أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هلال مبارك الجبوري - الموصل المدينة الأفقر ثقافيا في العراق الأسباب والحلول















المزيد.....

الموصل المدينة الأفقر ثقافيا في العراق الأسباب والحلول


محمد هلال مبارك الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 22:35
المحور: الادب والفن
    


(( الموصل المدينة الأفقر ثقافيا في العراق )) الأسباب والحلول



قبل أن ابدأ بكتابة هذه المقالة أحب أن انوه إلى شيء مهم هو أنني من أهالي مدينة الموصل وهذا ما دفعني لكتابتها نصرة لمدينة الموصل وأهلها

وقع بين يدي كتاب من الكتب التي تدرس في المدارس الإعدادية وقلبت بين صفحاته وقرأت عن الشعراء في العراق وهم كثر وكيف لا وقد قالوا عن هذا البلد (( تحت كل نخلة شاعر )) ولكني انتبهت الى ما كتب بين صفحات هذا الكتاب عن الشعراء وحياتهم انتبهت إلى مسقط الرأس لكل شاعر.. فهذا ولد في مدينة الحلة وآخر ولد في بغداد وآخر ولد في النجف وهكذا تقريبا كل مدن العراق البصرة العمارة وهذا طبعا مبعث للفخر لكل عراقي ينتمي لهذا البلد الذي يزخر بكل هذا الإنتاج الأدبي احمد الصافي ألنجفي وصفي الدين الحلي ومحمد مهدي ألجواهري وبدر شاكر السياب عدى كتاب القصة والرواية والنقاد والمفكرين ولكن أين مدينة الموصل من كل هذا الكم وأين هي الموصل من هذا البلد الذي قيل عنه تحت كل نخلة شاعر لم تذكر أي شخصية خرجت من هذه المدينة هل لأنها ليس بها نخيل !! أعتقد أنه سبب سخيف لأنه بالتأكيد كلام مجازي لكثرة شعراء ومثقفين هذا البلد وكذلك ليس لأنه لا يوجد في الموصل شعراء أو مثقفين بل على العكس من ذلك هم كثر حاله حال مدن العراق إذن أين السبب يا ترى ؟ لو نرجع إلى تاريخ الحضارة الإغريقية والحضارة العربية وكل الحضارات الأخرى سنلاحظ هناك انصهار وتجانس وتبادل أفكار حتى تصل هذه الحضارة إلى أوج عظمتها لتكون بهذه المتانة وبهذا الإبداع لتؤلف عليها مئات المجلدات والكتب التي عرفتنا بها وبشخصياتها التي أثرت في التاريخ على مر العصور ولازالت تؤثر فينا ونستفيد منها رغم مرور آلاف السنين عليها وقد اخترت موضوع الإبداع موضوع هذه المقالة لأن الإبداع والكلمة تصل إلى القلب من دون تعرف هوية قائلها عربي أو كردي أو هندي أو أي بلد في العالم إذن فالإبداع ليس له هوية ونرجع إلى موضوعنا الرئيسي وهو فقر مدينة الموصل فقد قلت في بداية مقالتي هذه أنني المفروض أن أكون من أهالي هذه المدينة ! وقد تعمدت أن اكتب هذه العبارة لأنها تدخل في صلب الموضوع.. قرأت لشاعر العراق الكبير بدر شاكر السياب رأي عن الشاعر الكبير أيضا شاذل طاقة وهو شاعر موصلي انه شاعر كبير والكلام للسياب ومتمكن لكن قتله بقائه في الموصل انتهى كلام السياب واعتقد أنا شخصيا انه لو لم يكن الشاعر شاذل طاقة سياسيا ومات مسموما لم تصل إلينا أخباره فمن عاش في هذه المدينة يشعر إن هناك هوة كبيرة وفجوة لا يمكن أن تتقارب بين أهالي هذه المدينة وباقي مدن العراق ونفس الهوة ونفس الفجوة وهنا تكمن الكارثة بين أهل المدينة في الداخل وبين أهلها من الخارج أو كما يحب أن يطلق علينا أهل الموصل ((العغب )) أي العرب بلكنتهم فمهما فعل العرب الذين يسكنون خارج مركز المدينة حتى لو اخترعوا مركبة فضائية أو خرج المتنبي من بينهم لن يعيروه أي اهتمام وأكاد اجزم إنهم يقومون بمحاربة موهبة الشخص القادم من الريف حتى يستسلم أو يرحل ولولا وجود هذه الفجوة بين أهل الريف وأهل المدينة لأصبحت الموصل هي الأكثر ثرائا بين مدن العراق فكل المواهب التي ظهرت إلى النور إما عن طريق محافظة صلاح الدين هذه المحافظة ذات القلب الواسع التي لا ترفض أحدا أبدا ولا تسأل من أين أنت وإما إلى بغداد ذات القلب الأوسع لكل العراقيين طبعا هناك أمور كثيرة لا أريد أن أعرج عليها لكثرتها.. مثلا عندما تراجع أي دائرة بمجرد ما يعرف الموظف المختص انك قادم من الريف من خلال لكنتك وسمرة بشرتك لا تجد إلا عبوس الوجه وفي أحيانا كثيرة لا يرد لك السلام وسيأتي بكل قوانين الدنيا حتى يجد سببا يجعلك ترجع إليه عدة مرات وعلى العكس من ذلك عندما يأتي أحدا من أبناء جلدته فتسمع اللكنة المصلاوية بعد ذلك تعارف و كل تلك القوانين تتلاشى وتضمحل ويصبح القانون مطاطا بالشكل الذي يريده قد يقول قائل إنني أبالغ بعض الشيء لكني سأروي لكم بعض القصص الواقعية لبعض المواهب التي احتلت مكانا لا بأس به في هذه البلد الذي يلد كل يوم العشرات منهم ليسجلوا تاريخه الطويل عبدالله سالم احمد الجبوري عضو اتحاد الأدباء وعضو نقابة الصحفيين وعضو المجمع العلمي للعشائر العربية هذا الرجل كان مثابرا منذ طفولته ذكيا طموحا يروي عن لسانه هو وقد أخذت هذه المعلومات من صفحته الشخصية من إحدى المواقع الالكترونية خرجت من الأوائل في الدراسة الابتدائية والكلام له طبعا من مدرسة الرمانة الابتدائية واعتقد كان في بداية الثمانينات وكان في تلك السنة أوعزت وزارة التربية آن ذاك إلى محافظات العراق أن ترسل العشرة الأوائل من كل محافظة إلى بغداد للاحتفال بهم فكان نصيب الموصل تسعة طلاب من داخل المدينة وواحد فقط من ريف الموصل فماذا فعلت مديرية التربية في محافظتنا العزيزة أن أخذت التسعة وتركت عبدالله سالم الطفل اليتيم القادم من الريف عزيزي القارئ ركز معي والآن بعد عام 2003 خرج شاب آخر طموح من ناحية القيارة يعشق كرة القدم أكثر من كل شيء وموهبته واضحة حمل حقيبته وذهب إلى نادي الموصل ليعرض موهبته وكيف لا وهذه مدينته التي أحق به من أي مدينة أخرى ولكن مالذي حصل؟ لم يعره مدرب نادي الموصل أي اهتمام انه من أهل الريف ليس من منطقة الساعة أو الدركزلية أو حي الجامعة وهذه أحياء المدينة في الداخل لكن احمد إبراهيم لم ييأس فطرق أبواب محافظة صلاح الدين ولعب في نادي الشرقاط وسرعان ما تبناه نادي المحافظة بعد ذلك اشتراه نادي اربيل وبسرعة قياسية أصبح الآن من نجوم المنتخب العراقي ومن لاعبيه الأساسيين فرفع اسم اربيل وليس انتقاصا من اربيل فهي مدينة عراقية قبل كل شيء ولولا ذلك لما قبلت أن يكون احمد إبراهيم ضمن صفوف ناديها ولكن ضل اسم الموصل مغمورا وأنا متأكد إن خسارة نادي الموصل لهذا الشاب المثابر كبيرة ومريرة.. مثال آخر محمود حجل لاعب كمال الأجسام أيضا عرض جسمه المهول على مدربي المدينة مرة ثانية ولكنه رجع خائبا ولنفس السبب في كل مرة قادم من الريف وابن الريف ليس له مكان بينهم اعتقد ايضا انه شارك عن طريق نادي النفط في محافظة صلاح الدين وحصل على الرونزية ومرة اخرى يغيب اسم الموصل هذه الأمثلة الثلاثة كتبتها لكم عينة من عشرات المواهب كتاب شعراء قصاصين مطربين ومتفوقين دراسيا الآن هم يلقون محاضراتهم في جامعة صلاح الدين وليعلم القارئ إنني من منطقة القيارة والتي تبعد تقريبا 70 كيلو متر جنوب المدينة منذ عام 2003 إلى 2013 لم نرى الفضائية الموصلية تتجول في المنطقة أو تبث تقريرا عنها ثم لاحظوا اسم الفضائية ( الموصلية ) وهذه رسالة لا يفهمها إلا نحن أبناء الريف وأنا متأكد 90-بالمائة من ريف مدينة الموصل يتابعون فضائية صلاح الدين لان فضائية مدينتا الحبيبة لا تعيرنا أي اهتمام وأذكر مثالا آخر ولأنه رجل دين وكنا نعتقد انه من أهل النية كما يقال في العراق وهو إبراهيم النعمة وهو شخصية موصلية معروفة مع بداية سقوط النظام وفي مؤتمر لأهل مدينة الموصل نص ما قاله هذا الرجل ( يجب أن يكون محافظ الموصل جده الثالث مسقط رأسه الموصل!!) وهم عندما يقولون الموصل معناها إن أهل الداخل فقط هذا رأي رجل الدين فكيف بالباقين!! ... وقبل أن يمتعض أو يغضب أي موصلي قرأ هذا المقال عليه أن يراجع تاريخ العراق كله سيجد الموصل هي الأفقر بين كل مدن العراق وهي الأكثر تقوقعا على نفسها وانغلاقاً نحن كأدباء ومثقفين عندما نلتقي بمثقفين وأدباء أي مدينة عراقية سرعان ما تجد خيوط كثيرة تجمعنا ولكن ومع الأسف عندما نلتقي بأبناء مدينتنا تتقطع كل تلك الخيوط وأأكد مرة ثانية هي لا ينقصها أدباء أو مثقفين وليست قاصرة سواء من داخل المدينة أو خارجها ولكن لهذه الأسباب وهذه النظرة إلى كل ما هو خارج المدينة والتي لا اعرف كيف اسميها أو أعطيها عنوانا هو السبب الرئيسي لهذا الفقر وأنا أقول لأهل المدينة انتبهوا إلى ما حولكم بعين أكثر اتساعا وبقلب مفتوح على الأقل لأصحاب المواهب لان أي موهبة سواء كان شاعرا أو لاعبا أو فنانا إذا وصل إلى النجومية سيرفع اسم الموصل بغض النظر عن أصله وعنوانه وقوميته وبالرغم من أنني يائس من أن يغير شيء ولكن وكما قال الله تعالى في كتابه الكريم ((بسم الله الرحمن الرحيم-- فذكر إن نفعت الذكرى))



#محمد_هلال_مبارك_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل قتله الزمن والوطن قصة قصيرة
- المحطه


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هلال مبارك الجبوري - الموصل المدينة الأفقر ثقافيا في العراق الأسباب والحلول