أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار إبراهيم - وقفة حق -كايروس فلسطين- و-الربيع العربي-: هكذا يرفع المسيحيون الفلسطينيون راية المقاومة















المزيد.....

وقفة حق -كايروس فلسطين- و-الربيع العربي-: هكذا يرفع المسيحيون الفلسطينيون راية المقاومة


نصار إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 12:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تم إطلاق وثيقة وقفة حق " كايروس فلسطين" في كانون أول 2009، كتبت حينها بأن "إطلاق وثيقة "وقفة حق" أو الكايروس الفلسطيني، وفي هذا الوقت بالذات، لم يكن مجرد صدفة عابرة، كما لم يكن مجرد عملية تفريغ نفسي لمجموعة من الشخصيات الدينية والاجتماعية الفلسطينية تجاه الواقع الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، بل هو حدث منطقي إذا ما وضع في سياقاته الفكرية،السياسية والتاريخية.
بهذا المعنى يعبر إطلاق الوثيقة بأبعاده المختلفة عن صيرورة كانت تتفاعل وتنضج في المجال الثقافي المسيحي، ولهذا فإنها مشحونة بجملة من التفاعلات غاية في التعقيد والحساسية، لكنها بمجموعها تؤشر إلى تحرك الوعي وتمرده إن جاز التعبير على حالة الالتباس في علاقة المسيحية مع الصهيونية ومشاريعها السياسية وما شكلته معظم دول وأنظمة الحكم في المجتمعات الغربية المسيحية من حاضنة لتلك المشاريع، الأمر الذي بدأ يثير القلق المتزايد تجاه استخدام اللاهوت المسيحي لتبرير وتغطية الممارسات العدوانية والكولونيالية الإسرائيلية وصولا إلى ما يشبه حالة التماهي معها باعتبارها الترجمة العملية والأخلاقية للإرادة والوعد الإلهي كما ورد في الكتاب المقدس بما يتجاوز كثيرا بديهيات ومباديء ومنطلقات المسيحية ويضربها في عقدة أعصابها الحساسة".
اليوم وبعد مرور ثلاث سنوات على هذه المبادرة الفاعلة والنوعية، وفي ضوء جردة الحساب أو الحصاد التي قدمها المنسق العام للمبادرة السيد رفعت قسيس في مقالته التي نشرت في كانون أول 2012 تحت عنوان "ثلاث سنوات على المبادرة الفلسطينية المسيحية – كايروس فلسطين "وقفة حق"، يتضح بالممارسة أن هذه المبادرة باتت تشكل تحديا وتهديدا للدعاية أو البروباغاندا الصهيونية التي كانت تعتبر أنها تمكنت من إحكام القبضة على الرأي العام المسيحي الغربي، غير أن تفاعل الفكرة الناظمة التي حملتها وثيقة الكايروس الفلسطينية باتت ككرة الثلج، وأخذت ردود الفعل عليها تتحرك في أكثر من اتجاه وتهز المياه الراكدة على أكثر من مستوى، ومن أهم هذه المفاعيل نجاحها في إطلاق دينامية حوار في أوساط الكنائس واللاهوت المسيحي بصورة متنامية، الأمر الذي يؤشر إلى فاعلية فكرية وثقافية بدأت تتحول إلى مواقف ومطالب سياسية محددة بهدف تحديد الفواصل والتخوم ما بين الرؤية المسيحية الأصيلة التي ترفض وتعاند القهر والظلم والاحتلال، وبين الاستخدام المشوه للدين لتبرير وتوفير الغطاء والحماية لسياسات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته ضد الشعب الفلسطيني.
وقفة الحق هذه التي يرفع لواءها المسيحيون الفلسطينيون تتضاعف أهميتها ودورها في ضوء حالة الاشتباك والالتباس التي تشهدها المجتمعات العربية في ظل ما يسمى بالربيع العربي، حيث يتقاطع السياسي مع الاجتماعي والديني، وحيث تشتبك وتتصارع الاستراتيجيات وتتسع دائرة الاستخدام للدين والطوائف وتتصاعد التدخلات الخارجية في محاولات شرسة للتأثير في صيرورة الحراك الاجتماعي الذي تشهده المجتمعات العربية.
في قلب كل هذا المشهد يتموضع المسيحيون الفلسطينيون والمسيحيون العرب، حيث يلقي عليهم التاريخ مهمة ثقيلة وخطيرة إلى أبعد الحدود، مهمة الدفاع والمقاومة والتصدي السياسي والثقافي واللاهوتي، لكل محاولات استخدامهم لتسعير التناقضات الاجتماعية، ومحاولات فصلهم عن مجتمعاتهم وبيئتهم وشعوبهم وأمتهم العربية وكأنهم من خارج تاريخ وجغرافيا هذه المنطقة، وتزداد هذه المهمة عمقا وخطورة في ظل بعض الظواهر الملازمة لحالة الحراك في المجتمعات العربية:
الأولى: تقدم الإسلام السياسي واحتلاله للسلطة في أكثر من بلد عربي ( مصر، تونس، ليبيا، واليمن) وقتاله الشرس في سورية لإسقاط الدولة الوطنية السورية، فإلى جانب حركة الإخوان المسلمين كأكبر قوة سياسية بين حركات الإسلام السياسي، تنامت ظاهرة الحركات السلفية والوهابية كما انتشرت فروع وخلايا تنظيم القاعدة، الأمر الذي عمق من حالة الاستقطاب وبات يهدد وحدة النسيج الاجتماعي في أكثر من بلد عربي، هكذا وجد المسيحيون العرب أنفسهم في عين العاصفة، حيث تصاعدت حدة الهجمات ضدهم والتشكيك بولائهم القومي أو الوطني، بل وفي أكثر من بلد تم استهدافهم مباشرة ( العراق، سورية، مصر...).
الثانية: انتشار ثقافة التكفير ونفي الآخر المختلف حتى في إطار الدين الواحد. فاقم من هذه الظاهرة انتشار مئات القنوات الفضائية ومنتديات التواصل الاجتماعي الدينية، المشبعة بثقافة التحريض والاستفزاز والتشويه والإقصاء وحتى التصفية الفيزيائية، وقد أخذت الديناميات السلوكية لهذه الثقافة تضرب في كل اتجاه، عزز منها وضاعف من قوتها فعل العامل الخارجي الذي تمثل في الدعم الكولونيالي لهذه الثقافة من قبل الحكومات والمؤسسات الاستخبارية الغربية التي رأت فيها أداة سياسية واجتماعية سهلة لتمزيق المجتمعات العربية وتعزيز ديناميات التمزيق والتقسيم على أساس ديني وطائفي وإثني، الأمر الذي سيقود حتما إلى دول ومجتمعات هشة تفتقد للشعور بمفهوم المواطنة والقومية، الذي جرى استبداله بالعصبية الطائفية والدينية، التي تعتبر في أدنى سلم تطور المجتمعات، هذا من جانب، ومن جانب آخر توظيف هذا الاستقطاب والفرز الطائفي والمذهبي والديني وخصوصا ( السنة والشيعة) لخوض المجابهة مع إيران بأدوات محلية وإقليمية بما هو أقل كلفة بما لا يقاس من المواجهة المباشرة معها من قبل الدول الاستعمارية الغربية... بهذا المعنى فإن أحد الأهداف الرئيسية لهذه السياسة أو الإستراتيجية هو ضرب مفهوم التنوع في إطار الوحدة وتظهير الفسيفساء الدينية والاجتماعية وعزلها بحيث تفقد الوحدة الوطنية أو القومية القائمة على مفهوم المواطنة والحقوق والوجبات المتساوية أساسها المادي والثقافي والاقتصادي وبالتالي السياسي.
من هنا يجري الترويج وتضخيم المخاطر التي يواجهها المسيحيون العرب، وذلك لدفعهم إما للمطالبة بالانفصال حيث يمكن ذلك، أو المغادرة والهجرة لضرب أية إمكانية فعلية لفكرة التنوع في إطار الوحدة، الأمر الذي يصب في النهاية لصالح تكريس نموذج الدولة اليهودية كخيار طبيعي في المنطقة.
الثالثة: في الواقع الفلسطيني ولذات الأهداف تجري التغذية المنهجية والمتواصلة وبشتى الوسائل لفصل المسيحيين الفلسطينيين عن شعبهم ومجتمعهم ووطنهم وأمتهم، وذلك عبر استنزافهم من خلال تشجيعهم وإغرائهم بالهجرة، أو من خلال نشر ثقافة الانعزال والتهميش، أو بث حالة من الرعب الاجتماعي والديني بسبب تنامي دور وتأثير وثقافة التيارات السلفية الإسلامية، أي تكريس رواية تسونامي التطرف الأسلامي وبأن ثقافة الأغلبية الإسلامية لا تبقي مكانا للمسيحيين العرب وفي السياق المسيحيين الفلسطينيين، وعلى أقل تقدير دفعهم للتخلي عن فاعليتهم السياسية والاجتماعية الطبيعية، نحو الإنعزال في القوقعة الطائفية المحكومة بعقدة الأقلية وثقافة الحفاظ على الذات الطائفية.
الرابعة: رغم تبرير التدخلات الخارجية في صيرورة التحولات العربية من قبل الدول الغربية تحت عنوان "دعم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان" إلا أن واقع الأمر يشير إلى تبلور التحالف بين قوى الإسلام السياسي وخاصة الإخوان المسلمين بعد وصولهم للسلطة في أكثر من بلد عربي والولايات المتحدة وبقية الدول الغربية، الأمر الذي يشيرإلى بداية مرحلة جديدة في اٌلٌإقليم، تتمثل بقوس التحالف بين الدوائر الاستعمارية الغربية والإخوان المسلمين في دول الربيع العربي وأنظمة الحكم الرجعية وخاصة الأنظمة الرجعية والقبلية في الخليج العربي وامتداداتهم في حركات الإسلام السياسي وخاصة الحركات الوهابية والسلفية المدعومة من تلك الأنظمة، الأمر الذي يتجه نحو حالة من الارتداد على صعيد الحريات والحقوق المدنية وحقوق الأقليات الدينية، ناهيك عن المهادنة مع الاحتلال الإسرائيلي، وقد بدأت انعكاسات هذا الواقع الناشئ تتجلى في تجربة حكم الإخوان المسلمين في مصر وفي تونس، وما شهده الشارع المصري من حالة استقطاب وانقسام عمودي بات يهدد وحدة هذا الشعب العربي العريق والأصيل هو مؤشر على الخطورة التي وصلت إليها التناقضات السياسية والاجتماعية والثقافية، والتي تجلت بصورة واضحة في الصراعات التي رافقت صياغة الدستور المصري الجديد.
أما في سوريا فقد وصلت المجابهة ما بين أغلبية الشعب السوري ودولته الوطنية العلمانية وبين المجموعات الإرهابية المسلحة [التي وصلت أعدادها لأكثر من مئة ألف وتتلقى الدعم التسليحي والاستخباراتي والتدريبي والإعلامي من معظم الدول الأوروبية والولايات المتحدة وتركيا وبتمويل مفتوح من دول الخليج ] إلى درجة الحرب المفتوحة والشاملة والتي كان استهداف المسيحيين السوريين بكل طوائفهم هدفا مباشرا لها في كل المدن والمحافظات السورية بهدف إجبارهم على النهوض ضد الدولة أو الرحيل والهجرة، وكل ذلك في ظل حملات شحن طائفي مجنونة تقودها أكثر المجموعات السلفية تطرفا وخاصة جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام.
في هذا السياق، وفي هذا الواقع المتحرك، بكل تناقضاته والتباساته، تكمن أهمية وخطورة وثيقة الكايروس الفلسطيني، بمعنى أنها ليست فقط ذات وظيفة تصحيحية تجاه استخدام اللاهوت المسيحي الذي جرى توظيفه بصورة أيديولوجية لبناء الحاضنة الثقافية، وبالتالي الحاضنة السياسية لتبرير السياسات الغربية الاستعمارية الداعمة للمشروع الصهيوني في فلسطين انطلاقا من تبني الرواية الصهيونية ورفض الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والتاريخية، بل إن الوثيقة وما رافقها من فاعليات ثقافية وسياسية واجتماعية شكلت، وبصورة لا تقل أهمية، رافعة للنقاش والحوار والتفاعل الاجتماعي والثقافي والسياسي في المجتمع الفلسطيني التي بدأت تأثيراتها تمتد لتشمل المجتمعات العربية (التي نأمل أن تتوج بإطلاق وثيقة كايروس العربية وفقا لما أشار إليه السيد رفعت في مقالته المشار إليها أعلاه)، وبهذا يكون المسيحيون الفلسطينيون قد نجحوا في إعلاء راية المقاومة بمعناها الشامل، ويكونون مرة أخرى القوة الطليعية التي تعيد التوازن لحركة الأغلبية من خلال تذكيرها بإطارها وثوابتها وسياقاتها العروبية، وبهذا المعنى تحتل وتلعب "الأقلية"، أيا كانت طبيعتها دينية،طائفية، قومية، فكرية، سياسية، اجتماعية دورها بصورة نوعية تتخطى الحساب العددي والنسب المئوية، لتعيد تأسيس وبناء العلاقة في المجتمع، الشعب، الأمة على أساس تكامل ووحدة المكونات الطبيعية لذلك المجتمع أو الشعب أو الأمة، وهذا الدور هو دور أصيل وليس طارئ، دور طبيعي وليس مفتعل، دور مطلوب حتى لو لم تعيه الجماعة المعنية.. وفي هذه الحالة لا يعود الدور المطلوب من المسيحيين الفلسطينيين والعرب هو حماية ذاتهم، بل إن ما هو مطلوب منهم في هذه المرحلة وفي كل مرحلة هو حماية الوجود الكلياني للأمة أو الشعب، إنه دور يرتقي إلى المقدس ويصبح دورا وطنيا وقوميا وإنسانيا وتقدميا بامتياز.
بطبيعة الحال هذا الدور ليس طارئا أو مفتعلا، بل هو دور عابر للتاريخ والجغرافيا، لكنه يأخذ في ضوء المرحلة الراهنة معنى أكثر أهمية وخصوصية وذلك بسبب الأحداث الجارية في فلسطين وفي المنطقة، الآن يحتاج الفلسطينيون والعرب إلى طلائعهم المقدامة والمقاومة، في هذه اللحظة والمرحلة حيث تشتبك المصالح وتختل التوازنات وتنفلت شياطين التمزيق والتشويه والترويع، الآن حيث تخوض الشعوب العربية الصراع من أجل أن تحدد مصائرها ومعالم مستقبلها، الآن حيث يواجه الشعب الفلسطيني عمليات التدمير والطمس وشطب هويته ووجوده وحقوقه.
ضمن هذه المقاربات يجب فهم وثيقة الكايروس الفلسطينية بعد ثلاث سنوات على انطلاقها، لقد كانت بذرة كامنة في الوعي، ثم تحولت إلى نبته، وها هي تنمو في تربة الواقع ونيران التجربة التي أخذت تصقلها في حقل المواجهة الممتد والمعقد، إن قوتها تكمن في قدرتها على إطلاق الديناميات التي تصبح مستقلة عن محدودية البدايات، لكنها تبقى الراية التي تعيد النقاش إلى نقطة الأصل..
وأكثر ما يؤشر إلى هذه الحقيقة هو امتداد الرقعة الجغرافية التي وصلت إليها تأثيرات هذه الوثيقة التي وصلت تفاعلاتها إلى معظم بلدان العالم، وهنا لا يهم أن تكون تلك التفاعلات مكتملة أو كما نريدها بالضبط، بل المهم أنها بدأت وأخذت تتخطى النقاش اللاهوتي إلى النقاش السياسي والثقافي والأخلاقي والقيمي، والأهم أنها بدأت تفرض طرح الأسئلة حول العلاقات القائمة ما بين الدول الغربية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو قانونية، وفوق كل ذلك أنها بدأت تؤشر إلى دور المسيحيين الفلسطينيين والعرب ومكانتهم القومية والاجتماعية والثقافية في كينونة وصيرورة الأمة، وعندما تبدأ الأسئلة يستحيل وقفها، وعندما يتبلور الوعي يتحول إلى قوة فعل.
هذا الواقع الناشئ هو السبب وراء انفعال وغضب جماعات الضغط الصهيونية التي باتت مضطرة للمواجهة في ميدان كانت تعتبره مجالا خاصا وحيويا لها وحدها، والخطورة بالنسبة لتلك الجماعات أن هذه المواجهة لم تعد مع الفلسطينيين أو العرب فقط، بل انضمت إليها كنائس وجمعيات وشخصيات ونشطاء في قلب بلدان أوروبا وأمريكا الأكثر دعما واحتضانا ودفاعا عن السياسات الإسرائيلية، والذين لا يمكن إحراجهم أو اتهامهم أو إسكاتهم بحجة عدائهم لليهود، لأنهم ليسوا كذلك.
والآن، إن أكثر ما تحتاجه هذه المبادرة وفي هذه المرحلة التاريخية بالذات هو تمكينها وتطوير تفاعلاتها وتعميق أفكارها الابتدائية لتشمل مستويات وعناوين جديدة، بحيث تشكل قوة جذب لقطاعات وفئات اجتماعية جديدة، وأيضا إيصالها لمساحات جغرافية جديدة، والأهم أن تتحول إلى رافعة وطنية وقومية، وهذه ليست مهمة المسيحيين الفلسطينيين والعرب فقط، بل هي مهمة الجميع، ذلك لأن حقل المواجهة في هذه المرحلة التاريخية هو حقل شاسع وممتد، ويشمل كل أسئلة وتحديات الواقع وأحلام المستقبل الفلسطيني والعربي على حد سواء.
والسؤال هنا هو: هل تعي القوى السياسية والمؤسسات الاجتماعية والمثقفون والإعلاميون والنشطاء الفلسطينيون والعرب، قيمة هذه المبادرة كما وعتها المؤسسات الصهيونية فأعلنت الحرب عليها وعلى لجانها والشخصيات التي تحملها وتروج لها. وهل يعي ويدرك الإطار الفلسطيني والعربي بمختلف أطيافه، أو معظمها، قيمة هذه المبادرة النوعية بحيث يشكلان امتدادا وحاضنة اجتماعية وثقافية وسياسية للوثيقة، بما يجعل منها فعلا فلسطينيا وطنيا بامتياز وفعلا قوميا عربيا بامتياز، أم سيجري اختزالها وحصرها في بعدها المسيحي وبهذا يحكمون عليها بالبقاء في حدود النظرة الدينية أو الطائفية الضيقة، وهو ما يتمناه مناهضو الوثيقة الذين أجبرتهم على النزول إلى ميدان المواجهة وأزاحتهم بالتدريج من وضعية الهجوم ودفعت بهم بالتدريج نحو وضعية الدفاع وفي أكثر من موقع.
هذا هو السؤال، وعليه: "هنا الوردة فلترقص وهنا الصخرة فلتقفز".




#نصار_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح الخير ياعيد الميلاد!
- التحدي السوري ومأزق الديمقراطية الكولونيالية في دول - الربيع ...
- الشعب السوري: هو البطل الملحمي وقوة الحسم..شيئ من السياسة وب ...
- التحولات في الشارع العربي.. هي ستنحج في استعادة الذات والقطع ...
- سورية: الصراع على المستقبل


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار إبراهيم - وقفة حق -كايروس فلسطين- و-الربيع العربي-: هكذا يرفع المسيحيون الفلسطينيون راية المقاومة