حتى لا تقتل الثورة الثوريين ...

هاجر مشعل

الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 18:11
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

ان عملية الانتقال الى ديموقراطية ناجحة ومكتملة، تحتاج الى توفير ظروف ملائمة للنمو الاقتصادي ونمو مالي مستدام. وهذا ما يتطلب اصلاحات اقتصادية عاجلة .. واي دولة تغفل هذا الجانب تجابه ثورات شعبية شعواء لا تملك عليها سيطرة ولا تستطيع كبحها وان حاولت
وكما تعلمون واعلم فأن الثورات هي من يغير وجه التأريخ وهي من تمحي وتضيف له على مر العصور ومما لا شك فيه ان الثورات الشعبية العفوية هي من اصدق الثورات واكثرها وطنية ,, لكن وكما يقال فأن الشيطان يكمن في التفاصيل .. فقد تتكون ثورة يقودها اناس وطنيون ومن ثم يسرقها منهم الانتهازيين فيقتلوا الثورة ويحرفوا مسارها وليست مصر عنا ببعيدة .. فعندما كنت اشاهد الثورة المصرية على شاشة التلفيزون كنت اتصور بأن عصر الدكتاتورية في مصر قد انتهى وان فجر الحرية قد اشرق على ذلك الشعب الذي يأبى ان يموت ,, لكن من المفارقات التي حدثت هناك ان الرئيس الذي اتفق عليه لم يكن عند تسلمه اكثر ديمقراطية من مبارك الذي دامت مدة حكمه ثلاثة عقود يعدها المصريين اليوم من اكثر العصور المظلمة التي مرت على مصر .. فما هو السبب في انحراف مسار الثورة هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه الآن .. ؟ يذهب اكثر المحللين السياسيين الى ان افتقار الثورة الى قيادة حكيمة يجعل عملية سرقتها وحرف مسارها سهلة جدا .. فيما يقول آخرون بأن السبب وراء ذلك هو ان من يسرق الثورة هو نفسه من كان يعبئ الجماهير قبل ان تنضج في نفوسهم الثورة مستخدمين في ذلك وسائل عديدة مثل الوسائل الاعلامية والتي كما يعلم الجميع انها تمارس دورا اساسيا في تغيير الرأي العام وتمارس دورا كبيرا في تعبئة الحشود عن طريق نقل الحقيقة بصورة مجتزئة احيانا ومغلوطة احيانا اخرى .. وكذلك بأن تستخدم هذه المؤسسات واعني الاعلامية اسلوب الدعاية المضادة والذي اخذت به اغلب الجهات المعارضة لحكوماتها عن طريق الاهتمام بأنشاء مؤسسة اعلامية تتولى هذه المهام وبالتالي فأنهم يعدون الثورة ملكا لهم على اعتبار انهم من قاموا بتكوينها ,, كما وأن بعض النقاد يرون بأن الأنظمة الدكتاتورية التي تركز العملية السياسية بيدها وتقوم بتصفية خصومها تجعل الثورات بلا قيادة مجربة مما يسهل عملية حرف مسارها اي ان لتصفيتها ضررا قد يكون اكبر على الدولة بحد ذاتها .. وعلى اية حال وفي ضوء المظاهرات التي حدثت في الاونة الاخيرة في اجزاء من العراق فأنا مع المظاهرات ان تعهدت لنا بأن الاحزاب الاسلامية المتطرفة لن تتولى الحكم في حالة حل الحكومة الحالية وان تتعهد لنا بأن تبتعد القيادة القادمة عن سياسة التهميش والاقصاء لاي مكون عراقي وان تتعهد لنا بأن وصول اي شخص للحكم سيكون عن طريق الانتخاب وحده وبعدها فلا اعتقد بأن احد سيعارض نشوبها ,,والقصد فأن المظاهرات التي حدثت في الانبار وثورة اهلها هي ثورة تعتمل في نفوسنا جميعا.. لكن اتمنى ان لا تخرج هذه الثورة عن مسارها الوطني .. فالمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين ..

#هاجر_مشعل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات