أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - اغتصاب بقرار شرعي..!














المزيد.....

اغتصاب بقرار شرعي..!


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 14:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لن أحاول السطو على عنوان فلم المخرج المبدع خالد يوسف "زواج بقرار جمهوري"، الذي يدور حول زواج يتم من خلال أمر صدر من رئيس الجمهورية، الذي أصر على المشاركة في الزفاف أيضاً، فتنقلب أحوال أهل الحارة التعساء الذين يجدون في حضور الرئيس فرصة لتقديم الشكاوى وشرح معاناتهم له. وينقلب العرس إلى عرس للمظلومين بمفهوم أهل الحارة، الذين يتوقون لمن يسمع أصواتهم المعذبة.
إذا كانت الأصوات المعذبة تُسمع أحياناً ، وتتحول إلى طقس من طقوس الذل والرجاء في لحظات عديدة، فان في زمن الحروب تغيب الأصوات المعذبة كلياً. بل يطفو بدلاً منها أصوات التجار والمستغلين ومصاصي دماء الضعفاء، الذين يحاصرون حياة المعذبين.
في زمن الحروب تبرز عادة طبقة ذات أنياب تستغل الجهة الضعيفة، حيث تدرس ظروفها وتتعمق في جراحها النازفة، ثم تتسلل تبدأ في الاستفراد بضحيتها لنهشها. وقد يصبح النهش في هذه الأجواء أمرا طبيعياً، عادياً. والمضحك أن من يشارك في النهش قد يتحول إلى بطل ويكلل جبينه بتاج البطولة.
المرأة هي الطبقة الضعيفة في المجتمعات العربية، وفي الحروب والصراعات الذكورية تتحول من طبقة الضعف إلى طبقة الذل ثم طبقة الحاجة الملحة، حيث تتحول إلى ظهر سقط عليه كافة العبء، والأرض التي تحت قدميها رخوة تبلعها كلما أرادت أن تقف. ويشهد التاريخ النسوي العربي بدون استثناء على مواجهة المرأة العربية للصراعات، ووقوفها أمام هول المتطلبات التي كانت تؤديها بقوة وبجدارة. لكن منذ الحرب العراقية هناك مؤشرات لتجارة جديدة للنساء تحت مسميات عديدة، منها الزواج بأقل التكاليف، حيث انتشر زواج العراقيات بحجة صون العرض. وقد وصلت لائحة أسعار الزواج حسب وضع المرأة: عزباء، أرملة، أو مطلقة. والغريب أن لا احد احتج على هذه الأوضاع، حتى الجمعيات النسوية العربية لم تعلق على هذه الاهانات وعلى هذا الوضع المهين، فأغلق ملف العار العراقي، ليفتح ملف العار السوري..!
مزادات علنية في بعض الدول العربية للترويج للمرأة السورية، المرأة السورية التي وجدت نفسها داخل حرب داخلية، ولم تكن مهيأة لتلك الحرب القاسية، فوقعت ضحية للظروف. وبدلاً من مساعدتها لاجتياز الأزمة ، هناك من يقف في سوق المزاد مستغلاً صورة المرأة السورية في المسلسلات، التي كانت تظهر فيها امرأة مغرية ذات دلال وجمال وأزياء وطاعة وانحناء للرجل حتى تحولت إلى حلم الرجال. هؤلاء، الذين يروجون يقتنصون الظروف، يقومون الآن بعملية بيع وشراء تحت مسميات الشفقة وحفظ النساء، حيث تشهد المخيمات التي تضم اللاجئين السورين إلى مواقع لتحرير النساء عبر قسيمة الزواج. وآخر محطات المزاد شهدتها بني سويف في مصر، فهناك من يدعو إلى زواج السوريات بدعوى إيوائهن في منازلهم بشكل شرعي، بدون مهر أو بدون شبكة أو تكاليف زواج، حتى أن إحدى الجمعيات تريد التبرع بأثاث غرفة النوم..!
نحن نعرف معاناة الشاب المصري أمام تكاليف الزواج، لذلك قد يجد بهذه الدعوة مجالاً للتحرر من معاناته المالية ومنفذاً لإرضاء رغباته. لكن لم يسألوا عن مشاعر وأحاسيس المرأة السورية التي يكون زواجها اغتصاباً بورقة زواج شرعية، فتحت دوافع المحافظة على عفة وشرف الفتيات السوريات ترتكب جرائم الاستغلال. والسؤال: كيف يمكن أن ينهض مجتمع سوي ومترابط وناجح إذا كان الدافع للزواج هو توفير اللقمة والمأوى فقط وتحت تأثير الحاجة؟!
في رأيي على الدول، التي استقبلت اللاجئين السوريين ونصبت المخيمات للإيواء، أن تخصص الميزانيات لتوفير الحياة الكريمة للنساء وتوفير الحماية لهن عبر إيجاد الأمن والأمان من بيوت خاصة ومصانع للعمل، لأن هذه الدول تعرف قيمة الحرص على المرأة وليس تركها للأيدي تعبث بحياتها ومستقبلها. ومثال على ذلك الجريمة التي ارتكبت العام الماضي في مخيم "بونيوغون" التركي، حيث كشفت صحيفة تدعى "ايدنيلك" عن انتهاكات خطيرة تعرضت لها مئات النساء السوريات في مخيمات اللاجئين التي قامت بها السلطات التركية على أراضيها. وأكدت الصحيفة حدوث ما لا يقل عن 400 حالة اغتصاب نساء من سورية في المخيم المقام في منطقة "التناوز"، فيما ظهرت آثار اعتداء جنسي على بعض الفتيات.
وتابعت الصحيفة تقول انه تبين ظهور 250 حالة حمل في المخيم، الأمر الذي أثار بلبلة كبيرة داخل المخيم، مؤكدة انه تم استغلال بعض النساء المغتصبات لتشغيلهن كمومسات خارج المخيمات..!!
ولفتت الصحيفة الى تواطؤ المسؤولين الأمنيين والإداريين عن المخيم عن شخص يدعى عبد اصلانار- مختار القرية ويملك الارض التي أقيم عليها المخيم، وان المذكور يعمل في الدعارة. وبعد افتضاح أمر محافظ منطقة "هتاي"، الذي لم يقم بأي خطوة لوقف الانتهاكات، استقال نائب المحافظ، لكن لم تقم أي مظاهرة في العالم العربي ضد الذي يجري.
وفي الهند نظمت احتجاجات عنيفة بعد حادثة الاغتصاب الجماعي التي تعرضت لها الطالبة الهندية، التي كانت تستقل حافلة. وبعد اغتصابها تم ضربها بقضيب حديدي وإلقاؤها خارج الحافلة.
لكن من المعيب الترويج لزواج السوريات، عبر ظروف استغلالية مهينة، وعبر إطلاق مشاريع للزواج بدون أي التزام (يستطيعون الزواج من سوريات بعد انتهاء الأزمة). وزيادة في الاهانات يروجون لفكرة "البلاش"، أي بدون تكليف مالي. نعم، من المعيب أن نسمع ونقرأ عن هذه الأخبار. والمعيب أكثر أن حادثة اغتصاب في الهند تزعزع المجتمع الهندي والعالمي، ونحن نمر على اغتصاب السوريات وتزويجهن تحت عناوين تصب في سلة الاستغلال والاغتصاب الكامل لحياتهن ومستقبلهن.
فلماذا لم نسمع فتاوى من رجال الدين حول استغلال الفتيات السوريات، واستغلال فكرة "الزواج الشرعي كي يتم سترتهن"..؟!! كيف ستكون السترة في هذه الظروف..؟! وما هو الفرق بين الفتاة الهندية التي اغتصبت في الحافلة وبين الفتاة السورية التي توضع في المزاد..؟!!



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العملاء حائرون، يتذمرون...!! ..
- يا بنت الكلب...!!
- دعوه نائماً .. !
- مجد للنسوان كاترينا وساندي .. !!
- الحب المفاجيء بعد غياب أربع سنوات
- قصة قصيرة .. الرئيس الذي نطح الفيس بوك .. شوقية عروق- منصور
- الصبي القادم من خلف القضبان برفقة حنجرة صدام
- وجه بيرس يستحق وسام الحرية..!!
- قصة قصيرة: الموت في إسرائيل
- إذا فسد الملح فكيف سنملح الملح؟!
- في ذكرى النكبة -ثورة حتى العصر-..!
- جدي.. رحل أحمد بن بله آخر رجالك الثائرين!!
- محمود عباس يلعب شطرنج الكلمات مع نتنياهو
- قصة قصيرة .. الأسنان الباكية ..
- رقبة خادم الحرمين في جيب القاضي سليم
- ذاكرة الحقيبة الفارغة
- قصة قصيرة ... أنا وغولدا مائير تحت المطر
- الجزر الفلسطيني والسرير المباركي
- رجل العام -بوعزيزي- بدون نار ولا عربة خضار .
- شاليط في رام الله


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - اغتصاب بقرار شرعي..!