير الجريمة وانتشارها وأن قوة الردع تظل كليلة وغير كافية لتطويقهم وتدمير قوتهم وكبح نوازعهم الجرمية.
استعرت عنوان الفلم لأن الجريمة التي قامت بها عصابات حواسم الصدر ضد طلبة جامعة البصرة لها صلة قوية بانتشار الجريمة المنفلتة في العراق،ولها امتداد وبعد سياسي، وتمثل مقدمات لجرائم سوف تتلاحق تباعا لتصل الى نهايات تجعل الكثيرين يعضون أصابع الندم. وكذلك فأن صمت القبور الذي تمارسه القوى السياسية العراقية يدفع بسهولة للتشبيه والاستعارة.
أفضل أن أضع أسم خراف بدلا عن حملان.فالحمل فيه الكثير من الرقة والنعومة والبراءة ولن يكون شاهدا كفأ على ما يحدث من حوله، فهو صغير ووديع ولن يستطيع تفسير ما يحدث ولذا فهو لا يملك غير الصمت واللعب بعيدا.ما دفعني لاختيار التسمية هو التشابه المطلق بين وقائع الفلم وانتشار الجرائم بمختلف أنواعها في العراق دون رادع مع كثرة الشهود من ذوي المسؤولية.حيث يبدوا أن وقائع الفلم يعاد تكرارها يوميا في العراق وحادثة الاعتداء التي تعرضت لها فتاة الفلم في طفولتها تتكرر بعدة أشكال وبنماذج مختلفة ومتباينة في أن.
الخراف وربما الجمع المناسب لتلك التسمية وحسب الرغبة العراقية هو الطليان.من هم هؤلاء الخرفان أو الطليان ولم فضلوا الصمت وأمام أنظارهم تغتصب الهوية الوطنية العراقية ويخرق القانون وتمارس لعب العهر السياسي ويعتدا على ويخرق القانون والأخلاق والضمير والذمم وهم في صمتهم غاوون.
الخراف تبدأ بالثغو حين تكون الذئاب بالجوار ولكنها تصمت هلعا حين تقترب منها وتلامسها الذئاب. أنها فطرة الاستسلام للموت. وهي تشترك بذلك مع جميع أبناء جلدتها من حيوانات الله عدا البشر فأنهم يواجهون الموت المفاجيء بصرخة تربك القاتل ولكنها لا تردعه.
كانت قوانا السياسية في عهد معارضتها لحكم حزب البعث الفاشي . لا تصمت، ولم تدع سقطة من سقطات النظام أن تفلت منها. واستطاعت عرض عوراته وجرائمه وأوصلت شكاوى العراقيين الى أبواب البرلمانات والهيئات الدولية.كان صوت المعارضة العراقية بمختلف تنوعاتها عاليا وصداحا وكنا فرحين بذلك.ولكن الحق يقال أن الذئب كان بعيدا وقتذاك.
جميع الجرائم القذرة ومختلف الوحوش الذين سيطروا وسلبوا السلطة في العراق جاء على خلفية الصمت والتوريات والخدع السياسية. وبدا أن قوانا السياسية كانت تنتابها نوبة صمت فعال تجاه جرائم وتطاول هؤلاء على حقوق البشر.فصمت الرفاق وأغمضوا أعينهم حين كان أولاد السفاح من القتلة ينهبون السلطة ويحزون رقاب خصومهم. وكان ولازال التبرير ديدن الجميع أن لم يتقدم عليه التشفي والفرح والأكثر منه التشجيع. لم تكن قوانا السياسية غير كتل من خصومات ونزاعات ونفرة وتشفي وحقد .ولم تنفرد قوة سياسية بعينها في مثل هذا الموقف الأنهزامي. لذا كان الجميع مسؤولين عن مجريات وقائع وشواهد يقشعر لها البدن ويندى لها جبين الإنسانية.لم يكن غير الصمت الجبان والخوف والنفاق وحده الذي يغطي المعايير السياسية للقوى والفعاليات العراقية.وكانت دائما نهاية مطاف العملية السياسية هي الصمت في انتظار المصيبة.
يتكرر ذات المنظر اليوم وبذات الأخلاقيات والأعراف.ويبدو أن صمت الطليان هو الخيار المناسب في العراق الجديد الباحث عن هويته الوطنية في زحمة المحاصصات الطائفية والعرقية التي جعلت جميع الأحزاب والطوائف تدير ظهر المجن لعذابات العراقيين الذين وقعوا فريسة العصابات والإرهاب وسؤ الخدمات وانفلات القانون.الجميع فضل الصمت وأسلم أمره لعصابات البعث وهي تعيد نشاطها عبر خطة السيد علاوي الساعية لإعادة تأهيل البعث بموافقة الأمريكان وجحوشهم. فضلوا الصمت بانتظار حصتهم من فتات الكعكة المسمومة.حكومة السيد علاوي تتلهى بعذاب العراقيين وتتشاطر لإعادة ما يمكن أعادته من القتلة البعثيين الى الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة الأخرى بالسرعة القصوى وقبل فوات الأوان وقرب الرحيل. الشاطر وزير الدفاع وصاحبه وزير الأمن القومي السيد داوود ووزير الداخلية يصمتون بفرح وشماتة وهم يتفرجون على انفلات الأمن وقرقعة السلاح اليومية وسرقة المال العام وخرق القانون والتعدي اليومي على حقوق البشر من مليشيات بمختلف التسميات. الصمت ديدن الجميع تجاه جرائم البعث وخطة السيد علاوي. وشماعة الصمت عن جرائم البعث دائما جاهزة، الزرقاوي وجماعته.كلا وألف كلا أن من يفعل كل تلك الجرائم وبنسبة 95% منها هم البعثيون وتوابعهم العراقية من مليشيات الحواسم وأن من يمدهم بالعون والمساعدة هم حلفائهم ومعاونيهم في سلك الشرطة والجيش ووزارات السيد علاوي وحلفاء الجبهة الطائفية والقومية.إما صمت باقي الحلفاء من أعضاء الجبهة الطائفية القومية التي شكلها بريمر فهو ما يجعلهم أول المشاركين في تلك البشاعات. وصمتهم يدينهم أن شاء البعض أم أبى.
إذا كان صمت السيد وزير الدفاع والسيد وزير الداخلية ووزير الأمن القومي مبررا كونهم مكلفين بتنفيذ خطة إعادة ترتيب البيت ألبعثي وترك باقي المهمات لغيرهم من المليشيات المنفلتة العقال.وإذا كنا نعرف عين الحقيقة بأن مليشيات الصدر هي أحدا أجنحة قائمة الائتلاف مثل غيرها من قوات بدر وثأر الله وحزب الله وعصابات السلب والنهب من الحواسم التي ترفع رايات الإسلام الملونة وتتضلل بصور السيد السيستاني وآل البيت النبوي في ملهاة تاريخية قذرة تلقى التشجيع والمناصرة من الرؤوس الكبيرة وحكومة إيران ( قائمة الائتلاف شكلت لجنة من أجل الضغط على الحكومة وسلطات الاحتلال لإطلاق سراح حواسم الصدر تكريما لهم على ما فعلوه من جريمة نكراء ضد طلبة جامعة البصرة ) .وإذا كنا ندرك المغزى والغاية من صمت هؤلاء حول جرائم مليشياتهم من الحواسم الصدريين وغيرهم. فكيف يتسنى لنا تفسير صمت القوى السياسية الأخرى التي تبشر بالديمقراطية والتقدم للعراق وهي اليوم تقف متفرجة أمام سطوة ووحشية تلك العصابات التي تسعى لوضع العراق كاملا في خرج نظام الجارة إيران بعد أن تحيله لساحة من التطرف ألظلامي.وفق أي قواعد نستطيع توصيف خوفها ورعبها واستسلامها لسطوة هؤلاء الوحوش القساة.
كنا نأمل ونتأمل أن تفك عقد ألسنة قوى شعبنا الداعية للتمدن والحضارة والديمقراطية وحقوق الإنسان وأن يصدر عنهم ما يدين الفعلة القذرة لعصابة الحواسم الصدرية ولكن خابت ظنوننا وخاب رجانا.
هذا ما يجعلنا نعتقد بأن بديل صدام الفاشي قادم لا محالة وقد وضحت معالم الطريق، وسوف تكون سلطة الحواسم من الظلاميين الذي يحكمون العراق بالكرباج والتفخيخ والتهديد والقتل العشوائي وبلغة القرون الغابرة (العصا لمن عصى ) وأعتقد أن كل من يريد الديمقراطية والحرية والحقوق المدنية سيجد أن العصا دواء جاهز لقمع أحلامه.
صمت دعاة الحريات المدنية والديمقراطية سوف يكون ثمنه غاليا.وأن من يلام أولا على ما يؤل أليه وضع العراق لاحقا هم هؤلاء من الدعاة الخجولين المترددين العاجزين الذين فضلوا سجية وطباع الخراف حين تهاجمها الذئاب وأسلموا رقبتهم لسكين الحواسم المبشرين بقانون الغاب.
ولكني أرى أن هناك أمل بدأ شعاعه يبزغ وروحه تتوقد وقوته تتفجر وسوف تفعل الأعاجيب.أنهم الطلبة روح الثورة وأدواتها.أنهم القادمون ليكسروا الصمت ويزيحوا الخراف عن طريق العراق الجديد. مثلما يقارعون ويتصدون اليوم تعديات ووحشية الحواسم، فأنهم لقادرون على أجتراح ما عجز عنه الأخريين،وسوف يضعوا الحواسم في مزبلة التأريخ وأن طال الزمن.
فـرات الحداد



#فرات_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاح( حواسم مقتدى ) الجهلة لا يعرف المسؤولية !
- زحمة القوائم والشعارات لا تلغي الوعي المتأصل عند المواطن الع ...
- السيد علاوي والعابه الخبيثة في الوقت الضائع
- مشهد الانتخابات ( السورية ) عفواً العراقية على الاراضي السور ...


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات الحداد - صمت الخراف