أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - قبل ان يغيبنا الموت - هل تركنا وصية














المزيد.....

قبل ان يغيبنا الموت - هل تركنا وصية


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 14:51
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


التخطيط مسبقا من اجل احبائنا :
ظهرت فى احد الصحف الافريقية قصة ساندرا المؤسفة. كان زوج ساندرا رجل اعمال. ومات, تاركا وراءه 15 سيارة, عدة حسابات مصرفية, نحو 4,000 دولار اميركى نقدا, محلا تجاريا, حانة, وبيتا يتألف من ثلاث غرف نوم. ولكن ما لم يتركه وراءه كان الوصية.
وحسب التقرير, استولى اخو زوج ساندرا على الاملاك والمال وأخرجها عنوة هى واولادها الستة من بيتهم. وتعيش الان هى واولادها مع اخيها بعدما غدوا معدمين. واضطر اربعة من الاولاد الى ترك المدرسة لعدم توفر المال من اجل الرسوم او الزى المدرسى الموحد.
رفعت ساندرا دعوى الى محكمة عليا, وحكمت هذه بأنه يجب ان يعاد اليها بعض الاملاك بما فيها سيارة. ولكن لم يستعد شئ. فيجب ان تذهب الى المحكمة ثانية لتطلب مرسوما يجبر اخا زوجها على الامتثال لقرار المحكمة العليا.
توضح قصة ساندرا ما قد يحدث عندما لا يخطط رأس العائلة لامكانية موته. فعند الموت, يترك كل البشر ثروتهم لاخرين. وعلاوة على ذلك, لا سيطرة للاموات على ما يحدث لممتلكاتهم. ولكى يكون المرء هو من يقرر فى ما يحل بممتلكاته, يجب ان يرتب الامور قبل موته.
رغم اننا جميعا نعلم انه يمكن ان نموت فجأة, لا بصنع كثيرون التدابير مسبقا من اجل احبائهم الباقين على قيد الحياة.
ان اخذ الاجراءات التى تتعلق بالتصرف فى املاككم فى حال الموت هى مسالة شخصية. ومع ذلك, قد يسأل المرء لماذا يعز الرجل امرأته ويعتنى بها وبأولادها اثناء حياته ولكنه لا يصنع اية تدابير من اجل خيرهم فى حال موته ؟ احد الاسباب الرئيسية هو ان معظمنا لا يرغب فى التفكير فى امكانية موتنا, وكما يقول الكتاب المقدس : " انتم الذين لا تعرفون امر الغد. لانه ما هى حياتكم. انها بخار يظهر قليلا ثم يضمحل ". - يعقوب 3 عدد 14.
ان التخطيط لامكانية الموت امر عملى. وهو يعبر عن اهتمام حبى للباقين على قيد الحياة. فاذا لم نرتب شؤوننا, فقد يفعل الاخرون ذلك. وربما يتخذ اشخاص لم نلتقهم قط قرارات بشأن ممتلكاتنا. وفى بعض البلدان, الدولة هى من يقرر من سيحصل على مالنا واملاكنا فى ظل ظروف كهذه. وفى اماكن اخرى يتخذ الاقرباء القرارات التى غالبا ما يرافقها خصام يعزز الحقد فى العائلة. وبالاضافة الى ذلك, قد يكون ما يقرره الاخرون مختلفا جدا عما كنا نتمناه.
تتألم الارملة اكثر من اى شخص اخر عندما يموت زوجها. فالى جانب حزنها على خسارة رفيق زواجها, تقع ضحية اغتصاب الاملاك. وقد وصف هذا فى حالة ساندرا. ان احد اسباب اغتصاب الاملاك له علاقة بالطريقة التى قد ينظر بها الى الزوجات. ففى بعض المجتمعات لا تعتبر زوجة الرجل جزءا من عائلته. فهى من ناحية ما غريبة ويمكن ان تعود فى اى وقت الى عائلتها او تتزوج بشخص من عائلة اخرى. وبالتباين مع ذلك, تعتقد بعض المجتمعات ان اخوة واخوات ووالدى الرجل لن يتركوه ابدا, واذا مات, تعتقد عائلته ان ما كان يملكه هو ملكهم وليس ملك زوجته واولاده.
والازواج الذين لا يثقون بزوجاتهم يعززون تفكيرا كهذا. كان مايك يناقش شؤونه التجارية مع اخوته فقط, وكانوا يعرفون حجم املاكه, اما زوجته فلم تكن تعرف الا القليل. وعند موته, جاء اليها اخوته وطالبوها بدفعة كان زوجها يتوقعها من احد المديونين. وهى لم تكن تعرف بذلك ايضا. ثم استولوا على الات نسخ المستندات والالات الكاتبة التى كان زوجها قد اشتراها لها. وفى النهاية استولى اخوته على البيت وكل ما فيه. فأجبرت الارملة وابنتها الصغيرة على المغادرة, اخذتين ثيابهما فقط.
يوافق الازواج الذين يخافون الله الرسول بولس الذى كتب : " ان كان احد لا يعتنى بخاصته ولا سيما اهل بيته فقد انكر الايمان وهو اشر من غير المؤمن ".(تيمثاوس الاولى 5 عدد8) وانسجاما مع هذا المبدأ. اذا خطط الزوج لرحلة طويلة, يتأكد انه سيعتنى بعائلته اثناء غيابه. وبشكل مماثل, أليس من المنطقى ان يصنع تدبيرا لزوجته واولاده فى حال موته ؟ ان الاستعداد لمأساة غير متوقعة ليس امرا عمليا فحسب بل هو حبى ايضا.
خسرت امرأة اسمها لينا زوجها بالموت. تقول : " عندى خمسة اولاد اربع بنات وصبى. مرض زوجى لبعض الوقت قبل موته. ولكن حتى قبل ان يصبح مريضا, كتب وصية تقول انه يريد ان تنتقل كل ممتلكاته الى والى اولادنا. وشمل ذلك مال التأمين, ارضا زراعية, حيوانات مزارع, ومنزلا. ثم وقع الوصية واعطانى اياها . . . بعد وفاة زوجى, اراد الاقرباء حصة من الارث. فأظهرت لهم ان زوجى اشترى الارض الزراعية بماله الخاص وليس لهم الحق فى ان يطالبوا بأى شئ. وعندما رأوا الوصية الخطية, قبلوها.
ان ما ستفعلونه لحماية عائلتكم فى حال موتكم هو مسألة شخصية. ولكن, من بعض النواحى, ان صنع ترتيبات كهذه انما هو كهدية لعائلتكم. طبعا, التخطيط لامكانية الموت ليس كعلبة شوكولاته او باقة زهور, لكنه يظهر محبتكم. ويبرهن انكم تريدون ان تعتنوا باهل بيتكم حتى عندما لا تعودون معهم.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسياد علم الميكانيك فى القرون الوسطى
- هل يرفع التباهى بالممتلكات من قدرنا ؟
- كيف يؤثر فينا يسوع المسيح ؟ (2 - 2)
- تأثير يسوع فى الناس حول العالم (1 - 2)
- ابلا - مدينة قديمة تنفض غبار النسيان
- لالتعزية والتشجيع - جوهرتان بأوجه عديدة
- هل السلام ممكن ؟
- الرجل والمرأة - خلقا احدهما للاخر
- مولد يسوع - كيف يحقق السلام (2-2)
- الروح الميلادية - هل تبقى على مدار السنة (1-2)
- سد حاجة بشرية اساسية - بالتقدير
- لم لا يحتفل البعض بعيد الميلاد ؟
- رفقة - امرأة تقية تحلت بروح المبادرة
- لماذا نحن هنا ؟
- سيدة الصحراء السورية ذات الشعر الفاحم
- انكار الله فى القرن العشرين
- جذور الالحاد
- على اى اساس نبنى حياتنا ؟
- قوة اللسان
- يعقوب وعيسو - قصة للتأمل


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - قبل ان يغيبنا الموت - هل تركنا وصية